تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دماء ودمى "مجلة الرابطة العدد86"



علاء سعد حسن
07-04-2015, 11:55 AM
دِماء ودُمَى

ذكاءه الحاد انقلب إلى نوع من الدهاء والمكر.. يفتك بمنافسيه على رقعة الشطرنج.. منذ طفولته وهذه الهواية تكبر معه..
يمارس حربه الضروس على رقعة الشطرنج عدة ساعات كل يوم.. أقرانه يجدون في لعبة الشطرنج هواية لتنمية مهارات الذكاء وتجربة الخطط المختلفة وتقوية الملاحظة وسرعة رد الفعل وتسلية ممتعة.. أما هو فيشعر أنه يمارس القتل الحقيقي من خلال اللعبة الشهيرة.. كل طاقة التدمير الدفينة لديه يترجمها على الرقعة، يمارس القتل الفعلي عندما يقتل جنديا ضعيفا في خط الحماية الأول من جيش المنافس..

عندما يقتنص فيل أو حصان يشعر انه يفتك بالجيش المنافس فتكا..
وعندما يأخذ ( طابية ) فقد قام بتدمير قلعة من قلاع الأعداء!!

تنامت داخله الفكرة الجهنمية وهو يمارس اللعبة ساعات طويلة لتشغل جزء رئيس من حياته اليومية..
تطور الأمر من حب تدمير الخصم على الرقعة، إلى إجادة فن التضحية بالقطع والدمى من جيشه في سبيل الوصول إلى هدفه الأكبر وهو النصر الساحق الماحق..

لم يعد يهتم كثيرا بجنوده الضعفاء وهو ينقلهم نقلات تبدو متهورة متسرعة، ليحصدهم المنافس حصدا، طالما انه يفتح طريقا في جيش المنافس للوصول إلى قلب الملك، يحرص كل الحرص على جندي واحد أمام الحصان في الجبهة اليمنى من الرقعة، يبقيه ساكنا لا يحركه أبدا مهما استدعت ضرورات اللعب، ربما يحتاج إليه في الترقية إلى وزير عندما يخسر وزيره في لعبة مندفعة أخرى لإغراء المنافس بفتح ثغرة جديدة يحاصر بها ملكه..
ليس لأي دمية من دمى الشطرنج قيمة خاصة عنده إلا بما تحققه له من نشوة الانتصار.. جميعها قابل للتضحية ليحقق الفوز الأكيد..
ضحكة خبيثة يطلقها عندما يحقق الفوز بالمباراة ومنافسه يقارن بين عدد قطع كل منهما على الرقعة ويقول له في حسرة: - كيف خنقت الملك، وعدد قطعي تقريبا ضعف عدد قطعك، ومع ذلك تفوز بالمباراة؟!

تتحول ابتسامته الكريهة إلى ضحكة عالية أكثر بغضا وضراوة وهو يهمس بصوت كالفحيح ضاغطا على أسنانه:
- ليس المهم أن أضحي بأوراقي كلها فالعبرة بتحقيق هدفي النهائي.. وقد تحقق..
مع سنوات العمر وتقلد المناصب القيادية تحولت معه الهواية البغيضة للقتل والتدمير والتضحية بقطع جيش الخصم وقطع جيشه معا للوصول لنصر شخصي يحقق له النشوة العارمة، إلى واقع يمارسه.. فتحولت الدمى المتساقطة على رقعة الشطرنج إلى دماء في الميدان..

القتلى يتساقطون وهو منتشي يشعر بقرب الوصول إلى خنق الملك بعد نقلتين أو ثلاثة ولو ضحى في سبيل ذلك بوزيره الأول والفيل والحصان والطابية!!

نشرت بمجلة رابطة الادب الاسلامي الفصلية العدد الأخير 86

علي الحسن
07-04-2015, 02:00 PM
نص جميل.. سعدت بمصافحة حرفكم أخي الكريم

تحياتي

خلود محمد جمعة
08-04-2015, 10:46 AM
رمز عالي واسقاط سياسي ذكي
الجميع قابل للتضحية لتحقيق رغباته وأهدافه والتمتع بنشوة ألم وكسر المقابل له وهزيمته بكل الطرق التي تمكنه من تحيق الفوز
وطرح قضية اجتماعية هامة
ممارسة لساعات طويلة تحولت الى إدمان مرضي مع التفاعلات الداخلية وتطوير الافكار الى عدوانية بحتة ثم الى انانية محضة
قصة حيكت بمهارة أسلوبها وسردها وحبكتها وفكرتها العميقة
كل التقدير
بوركت

علاء سعد حسن
09-04-2015, 02:12 AM
نص جميل.. سعدت بمصافحة حرفكم أخي الكريم

تحياتي


بل انا في غاية السعادة اخي علي الحسن.. لمرور حضرتك الجميل وثنائك الحسن

دمت بود

علاء سعد حسن
11-04-2015, 06:56 AM
رمز عالي واسقاط سياسي ذكي
الجميع قابل للتضحية لتحقيق رغباته وأهدافه والتمتع بنشوة ألم وكسر المقابل له وهزيمته بكل الطرق التي تمكنه من تحيق الفوز
وطرح قضية اجتماعية هامة
ممارسة لساعات طويلة تحولت الى إدمان مرضي مع التفاعلات الداخلية وتطوير الافكار الى عدوانية بحتة ثم الى انانية محضة
قصة حيكت بمهارة أسلوبها وسردها وحبكتها وفكرتها العميقة
كل التقدير
بوركت


شاكر مرورك العطر استاذة خلود.. وقراءة ثاقبة لنص ليس حديث الكتابة وان كان حديث النشر لقد كتبته قبل عام ونصف تقريبا

رويدة القحطاني
09-05-2015, 11:02 AM
هكذا هو المشهد في العالم الثالث والشعوب والدول بالنسبة لبعض الزعماء ليست أكثر من رقعة شطرنج
قصة جميلة وإسقاط سياسي رائع
لكن في لغتها أخطاء كثيرة تصدم القارئ

كاملة بدارنه
14-05-2015, 08:06 PM
صوّرت شخصيّة مريضة بسلوكها الغريب والعدواني، ورمزت للواقع الذي يعيشه زعماء وشعوب مسحوقة
تمنّيت المراجعة اللّغويّة
بوركت
تقديري وتحيّتي

علاء سعد حسن
15-05-2015, 06:45 PM
هكذا هو المشهد في العالم الثالث والشعوب والدول بالنسبة لبعض الزعماء ليست أكثر من رقعة شطرنج
قصة جميلة وإسقاط سياسي رائع
لكن في لغتها أخطاء كثيرة تصدم القارئ


شكرا استاذة رويدة القحطاني..
ونعم
هو مشهد من قصة حمراء في أرض خضيبة
مشت الكتيبة تنشر الهوال في إثر الكتيبة
والناس في صمت وقد عقدت لسانهم المصيبة
حتى صدى الهمسات غشاه الوهن

علاء سعد حسن
17-05-2015, 08:33 PM
صوّرت شخصيّة مريضة بسلوكها الغريب والعدواني، ورمزت للواقع الذي يعيشه زعماء وشعوب مسحوقة
تمنّيت المراجعة اللّغويّة
بوركت
تقديري وتحيّتي


شكرا مرور حضرتك الكريم
وقراءتك الواعية للنص
وتظل المراجعة اللغوية الهاجس الذي لا يدرك

ربيحة الرفاعي
04-06-2015, 11:49 PM
قصّة بحبكة أفقية تداعت مشاهدها باتجاه التوتر الحدثي المشكل لمحورالفكر، مؤثث له باستعراض ذكي لدخيلة البطل رسم ملامح شخصيته وهيأ لقبح القادم يإطار النمو المنطقي للشخصية
السرد شائق رغم عثرات اللغة، وجلّها مما أثق أن أديبنا قاد على ضبطه ببعض مراجعة

دمت بخير

تحاياي

ناديه محمد الجابي
01-10-2018, 07:58 PM
اسقاط سياسي ذكي، ورمز عالي بسرد سلس وأسلوب ماتع
نفسية مريضة ـ يجد في سحق وتدمير وقتل كل قطع الجيش سبيلا لتحقيق هدفه
ليحقق لنفسه نشوة الانتصار والفوز الأكيد
نص لا يخلو من حنكة وبراعة وحبكة تتمثل في انتقاء تفاصيل
ذات مغزى بطريقة ماهرة.
نص مميز بصياغته وبمراميه.
:002::004::005::002: