تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : طأطأة - قصّة شاعرة



ربيحة الرفاعي
16-05-2015, 05:35 PM
طأطأة
قصّة شاعرة
كَيْ لا نَنْسَى أَنَّا نَنْسَى، عُدْنَا للقَاعِدَةِ الأَقْسَى: عِشْ تَجْرِبَةَ الغَدْرِ، وَجَرِّبْ طَعْمَ الخِنْجَرِ حَيْثُ تَحَجَّرَ .. فِي صَدرِ وَفَائِكَ وَاسْتَعْصَى، وَاسْتَسْلِمْ لِلوَهْمِ وَسَلِّمْ لِلوَاقِعِ، فَاللَيلُ مُقِيمٌ، وَالفَجرُ عَنِ الحُلْمِ بَعِيدٌ، وَإِبَاؤكَ جَلْدٌ وعَنيدٌ، لكِنَّكَ لِلعَجْزِ المَنْزِلُ، فَالسَّيِّدُ أَعطَى المَرْسُومَ بِتَمْلِيكِ الجَبْهَةِ لِلنَّذْلِ، وَتَرسِيخِ الذِّلَّةِ فِي البّذْلِ، وَدُونَ قَرارٍ أَو إِقْرارٍ باَعَ الفَجْرَ لِعَتْمِ القَهْرِ، بَغَى وَتَجَبَّرَ، وَسَفِينَ الظُّلْمِ بِلا حِلْمٍ فِي مِينَاءِ دُمُوعِكَ أَرْسَى..كَتَبَتْها قَبْلَ التَّسلِيمِ لِسَيْفِ العَبْدِ بِبَابِ الوَجْدِ عُيُونٌ تَنْزِفُ صَبرًا كَلَّ، وَبِالإِيمانِ يُطَأْطِئُ رَأْسًا، فِي عُمْرٍ لِلقَلْبِ القَانِتِ أَضْحَى رَمْسا.

عبد السلام دغمش
16-05-2015, 06:45 PM
الأخت الأديبة الشاعرة ربيحة الرفاعي..
ماذا نقول أمام نصّ بهذا الجمال،،
معانٍ جميلة وايقاعٌ صاحب النصّ...
وحين يتخلى المرء عن الحلم .. يكون أقرب إلى اليأس وهي مقدمك النكوص..
كنتُ قد قرأت قليلاً عن هذا الفن الجميل: القصة الشاعرة..وجمعه بين عناصر القصة والتفعيلة كما في الشعر ..
لكن : لو قمنا بتحويل النص بعد التخلص من علامات الترقيم - يتحول إلى قصيدة من شعر التفعيلة ..وبالتالي هل يمكننا تحويل نص من شعر التفعيلة ما دام فيه عناصر القصة إلى قصة شاعرة؟
أرجو الإفادة إن أمكن..
بوركتم شاعرتنا الكبيرة.
تحياتي.

صابر حجازى
17-05-2015, 02:36 PM
الشاعرة ربيحة الرفاعي
.
.
وَسَفِينَ الظُّلْمِ بِلا حِلْمٍ فِي مِينَاءِ دُمُوعِكَ أَرْسَى..
.
.

جزاكِ الله كل خير علي حرفك الرائع
بصراحة أنا عاجز تماما"
بماذا اكتب لمواضيعكِ
الشيقة والتي لا استطيع ان امر عليها مرور الكرام
لروعتها وجمالها هكذا كان هذا النص

ربيحة الرفاعي
17-05-2015, 05:45 PM
الأخت الأديبة الشاعرة ربيحة الرفاعي..
ماذا نقول أمام نصّ بهذا الجمال،،
معانٍ جميلة وايقاعٌ صاحب النصّ...
وحين يتخلى المرء عن الحلم .. يكون أقرب إلى اليأس وهي مقدمك النكوص..
كنتُ قد قرأت قليلاً عن هذا الفن الجميل: القصة الشاعرة..وجمعه بين عناصر القصة والتفعيلة كما في الشعر ..
لكن : لو قمنا بتحويل النص بعد التخلص من علامات الترقيم - يتحول إلى قصيدة من شعر التفعيلة ..وبالتالي هل يمكننا تحويل نص من شعر التفعيلة ما دام فيه عناصر القصة إلى قصة شاعرة؟
أرجو الإفادة إن أمكن..
بوركتم شاعرتنا الكبيرة.
تحياتي.

شكرا لكريم حضورك في محاولتي الجديدة في القصة الشاعرةأيها الأديب النبيل
وشكرا بحجم روعتك لجميل قراءتك

أما عن استفسارك حول ما هذه المبادلة في تصنيف النص بين شعر التفعيلة والقصة الشاعرة فالجواب أن لا فإن في القصة الشاعرة من تفاعل التدويرات الشعرية و البصرية مع التدوير القصصي ، و بوجود عوامل مساعدة مثل توظيف الموقع الإعرابي و علامات الترقيم يجعل من مضامينها اختلافاً عن مضامين القصيدة أو القصة القصيرة كلٌّ على حدة ..
ولو قمت بتخليص النص من علامات الترقيم فلن يتحول لقصيدة تفعيلة بالمعنى الصحيح، كما لن تصنع قصة شاعرة من قصيدة سطر بربط سطورها ، فادوات الربط ستحدث اختلالا في الموسيقى، وسيسقط الكثير مماَّ أراده الشاعر في نهايات السطر الشعري وانت كشاعر تعرف بالتأكيد كيف يوظف الشاعر نهايات الأسطر كما يوظف الكلمات في خدمة النص مضمونا وحسا

في النهاية .. هو لون مختلف له مقوماته فإن شئت تحويل لون ىخر إليه عازك اشتغال عليه لمده بما يميزه من مقومات وتخليصه مما ليس له من مقومات اللون الصلي للنص، وهو ما يعوزنا لتحويل قصيدة لقصة أو قصة لقصة قصيرة جدا أو غيره

أكرر شكري وإكباري لمرورك واهتمامك
ودم بخير

تحاياي

علي الحسن
17-05-2015, 07:57 PM
الأستاذة القديرة ربيعة الرفاعي

لا أملك إلا أن أصفق لجمال حرفكم، ولهذه المقطوعة الجميلة التي يطغى عليها القالب الشعري..

بقي سؤال يطرح نفسه: لأي جنس ينتمي هذا النص الجميل ؟ خاصة إذا ما عرفنا أن ارتباط القصة أيا كان جنسها يكون بمكونين أساسيين ( الحدث، والشخصية ) وفي إطار هذين المكونين تنصهر كل المكونات – كما يقول أحد النقاد – والتي تعتبر الحبكة هي الإطار العام الذي يؤطرها..

دمتم بألف خير

ربيحة الرفاعي
18-05-2015, 04:01 PM
الشاعرة ربيحة الرفاعي
.
.
وَسَفِينَ الظُّلْمِ بِلا حِلْمٍ فِي مِينَاءِ دُمُوعِكَ أَرْسَى..
.
.

جزاكِ الله كل خير علي حرفك الرائع
بصراحة أنا عاجز تماما"
بماذا اكتب لمواضيعكِ
الشيقة والتي لا استطيع ان امر عليها مرور الكرام
لروعتها وجمالها هكذا كان هذا النص



فيوض التحايا لهذا الحضور المجبول على النبل يضفي من سموق ذاتك على النص ألقا

دمت بخير أديبنا

ربيحة الرفاعي
18-05-2015, 04:15 PM
الأستاذة القديرة ربيعة الرفاعي

لا أملك إلا أن أصفق لجمال حرفكم، ولهذه المقطوعة الجميلة التي يطغى عليها القالب الشعري..

بقي سؤال يطرح نفسه: لأي جنس ينتمي هذا النص الجميل ؟ خاصة إذا ما عرفنا أن ارتباط القصة أيا كان جنسها يكون بمكونين أساسيين ( الحدث، والشخصية ) وفي إطار هذين المكونين تنصهر كل المكونات – كما يقول أحد النقاد – والتي تعتبر الحبكة هي الإطار العام الذي يؤطرها..

دمتم بألف خير

أهلا بكم أديبنا الفاضل، وشكرا لمرورك الكريم على محاولتي في هذا الفن المبتكر

على الرابط هنا تجد ما تغطيه معلومتي القاصرة في هذا الفن
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=78452

وفي مقالات وأبحاث كثيرة تجدها في قسمي " قضايا أدبية وثقافية" و " النقد التطبيقي والدراسات النقدية" تجد شرحا وافيا بقلم مبدع القصة الشاعرة الدكتور محمد الشحات محمد ونخبة من رواد هذا الفن

فيوض شكري لمرورك
وكريم ردك

تحاياي

ربيحة الرفاعي
18-05-2015, 04:15 PM
وعودة على ملاحظة الشاعر المبدع عبد السلام دغمش

لو قمنا بتحويل النص بعد التخلص من علامات الترقيم - يتحول إلى قصيدة من شعر التفعيلة ..
أضيف ...
كنت قرأت في ردّ للشاعر مبدع هذا الفن د. محمد الشحات محمد ما يقول :
"وهل إذا حذفت علامات الترقيم الموجودة في المقال يتحول إلى مسرحية..
وهل عدم وضع علامة الاستفهام في الجملة السابقة حولها من أسلوب إنشائي إلى خبري.. ؟
وإذا كان من الممكن تحويل قصيدة التفعيلة إلى قصة شاعرة بمجرد حذف علامات الترقيم مع وجود الشخصية والحدث لكانت قصائد محمود درويش قصص شاعرة مع ملاحظة أن قصائده عبارة عن مقطوعات تنتهي غالباً بالتسكين، وهو ما مايمنعه شرط التدويرين العروضي والقصصي. ثم إن المقامة بها شخص وحدث، فهل يمكن اعتبارها قصة قصيرة ؟

لكل فن معاييره، وإن اشتركت الشاعرية، وتقنيات أدبية النص مثل التبادل والتجاور وغيرها في النظريات النقدية عربيا وغربيا..
وأخيراً فإن كل قصة شاعرة هي شعرية بالطبع وليس العكس.. "

وأضيف هنا أن وجود الروي الداخلي /السجع في هذا النص لا شأن له بمعايير القصة الشاعرة فهي لا تعني بذلك ..

وأود هنا طرح قصة الدكتور محمد الشحات محمد " أشرقت" مثالا وموضوعا للنقاش .. فهل يمكن تحويل القصة الشاعرة "أشرقت" إلى قصيدة تفعيلة ؟
وهل ثمة راغب بالمحاولة ؟
وارجو تفضل الدكتور محمد الشحات محمد والدكتور رمضان الحضري معنا في نقاش هذا الأمر

ودمتم بخير

خلود محمد جمعة
19-05-2015, 10:37 AM
طأطأة
قصّة شاعرة
كَيْ لا نَنْسَى أَنَّا نَنْسَى، عُدْنَا للقَاعِدَةِ الأَقْسَى: عِشْ تَجْرِبَةَ الغَدْرِ، وَجَرِّبْ طَعْمَ الخِنْجَرِ حِينَ تَحَجَّرَ .. فِي صَدرِ وَفَائِكَ وَاسْتَعْصَى، وَاسْتَسْلِمْ لِلوَهْمِ وَسَلِّمْ لِلوَاقِعِ، فَاللَيلُ مُقِيمٌ، وَالفَجرُ عَنِ الحُلْمِ بَعِيدٌ، وَإِبَاؤكَ شَمٌّ وَعَنيدٌ، لكِنَّكَ لِلعَجْزِ المَنْزِلُ، فَالسَّيِّدُ أَعطَى المَرْسُومَ بِتَمْلِيكِ الجَبْهَةِ لِلنَّذْلِ، وَتَرسِيخِ الذِّلَّةِ فِي البّذْلِ، وَدُونَ قَرارٍ أَو إِقْرارٍ باَعَ الفَجْرَ لِعَتْمِ القَهْرِ، بَغَى وَتَجَبَّرَ، وَسَفِينَ الظُّلْمِ بِلا حِلْمٍ فِي مِينَاءِ دُمُوعِكَ أَرْسَى..كَتَبَتْها قَبْلَ التَّسلِيمِ لِسَيْفِ العَبْدِ بِبَابِ الوَجْدِ عُيُونٌ تَنْزِفُ صَبرًا كَلَّ، وَبِالإِيمانِ يُطَأْطِئُ رَأْسًا، فِي عُمْرٍ لِلقَلْبِ القَانِتِ أَضْحَى رَمْسا.

الا يكفي من الغدر الطعن ومن الاستسلام الضعف ومن العجز الفشل كي لا ننسى
وماذا بعد ان جيروا الوطن بصك الخذلان
ماذا وبعد ان قطعوا عنق الشمس و دفنوا الفجر
ماذا بعد طأطأة الرأس سيدتي كي لا ننسى
رمز عميق وإسقاط سياسي بليغ وحرف تنحني له الابجدية
تقدري بحجم روعتك اميرة الحرف
بوركت
:014::hat::014::hat:

كاملة بدارنه
19-05-2015, 11:04 PM
قراءة في القصّة الشّاعرة: (طأطأة) لربيحة الرّفاعي
بقلم كاملة بدارنة

النص الأصلي


طأطأة (قصّة شاعرة)

كَيْ لا نَنْسَى أَنَّا نَنْسَى، عُدْنَا للقَاعِدَةِ الأَقْسَى: عِشْ تَجْرِبَةَ الغَدْرِ، وَجَرِّبْ طَعْمَ الخِنْجَرِ حِيث تَحَجَّرَ .. فِي صَدرِ وَفَائِكَ وَاسْتَعْصَى، وَاسْتَسْلِمْ لِلوَهْمِ وَسَلِّمْ لِلوَاقِعِ، فَاللَيلُ مُقِيمٌ، وَالفَجرُ عَنِ الحُلْمِ بَعِيدٌ، وَإِبَاؤكَ جَلدٌ وَعَنيدٌ، لكِنَّكَ لِلعَجْزِ المَنْزِلُ، فَالسَّيِّدُ أَعطَى المَرْسُومَ بِتَمْلِيكِ الجَبْهَةِ لِلنَّذْلِ، وَتَرسِيخِ الذِّلَّةِ فِي البّذْلِ، وَدُونَ قَرارٍ أَو إِقْرارٍ باَعَ الفَجْرَ لِعَتْمِ القَهْرِ، بَغَى وَتَجَبَّرَ، وَسَفِينَ الظُّلْمِ بِلا حِلْمٍ فِي مِينَاءِ دُمُوعِكَ أَرْسَى..كَتَبَتْها قَبْلَ التَّسلِيمِ لِسَيْفِ العَبْدِ بِبَابِ الوَجْدِ عُيُونٌ تَنْزِفُ صَبرًا كَلَّ، وَبِالإِيمانِ يُطَأْطِئُ رَأْسًا، فِي عُمْرٍ لِلقَلْبِ القَانِتِ أَضْحَى رَمْسا.

القراءة


نبدأ من نوع النص باعتباره قصة شاعرة تكتسب خصوصيتها من توظيفها تقنيات ألوان أدبية أخرى مثل شعر التفعيلة والقصة القصيرة والقصة القصيرة جداً دون التماهى فيها، كالتتابع الإيقاعى "التدوير الشعرى" والتتابع القصصى "التدوير القصصى"، بما يكثف حبكة السرد داخل النص فى شكل دفقة/ نفس ابداعى يستمد تركيزه أو تكثيفه من وجود رمز يربط بين دلالات النص، مع وجود عوامل أخرى كالرمز والذى يثير ذهن المتلقى ويدفعه للمشاركة فى سد فجوات المعنى، وكذلك علامات الترقيم التى تساعد فى توصيل المعنى وخلق فضاءات بصرية. وفي النص الذي أمامنا تظهر براعة الكاتبة في استثمار هذه التقنيات بكفاءة عالية بخلق أنظمة تفجية عالية تثير ذهن المتلقي للمشاركة في سد فجواتها من خلال الرمز المتقن التوظيف، والتدوير الشعري الذي يحقق في النص إيقاعا بارزا


العنوان اسم (طأطأة) وهو مصدر الفعل (طأطأ) .
قال ابن يعيش : "وإنّما سمّي مصدراً ; لأنّ الأفعال صدَرَت عنه".
وطَأْطَأَ فلان من فلان إِذا وَضَع من قَدْره ( لسان العرب)
وطَأْطَأَ الشيء: خَفَضَه.(لسان العرب)
فنحن أمام بوابّة تدخلنا إلى باحة نصّ يوحي بحالة من الانخفاض وليس العلوّ.
تبدأ القصّة بجملة خبريّة: كَيْ لا نَنْسَى أَنَّا نَنْسَى، عدنا للقاعدة الأقسى: وكأنّنا أمام خطيب أو قائد يذكّر نفسه ومن معه بألّا ينسوا أنّهم ينسون، وهنا تبدو حالة النّسيان هي المسيطرة، وهذا يعني هروب من الواقع أو تجاهل وتهميش، طباق السّلب أضفى على الجملة جماليّة اللّغة رغم سلبيّة الواقع، وهو العودة للقاعدة الأقسى، أي النّسيان.
التّنبيه للاستفاقة من حالة النّسيان المسيطرة جاء بعد العرض: "عِشْ تَجْرِبَةَ الغَدْرِ، وَجَرِّبْ طَعْمَ الخِنْجَرِ حِيث تَحَجَّرَ"
الجملة طلبيّة إنشائيّة تبدأ بالفعل (عش)، ولكن ما نوع المعيشة؟ إنّها مشاعر تجربة الغدر حتّى تحجّر الخنجر!
يا لها من تجربة! المفروض عيش الواقع، وإن طال أمد الخنجر المغروس حتّى أصبح حجرا، وإن غرس في صدر الوفاء، واستسلمَ وما عاد قادرا على الخروج، فهو عصيّ، ولا تتمكّن اليد من إخراجه! (.. فِي صَدرِ وَفَائِكَ وَاسْتَعْصَى)
وطالما هو استقرّ هناك، فاستسلم أنت أيّها الفرد، أيّها الشّعب، (وَاسْتَسْلِمْ لِلوَهْمِ وَسَلِّمْ لِلوَاقِعِ،)استسلم وسلّم بواقعك الذي تعجز عن تغييره خانعا للوهم، وبأنّك عاجز ومغلوب على أمرك بسبب ما غرس في صدرك غدرا( فالخنجر رمز الغدر)
وهنا جاء فعلا الأمر لإيهام القارئ أنّ حالة الاستسلام لم تأت بعد لزيادة السّخرية من الواقع، ولكن لغويّا " قد يكون الزمن في الأمر يقصد للماضي إذا أريد منه الخبر" وهذا ما نراه هنا.. عرض لحالة الاستسلام! وما يعزّز من حالة الخمول النّاتجة عن مرحلة التّسليم بالواقع أنّ اللّيل مقيم، فاللّيل لونه أسود، والأسود يعني القتامة وعدم وضوح الرّوية، والإقامة تعني الثّبات في المكان، وهنا حالة من التّراخي بعد التّسليم بالأمر:
"، فَاللَيلُ مُقِيمٌ،" وليس هذا فقط فالفجر وهو رمز النّور والإشراق، وبشارة التّجدّد، والانتصار على الظّلمات بعيد عن تحقيق الحلم، أي الأمل ... سوداويّة وحالة من اليأس تسيطر على الأجواء:
" وَالفَجرُ عَنِ الحُلْمِ بَعِيدٌ،"، ورغم هذا الوضع المؤسف،
فالرّفض وتمسّكك بما تعتقد به وتريده "وَإِبَاؤكَ جَلدٌ وَعَنيدٌ،" لا يجدي؛ لأنّ العجز يسكنك. "لكِنَّكَ لِلعَجْزِ المَنْزِلُ،"
يا لها من صورة! فالمنزل هو بيت السّكنى، وإذا كان العجز هو السّاكن فيه، فإنّ من فيه يساقون بسهولة من قبل الأقوى، لذا :"فَالسَّيِّدُ أَعطَى المَرْسُومَ بِتَمْلِيكِ الجَبْهَةِ لِلنَّذْلِ، وَتَرسِيخِ الذِّلَّةِ فِي البّذْلِ، وَدُونَ قَرارٍ أَو إِقْرارٍ باَعَ الفَجْرَ لِعَتْمِ القَهْرِ، بَغَى وَتَجَبَّرَ، وَسَفِينَ الظُّلْمِ بِلا حِلْمٍ فِي مِينَاءِ دُمُوعِكَ أَرْسَى.. "
لقد جاء من فرض أوامره، ووزّع المهام، ونصّب، وسلّم قيادة الجبهة للنّذل الذي لا يجيد إلّا الخنوع والخضوع، هو المتحكّم برقعة الشّطرنج يحرّك الجنود كيفما شاء، ورسّخ في الأذهان مشاعر الذلّ وعجز البذل والتمرّد والرّفض، ودون مشورة لاتّخاذ القرار، ومن غير موافقة يصدر قراراته، ويسدل ستائر الظّلم والقهر مفرّطا بنور الفجر؛ فارضا الهوان بليله الطّويل، ويكون الباغي المتجبّر الذي أرسى سفين ظلمه على شواطئ وميناء دموع من احتلّ.
إرساء السّفين يعني حالة استقرار، وتمكّن من السّيطرة رغم عويل صاحب الميناء، فالدّموع حالة خنوع وضعف، وهذا ما يقوّي السّيّد لفرض هيمنته!
تصوير رائع لحالة الاحتلال والسّيطرة دون مقاومة، بل بدعم بسبب الضّعف والرّكون في زوايا الاستسلام والسّماح للأزلام بأن يكون الرّجال!
"كَتَبَتْها قَبْلَ التَّسلِيمِ لِسَيْفِ العَبْدِ بِبَابِ الوَجْدِ عُيُونٌ تَنْزِفُ صَبرًا كَلَّ، وَبِالإِيمانِ يُطَأْطِئُ رَأْسًا، فِي عُمْرٍ لِلقَلْبِ القَانِتِ أَضْحَى رَمْسا."
كتبت الرّسالة الموجّهة في بداية القصّة ومضمونها الدّعوة إلى التذكّر، وعدم النّسيان، عيون، والعين هي الإدراك البصريّ، "ورمز الإدراك العقليّ"، وهي عند ابن سينا" آخر المعرفة التّأمليّة"، هذه العيون المدركة للحقيقة تنزف وهي تكتب الرّسالة، أي تصوّر الواقع وتوجّه، تنزف صبرا قد تعب، ولم يعد مجديا، وكون الأفعال بالمضارعة، فهي الاستمراريّة بما كان ( النّسيان، والرّضوخ)، والخنوع والطّأطاة باسم الدّين والإيمان وتسليم دفّة العجز وعدم السّيطرة للقدر، وضعف الإنسان..
ويتّخذ من الدّين حجّة لتخدير الإحساس بالهزيمة، ووجوب المقاومة، ويضحي العمر رمسا للقلب الذي ظلّ قانتا فيه طويلا...
وجاء استعمال الفعل النّاقص (أضحى) موفّقا ليدلّ على الزّمن المطلق، وهذا ممّا يزيد من مأساة الواقع الموصوف : "أضحى من أخوات كان ، تدلُّ في أصل معناها على الدخول في وقت الضّحى ، ثم صارت تدلّ على مطلق التوقيت أو التحويل" .
. واختيار لفظة الرّمس بدلا من القبر ضاعف من حدّة الموقف. فالرّمس من الفعل : (رمس) "إِذا كان القبر مُدَرَّماً مع الأَرض فهو رَمْس أَي مستوياً مع وجه الأَرض وإِذا رفع القبر في السماء عن وجه الأَرض لا يقال له رَمْسٌ. وفي حديث ابن مغَفَّل: ارْمُسُوا قبري رَمْساً أَي سَوُّوه بالأَرض ولا تجعلوه مُسَنَّماً مرتفعاً وأَصلُ الرَّمْسِ الستر والتغطية ويقال لما يُحْثَى من التراب على القبر رَمْسٌ والقبر نفسُه رَمْسٌ. (لسان العرب).
وهذا يعني أنّ عبثيّة العمر الضّائع بوضعيّة الطّأطأة والإذلال غير ظاهرة للعيان مثل الرّمس المسوّى بالأرض ولا يظهر، ومن هنا أهميّة العنوان: (طأطأة) الصّادرة عنه أفعال الذلّ، والخضوع، والنّسيان، والتّقاعس وما إلى ذلك من دلالات سلبيّة للكلمة.

وتجدر الإشارة هنا إلى بروز السجع في نصوص الكاتبة عموما، وقد ظهرت هنا بما يجد فيها القارئ قافية داخلية، غير أنه ليس من معايير القصة الشاعرة، وربما يأخذها البعض على النص لهذا السبب، لكنها من وجهة نظري كقارئة تمنح الإيقاع عذوبة وترفع من تناغمه.


قصّة رائعة غاليتي وشاعرتنا الأخت ربيحة
شكرا لك ودمت رمز الإبداع والجمال :nj::0014::v1:

بوركت
تقديري وتحيّتي

محمد الشحات محمد
21-05-2015, 12:59 AM
وأود هنا طرح قصة الدكتور محمد الشحات محمد " أشرقت" مثالا وموضوعا للنقاش .. فهل يمكن تحويل القصة الشاعرة "أشرقت" إلى قصيدة تفعيلة ؟
وهل ثمة راغب بالمحاولة ؟
وارجو تفضل الدكتور محمد الشحات محمد والدكتور رمضان الحضري معنا في نقاش هذا الأمر

ودمتم بخير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المبدعة القديرة

الأستاذة/ ربيحة الرفاعي


رائع هذا المتصفح إبداعًا ورؤى نقدية ومناقشات ثرية
وهذا طبيعي جدًّا في هذا الواحة الغراء

واستجابةً لدعوتكم الكريمة ،
وحبًّا في الأكارم رموز "رابطة الواحة الثقافية"

يشرفني طرح نص "أشرقت" للمناقشة ،
ولي عودة -بأمر الله- مع نص "طأطأة"

وهذا هو النص


أشرقت

فتَحتْ طفولتَها على عينٍ تواريها براويزُ الأشعة في جنوب اليتم .. ،
ذات محبة راحت تراود نفسها عن نفسها ..، تنسابُ في المرآة ، تبدو سِدْرةً حينًا ، وحينا تشتهي جسد التَّمنِّي عاريًا .. ، دقّتْ محطات الأنوثة في السياسة ..، أشرقت.


...

مودتي وتقديري

ربيحة الرفاعي
24-05-2015, 02:59 AM
الا يكفي من الغدر الطعن ومن الاستسلام الضعف ومن العجز الفشل كي لا ننسى
وماذا بعد ان جيروا الوطن بصك الخذلان
ماذا وبعد ان قطعوا عنق الشمس و دفنوا الفجر
ماذا بعد طأطأة الرأس سيدتي كي لا ننسى
رمز عميق وإسقاط سياسي بليغ وحرف تنحني له الابجدية
تقدري بحجم روعتك اميرة الحرف
بوركت
:014::hat::014::hat:

أليست طأطأة بأدق معاني الكلمة بربك!
أليس ضروريا الوقوف أمام مرآه هذه الحقيقة تلطمنا علنا نصحو!

شكرا لكريم حضورك ياسمينة الواحة
تحاياي

ربيحة الرفاعي
09-07-2015, 03:37 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المبدعة القديرة
الأستاذة/ ربيحة الرفاعي
رائع هذا المتصفح إبداعًا ورؤى نقدية ومناقشات ثرية
وهذا طبيعي جدًّا في هذا الواحة الغراء

واستجابةً لدعوتكم الكريمة ،
وحبًّا في الأكارم رموز "رابطة الواحة الثقافية"
يشرفني طرح نص "أشرقت" للمناقشة ،
ولي عودة -بأمر الله- مع نص "طأطأة"
وهذا هو النص
أشرقت
فتَحتْ طفولتَها على عينٍ تواريها براويزُ الأشعة في جنوب اليتم .. ،
ذات محبة راحت تراود نفسها عن نفسها ..، تنسابُ في المرآة ، تبدو سِدْرةً حينًا ، وحينا تشتهي جسد التَّمنِّي عاريًا .. ، دقّتْ محطات الأنوثة في السياسة ..، أشرقت.
...
مودتي وتقديري


شكرا لتشريفكم متصفحي أيها الفاضل
ولعرض القصة " أشرقت" نموذجا لمذاكرة هذا الفن الأجبي المبتكر

وسأسعد بعودتك لقصتي طأطاه
لا حرمك البهاء

تحاياي

عبد الله راتب نفاخ
09-07-2015, 06:01 PM
الله يا أستاذتي
قصة شاعرة حملت معاني المصطلح كلها
دمتم بجمالكم

ربيحة الرفاعي
03-10-2015, 02:27 AM
قراءة في القصّة الشّاعرة: (طأطأة) لربيحة الرّفاعي
بقلم كاملة بدارنة

النص الأصلي

القراءة


نبدأ من نوع النص باعتباره قصة شاعرة تكتسب خصوصيتها من توظيفها تقنيات ألوان أدبية أخرى مثل شعر التفعيلة والقصة القصيرة والقصة القصيرة جداً دون التماهى فيها، كالتتابع الإيقاعى "التدوير الشعرى" والتتابع القصصى "التدوير القصصى"، بما يكثف حبكة السرد داخل النص فى شكل دفقة/ نفس ابداعى يستمد تركيزه أو تكثيفه من وجود رمز يربط بين دلالات النص، مع وجود عوامل أخرى كالرمز والذى يثير ذهن المتلقى ويدفعه للمشاركة فى سد فجوات المعنى، وكذلك علامات الترقيم التى تساعد فى توصيل المعنى وخلق فضاءات بصرية. وفي النص الذي أمامنا تظهر براعة الكاتبة في استثمار هذه التقنيات بكفاءة عالية بخلق أنظمة تفجية عالية تثير ذهن المتلقي للمشاركة في سد فجواتها من خلال الرمز المتقن التوظيف، والتدوير الشعري الذي يحقق في النص إيقاعا بارزا


العنوان اسم (طأطأة) وهو مصدر الفعل (طأطأ) .
قال ابن يعيش : "وإنّما سمّي مصدراً ; لأنّ الأفعال صدَرَت عنه".
وطَأْطَأَ فلان من فلان إِذا وَضَع من قَدْره ( لسان العرب)
وطَأْطَأَ الشيء: خَفَضَه.(لسان العرب)
فنحن أمام بوابّة تدخلنا إلى باحة نصّ يوحي بحالة من الانخفاض وليس العلوّ.
تبدأ القصّة بجملة خبريّة: كَيْ لا نَنْسَى أَنَّا نَنْسَى، عدنا للقاعدة الأقسى: وكأنّنا أمام خطيب أو قائد يذكّر نفسه ومن معه بألّا ينسوا أنّهم ينسون، وهنا تبدو حالة النّسيان هي المسيطرة، وهذا يعني هروب من الواقع أو تجاهل وتهميش، طباق السّلب أضفى على الجملة جماليّة اللّغة رغم سلبيّة الواقع، وهو العودة للقاعدة الأقسى، أي النّسيان.
التّنبيه للاستفاقة من حالة النّسيان المسيطرة جاء بعد العرض: "عِشْ تَجْرِبَةَ الغَدْرِ، وَجَرِّبْ طَعْمَ الخِنْجَرِ حِيث تَحَجَّرَ"
الجملة طلبيّة إنشائيّة تبدأ بالفعل (عش)، ولكن ما نوع المعيشة؟ إنّها مشاعر تجربة الغدر حتّى تحجّر الخنجر!
يا لها من تجربة! المفروض عيش الواقع، وإن طال أمد الخنجر المغروس حتّى أصبح حجرا، وإن غرس في صدر الوفاء، واستسلمَ وما عاد قادرا على الخروج، فهو عصيّ، ولا تتمكّن اليد من إخراجه! (.. فِي صَدرِ وَفَائِكَ وَاسْتَعْصَى)
وطالما هو استقرّ هناك، فاستسلم أنت أيّها الفرد، أيّها الشّعب، (وَاسْتَسْلِمْ لِلوَهْمِ وَسَلِّمْ لِلوَاقِعِ،)استسلم وسلّم بواقعك الذي تعجز عن تغييره خانعا للوهم، وبأنّك عاجز ومغلوب على أمرك بسبب ما غرس في صدرك غدرا( فالخنجر رمز الغدر)
وهنا جاء فعلا الأمر لإيهام القارئ أنّ حالة الاستسلام لم تأت بعد لزيادة السّخرية من الواقع، ولكن لغويّا " قد يكون الزمن في الأمر يقصد للماضي إذا أريد منه الخبر" وهذا ما نراه هنا.. عرض لحالة الاستسلام! وما يعزّز من حالة الخمول النّاتجة عن مرحلة التّسليم بالواقع أنّ اللّيل مقيم، فاللّيل لونه أسود، والأسود يعني القتامة وعدم وضوح الرّوية، والإقامة تعني الثّبات في المكان، وهنا حالة من التّراخي بعد التّسليم بالأمر:
"، فَاللَيلُ مُقِيمٌ،" وليس هذا فقط فالفجر وهو رمز النّور والإشراق، وبشارة التّجدّد، والانتصار على الظّلمات بعيد عن تحقيق الحلم، أي الأمل ... سوداويّة وحالة من اليأس تسيطر على الأجواء:
" وَالفَجرُ عَنِ الحُلْمِ بَعِيدٌ،"، ورغم هذا الوضع المؤسف،
فالرّفض وتمسّكك بما تعتقد به وتريده "وَإِبَاؤكَ جَلدٌ وَعَنيدٌ،" لا يجدي؛ لأنّ العجز يسكنك. "لكِنَّكَ لِلعَجْزِ المَنْزِلُ،"
يا لها من صورة! فالمنزل هو بيت السّكنى، وإذا كان العجز هو السّاكن فيه، فإنّ من فيه يساقون بسهولة من قبل الأقوى، لذا :"فَالسَّيِّدُ أَعطَى المَرْسُومَ بِتَمْلِيكِ الجَبْهَةِ لِلنَّذْلِ، وَتَرسِيخِ الذِّلَّةِ فِي البّذْلِ، وَدُونَ قَرارٍ أَو إِقْرارٍ باَعَ الفَجْرَ لِعَتْمِ القَهْرِ، بَغَى وَتَجَبَّرَ، وَسَفِينَ الظُّلْمِ بِلا حِلْمٍ فِي مِينَاءِ دُمُوعِكَ أَرْسَى.. "
لقد جاء من فرض أوامره، ووزّع المهام، ونصّب، وسلّم قيادة الجبهة للنّذل الذي لا يجيد إلّا الخنوع والخضوع، هو المتحكّم برقعة الشّطرنج يحرّك الجنود كيفما شاء، ورسّخ في الأذهان مشاعر الذلّ وعجز البذل والتمرّد والرّفض، ودون مشورة لاتّخاذ القرار، ومن غير موافقة يصدر قراراته، ويسدل ستائر الظّلم والقهر مفرّطا بنور الفجر؛ فارضا الهوان بليله الطّويل، ويكون الباغي المتجبّر الذي أرسى سفين ظلمه على شواطئ وميناء دموع من احتلّ.
إرساء السّفين يعني حالة استقرار، وتمكّن من السّيطرة رغم عويل صاحب الميناء، فالدّموع حالة خنوع وضعف، وهذا ما يقوّي السّيّد لفرض هيمنته!
تصوير رائع لحالة الاحتلال والسّيطرة دون مقاومة، بل بدعم بسبب الضّعف والرّكون في زوايا الاستسلام والسّماح للأزلام بأن يكون الرّجال!
"كَتَبَتْها قَبْلَ التَّسلِيمِ لِسَيْفِ العَبْدِ بِبَابِ الوَجْدِ عُيُونٌ تَنْزِفُ صَبرًا كَلَّ، وَبِالإِيمانِ يُطَأْطِئُ رَأْسًا، فِي عُمْرٍ لِلقَلْبِ القَانِتِ أَضْحَى رَمْسا."
كتبت الرّسالة الموجّهة في بداية القصّة ومضمونها الدّعوة إلى التذكّر، وعدم النّسيان، عيون، والعين هي الإدراك البصريّ، "ورمز الإدراك العقليّ"، وهي عند ابن سينا" آخر المعرفة التّأمليّة"، هذه العيون المدركة للحقيقة تنزف وهي تكتب الرّسالة، أي تصوّر الواقع وتوجّه، تنزف صبرا قد تعب، ولم يعد مجديا، وكون الأفعال بالمضارعة، فهي الاستمراريّة بما كان ( النّسيان، والرّضوخ)، والخنوع والطّأطاة باسم الدّين والإيمان وتسليم دفّة العجز وعدم السّيطرة للقدر، وضعف الإنسان..
ويتّخذ من الدّين حجّة لتخدير الإحساس بالهزيمة، ووجوب المقاومة، ويضحي العمر رمسا للقلب الذي ظلّ قانتا فيه طويلا...
وجاء استعمال الفعل النّاقص (أضحى) موفّقا ليدلّ على الزّمن المطلق، وهذا ممّا يزيد من مأساة الواقع الموصوف : "أضحى من أخوات كان ، تدلُّ في أصل معناها على الدخول في وقت الضّحى ، ثم صارت تدلّ على مطلق التوقيت أو التحويل" .
. واختيار لفظة الرّمس بدلا من القبر ضاعف من حدّة الموقف. فالرّمس من الفعل : (رمس) "إِذا كان القبر مُدَرَّماً مع الأَرض فهو رَمْس أَي مستوياً مع وجه الأَرض وإِذا رفع القبر في السماء عن وجه الأَرض لا يقال له رَمْسٌ. وفي حديث ابن مغَفَّل: ارْمُسُوا قبري رَمْساً أَي سَوُّوه بالأَرض ولا تجعلوه مُسَنَّماً مرتفعاً وأَصلُ الرَّمْسِ الستر والتغطية ويقال لما يُحْثَى من التراب على القبر رَمْسٌ والقبر نفسُه رَمْسٌ. (لسان العرب).
وهذا يعني أنّ عبثيّة العمر الضّائع بوضعيّة الطّأطأة والإذلال غير ظاهرة للعيان مثل الرّمس المسوّى بالأرض ولا يظهر، ومن هنا أهميّة العنوان: (طأطأة) الصّادرة عنه أفعال الذلّ، والخضوع، والنّسيان، والتّقاعس وما إلى ذلك من دلالات سلبيّة للكلمة.

وتجدر الإشارة هنا إلى بروز السجع في نصوص الكاتبة عموما، وقد ظهرت هنا بما يجد فيها القارئ قافية داخلية، غير أنه ليس من معايير القصة الشاعرة، وربما يأخذها البعض على النص لهذا السبب، لكنها من وجهة نظري كقارئة تمنح الإيقاع عذوبة وترفع من تناغمه.


قصّة رائعة غاليتي وشاعرتنا الأخت ربيحة
شكرا لك ودمت رمز الإبداع والجمال :nj::0014::v1:

بوركت
تقديري وتحيّتي



ما أروعك يا سيّدة الحرف
قراءة تحليلية إبداعية بينّت علاوة على إضاءاتها الباهرة للنص بعضا من معاير القصة الشاعرة

شكرا لحضورك الغالي أديبتنا الكبيرة
دام دفعك

تحاياي

ربيحة الرفاعي
11-09-2016, 02:32 AM
الا يكفي من الغدر الطعن ومن الاستسلام الضعف ومن العجز الفشل كي لا ننسى
وماذا بعد ان جيروا الوطن بصك الخذلان
ماذا وبعد ان قطعوا عنق الشمس و دفنوا الفجر
ماذا بعد طأطأة الرأس سيدتي كي لا ننسى
رمز عميق وإسقاط سياسي بليغ وحرف تنحني له الابجدية
تقدري بحجم روعتك اميرة الحرف
بوركت
:014::hat::014::hat:

قراءة متعمقة أسعدتني
وحضورك مشرق يسعد به حرفي يا غالية

شكرا لكريم مرورك
لا حرمك البهاء

تحيتي

رياض شلال المحمدي
11-09-2016, 02:08 PM
شكرًا للشاعرة القاصَّة ، وللقاصَّة الشاعرة ، وجعل الله أيامكم
سعيدةً دائمًا أبدًا ، وكل عام وأنت بخير وألق .

عباس العكري
22-01-2017, 10:56 AM
https://3.bp.blogspot.com/-NW2iCoxEkLo/WISBxGDNygI/AAAAAAAAFfA/T1brUyuOe6wMW4zlLDEdgPhLqVIUWm92wCLcB/s1600/%25D8%25B7%25D8%25A3%25D8%25B7%25D8%25A3%25D8%25A9 %2B%25D9%2582%25D8%25B5%25D9%2591%25D8%25A9%2B%25D 8%25B4%25D8%25A7%25D8%25B9%25D8%25B1%25D8%25A9.png

عباس العكري
22-01-2017, 11:27 AM
https://4.bp.blogspot.com/-us_diC0-J8U/WISIyFLYfkI/AAAAAAAAFfU/yANqKLQo0asKsUpDAKwWrFb8IDuH-775ACLcB/s1600/%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AD%25D8%25A9 1.PNG

https://4.bp.blogspot.com/-sCzeVFbGtmc/WISIyL7DzVI/AAAAAAAAFfQ/BjrsriJoyxE3RH1DhUSKZtOmKGJV72PWwCLcB/s1600/%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AD%25D8%25A9 2.PNG

https://4.bp.blogspot.com/-wVajsmKvdfg/WISIyCcyL1I/AAAAAAAAFfY/1HELW6tvLkYrVlrU1xKWLl_OhGKRbgnTwCLcB/s1600/%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AD%25D8%25A9 3.PNG

https://3.bp.blogspot.com/-FxB6NWxBjMA/WISIyoWx-DI/AAAAAAAAFfc/Do8zQZkLfkgLroDFpeaC7Uwq9dyj-IDqgCLcB/s1600/%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AD%25D8%25A9 4.PNG

محسن العافي
23-01-2017, 11:14 PM
تبقى الروعة ميزة في نصوصك البهية ، وتبقى كلمتك الوازنة سر يميز حضورك في الزمان والمكان .تحياتي العطرة لك أستاذتي : الشاعرة والأديبة ربيحة الرفاعي .

ناديه محمد الجابي
09-09-2023, 11:38 AM
ما أجمل ما كتبت ـ قصة شعرية بحرف قدير يحمل من الجمال ألوانا
جئت هنا لأني لحرفك اشتقت، ولأبدي إعجابي برائع ما سطرت
ففي حروفك هدية لمن يعشقون بهاء المعنى والكلمة والرسالة
دام لك نبع الإبداع دفاقا.
وقد كان للرؤية النقدية للقديرة/ كاملة ما بين مواطن القوة والجمال والروعة
كما إنهاقدمت إضاءة باهرة لمعايير القصة الشاعرة.
بوركت وبورك الحرف الذي يدهشنا بسامق المباني
يارائعة النسج والبناء والمعاني.
اشتقنا لك يا غالية.
:014::0014::014: