تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حيرة مقتبسة من البكاء على الأطلال



محسن العافي
10-05-2015, 03:12 AM
حيرة مقتبسة من البكاء على الأطلال
بين صدى تلك الكلمات التي تعودت أن أسبح في سمائها،الآن سمَوت بفضلها، ثم تَلَوْت عنها زُبُرَ الأولين ،استوقفتني أيَّامٌ قرأت للذين سمَت بهم الكلمة في سراياها ،فعم الجمال جهاتهم التي ولَّو وجوههم نحوها ، كل الأشياء صارت عندي سرابا لما ارتبطت بمناحي الحياة الآنية ، كلِمَات كانت لها القيمة المثلى في سمُوِّ مجتمعات،و كان لها الصيت المدوي ، وتعالت في سماء الأمكنة العبارات المتألقة التي ارتبطت بإحقاق الحق.
ولما كُنْتُ هاهنا أتحدث الآن، كنت أعيش الماضي في جيوب الحاضر، وأجهش للبكاء على أطلاله ،هكذا أكون هائما على وجهي ،لا أدري لنفسي طريقا سويا، إلا ما قد اجتمع لي من رحلتَيْ الذهاب إلى هدوء الماضي، والإياب إلى فوضى الحاضر ،فهل أنا مجتر الماضي بكل حيثياته ؟أم أنا متعصِّب لا يحب ما حملته كل أشكال الحداثة المبتدعة؟أم هي حيرة على غرار البكاء على الأطلال، أم أن الأمور تسير من غير أن آذنَ لها العبث بحياتي الآنية؟،صراحة، صِرت لا أعلم شيئا عنها، إلا ما قد رُسم منها بمداد من ذهَبِ، ذَهَبَ رفقة أيام طفولة شاردة ،أما الآن، فلا غَرْوَ أن أقول: ما مصير هذا الكل وقد اختلط ،حتى امتزج الشيء بالشيء على اختلاف تأثيراته في إسرائنا وعروجنا عبر غياهب الأزمنة؟ ، طبعا شاء القدر أن تاهت منا أصول الحياة .

بابيه أمال
11-05-2015, 01:39 AM
لم تظلم بعد..!
لا زال كتاب الله بين ظهرانينا..
وما زال نور الأولين يضيء جوانب الطريق لمن سلكوا نفس دربهم وما تبق من معالم يتجلى ب "اقرأ وارتق"..

هو زمن الغربلة.. هذا الذي كتب علينا أن نراه اليوم لعل القسط الأكبر منا يصحو إلى ربه بإخلاص !!

الأخ محسن العافي
عافاك الله وإيانا من التيه..
شكرا لخاطرة عميقة الرؤيا والدلالة..

تقديري والدعاء باللطف أخي..

خلود محمد جمعة
11-05-2015, 07:58 AM
للماضي العريق جذور نعود اليها تمعنا وتأملا واستفادة كما للحاضر واقع مضيء من الاجحاف ان نتجاهله فغلى الرغم من كل الحداثة والتخبط فهناك من الروائع الادبية والفكرية الكثير
حيرتك لسمو روحك فاجلس اخي على شرفة الحاضر و ستجد الكثير مما يغذي روحك وقلبك وفكرك
فكر جاد ونبيل بطرح طيب وحرف نقي
بوركت وكل التقدير

ربيحة الرفاعي
15-05-2015, 01:51 AM
استوقفتني أيَّامٌ قرأت للذين سمَت بهم الكلمة في سراياها ،فعم الجمال جهاتهم التي ولَّو وجوههم نحوها ، كل الأشياء صارت عندي سرابا لما ارتبطت بمناحي الحياة الآنية ، كلِمَات كانت لها القيمة المثلى في سمُوِّ مجتمعات،و كان لها الصيت المدوي
ما يزال في فضاء الكلم ما يسموا بالأمم ويرتقي بأحوالها ، وما يزال في أهله من يحملون الهم بهمّة ويشغلهم أمر الأمة
فلا يأخذنك اليأس أيها الكريم


فهل أنا مجتر الماضي بكل حيثياته ؟
أم أنا متعصِّب لا يحب ما حملته كل أشكال الحداثة المبتدعة؟
أم هي حيرة على غرار البكاء على الأطلال؟
أم أن الأمور تسير من غير أن آذنَ لها العبث بحياتي الآنية؟
مشروعة تساؤلاتك ومؤثرة وثقيل محمول نصك موغل في السى لما وصل إليه الحال
لكن الخير ما يزال في الأمة وفي الحرف والإبداع
والقادم بجهود الحريصين أجمل

دمت بخير أيها الكريم

تحاياي

وليد مجاهد
30-07-2015, 06:53 PM
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الخير في وفي أمتي إلى يوم الدين
وطالما بقي القرآن الكريم فينا فالخير باق ونور الله والحق يملآن القلوب
نثرك عميق
لك شكري

وليد عارف الرشيد
30-07-2015, 08:55 PM
خاطرة بديعة بكل ما حملت من أسى وخيبة بحاضر اختزل الأمجاد والماضي العريق بذكره فقط
استمتعت جدا بهذه المقطوعة الأدبية الفكرية السامقة
مبدع وجميل أخي الكاتب
مودتي وإعجابي وتقديري

كاملة بدارنه
01-08-2015, 10:57 AM
شاء القدر أن تاهت منا أصول الحياة .
أهو القدر أم نحن بإرادتنا ونتيجة ضعفنا؟!
كلمات مؤثّرة جدّا، ولا بدّ لنا من تحديد من نحن من جديد!
بورك القلم الواعي
تقديري وتحيّتي

ناديه محمد الجابي
25-01-2024, 10:19 AM
أن الهداية إنما هي توفيق من الله سبحانه لعباده، غير أن هذا لا ينافي أن يتعرض العبد لأسباب الهداية،
طلباً لها، وسعياً للوصول إليها؛ لينال رضا الله في الدنيا والآخرة.
كالمريض يأخذ الدواء طلباً للشفاء، مع أن الشافي في الحقيقة هو الله رب العالمين،
من لم ينور الله قلبه بنور الإيمان، ويهده إليه، فهو في ظلمة عمياء، لا نور له، ولا يهتدي أبداً.
كان من دعائه صلى الله عليه وسلم:
( اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي بصري نوراً، وفي سمعي نوراً، وعن يميني نوراً، وعن يساري نوراً،
وفوقي نوراً، وتحتي نوراً، وأمامي نوراً، وخلفي نوراً واجعل لي نوراً) متفق عليه.
بوركت ـ ولك تحياتي.
:tree::os::tree: