تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وطنيّةٌ متبجّحة !



جبر البعداني
10-05-2015, 09:11 AM
ربّيتُ ديك الأمنيات لأذبحَه
قربان عشقٍ عند باب المشرحة

ونذرتُ آخر ما تبقّى من فمي
شعرًا دراميًّا لوصف المذبحة

حزنٌ ؛ مواجيدٌ ؛ نحيبٌ ؛ أدمعٌ
موتٌ جماعيٌّ ؛ نعوشٌ ؛ أضرحة

هذا وريدٌ نازفٌ ؛ هذي يدٌ
تهوي بسكّينٍ عليه لتجرحَه

وحرائقٌ في الغيم تحت رمادها
مطرٌ يضمّ الزند حتّى يقدحَه

فهدوء ما قبل العواصف مرعبٌ
جدًا وباسم الريح تهذي المروحة !

لي أَيُّهَا الموت المشاكس لحظةٌ
في العمر ضاعفت الرهان لتربحَه

كفٌّ تلمّ شتات نفسي مرّةً
أخرى فارجع للفراغ لأطفحه

أمٌّ تحيل الرمل في دعواتها
ريشًا وتبتدع الحجارة أجنحة

ما بين مصحفها وثوب صلاتها
سجّادةٌ عِدْل السماء موشّحة

جسرٌ من الصلوات تعبره إلى
باب الخلود بسورتين ومسبحة

وبسجدةٍ في الليل تسحب من دمي
قلبًا تأبّط مصحفًا كي تفتحه

منديلها : كفٌّ بخمس أناملٍ
علقت على خد الصَّبِيِّ لتمسحه

تدعو وخلف الباب طفلٌ متعبٌ
يستعطف الأشواق كي لا تفضحه

تبكي فتشتعل الشجون قصائدًا
خضراء ناعمة الحروف مُسرّحة

أمّاه والجرح الطريّ يشدّني
لألمّ دمع المتعبين وأسفحَه

والفجر شيخ العارفين يقول لي
ما أجبن الليل البغيّ وأقبحه !

فيصيح ملء الصوت صوت عروبتي
وأطير روحًا في الفضاء مجنّحهة

وجعي على الوطن الغضنفر كلّما
وقفت كلاب العالمين لتنبحه

أمّاه كيف ينام طفلٌ أمّهُ
لم تحتضن هندولهُ لتمرجحَه ؟!

ومتى سينعم بالرخاء مواطنٌ
وبلاده صِفر اليدين مشلّحة ؟!

نزفتْ إلى أن قيل : حسبكِ؛ فارتمتْ
مدنًا على سُرُر الفناء مُجرّحة

كفرتْ بما قدّمتهُ في موطنٍ
حدّقتُ في كلّ العيون لألمحه

والعمر كل العمر فيه أضعتهُ
ما كنت أملك غيره كي أمنحه

تركت لمن عذلوا شراسة لهجتي
واستغربوا وطتنيّتي المُتبجّحة

وطنًا يفتّش عن زعيمٍ ثائرٍ
يكفي لأعتزل الهجاء وأمدحَه

ليظل هذا الشعر تهمة شاعرٍ
الأبجديّة لعنةٌ لن تبرحه

محمد ابوحفص السماحي
10-05-2015, 12:31 PM
]الأخ الشاعر جبر البعداني
تحياتي
نادر في زماننا هذا الشعر المشحون عاطفة صادقة.. و المفروغ في قوالب نادرة هي كذلك..
و النادر هو الماكث في الأرض ..و ما عداه فغثاء كغثاء السيل...
تحياتي و إعجابي بالقصيدة كلها.. و لتسمح لي القصيدة أن أعانق هذه الثلاثية
والعمر كل العمر فيه أضعتهُ
ما كنت أملك غيره كي أمنحه

تركت لمن عذلوا شراسة لهجتي
واستغربوا وطتنيّتي المُتبجّحة

وطنًا يفتّش عن زعيمٍ ثائرٍ
يكفي لأعتزل الهجاء وأمدحَه

تقبل محبتي و تقديري

مصطفى رجوان
10-05-2015, 12:52 PM
قصيدة تلبس ثوب العمود بقلب حر
أثارت انتباهي مجموعة من المسائل،منها:
ابتداء الأبيات غالبا بــ:
فعل مع التاء المتحركة : ربّيتُ،نذرتُ
أو فعل مع التاء الساكنة : نزفت،كفرت،تركت
أو فعل مضارع : تبكي،تدعو
أو بأسماء نكرة : جسر،حزن،حرائق،هدوء،كف
كما يطغى الخبر ويكاد ينعدم الإنشاء.
وما أثار انتباهي أيضا: كثرة صرف الممنوع من الصرف من صيغ منتهى الجموع.

منديلها : كفٌّ بخمس أناملٍ

في هذا التعبير لا أرى جديدا فالأنامل خمس ولو تغير أنامل يكون أحسن أو تكمل بالاستغناء عن خمس أنامل

تمنيت لو تعيد تشكيل القصيدة العمودية على نسق حر يكون أبهى،
أعجبتني أبيات:

جسرٌ من الصلوات تعبره إلى
باب الخلود بسورتين ومسبحة

وجعي على الوطن الغضنفر كلّما
وقفت كلاب العالمين لتنبحه

وحديثك عن الأم والوطن الأب ذو شجون
تحياتي وودي

حيدرة الحاج
10-05-2015, 03:24 PM
سلام عليك ايها الشاعر والشعر ينبض بك ...رايت الجمال وعانقته هنا بين كلماتك و ما اشد وقع قافية الهاء على النفوس التي ترتشف الجمال وتستسيغه وتطرب له

تقبل اعجابي

عبد السلام دغمش
10-05-2015, 06:38 PM
"أماه والجرح الطريّ يشدني
لألمّ دمع المتعبين وأسفحه "

قصيدة جميلة برغم نبرة اليأس الممتزجة بالوجع..
وهو نزيف أصاب الأوطان يخفق له قلب الشاعر الأبي.
محبتي وبورك النبض الصادق.

د. سمير العمري
31-05-2015, 06:55 PM
الله الله!

قصيدة رائعة أطربتني جل أبياتها وهزني كل شعورها ونواحها على غضنفر أسلم قدره للكلاب تنبحه.

لست أتفق مع ما قاله مصطفى رجوان وأراك أجدت في أكثر الأبيات وبات حرفك يعود لأرض الواقع بنصوص تلامس الحقائق وترسم الصور الشعرية الخلابة وهذا ما يميز شعرك.

طبعا هناك بعض هنة سهو طباعة ليس إلا.

للتثبيت

ودام ألقك الزاهر وأداؤك الباهر!

تقديري

هبة الفقي
01-06-2015, 12:14 AM
الله
ما أجمل هذا الحرف ..لله درك شاعرنا
حرف قوي متمكن بديع
أبدعت
تقديري

أحمد رامي
02-06-2015, 12:33 AM
نزفتْ إلى أن قيل : حسبكِ؛ فارتمتْ
مـدنًا على سُــــرُر الفنـــاء مُجرّحة

ملفت للنظر هذا البيت , و له أقران كثر في القصيدة ,
حيث نجد التشكيل التركيبي للغة ممتزجا مع التصوير الحركي للمعنى جاء في تكثيف رائع ..
و هذا يشفع لك مرور بعض هنات بسيطة فيها .

لك تقديري و إعجابي .

احمد المعطي
02-06-2015, 10:44 AM
وطنيةٌ فوْق الغيوم مُجنَّحة
...................تومي إلى وجع الترابِ مُلوّحة
صوَرٌ تكادُ تصبُّ ملحاً في شغا
...............فَ القلب نزفاً في غمار المَذبَحةْ
وتميطُ من وجعٍ لثاماً كاذباً
................عن وجهِ آكلة القلوبِ لتطرحهْ

عدنان الشبول
02-06-2015, 12:52 PM
جميلة وأنيقة وحزينة



حفظ الله أوطاننا وأهلنا في كل مكان

محمد حمود الحميري
03-06-2015, 06:48 PM
نص مليئ بالصور الشعرية البديعة ،
تعظيــــــــــم ســــــــلام .. لروعة البيان .
تحياتي .

محمد حمود الحميري
03-06-2015, 06:48 PM
نص مليئ بالصور الشعرية البديعة ،
تعظيــــــــــم ســــــــلام .. لروعة البيان .
تحياتي .

ربيحة الرفاعي
04-07-2015, 04:21 AM
تألقت ووفقت فكان القصيد دوحة من جمال ببناءات حرفه وأنق عزفه وجمال تراكيبه وصوره
لروعة أدائك يصفق البهاء
تحاياي