المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البعثة من جديد



إيمان ربيعة
03-04-2015, 06:58 PM
البعثة من جديد

لبسم الله الرحمان الرّحيم

المقدّمة:
الحمد لله حمدا كثيرا طيّبا مباركا فيه، الحمد لله أوّلا و آخرا، الحمد لله عدد خلقه، و رضى
نفسه و زنة عرشه و مداد و مداد كلماته، و الصّلاة و السّلام على رسول الله،
و أشهد أنّ لا إله إلا الله و حده لا شريك له و انّ محمّدا عبده و رسوله، و صفيّه، و حبيبه،
أدّى الأمانة، و بلّغ الرّسالة، و نصح الأمّة فكشف الله به الغمّة، فصلوات ربّي و سلامه عليه
و آله، و صحبه أجمعين، و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين.
أمّا بعد:
فإنّ الواقع الذي نعيشه واقع مرير، و قد جاءنا كم من نذير يدعونا و يذكّرنا و يُعْلِمُنا أنّ أمر
الله حاصل لا محال ، فيجاهد كلّ منّا هذه الإرشادات،و يتجاوزها و يدوس على التّهديدات
و الوعيد،و يُؤمّل للبعيد ، إلا ما رحم ربّي. إنّها المصيبة العظمى و خطب الجلل.
- و في ظلّ هذه الظّروف و الأحداث اللّامتناهية و الوقائع التّي تسردها الأيّام .. هنا يجب
على المرئ أن يشعر بالمسؤولية و يعاتب نفسه،بل و يحاسبها على تقصيرها ..
آنت الفرصة و وجدت المجال قد فتح أمامي للتّأمّلات، و إضافة ما يخطر ببالي من حقائق
علميّة و ترجمتها إلى الواقع العملي ، فالمعرفة ليست غاية في حدّ ذاتها، بل هي ذريعة لتحقيق
منفعة عملية تعود علينا بالخير في الدّنيا و الآخرة.
- تسلّل إلى خاطري واقع الشّباب، و استحالة دأبه أن تعاشرها و باتت الخواطر أفكارا أوثقتها
الإرادة و خيّمت على عرشها العزيمة، حيث تقرّر ما يسّره الله لي.

فما كان الموضوع ؟

* إنّه حال الغارقين في ظلمات بحر الهوى، الذين سلكوا طريقا مظلما، و خاظوا الغمار،
و خلّفوا الآثار، و عاشوا الإبتكار، و نبذوا سيرة الأخيار ..
قال تعالى في كتابه: " ِإن يَتَّبِعُونَ إِلّاَ الظَّنَّ وَ مَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَ لَقَد جَاءَهُمْ مِن رَبِّهِمُ الهُدَى "
(23)النّجم.
و أنا أسطّر هذه البلوة العظيمة بعبرات الأسى على شبابنا اليوم، و قد قبضت أهوال الموقف
على قلبي و تقطّعت الأكباد، وقست القلوب، و سكنت الرّغبة في الجنان، و رهنوا أنفسهم
بالنّيران، و أذاقوا أنفسهم الذّيفان، و تجرّدوا من التّقوى و الإيمان ..
قال الله جلا و علا في تنزيله: " كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ "
(21)الطّور.
أفلت جماجمهم من الألباب ،يمشون في درب الضلال مُعتّبٍ، قد أخفيت عثراته بضباب..
كنت قد سطّرت المشكلة الأساسيّة الّتي تعترض طريقنا و تواجهنا في متابعة المسيرة إلى برّ
الأمان، و تحول بنا دون الصّراط المستقيم. إنّه إتّباع الهوى.
لكن لن تهلك أمّتنا فالأوبة لنا و لشبابنا، و بإذن الله الواحد الأحد الصّمد نخصم من اللّذوذ و الله
ينصر الذين آمنوا، و ما علينا إلا ان نجاهد في سبيل هذا الدّين، و نذود عنه و نفديه بأرواحنا
قال الله عزّ وجلّ في القرآن: " وَ الّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَ إِنَّ الله لَمَعَ المُحْسِنِينَ "
(69)العنكبوت.
- أيا عبد الله و ما الذي جعلك تتّبع هواك و ترغب عن ما جاء به خليلنا و حبيبنا المصطفى
صلّى الله عليه و سلّم؟! ألغرض من الدّنيا قليل (الثّقافة الغربيّة،الموظة،التّفتّح و التّطوّر..)
هذا ما يزعمون!.
و هل التّطوّر و الثّقافة في اتّباع الكفّار، و محاكاتهم و تقليدهم؟! كلّا و الذي نفسي بيده
إنّه التّخلّف عينه، و الجهل و الغفلة بالحقائق، فلا يكلّف نفسك أن تبحث عن الحقيقة، وعن الحقّ
لأنّه بادي نور على نور ساطع من بعيد.
أمّا عن الثّقافة الغربيّة فتعالوا بنا ننظر في خباياها و بهرجها و زيفها و خُبثِ نوايا الغرب،
و لنُسلّط الضوء على ظلمةٍ حالكة مَنَعَت شبابنا من رُؤية السّراج الذي ينوّر قلوبهم حقّا.
* الثّقافة الغربيّة و إعلان الغرب الحرب على الإسلام :
- أدرك واقع أمّتنا ما يُسمّى بالثّقافة المعاصرة، و اتّباع الموظة، و التّمسّك بها..عضّوا عليها
بالنّواجذ، و خالفوا أمر نبيّنا بأبي هو و أمّي، و كان هذا هو الشّرك العظيم الذي وقع فيه إقدام
شبابنا بخطوات زاغت عن طريق الحقّ نحو الشّقاء، أعاذنا الله من الشّقوة و الذّلّ. إذ يُبصر
و هو أعمى، و يسمع و هو أصمّ، " قست القلوب".إلّا ما رحم ربّي.
قال الله تعالى: " أَفَرَءَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَ أَضَلَّهُ الله عَلَى عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ
وَ جَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ الله أفَلَا تَذَكَّرُونَ "
(23)الجاثية.
- أقفرت بلاد المسلمين من الأبطال، و من الرّجال و نضبت الهمّة فأصبح التنفّس صعبا في هذا
الجوّ، و ما العمل إذا وقع الزّيف على شباب أمّتنا فأمست شهواتهم لا تتجاوز بطونهم.
إنحطّت مكانة الحضارة عندنا، و رسموا مختلف الشُّعب، و مشوا في الظّلمات، و رغبوا عن
النّور الذّي جاء به سيّد ولد آدم.
* عن أبي سعيد الخدري رضي الله أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال: " لَتَتَّبِعُنّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُم
شِبْرًا بِشِبرٍ وَ ذِرَاعًا بِذِراعٍ حَتّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ. قُلْنَا: يَا رَسول الله اليَهُودَ وَ
النّصَارى؟ قال: فَمَنْ " رواه البخاري.
و هذا الحديث يؤكّد ما آلت إليه الأمّة الإسلاميّة من فقدان لهوّيّتها، و اضمحلال لشخصيّتها،
و هذا ناتج لإتّباعها لأعدائها، و تقليدهم في كلّ صغيرة و كبيرة، تاركين وراءهم هدي نبيّهم
صلّى الله عليه وسلّم، بأبي أنت و أمّي يارسول الهدى.
أنظر من تحاكي حقيقتهم بشعة، قُذِفنا بالنّبل السّامّة، و الرّماح المشتعلة بخُبثِهم، و فؤاد الأمّة
يقطر دما، و ألما و حزنا على هذا المصير المخزي. و أنت تفتأ تذكرهم و تتأسّى بهم، لبئس
مثوى المتكبّرين.

و للحديث بقيّة

محمد محمد أبو كشك
06-12-2015, 02:09 PM
بارك الله فيك استاذة ايمان
غير ان لي تحفظ على العنوان

نستطيع ان نقول اقامة سنة المصطفى
او على خطى الرسول عليه الصلاة والسلام

لكن البعثة من جديد عنوان يحتاج تصويب
فلا بعثة بعد بعثة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
والموضوع ممتاز ونتابع ان شاء الله ونتلمس حسن النية بكل تاكيد

ناديه محمد الجابي
07-12-2015, 04:12 PM
جزاك الله خيرا أختي .. سلمت يداك على هذا الموضوع الرائع والقيم
أجزل الله لك المثوبة ورفع قدرك وجعل ما تكتبين في ميزان حسناتك
أؤيد رأى أستاذ محمد فيما قال عن العنوان ـ ولبقية موضوعك نحن منتظرين
ولك جل تقديري وتحياتي.

إيمان ربيعة
13-12-2015, 07:29 AM
بارك الله فيك استاذة ايمان
غير ان لي تحفظ على العنوان

نستطيع ان نقول اقامة سنة المصطفى
او على خطى الرسول عليه الصلاة والسلام

لكن البعثة من جديد عنوان يحتاج تصويب
فلا بعثة بعد بعثة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
والموضوع ممتاز ونتابع ان شاء الله ونتلمس حسن النية بكل تاكيد

بارك الله فيك أستاذ محمد أبو كشك
صحيح العنوان لم أقصد البعثة النبوية
بل أقصد الأمة حين تعود
إلى العمل بشرائع الدين و كأنّها بعثت من جديد
هذا و لو أتيحت لي فرصة لغيّرت العنوان
بارك الله فيكم على حسن الظنّ
و النصح و الإرشاد
تقديري و احترامي:gr:

إيمان ربيعة
13-12-2015, 07:33 AM
جزاك الله خيرا أختي .. سلمت يداك على هذا الموضوع الرائع والقيم
أجزل الله لك المثوبة ورفع قدرك وجعل ما تكتبين في ميزان حسناتك
أؤيد رأى أستاذ محمد فيما قال عن العنوان ـ ولبقية موضوعك نحن منتظرين
ولك جل تقديري وتحياتي.


و جزاك ربي الجنة غاليتي:0014:
أرى فيك نقاء المعدن و الطهر و العفاف
و لا أزكيك على الله
تحيتي و مودتي:014:

الدكتور ضياء الدين الجماس
15-12-2015, 09:00 PM
بورك القلم والمداد
وجزاك الله خيراً