تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تــصدع



الفرحان بوعزة
10-06-2015, 10:57 AM
... قعدا بهدوء داخل مقهى فاخر ، تجادلا ، تناقشا ، اصطدم صوتهما بالجدران ،اهتزت الكراسي من تحت الأجساد، تطاولت الخلائق البشرية بأعناقها . سكتا، صمت بارد يتلجلج في الصدور، لم تستطع النظرات أن تفصح عن المستور البعيد عن الأعين .
نهض يتهالك على جسمه ، خرقها بنظرة ثاقبة ، ابتسمت . بخفة انقض على كوب ماء ، أفرغه على وجهها . تطايرت رشاشات الماء في كل مكان . انتفضت كعصفور تبلل ريشه ، تحسست وجهها ، وجدت زينتها قد فسدت ، ساح كحل عبق الرائحة على خديها . بسرعة غمست منديلا في كأس ماء ، مررته على وجهها ، لملمته برؤوس أصابعها ، دسته في المطفأة بين قشور فاكهة جافة.
نهضت وهي تقاوم انفعالها ، أتته من الخلف وهو ما زال واقفاً يقرأ اللحظة. ضغطت على كتفيه بيديها ، قعد على الكرسي والشك يفــتـك به .رفعت يدها اليمنى إلى الأعلى لتصفعه ، أمسكها النادل بقوة ، غدا صدرها يغلي كالقدر الذي فقد غطاؤه . تفلت على شعره ثم خرجت تطارد الهواء وحقيبتها المتدلية من يدها تصطدم بالكراسي .
انحسرت الدنيا بين عينيه ، تدلى رأسه على الطاولة وهو يناجي غيوم الخيبة . نهض يقاوم انفعاله ..
ثوان مرت ، عادت ،أطلت من الزجاج الخارجي للمقهى ، رأت سلمى ابنة جارتها تهديه وردة بيضاء.

خلود محمد جمعة
11-06-2015, 10:06 AM
تحول النقاش الى جدال الى أن فُقدت السيطرة على أطراف الصوت ليعم المكان، مدركين ذلك من انعكاس صورهم في مرآة الأخرين فيتوقف الصوت ويغلي بصمت في الصدور متبخرا ببطيء الى أن بصطدم بابتسامتها الثلجية فيتكثف ممطرا على رأسها لتستيقظ على اختلاط الألوان على لوحة تفكيرها فتحاول عبثا تغير ملامح الصورة فتزيدها تشويها، فتهرب من الصورة متعثرة بعتبة الغدر التي تدفعها خارج الإطار.
قصة جميلة بحرف مبدع ويراع دائم الألق
متجدد في البهاء
بوركت وكل التقدير

عبد السلام دغمش
12-06-2015, 07:12 AM
لم تكن تلك العلاقة مبنية على الصدق .. وربما كان ذلك اللقاء العاصف وراءه ريح مكيدة .. وقد حلت ابنة جارتها محلّها إلى حين ..
نص جميل بتعبيرات وصور مصاحبة أعطت اللقاء العاصف حيوية المشهد.
تحياتي أديبنا الفاضل .

علي الحسن
12-06-2015, 08:43 AM
نص جميييل، وتصوير رائع لمجريات أحداثه، جعلتنا نعيش اللحظة باللحظة..

بوركت وكل التقدير

الفرحان بوعزة
12-06-2015, 10:31 AM
تحول النقاش الى جدال الى أن فُقدت السيطرة على أطراف الصوت ليعم المكان، مدركين ذلك من انعكاس صورهم في مرآة الأخرين فيتوقف الصوت ويغلي بصمت في الصدور متبخرا ببطيء الى أن بصطدم بابتسامتها الثلجية فيتكثف ممطرا على رأسها لتستيقظ على اختلاط الألوان على لوحة تفكيرها فتحاول عبثا تغير ملامح الصورة فتزيدها تشويها، فتهرب من الصورة متعثرة بعتبة الغدر التي تدفعها خارج الإطار.
قصة جميلة بحرف مبدع ويراع دائم الألق
متجدد في البهاء
بوركت وكل التقدير

سررت بهذا التحليل المركز والهادف لهذا النص المتواضع ،
مناقشة جميلة وهادئة كشفت عن دلالات النص المغيبة تحت جسد النص ..
شكرا للأديبة المتألقة خلود على الاهتمام ،اهتمام أعتز به ..
مودتي وتقديري ..

الفرحان بوعزة
12-06-2015, 10:36 AM
لم تكن تلك العلاقة مبنية على الصدق .. وربما كان ذلك اللقاء العاصف وراءه ريح مكيدة .. وقد حلت ابنة جارتها محلّها إلى حين ..
نص جميل بتعبيرات وصور مصاحبة أعطت اللقاء العاصف حيوية المشهد.
تحياتي أديبنا الفاضل .

فعلا أخي إنه لقاء مبني على التوجس والحذر ، لقاء ضم نقاشا كانت بدايته خارج المقهى ..
شكرا على نبلك واهتمامك أخي عبد السلام ،شاعرنا المتألق والمتميز ..
محبتي وتقديري ..

الفرحان بوعزة
12-06-2015, 10:38 AM
نص جميييل، وتصوير رائع لمجريات أحداثه، جعلتنا نعيش اللحظة باللحظة..
بوركت وكل التقدير

شكرا لك أخي المبدع المتألق الحسن على اهتمامك النبيل وكلمتك الطيبة ..
محبتي وتقديري ..

تيسير الغصين
13-06-2015, 10:27 AM
نص جميل بسرده وصوره وفكرته، جاءت القفلة كاشفة لرموز عقدته وهي بنت الجيران التي أهدته الوردة البيضاء والتي أجابت على أسئلة طرحتها دواخلنا لِمَ هذا الشجار والنزاع؟
شكرً لكاتبنا تحياتي وتقديري لنبض قلمك أستاذ/الفرحان بوعزّة.

الفرحان بوعزة
15-06-2015, 10:49 AM
نص جميل بسرده وصوره وفكرته، جاءت القفلة كاشفة لرموز عقدته وهي بنت الجيران التي أهدته الوردة البيضاء والتي أجابت على أسئلة طرحتها دواخلنا لِمَ هذا الشجار والنزاع؟
شكرً لكاتبنا تحياتي وتقديري لنبض قلمك أستاذ/الفرحان بوعزّة.


شكرا لك أخي المبدع المتألق تيسيرعلى اهتمامك النبيل وكلمتك الطيبة ..
سررت بقراءتك المركزة والهادفة ،
محبتي وتقديري ..

كاملة بدارنه
18-06-2015, 09:53 PM
تصدّع في العلاقات لأنّها تبنى على مشاعر متصدّعة وغير واثقة ممّا تريد وتحب، فتظلّ غير ثابتة
قصّة ناقدة هادفة صوّرت المشاهد بدقّة حتّى القفلة الكاشفة لأسباب التّصدّع
بوركت أستاذنا
تقديري وتحيّتي

الفرحان بوعزة
21-06-2015, 12:55 PM
تصدّع في العلاقات لأنّها تبنى على مشاعر متصدّعة وغير واثقة ممّا تريد وتحب، فتظلّ غير ثابتة
قصّة ناقدة هادفة صوّرت المشاهد بدقّة حتّى القفلة الكاشفة لأسباب التّصدّع
بوركت أستاذنا
تقديري وتحيّتي

سررت بهذه القراءة المركزة والهادفة لهذا النص المتواضع ،
شكرا للأديبة المتألقة كاملة على الاهتمام والتواصل الدائم ،
اهتمام أعتز به .. مودتي وتقديري ..

ربيحة الرفاعي
21-07-2015, 04:55 PM
براعة تصويرية لحركة الشخصية داخل المشهد عرت الصراع الداخلي وحكت تفاصيل للحدث مسكوت عنها سرديا، وأداء قصي جميل نجح فيه السارد بتوصيل حكاية النص وإشاراته التي كشفت بقيتها قفلة وضعت بإبداع

دمت بروعتك أديبنا
تحاياي

ربيحة الرفاعي
21-07-2015, 04:55 PM
براعة تصويرية لحركة الشخصية داخل المشهد عرت الصراع الداخلي وحكت تفاصيل للحدث مسكوت عنها سرديا، وأداء قصي جميل نجح فيه السارد بتوصيل حكاية النص وإشاراته التي كشفت بقيتها قفلة وضعت بإبداع

دمت بروعتك أديبنا
تحاياي

الفرحان بوعزة
22-07-2015, 01:24 PM
براعة تصويرية لحركة الشخصية داخل المشهد عرت الصراع الداخلي وحكت تفاصيل للحدث مسكوت عنها سرديا، وأداء قصي جميل نجح فيه السارد بتوصيل حكاية النص وإشاراته التي كشفت بقيتها قفلة وضعت بإبداع
دمت بروعتك أديبنا
تحاياي

المبدعة المتألقة ربيحة ، تحية طيبة ..
شكرا على قراءتك الهادفة والمركزة كعادتك ، إشادة وتشجيع أعتز بهما ..
شكرا على اهتمامك النبيل وكلمتك الطيبة ..
مودتي وتقديري ..

ناديه محمد الجابي
06-02-2021, 07:14 PM
قعدا بهدوء ـ تجادلا ت تناقشا ـ اصطدم صوتهما .. أفعال متتالية سجلتها كاميرا الحرف
لتصور المشهد وتصف بدقة ذلك اللقاء العاصف ، لنكتشف في النهاية من كان
وراء هذا التصدع ، ومن المستفيد منه.
القص جميل واللغة قوية معبرة، والتعابير ملفتة تركيبا وصورا
والسرد ماتع لأديب متمكن.
تحية بحجم الإبداع.
:v1::0014: