المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فابْتَسَمَ ثُغْرُهَا ..



نجود بلعالية
28-05-2015, 08:30 AM
بِسم الله ..~


إنها الثالثة بعد منتصف الليل ، إلا أن مايجري داخل تلك المضغة الهشة يتّسع لِضجيج مدينة.

أحسّت باختناق شديد يكتتم أنفاسها ،
فتحت نافذة الصقيع واستقبلت الرياح العاتية كورقة خريف ذابلة تتبعثر يُمنة ويسرة
صرخت بصوتٍ عالٍ: لاأريده !
لم يسمعها أحد !
لم يكن هناك سوى صدى صوتها المبحوح ليرد عليها بأن الأمر قد تَمّ وانتهى!

نزلت على الارض كمن يسقط في هوة سحيقة واحتضنت جسدها المتهالك بذراعيها المتوَرّمتين.

-بقي شهر واحد!
أطلقتها بزفرة مديدة ،مديدة ..كأنما لاتريد أن تسترجع أنفاسها بعدها،

لم تكن تلك هي الصورة التي رسمتها لفارس أحلامها!
لكن عليها ان تتقبل اختيار والدها بعينٍ منخفضة وصوتٍ مُخرَس !
فلاأحد يُمكنه أن يُمارس المُحاماة أمامه ،
فقد عرفته ملوّحا بحزام سرواله ، شديدا بعصاه ،عنيفا في ضربه ..

ارتمت على سريرها ودفنت رأسها بين ثنايا وسادة ملَّحَتها الدموع :
-أي طعم للحياة تبَقَّى؟!

سَلب النّوم عيْنيها أخيرا ،فابتسم ثُغرها هامسا: ماتَ أبي!!

وفاء دوسر
28-05-2015, 01:24 PM
آآه تذكرت طيبة والدي رحمه الله وحنانه

نعم عقول متحجرة في مناطق تعاني من قيود العادات والتقاليد

قصة لم تأتي بالجديد !
مكرره إنما لك الشكر
أطيب تحية

عبد السلام دغمش
29-05-2015, 01:48 AM
نص جميل بأسلوب متميز وصياغة لغوية مكينة..
تدخل الوالدين بدافع الحرص ..لكن تبقى للفتاة كلمة في تحديد مصيرها.
تحياتي وأهلا بكِ في واحتك.

خلود محمد جمعة
31-05-2015, 08:27 AM
سرد ماتع وأسلوب سلس وجاذب وقصة تطرح قضية اجتماعية بمهارة
قصة جميلة
اسجل اعجابي
بوركت وكل التقدير

آمال المصري
01-06-2015, 09:42 AM
نعم يأتي أحيانا الموت منقذا في اللحظة الحاسمة فتتغير مجريات الأمور بما يتوافق أو يتنافر مع مراد البعض
وهنا جاءت الطامة أن جاءت ابتسامة تعيد الأمل للفتاة بموت والدها وربما يمر نفس الشعور بالكثير نتيجة تخطيط الأبوين لمستقبل الأبناء وتعنتهم والتي أحيانا ما تؤدي لجرائم كارثية
لغة طيعة وسرد ماتع حبذا لو استخدمت أسلوب الفقرة والتزمت الجانب الأيمن من الصفحة
شكرا لك أيتها الرائعة

عبد الله الرحيلي
02-06-2015, 02:34 PM
الزواج اختيار .تحياتي

كاملة بدارنه
04-06-2015, 05:02 PM
هي جريمة متكرّرة، وسلب للحريّة، وامتهان للكرامة منذ كتب عنها جبران، وكانت الضحيّة سلمى كرامة...
عافى الله هذه الأمّة من آفات عديدة!
قصّة واقعيّة ناقدة
بوركت
تقديري وتحيّتي

ربيحة الرفاعي
23-06-2015, 11:55 PM
قد لا يكون الموضوع جديدا، لكن الكاتبة أجادت طرحه بجدّة في الأسلوب، وذكاء في اختيار الزاوية التصويرية للمشهد تضفي عليه تشويقا
وبسرد شائق وأداء جميل

دمت بخير أيتها الكريمة
تحاياي

ناديه محمد الجابي
20-04-2016, 10:12 PM
من المؤلم أن يكون الأنفراج والحل في موت الأب
لو علم هذا الأب أن في تعنته وتحجر رأيه فقدان لمكانه ومكانته عند أبنته
لحرص على البحث عن سعادتها ، وتنعم بدعائها له بعد موته
نص جميل الفكرة بسرد مميز وتصوير بديع
لك تحياتي وتقديري. :001: