المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كنا هناك ؟ _ الجزء ألأول -



عبد الكريم لطيف الحمداني
24-05-2015, 09:22 PM
كنا هناك !!

عندما انحنى نور الضحى , وتزاحمت أمام عيني رؤى الظلام وماجت فوق رأسي

وساوس الخوف, وكإن شيئا كنت أخافه فأظهرته لي الأيام!!

وعلى الفور هاتفت خليلا مهذباً ونافعاً , إستأمنته فأخلص لي ...فلبى دعوتي , وكان نديما

من صنعَة المعروف , وسرعان ما اتحدت روحينا ..! فتنائينا في البعد حتى هبطنا فوق

السحاب المتجمع حيث المطر؟!!

بدأنا بحديث صامت , نقطع نتف السديم ونلقيها من علوِِِ , ونحسب زمن تحليقها وسقوطها

وسرعة انجذابها ,فسررنا بطيرانها لبعض الوقت ,وهي تعلو كلما ازداد الضغط في الأعلى!!

وعلى هامش التحليق وقدرية القذف والإلتقاط كانت عوالمنا حاضرة المعنى...!؟

بادرني رفيقي بسعة صدرٍِِ رحب الآفاق:


_ مابك أيا الخل الصحيب ؟

أجبته على الفور:

-- لا أستطيع أن أصنف معاناتنا كبشر , وأوعزها دائما لتعيين الأ سباب , والجدل القائم يكمن في

أمراضنا وعللها , لكن معاناتها ياصديقي تظل هي الأهم !!؟

-- إذن, دعنا نسعى نحو إيجاد العلاج ؟؟

-- يجب ان نشخص العلل أولا بعيدا عن الافتراضات السببية ,وأن لا نبقى رهينة وسائل ملبسة بحلل جديدة!

-- هل تؤسس لنظرية ما ؟ فإن كنت, فستحتاج الاثبات حتما؟؟

-- أحاول وبأمل واسع التشبث والإجتهاد نحو الإبتكار ,بدل أن أكون بفجوة من الجهل والغموض!!

-- وبحثك هل سينصب على الجانب النفسي أم المادي؟؟

--- ربما سيكون بفعل الإيحاء والرجوع الى الحاجة أو الطاقة البايولجية!!؟؟

صمت رفيقي برهة وحضني على مواصلة الهدوء وإظهار بعض الصبر بقوله:

-- مما لاشك فيه أن هذه الأفكار قد ساورتني من قبل , وسأكون لك مستمعاً جيدا ومفيدا.

فشجعني كلامه الودي على إتمام ومواصلة الحديث, لإهراق الرواسب العالقة والتي كبر وزنها

واتسع محيطها في باطن عقلي ونفسي معا ؟؟!!

-- أرى ياصديقي أن إخفاء الحقيقة , وأنانيتنا كبشر , وخشونتنا هي ذنوب ويجب التكفير عنها

بابتعادنا عن وعثائها , والإمساك بعباءة الصالح بما فيه من صلاح وتقوى ,لنعيد ماتصدع

في تكاملنا الطبيعي؟؟!

--هي صورة الشيطان إذن؟!!

-- لا, بل التغيير في خصائصنا والتجريد إن جاز التعبير , وكم من مرة اختلفت مع نفسي جزئيا ,أو حتى

كليا , فأصبح كل شيء حولي بلا أبعاد , ولا ألوان , وبغير معنى حتى في حركة الحياة ؟!!!

-- هل تحاول أن تكشف النفَسَِ الأيماني الذي تحمله؟ أم نبؤة عن حالات مستقبلية لمن يسأ ل ويجيب

بأجابات شخصية ؟ أم هو الحدس بقابلية الأستشفاف من الإنسان الذي يوضفها لصالحه على موفة

المستقبل!!؟

-- مهما قلنا وذكرنا من دوافع وأسباب سنقع أخيرا في التحكيم المبهم وتحت طاولة الإرباك, ونعود

للالتقاء بمفاهيم البداية والتأسيس, مثل لعبة القذف من علو ...ولقد وجدناها مسلية ..وكانت نافعة

ومؤسسة لشراكتنا في إبداء الرأي؟؟


ضحك رفيقي مستغربا وقال :

-- وما هي أيها الخل الوفي ؟

-- أنها قانون القذف والإلتقاط!!

-- لعلمي أنه طاعن في القدم ...وهو ليس من بنات أفكارك؟

-- أجل سأتعكز عليه , ريثما تحيا بذور الذاكرة التي غرستها استنتاجا ولك الإستباق مما سيظهر في كل

ألأحوال .

-- لو حاولنا التغيير وبغير اعتمادنا على وسائل اللغة المتاحة , هل سيتمكن الفرد منا التعبير عن حياته

الداخلية الى حد الصدق والوفاء بما تعارف عليها البشر بشكلها المحدد؟؟

--إذن, لا يبقى لدينا من خيارغيرالإنفتاح للتعبير بالرمز وأجده أكثر شمولا ودقة من مكونات النفس وحتى

من اللغة الأعتيادية نفسها وسنتمكن حينها من تحديد خصائص الحياة وحدودها عن طريق اكتشاف الملكات

العقلية للتفكير والتخيل بطريقة التجربة الذاتية , عندها سيكون الرمز واقعا حيا .

--- وهل ترى هذه السمات متوافرة في كل فرد؟

---فقط المبدعون هم أكثر من غيرهم على تخيلها بذكائهم وميلهم نحو الابتكار.

-- هؤلاء اللذين و صفتهم ما هي مقوماتهم الأساية!!؟

--أستطيع ان أجملها بخاصية الإحساس الكبير , أوالحسية الأكثر شمولا لمهج الروح الإستشفافية

والمقدرة والقابلية التي تحركهم , وهذه المقومات لاتتجسد في باقي الأ بدا ع , غير الأسياد في فنون الحياة

تحديدا.!!

--أؤيد رأيك بانه وجه من أوجه الحياة العقلية ولكنه للأ سف لايزال ضمن حدود التخمين , فهل تميل

للفريق القائل : بأن الانسان وليد بيئة ومحيط؟

--البيئة كفيلة بخلق فرد وليس مجتمع , وهو منطق جدل لمتحزبي هذا ألرأي ,والمحيط غير متوفر

الآن بشكل نستطيع من خلاله إحداث تغيير جماعي في الطبيعة البشرية , لانه تعرض لعوامل الأنكسار

والهزيمة ألايدلوجية وهو آيل للفناء إن صح التعبير.

--إذن, لزوما علينا الأنتظار جيلا أو أكثر لأ صلاح المسار!!!

ران الصمت حديثنا بعد ان اخترقت زمجرت السحب مجلسنا النائي وتلاطمت بأ تحاد السالبين مخلفة

صواعقها باكورة من حمم بسعير الجحيم , وسرعان ما تحدت مع صوت رخيم شق عنان الافق البعيد

(إذا السماء انشقت , وأذنت لربها وحقت , وإذا الأ رض مدت ,والقت مافيها وتخلت)(صدق الله ا لعظيم)

وعلى أثرها ماج بساطنا اللاهوتي تحت عري أقدامنا وسقطنا بفعل القذف من علو كقطرات المطرالنازلة

حتى ابتلعنا البحر الواسع الكبير , ولفظنا سريعا لنطفؤ أخيرا مثل فقاعتين فوق سطحه الهادر!!!!

خلود محمد جمعة
25-05-2015, 08:23 AM
طرح اكثر من قضية بأسلوب قصصي ونفس طويل من السرد أفادنا وأمتعنا
بانتظار الجزء الثاني
بوركت وكل التقدير

عبد الكريم لطيف الحمداني
26-05-2015, 06:06 AM
الجزء الثاني من- كنا هناك !؟

تحسس أحدنا الآخر وضحكنا سويا بعد أن ترادفنا بعبارات التهنئة على سلامتنا ، وأبتهلنا لله شاكرين ، ثم ضربنا الماء سباحة حتى وصلنا لمرسى قارب مهجور ، فاعتلينا سطحه وتنفسنا الصعداء ، وفرحنا أكثر بما أنجزناه من مجهودنا وثمار حوارنا فساد الهدوء نفسينا بعد أن مسحنا خوفنا كما يمسح المطر دموع المساكين لنعود ونغرس بأسناننا وجعنا !!.

ولا يزال الصراخ يدوّي ويملئ أعماقنا وهاتفاً يردد في داخلنا ويدفعنا بلا يأس لنعود يوماً ونمسح آثار التخلف العالق والجشع الظالم!!

ولأننا لا نريد أن نموت مثل شجرة لا تستطيع أن تقدم ثمرة واحدة غير ما أبدعها الخالق العظيم ... ! ؟

بدأت خيوط الشمس الواهية تتغلغل بشكل بطيء نحو عتمة الليل لتدفعها وتقذف بها بعيداً أمام بصيص النور الآتي من الأفق البعيد ، ترافقها نتف الغيوم البيضاء وهي تتمايل مولية الأدبار صوب المجهول !!
قال رفيقي بتشاؤم :-
- أتدري أننا الآن أشبه حالاً بهذا القارب العجوز المنسي ، والذي تكيل له الأمواج العاتية الضربات الموجعة لحين موته وانتهاء أجله ؟ !
- هناك تلازم لا انفكاك منه بين الحياة والموت والأخير هو النهاية الطبيعية والتي لا يمكن أن نمنعها باعتبارها التزام زمني !!
أومأ صديقي برأسه مؤيداً وأطرق قليلاً ثم رفع بصره حتى التقت أبصارنا ، فنظر كلاً منا صاحبه بعين الود وتعانقنا بإخلاص ولا نعرف أي المصير سنؤل إليه ونحن في فلات البحر على ظهر القارب المنسي المهجور ، غير البحث عن طريق النجاة والخلاص ؟

عبد الكريم لطيف الحمداني
26-05-2015, 07:40 PM
الأستاذة نادية محمد الجبالي

ألأستاذ بهجت رشيد

ألأستاذ المقيم عبد السلام دغمش

ألاديبة الأستاذة خلود محمد جمعة

السادة المشرفين للقصة .....سلام الله

سادتي المؤسسين والكرام من مشرفي القصة ....الملتقى مختبر لنا ولكم عن طريقه نعرف الصالح ونهمل الطالح وبعين أصحاب أختصاص المجهر ........ربما مقصر في حق الكتابة لاصحاب الشذو في القصص

ربما سأتحزب في القادم بما تستحقون ...أتمنى أن لاأهمل في القادم لأني بلا فخر واجهتكم في الأيثار !

لقد تبعت التلوين في كتابة القص بما حباني من موهبة ..! مرة أدخل الشعر في القصة مثل رغبات خافقة في مقهى عام وأخرى في =كنا هناك = أدخلت باب القص تحت بند الباراسايكلوجي,,,ياترى هل أنا من مدعي صحبتكم أم أني مهرج يبغي الظهور في عالمكم ...لكم الأذن في مواجهتي ....محبتي لكم .

عبد الكريم لطيف الحمداني
27-05-2015, 09:37 PM
طرح اكثر من قضية بأسلوب قصصي ونفس طويل من السرد أفادنا وأمتعنا
بانتظار الجزء الثاني
بوركت وكل التقدير
هي رسائلي لمجتمعي العربي عسى أن يفصح عن هويته !؟

أمنياتي لسيدة اللقاء د_ خلود بدوام التوفيق ...مبارك عليك تشخيصك بقلم العطاء .

سحر أحمد سمير
28-05-2015, 01:51 AM
رائع و أكثر ..أسلوب سردي مائز بفلسفة عميقة ..

سلمت أناملك أستاذ ..عبد الكريم ..

تحاياي.

عبد الكريم لطيف الحمداني
01-06-2015, 07:58 PM
رائع و أكثر ..أسلوب سردي مائز بفلسفة عميقة ..

سلمت أناملك أستاذ ..عبد الكريم ..

تحاياي.

ألأستاذة الرائعة سحر أحمد

هي لكم ولصحبتي المختارة من الخاصة ...اتمنى ان اصل وأياكم لقرار الخلاص بأجزاءه المتبقية

أشكركم يا أيتها الصحبة المختارة ......مودتي وأماني كثار .

عبد الكريم لطيف الحمداني
11-07-2015, 10:31 AM
حل بنا المساء واعقبه ليل طويل موحش ونحن على سراة أديم البحر .

بدأ قريني الصابر يمهد لممارسة الاسترخاء قبل النوم متاثرا بموجة الاعياء والتعب التي ألمت به ، وحسنا فعل لأنها الطريقة

الأكثر قبولا ، ولأنها تقلل من اتصاله مع العالم الخارجي بما فيها من دواعي التشتت للفكر ، وقد تمكنه من الوصول الى مستوى الوعي

المطلوب ،لاستخراج القوى الكامنة في النفس والتي يتعذر الوصول اليها في حالته الواعية المعتادة !! وتوجيه حديث النفس الى مجالات الفكر

بدلا من الناس ...!!؟.

فتمدد بجسده النحيل متوسدا زاوية صغيرة قرب دفة المركب ...وغط في نوم عميق...!!!

تركني وحيدا تائها لغربتي ووحشة الليل ،فكنت أرى وبعين الأعتقاد أجسادا تخرج من البحر وقد طحنت طعاما للسلاح،وخرج الموت منها ملثما

ليؤسس مملكة للخنوع والخشوع ، واشياء تمتد حولي وتحدق بي ، وكأني فارس أصيب بالهذيان ،تلاحقه الحراب من كل جانب ....!!؟؟

ليس لي بد من رؤى هواجسي اللحظة ، وان كنت ابن فاسد الرأي من الحمقى !! ولست من مبغضة وقد نالني الإعتساف في تيه عمياء..!!؟

ولكني من رثى مقاما لأهله وانتسابه في قطانهم وذممهم ، ولست بمتبرم لسابغات الدروع ....و...و ...و

لقد بدأ القلق يعدم الاطمئنان والأمان على غير ظهير كحشود من جحافل تؤثر النيل مني وتتربص لمعارفي بملهبة من طللها العتيقة

ومواثيقها المثبورة ، وانا أدرك تماما أن هناك حدا لحدود العقل لايمكن ربطه بالتجربة الواعية ، أو الا واعية أو أن يكون من التجارب

التي عبرت في الماضي واستقرت في حيز الا وعي ....!! فالتجربة التي أملكها هي جديدة في صفاتها الحسية وعلى ذلك يتوجب علي

اعتبارها من امكانيات العقل لا تجاربه .....وهي مايبرر إعتماد مصطلح ما وراء الوعي ، وأني أستطيع فقط تعيين أبعادها من تجاربي

الشخصية ومن الناحية الاكاديمية ، وكأجتهاد فكري بحت لاادراك هذا العالم .

ربيحة الرفاعي
20-07-2015, 10:27 PM
سرد قصّيّ طيب بطرح فلسفي زانه عميق رؤية وسديد فكر
ولعله أثقلته بعض مباشرة

حبذا المراجعة لضبط بعض عثرة قبل اعتماد النشر
تحاياي