تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : انتقام ميت ...



فجر القاضي
12-06-2015, 07:59 PM
ألومٌ عليَّ بجلدِ روحي وخوضِ غمار ثأري ...
أشجبٌ إن استعصمتُ بحبلِ الشدَّةِ وأوغلتُ نصلي في عنقِ من أحيا بداخلي وحشيّة الانتقامِ ..
فاسمع إن كنتَ لا تدري ..:
ثلاثون حولاً وصراخُهنَّ يعيدُ نفسهُ في نفسي ليرجمني بحجارةٍ من سجيل الغضبْ..
خمسون ألف قتيلٍ بين طفل وكهلٍ وأمٍ وأبْ..
ما السبب..
هل كان الذنبُ أن جفّت حناجرهم من المكاء والتصديةِ لكلّ سفاحٍ تعربدَ فوق أكتاف الخلائق وأدمنَ عدّ الرُتبْ!
أم كانت جريمتهم يوم قالوا نريد أن نعيش ببعضِ الكلام وقد مللنا الموتَ في أكفانٍ من مدافن العربْ..
يا للعجب ..!
هل تعلمون بأنّ طفلَ الاغتصاب في معاقل الطاغوت قد صار اليوم شبّْ؟

كل العذارى سُلبنَ متاع الطهارة ..لم يعد بينهنّ بتولٌ ..
صرنَ تحت ختمِ ) منتهي الصلاحية(..
لمّا ضاجعهنّ ألف ألفُ كلبٍ وابن كلبْ ..
لا عتب ..!
إن استثاغ الملوك طعم الدياثةِ ..واستشرفوا فض البكارةِ للشمس الأصيلةِ ..فالمهم أن ترتاح مؤخراتهم على مقاعد الخشبْ ...
إن سُلخَ جلدُ الناطقين وصار طبلاً ..أو )ماركةً( عالميةً للأحذية الإيطالية ..بآغلى سعرٍ فاعلم أن هذا جلدُ إنسانٍ تكلَّمَ في حضرةِ الملكِ المعظّم عن الحرية أو صيام النوافلِ أو استفسرَ عن معنى الكرامةِ ..وهذا في عُرفِ الحكومة إرهابٌ لا يغتفر ..مع بعض قلةِ الأدب ...
....
وماذا يفيدُ الكلامُ فمن يومنا ..
نبدعُ في طهي الكبب
نصفنا في قصعةٍ والنصف في بيت الأدب ...
نعم أحب العفو والإسلام روحي ..
لكن ليس في هذه الأمورِ
الثأر قبل العفو .. والقدرة قبل الثأر ..
فطنينُ صراخ الأسارى يردد صداهُ ..
فهل من مجيبٍ ..يبعدُ الشمس من طريق السحبْ ..
قبل أن تغتصبْ؟!!
قصة مجزرة حماه ...

مصطفى السنجاري
12-06-2015, 08:47 PM
مؤلم هذا السرد
بحجم صدقه وواقعية مكنونه
نحن محكومون بالعذاب حتى الموت
ندفع ضريبة اسلاميتنا وعروبيتنا وانسانيتنا
حين يكون أولياء الأمور كلابا للغرباء
ينفذون مآربهم للنيل من أمة الحضارة والتراث والرسالات
أعز الله شامنا وأهلها الكرام
وأعاد لها وللعراق هيبة السنين الخوالي

كاملة بدارنه
13-06-2015, 05:09 AM
نصّ موجع، ولغة قويّة!
صارت الحالة مغضبة وبرثى لها في ظلّ غياب الضّمائر ووأد القيم الإنسانيّة، والدّوس على الكرامة
بوركت
تقديري وتحيّتي

فجر القاضي
13-06-2015, 08:37 PM
أخي السنجاري:
ونقول حسبي الله وكفى ..
الدائرة تدور ..والويل لهم ..
ستنتهي الحكاية يوماً ونعود لمجدنا ..بإذن الله
شكراً لهطولك الغيث ..

ربيحة الرفاعي
17-06-2015, 05:24 PM
ان تئن كل حروف اﻷرض حزنا لما آل إليه حال اﻷمة لهو ما يفرضه التداعي المنطقي ولا جرم
حز في النفس ما نبضت به الحروف بصدقها وعمق مقولتها

دمت بخير
تحاياي

خلود محمد جمعة
19-06-2015, 11:38 PM
نزف الحرف مداده من واقعنا المطعون بأيدي حكامه والقائمين على حمايته بعمق وقوة
بوح مؤثر بيراع صادق
بوركت وكل التقدير

فجر القاضي
23-07-2015, 09:20 PM
كريمتنا كاملة :
لا أوجعك الله على محب أو قريب..
حالةٌ أدمناها بما فيها ....اعتدنا الألم حتى صار طبيعة حياة
لله الأمر ..واقترب الفرج إن شاء الله
امتناني لمرورك الواعي

فجر القاضي
23-07-2015, 09:23 PM
فاضلتنا ربيحة :
وأين المفر ..حيثما نولي وجوهنا فثم جراح ...
ويح حالنا متى نرتاح ..
متى أستطيع أن أغرس بضع سعادة في حرفي لا أدري ..
طيب الله مسراك وممشاك ..

فجر القاضي
23-07-2015, 09:26 PM
راقية المقام خلود :
يبدو أن هذا البوح لن يطول بحزنه ..
حتى قصة البؤساء كان لها نهاية ..
وسينتهي بؤسنا بإذن الله ..
سلمك الله من كل شر ..

ناديه محمد الجابي
26-04-2017, 11:07 AM
تفجر الدمع من لغة تغرق القلوب حزنا .. وغضبا
رسالة حملت مشاعر نبيلة نزفت بشجن فبكت الحروف
أبدعت في تصوير واقع مؤلم ومشاعر اليأس تجلدها سياط القهر
بتصوير تجلى فيه الصدق فزانه
نص جميل لونته إنسانية حس وسموق طرح وجمال حرف فتألق.
فك الله كربات أوطاننا.
:os::os: