مشاهدة النسخة كاملة : مَـــــــــــعَ الله
مصطفى السنجاري
17-06-2015, 08:37 PM
مَـــــــــــعَ الله
منَ الظلمِ أنَّ التّبْنَ كالتبْرِ يلمَعُ=وَأنَّ شبيهَ النبعِ، في العينِ، يَلْمَعُ (1)
تَهيمُ نفوسُ الخَلْقِ بالغِيدِ والثرا،=وبالعِلْمِ تَهيامي، وبالحرفِ أولَعُ
فطوراً تراني عاملَ اليدِ بينَهم،=وطوراً تراني من لُمى الفكرِ أكرَعُ
فأولاهما سعياً وراء معيشةٍ=وثانيهما للمجدِ أسعى وأهرَعُ
يقولونَ: مجنونٌ تخلّى عن الهوى،=ولا شيء كالنسوان في الكون ممتعُ
وراحَ بدرب الفكرِ ينثُرُ عمرَه=وعيناهُ عن رصدِ المفاتنِ هُجَّعُ
مساكينُ لا يدرونَ أنّيَ زاهدٌ=وأنَّ الذي يبغون عهرٌ ومُفظعُ
ولو أنّ ما يبغونَ زبدةُ دنيتي=فسيّانِ دُرٌّ في الوجودِ ويَرْمُعُ(2)
وما كانَ للخير افتخارٌ على الأذى=ولا جاءنا جبريلُ بالوحيِ يسجَعُ
********
إلهي لأني عبدُ أكرمِ سيّدٍ=فإنّي عَنِ اتْيانِ الخَطاْ أترَفَّعُ
وبُنيانُ إيماني بَنَيْتَ صُرُوحَهُ=فإنّ الذي تَبْنيهِ لا يَتَصَدَّعُ
بِفَيْئِكَ، يا رَبِّي ،حَطَطْتُ رَحائلي=وَفَيْؤُكَ، يا رَبِّي، مَريعٌ ومُمْرِعُ
وَأعْطَيْتَني صَبْرَ الحَليمِ، وَحِكْمَةً=بها، دُونَ غَيري في الورى، أتَمَتَّعُ
لكَ الشُّكرُ والحَمْدُ الذي تَسْتَحِقُّهُ=على كلِّ ما تعْطي ،إلهي، وتَمنَعُ
وأهديتَ كلَّ الناسِ للحقِّ فِطْرَةً=وكلٌّ لهُ في خافِقَيهِ مُشَرِّع
وكلٌّ له في عقله خيرُ وازعٍ=و باللبّ يدري ما يضرُّ وينفَعُ
********
تَبَضَّعْ مِنَ القُرْآنِ كُلَّ كَريمَةٍ=فطوبى لِمَنْ مِنْ هَدْيهِ يَتَبَضَّعُ
إذا ضاقتِ الدنيا ،عليكَ، فلُذْ به=ففي كلِّ رُكْنٍ فيه ،لليُسْرِ، مَطْلَعُ
وفيه ،لنا للحُبِّ ،دَعْوَةُ مُرْشِدٍ=وَنَهْيٌ عَنِ الحِقْدِ الدَّفين ،ومُرْدِعُ
تَضِيْقُ قُلُوبُ الحاقدينَ ضَغِيْنَةً=على أهلِها، والقلبُ بالحِقدِ قَوْقَعُ
ولكنَّه، للحُبِّ ،كالعَيْنِ للرُّؤى=بمقدارِ ما فيه مِنَ الحُبِّ يُوسَعُ
قلوبُ الوَرى مثل القوارير ،عِطرُها=من الحُبّ شَروى نرجسٍ يَتَضَوَّعُ
عليك بِحِفْظِ الآي لَوْذا بهديها=وهل مثلُ آي الذّكْرِ للمَرْءِ مَرْجِع
سَيَحفَظُكَ القرآنُ حيثُ حفظتَهُ=هو البَلْسَمُ الشافي لِمَنْ يَتَجرَّعُ
لقد رفعَ الرحمنُ شأني بحُبِّهِ=ويخفِضُ ربّي من يشاءُ، ويرَفَعُ
وعمرَكَ ترميهِ بأعتاب نزوةٍ=هلا كنت ترمي للذي هو أنفعُ
رضا الله لا شيءٌ سواه بنافعٍ=لمن في غدٍ في لجّة القبر يُودَعُ
وكن كجميل الحقل يبهرُ ناظراً=فللقمحِ ،لا الأدغال، أرضُكَ تُزرَعُ
وَعُمْرُكَ ثَوْبٌ يُحْدِثُ الذَّنْبُ خرقهُ=حَذارِ فَبَعْضُ الخرقِ ما ليس يُرقَعُ
ولا تكُ طوعَ المترفاتِ كعبدها=وكن طوعَ خيرٍ، وحدَهُ الخيرُ يشفعُ
وكنْ من جُنُودِ الخيرِ تَحْصِدْ ثمارَه=بدنياك ، إنّ الخيرَ بالنَّقدِ يَدْفَعُ
يُسَمّونَ تَرْكَ المُوْبِقاتِ تَخلُّفاً=فلا تَكُ طِرْساً والحَضارةُ تَطْبَعُ
وكم مُلْحِدٍ صَلّى وَصامَ تَقِيَّةً=وإسْلامُهُ ،كَيْ يَخْدَعَ الناسَ ، بُرْقُعُ
يَبيتُ وبينَ اللهِ حربٌ وبَينَهُ=فوا عَجبي مِن مُلْحِدٍ كيفَ يهجعُ
وَقَدْ تَخْدَعُ الناسَ المَظاهِرُ فَتْرَةً=ولكنَّ رَبَّ الناسِ هَيْهاتَ يُخْدَعُ
إذا أنتَ تأتي الخَيْرَ في الخَيْرِ طامِعاً=بِماذا تُرى ذُو الشرِّ في الشرِّ يَطْمَعُ ؟
عبوديَّتي ،لله، مصدَرُ عزّتي=وعبْدُ سواهُ في المذلَّةِ يخنعُ
لبستُ رضا الرحمن تاجاً يزينني=فيا حبّذا لو يقتنيه المُفَرِّعُ
رضا الله للإنسانِ أسهلُ غايةٍ=لمُحْتَسِبٍ فيهم لَهُ يَتَطَلَّعُ
********
بأسمائه الحُسنى ألوذُ وأحْتَمي=إذا راعَني ،في النائباتِ ،مُرَوِّعُ
هو( اللهُ) في العلياء يحيا بذاته=هو (الملكُ)( القدّوسُ) لا مُلْكَ يُخلَعُ
(سلامٌ) ،على كلّ الوجودِ، وجودُهُ=ولولاهُ لا أمنٌ يكونُ فيقبعُ
فسبحانه من (مؤمنٍ) و (مهيمنٍ)=لقدرتهِ تجري الأمور وتخضَعُ
(عزيزٌ) ولا عزٌّ يُقاسُ بعزّهِ=وعزَّتُهُ للعزّ ذخرٌ ومنبَعُ
وسبحانه (الجبّارُ) من (متكَبِّرٍ)=تعالى فلا بطشٌ يريعُ ويهلعُ
هو (الخالقُ) (الباري) (المصوِّرُ) خلقَه=فأبدِعْ به من خالقٍ حينَ يُبدِعُ
وسبحانَهُ (الغفّارُ) ساترُ عيبِنا=فلا موضعٌ يخفى عليه ومَخْدَعُ
وسبحانه (القَهّارُ) ذَلَّت لحُكْمِه=خلائقُهُ طُرّاً.. لهُ الـ(كلُّ) خُضَّعُ
هو المُنْعِمُ (الوَهّابُ) من غير مِنّةٍ=جَلالتُه من ذاك أسمى وأروَعُ
هو الواهِبُ (الرزّاقُ) من فَيْضِ فَضْلِه=فيهدي إلينا رزقَنا ويُشَيِّعُ
وسُبحانَه (الفتّاحُ) بين أكُفِّهِ=مَفاتيحُ ما يُعْصَى إذا شاء يُشرَعُ
(عليمٌ) بما يجري على مَلَكُوتِه=بكلّ مكانٍ عِلْمُهُ مُتَمَوْضِعُ
هو (القابضُ) الأشياءَ أو شاءَ (باسِطٌ)=فيجدِبُ أنّى شاء أو شاء يُمْرِعُ
هو (الخافضُ)الإنسانَ أو شاء َ(رافعٌ)=وليسَ له خِفْضٌ لِمَنْ هُوَ يَرْفَعُ
(مُعِزُّ) جَميعِ المؤمنينَ الأُلى هُدُوا=وأَهْدُوا الورى للطيّباتِ وأبْدَعوا
(مُذِلُّ) جَميعِ الكافرين ومَنْ بَغَوا=وعاثوا فساداً ، عَن أذىً ما تورّعوا
(سَميعٌ) لِنَجوانا ، (بَصِيرٌ) بِسِرّنا=هوَ (الحَكَمُ) (العدلُ) الذي لا يُزَعْزَعُ
(لَطيفٌ) فلا عينٌ تَراهُ ولا رُؤَىً=(خبيرٌ) بما يُخْفيه صَدْرٌ وأضلُعُ
(حَليمٌ) فما مِنْ زَلّةٍ في قَرارِهِ=ويُمْهِلُ لمْ يَهْمِلْ ، ولا يَتَسَرَّع
(عَظيمٌ) فلا تَرقى العيونُ لذاتهِ=(غَفورٌ) (شَكورٌ) فوقَ ما نَتَوَقَّعُ
(عَلِيٌّ) (كبيرٌ) كبرياءً ومِنْعَةً=(حَفيظٌ) (مُقيتُ) الرِّزْقِ حَيْثُ يُوَزّعُ
(حَسيبٌ) (جليلٌ) ذو جَلالٍ ورِفْعَةٍ=عَصِيٌّ على أعْدائِهِ ومُمَنَّعُ
(كريمٌ) جوادٌ لا يُجارى سَخاؤُهُ=(رَقيبٌ) ولا يَخْفى عليه التَصَنُّعُ
(مُجيبٌ) إذا داعٍ دَعاهُ لنجدةٍ=هو (الواسعُ) الرَّحْماتِ لا شيْءَ أوسَعُ
تَنَزَّهَ عن إصدارِ ما لمْ يَلِقْ به=(حكيمٌ) (ودودٌ) قلبه فيه مُرْضِعُ
(مجيدٌ) وكلُّ المجدِ يتبعُ مَجْدَهُ=هو (الباعثُ) الموتى بصُورٍ يُجَعْجِعُ
(شهيدٌ) على أقوالِنا وفِعالِنا=فلا سِنَةٌ تُلْهيه يوماً فيَهْجَعُ
فسُبْحانَه (الحقُّ ) (الوكيلُ) بشأننا=ونحنُ لما يَبْغي من الأمرِ نَصْدَعُ
(قَويٌّ) (مَتينٌ) لا مَرَدَّ لأمرِهِ=لَهُ الصَّعبُ سهلٌ ،بل من السهلِ أطوَعُ
(وَليٌّ) لمَنْ والاهُ دونَ تكلُّفٍ=ولا جَهْدَ في كَنْفِ الوَلِيّ يُضَيَّعُ
(حَميدٌ) إليه الحَمْدُ يُزْجَى جَدارةً=فإنَّ جَميلَ الفِعلِ بالحَمْدِ يُتْبَعُ
تباركَ مِنْ (مُحْصِي) مخاليقِ مُلْكِهِ=وأقواتِهم ، ما فاتَه مُتَقَبِّعُ
هو (المُبْدِئُ) الخلاّقُ لا سابقٌ لَهُ=على صُنعِهِ ، وهوَ (المُعيدُ) المُرَجِّعُ
بأرواحِها (مُحْيي) الجُسُومِ جميعِها=(مُميتٌ) لها بالروحِ ما شاءَ تَطْلعُ
هو (الحيُّ) لا بَعدٌ ولا كانَ قبلَه=وباقٍ ، وكلٌّ للحياةِ مُوَدِّعُ
فسبحانه (القَيّومُ) دوماً على الدُّنا=وما قد بَرى فالكونُ لا يتضَعْضَعُ
هو (الواجدُ) الـ ما شاء من كلِّ مَطْلَبٍ=هو (الماجدُ) الأسْخى بما يَتَبَرَّعُ
هو (الواحدُ)الفردُ الفريدُ بعرشِهِ=هو (الصّمَدُ) الوِتْرُ الذي ليسَ يُشفَعُ
هو (القادرُ) اسْتَغْنى بـ (كُنْ فيكونـِ)ـهِ=و(مُقْتَدرٌ) فيما يَئِلُّ ويَسْنعُ
(مُقَدِّمُ) رَهْطِ الأنبياءِ على الورى=(مُؤَخِّرُ) أعْداهُ ، فبالذُّلِّ قُفِّعوا
هو (الأولُ) اللاّ كانَ أوَّلَ قبلَه=هو (الآخِرُ) اللاّ آخرٌ بعدُ يتبعُ
هو (الظاهرُ) الأبهى تجلّى بآيِهِ=هو (الباطنُ) الأخفى وفي الغيبِ مُوْدَعُ
هو (المُتعالي) عن صفاتِ عباده=هو (البَرُّ) ما للقبحِ ركنٌ وموضعُ
ويُعرَفُ بـ(التوّابِ) رفقاً بخلقه=وأبوابه للتائبينَ تُصَرَّعُ
و(مُنتَقِمٌ) مِن كلِّ باغٍ ومعتدٍ=أثيمٍ ..(عَفُوٌّ) للذي يتَضرّع
(رؤوفٌ) بكلّ المؤمنينَ كوالدٍ=هلِ الأبُ عن أولاده العفوَ يمنعُ ؟
فسبحانَه من (مالك الملكِ) (ذو الجلا=لِ) واللطفِ (والإكرامِ) والخلقُ خُشَّعُ
هو (المُقسطُ) العدلُ الودودُ لخصمه=فلا حيفَ في حكمٍ يبتُّ ويقطَعُ
هو (الجامعُ) الخلقَ التزاما بوعدِهِ=بيومٍ به أنفاسهم تتقطَّعُ
(غَنيٌّ) و (مُغني) العالمين بفضله=و (مانِعُ) ما لا ينبغي حين يمنعُ
هو (الضارُّ) إمّا شاءَ و (النافعُ) الذي=يضيفُ ويلغي ، وهوَ يُغني ويُدقِعُ
هو (النورُ) لا نورٌ يعادلُ نورَه=وأنوارُهُ في خافق الكونِ تسطعُ
وسبحانَهُ (هادي) القلوبِ تعطّفاً=ولولا هداه لاعتراها التمَيُّعُ
(بديعُ) السما والأرض جلّ جلالُه=وما لبديعٍ ألَّ يوماً مُرَجِّعُ
وسبحانه (الباقي) كما كان مفرداً=ويفنى جميع الخلقِ والكونُ بُلْقُعُ
هو (الوارثُ) الأملاكَ قد مات أهلها=وهم خُشَّعٌ يوم القيامةِ هُلّعُ
(رشيدٌ) (صبورٌ) لا يُجازي بمثلِه=أذى عبده مهما يجورُ ويقذعُ
(1) يلمعُ : من أسماء السراب
(2) يرمع : الحصى
مصطفى السنجاري
17-06-2015, 08:37 PM
مَـــــــــــعَ الله
نسخة منسقة
منَ الظلمِ أنَّ التّبْنَ كالتبْرِ يلمَعُ=وَأنَّ شبيهَ النبعِ، في العينِ، يَلْمَعُ (1)
تَهيمُ نفوسُ الخَلْقِ بالغِيدِ والثرا،=وبالعِلْمِ تَهيامي، وبالحرفِ أولَعُ
فطوراً تراني عاملَ اليدِ بينَهم،=وطوراً تراني من لُمى الفكرِ أكرَعُ
فأولاهما سعياً وراء معيشةٍ=وثانيهما للمجدِ أسعى وأهرَعُ
يقولونَ: مجنونٌ تخلّى عن الهوى،=ولا شيء كالنسوان في الكون ممتعُ
وراحَ بدرب الفكرِ ينثُرُ عمرَه=وعيناهُ عن رصدِ المفاتنِ هُجَّعُ
مساكينُ لا يدرونَ أنّيَ زاهدٌ=وأنَّ الذي يبغون عهرٌ ومُفظعُ
ولو أنّ ما يبغونَ زبدةُ دنيتي=فسيّانِ دُرٌّ في الوجودِ ويَرْمُعُ(2)
وما كانَ للخير افتخارٌ على الأذى=ولا جاءنا جبريلُ بالوحيِ يسجَعُ
********
إلهي لأني عبدُ أكرمِ سيّدٍ=فإنّي عَنِ اتْيانِ الخَطاْ أترَفَّعُ
وبُنيانُ إيماني بَنَيْتَ صُرُوحَهُ=فإنّ الذي تَبْنيهِ لا يَتَصَدَّعُ
بِفَيْئِكَ، يا رَبِّي ،حَطَطْتُ رَحائلي=وَفَيْؤُكَ، يا رَبِّي، مَريعٌ ومُمْرِعُ
وَأعْطَيْتَني صَبْرَ الحَليمِ، وَحِكْمَةً=بها، دُونَ غَيري في الورى، أتَمَتَّعُ
لكَ الشُّكرُ والحَمْدُ الذي تَسْتَحِقُّهُ=على كلِّ ما تعْطي ،إلهي، وتَمنَعُ
وأهديتَ كلَّ الناسِ للحقِّ فِطْرَةً=وكلٌّ لهُ في خافِقَيهِ مُشَرِّع
وكلٌّ له في عقله خيرُ وازعٍ=و باللبّ يدري ما يضرُّ وينفَعُ
********
تَبَضَّعْ مِنَ القُرْآنِ كُلَّ كَريمَةٍ=فطوبى لِمَنْ مِنْ هَدْيهِ يَتَبَضَّعُ
إذا ضاقتِ الدنيا ،عليكَ، فلُذْ به=ففي كلِّ رُكْنٍ فيه ،لليُسْرِ، مَطْلَعُ
وفيه ،لنا للحُبِّ ،دَعْوَةُ مُرْشِدٍ=وَنَهْيٌ عَنِ الحِقْدِ الدَّفين ،ومُرْدِعُ
تَضِيْقُ قُلُوبُ الحاقدينَ ضَغِيْنَةً=على أهلِها، والقلبُ بالحِقدِ قَوْقَعُ
ولكنَّه، للحُبِّ ،كالعَيْنِ للرُّؤى=بمقدارِ ما فيه مِنَ الحُبِّ يُوسَعُ
قلوبُ الوَرى مثل القوارير ،عِطرُها=من الحُبّ شَروى نرجسٍ يَتَضَوَّعُ
عليك بِحِفْظِ الآي لَوْذا بهديها=وهل مثلُ آي الذّكْرِ للمَرْءِ مَرْجِع
سَيَحفَظُكَ القرآنُ حيثُ حفظتَهُ=هو البَلْسَمُ الشافي لِمَنْ يَتَجرَّعُ
لقد رفعَ الرحمنُ شأني بحُبِّهِ=ويخفِضُ ربّي من يشاءُ، ويرَفَعُ
وعمرَكَ ترميهِ بأعتاب نزوةٍ=هلا كنت ترمي للذي هو أنفعُ
رضا الله لا شيءٌ سواه بنافعٍ=لمن في غدٍ في لجّة القبر يُودَعُ
وكن كجميل الحقل يبهرُ ناظراً=فللقمحِ ،لا الأدغال، أرضُكَ تُزرَعُ
وَعُمْرُكَ ثَوْبٌ يُحْدِثُ الذَّنْبُ خرقهُ=حَذارِ فَبَعْضُ الخرقِ ما ليس يُرقَعُ
ولا تكُ طوعَ المترفاتِ كعبدها=وكن طوعَ خيرٍ، وحدَهُ الخيرُ يشفعُ
وكنْ من جُنُودِ الخيرِ تَحْصِدْ ثمارَه=بدنياك ، إنّ الخيرَ بالنَّقدِ يَدْفَعُ
يُسَمّونَ تَرْكَ المُوْبِقاتِ تَخلُّفاً=فلا تَكُ طِرْساً والحَضارةُ تَطْبَعُ
وكم مُلْحِدٍ صَلّى وَصامَ تَقِيَّةً=وإسْلامُهُ ،كَيْ يَخْدَعَ الناسَ ، بُرْقُعُ
يَبيتُ وبينَ اللهِ حربٌ وبَينَهُ=فوا عَجبي مِن مُلْحِدٍ كيفَ يهجعُ
وَقَدْ تَخْدَعُ الناسَ المَظاهِرُ فَتْرَةً=ولكنَّ رَبَّ الناسِ هَيْهاتَ يُخْدَعُ
إذا أنتَ تأتي الخَيْرَ في الخَيْرِ طامِعاً=بِماذا تُرى ذُو الشرِّ في الشرِّ يَطْمَعُ ؟
عبوديَّتي ،لله، مصدَرُ عزّتي=وعبْدُ سواهُ في المذلَّةِ يخنعُ
لبستُ رضا الرحمن تاجاً يزينني=فيا حبّذا لو يقتنيه المُفَرِّعُ
رضا الله للإنسانِ أسهلُ غايةٍ=لمُحْتَسِبٍ فيهم لَهُ يَتَطَلَّعُ
********
بأسمائه الحُسنى ألوذُ وأحْتَمي=إذا راعَني ،في النائباتِ ،مُرَوِّعُ
هو( اللهُ) في العلياء يحيا بذاته=هو (الملكُ)( القدّوسُ) لا مُلْكَ يُخلَعُ
(سلامٌ) ،على كلّ الوجودِ، وجودُهُ=ولولاهُ لا أمنٌ يكونُ فيقبعُ
فسبحانه من (مؤمنٍ) و (مهيمنٍ)=لقدرتهِ تجري الأمور وتخضَعُ
(عزيزٌ) ولا عزٌّ يُقاسُ بعزّهِ=وعزَّتُهُ للعزّ ذخرٌ ومنبَعُ
وسبحانه (الجبّارُ) من (متكَبِّرٍ)=تعالى فلا بطشٌ يريعُ ويهلعُ
هو (الخالقُ) (الباري) (المصوِّرُ) خلقَه=فأبدِعْ به من خالقٍ حينَ يُبدِعُ
وسبحانَهُ (الغفّارُ) ساترُ عيبِنا=فلا موضعٌ يخفى عليه ومَخْدَعُ
وسبحانه (القَهّارُ) ذَلَّت لحُكْمِه=خلائقُهُ طُرّاً.. لهُ الـ(كلُّ) خُضَّعُ
هو المُنْعِمُ (الوَهّابُ) من غير مِنّةٍ=جَلالتُه من ذاك أسمى وأروَعُ
هو الواهِبُ (الرزّاقُ) من فَيْضِ فَضْلِه=فيهدي إلينا رزقَنا ويُشَيِّعُ
وسُبحانَه (الفتّاحُ) بين أكُفِّهِ=مَفاتيحُ ما يُعْصَى إذا شاء يُشرَعُ
(عليمٌ) بما يجري على مَلَكُوتِه=بكلّ مكانٍ عِلْمُهُ مُتَمَوْضِعُ
هو (القابضُ) الأشياءَ أو شاءَ (باسِطٌ)=فيجدِبُ أنّى شاء أو شاء يُمْرِعُ
هو (الخافضُ)الإنسانَ أو شاء َ(رافعٌ)=وليسَ له خِفْضٌ لِمَنْ هُوَ يَرْفَعُ
(مُعِزُّ) جَميعِ المؤمنينَ الأُلى هُدُوا=وأَهْدُوا الورى للطيّباتِ وأبْدَعوا
(مُذِلُّ) جَميعِ الكافرين ومَنْ بَغَوا=وعاثوا فساداً ، عَن أذىً ما تورّعوا
(سَميعٌ) لِنَجوانا ، (بَصِيرٌ) بِسِرّنا=هوَ (الحَكَمُ) (العدلُ) الذي لا يُزَعْزَعُ
(لَطيفٌ) فلا عينٌ تَراهُ ولا رُؤَىً=(خبيرٌ) بما يُخْفيه صَدْرٌ وأضلُعُ
(حَليمٌ) فما مِنْ زَلّةٍ في قَرارِهِ=ويُمْهِلُ لمْ يَهْمِلْ ، ولا يَتَسَرَّع
(عَظيمٌ) فلا تَرقى العيونُ لذاتهِ=(غَفورٌ) (شَكورٌ) فوقَ ما نَتَوَقَّعُ
(عَلِيٌّ) (كبيرٌ) كبرياءً ومِنْعَةً=(حَفيظٌ) (مُقيتُ) الرِّزْقِ حَيْثُ يُوَزّعُ
(حَسيبٌ) (جليلٌ) ذو جَلالٍ ورِفْعَةٍ=عَصِيٌّ على أعْدائِهِ ومُمَنَّعُ
(كريمٌ) جوادٌ لا يُجارى سَخاؤُهُ=(رَقيبٌ) ولا يَخْفى عليه التَصَنُّعُ
(مُجيبٌ) إذا داعٍ دَعاهُ لنجدةٍ=هو (الواسعُ) الرَّحْماتِ لا شيْءَ أوسَعُ
تَنَزَّهَ عن إصدارِ ما لمْ يَلِقْ به=(حكيمٌ) (ودودٌ) قلبه فيه مُرْضِعُ
(مجيدٌ) وكلُّ المجدِ يتبعُ مَجْدَهُ=هو (الباعثُ) الموتى بصُورٍ يُجَعْجِعُ
(شهيدٌ) على أقوالِنا وفِعالِنا=فلا سِنَةٌ تُلْهيه يوماً فيَهْجَعُ
فسُبْحانَه (الحقُّ ) (الوكيلُ) بشأننا=ونحنُ لما يَبْغي من الأمرِ نَصْدَعُ
(قَويٌّ) (مَتينٌ) لا مَرَدَّ لأمرِهِ=لَهُ الصَّعبُ سهلٌ ،بل من السهلِ أطوَعُ
(وَليٌّ) لمَنْ والاهُ دونَ تكلُّفٍ=ولا جَهْدَ في كَنْفِ الوَلِيّ يُضَيَّعُ
(حَميدٌ) إليه الحَمْدُ يُزْجَى جَدارةً=فإنَّ جَميلَ الفِعلِ بالحَمْدِ يُتْبَعُ
تباركَ مِنْ (مُحْصِي) مخاليقِ مُلْكِهِ=وأقواتِهم ، ما فاتَه مُتَقَبِّعُ
هو (المُبْدِئُ) الخلاّقُ لا سابقٌ لَهُ=على صُنعِهِ ، وهوَ (المُعيدُ) المُرَجِّعُ
بأرواحِها (مُحْيي) الجُسُومِ جميعِها=(مُميتٌ) لها بالروحِ ما شاءَ تَطْلعُ
هو (الحيُّ) لا بَعدٌ ولا كانَ قبلَه=وباقٍ ، وكلٌّ للحياةِ مُوَدِّعُ
فسبحانه (القَيّومُ) دوماً على الدُّنا=وما قد بَرى فالكونُ لا يتضَعْضَعُ
هو (الواجدُ) الـ ما شاء من كلِّ مَطْلَبٍ=هو (الماجدُ) الأسْخى بما يَتَبَرَّعُ
هو (الواحدُ)الفردُ الفريدُ بعرشِهِ=هو (الصّمَدُ) الوِتْرُ الذي ليسَ يُشفَعُ
هو (القادرُ) اسْتَغْنى بـ (كُنْ فيكونـِ)ـهِ=و(مُقْتَدرٌ) فيما يَئِلُّ ويَسْنعُ
(مُقَدِّمُ) رَهْطِ الأنبياءِ على الورى=(مُؤَخِّرُ) أعْداهُ ، فبالذُّلِّ قُفِّعوا
هو (الأولُ) اللاّ كانَ أوَّلَ قبلَه=هو (الآخِرُ) اللاّ آخرٌ بعدُ يتبعُ
هو (الظاهرُ) الأبهى تجلّى بآيِهِ=هو (الباطنُ) الأخفى وفي الغيبِ مُوْدَعُ
هو (المُتعالي) عن صفاتِ عباده=هو (البَرُّ) ما للقبحِ ركنٌ وموضعُ
ويُعرَفُ بـ(التوّابِ) رفقاً بخلقه=وأبوابه للتائبينَ تُصَرَّعُ
و(مُنتَقِمٌ) مِن كلِّ باغٍ ومعتدٍ=أثيمٍ ..(عَفُوٌّ) للذي يتَضرّع
(رؤوفٌ) بكلّ المؤمنينَ كوالدٍ=هلِ الأبُ عن أولاده العفوَ يمنعُ ؟
فسبحانَه من (مالك الملكِ) (ذو الجلا=لِ) واللطفِ (والإكرامِ) والخلقُ خُشَّعُ
هو (المُقسطُ) العدلُ الودودُ لخصمه=فلا حيفَ في حكمٍ يبتُّ ويقطَعُ
هو (الجامعُ) الخلقَ التزاما بوعدِهِ=بيومٍ به أنفاسهم تتقطَّعُ
(غَنيٌّ) و (مُغني) العالمين بفضله=و (مانِعُ) ما لا ينبغي حين يمنعُ
هو (الضارُّ) إمّا شاءَ و (النافعُ) الذي=يضيفُ ويلغي ، وهوَ يُغني ويُدقِعُ
هو (النورُ) لا نورٌ يعادلُ نورَه=وأنوارُهُ في خافق الكونِ تسطعُ
وسبحانَهُ (هادي) القلوبِ تعطّفاً=ولولا هداه لاعتراها التمَيُّعُ
(بديعُ) السما والأرض جلّ جلالُه=وما لبديعٍ ألَّ يوماً مُرَجِّعُ
وسبحانه (الباقي) كما كان مفرداً=ويفنى جميع الخلقِ والكونُ بُلْقُعُ
هو (الوارثُ) الأملاكَ قد مات أهلها=وهم خُشَّعٌ يوم القيامةِ هُلّعُ
(رشيدٌ) (صبورٌ) لا يُجازي بمثلِه=أذى عبده مهما يجورُ ويقذعُ
(1) يلمعُ : من أسماء السراب
(2) يرمع : الحصى
احمد المعطي
17-06-2015, 11:39 PM
مَع الله باسم الله تِبرُكَ يلمَعُ
...................................وحرْفكَ بالأسْماءِ في القلبِ يُقلِِعُ
فحلِّقْ مع الرَّحمن وانعَمْ بفضلِه
...........................وهذي بُذور الخير في "الشهر" تزْرَعُ
تعالى إله الكونِ جَلَّ جلالُه
..................................وسبحانَه أعطاكَ فالحرْف ممْرعُ
وَنهرُكَ يجري بالبيان وسحره
...................................تجلّى بنبْض القلبِ ماؤك يُسرعُ
عدنان الشبول
18-06-2015, 12:46 AM
ما شاء الله نفس شعري طويل وجميل
بارك الله بكم
مازن لبابيدي
18-06-2015, 07:21 AM
لله هذه القصيدة البديعة الرائعة ، لا فض فوك أخي الحبيب مصطفى السنجاري
أسأل الله تعالى الذي تغنيت بأسمائه الحسنى أن يجعل لك بكل حرف حسنة ويرفع درجاتك في الجنة .
وكل عام وأنت بخير .
محمد ذيب سليمان
18-06-2015, 03:30 PM
شاعر تلين له القوافي كيفما اراد
شكرا وبارك الله بك على هذا الاداء الرائع
والبيان الجامع
مودتي
مصطفى السنجاري
20-06-2015, 08:19 PM
مَع الله باسم الله تِبرُكَ يلمَعُ
...................................وحرْفكَ بالأسْماءِ في القلبِ يُقلِِعُ
فحلِّقْ مع الرَّحمن وانعَمْ بفضلِه
...........................وهذي بُذور الخير في "الشهر" تزْرَعُ
تعالى إله الكونِ جَلَّ جلالُه
..................................وسبحانَه أعطاكَ فالحرْف ممْرعُ
وَنهرُكَ يجري بالبيان وسحره
...................................تجلّى بنبْض القلبِ ماؤك يُسرعُ
بورك اليراع والالهام الحيي البهي
شاعرنا الكريم الكبير
أحمد المعطي جمالا وروعة
تمر مرور الربيع
تترك خلفك الأزاهير على الربى
دمت حافلا بالنماء والبهاء
أيها الباذخ النبيل
محمد حمود الحميري
20-06-2015, 10:16 PM
بسم الله .. ما شاء الله .. اللهم صل وسلم على خير من نطق الضاد ،
زادك الله علمًا وتقى ، ونفع الأمة بعلمك .
لو أحصينا حروفها وضربنا في عشرة = عدد الحسنات ،
ومثلها ومثلها ومثلها كلما قرأها قارئ إلى قيام الساعة ،
إنها جبال من الحسنات إن شاء الله .
تقبلها الله منك خالصة لوجهه الكريم ، ورفع بها منزلتك في الجنة .
تقديري واحترامي .
مصطفى السنجاري
21-06-2015, 08:56 PM
ما شاء الله نفس شعري طويل وجميل
بارك الله بكم
بارك الله فيك وفي حضورك الباذخ
أخي المبدع عدنان الشبول
طرزت المكان بوارف حضورك
كل عام وأنت بخير
مصطفى السنجاري
22-06-2015, 08:17 PM
لله هذه القصيدة البديعة الرائعة ، لا فض فوك أخي الحبيب مصطفى السنجاري
أسأل الله تعالى الذي تغنيت بأسمائه الحسنى أن يجعل لك بكل حرف حسنة ويرفع درجاتك في الجنة .
وكل عام وأنت بخير .
أنت بديع ورائع دكتوري الغالي ((مازن اللبابيدي))
أيها المعتق في الأصالة والخلق الكريم
أسأل الله أن يهبك ما تمنيته لي هنا أيها الحبيب
وتقبل محبتي وتحايا تليق بك
مصطفى السنجاري
26-06-2015, 09:16 PM
مَـــــــــــعَ الله
مصطفى حسين السنجاري
منَ الظلمِ أنَّ التّبْنَ كالتبْرِ يلمَعُ=وَأنَّ شبيهَ النبعِ، في العينِ، يَلْمَعُ (1)
تَهيمُ نفوسُ الخَلْقِ بالغِيدِ والثرا،=وبالعِلْمِ تَهيامي، وبالحرفِ أولَعُ
فطوراً تراني عاملَ اليدِ بينَهم،=وطوراً تراني من لُمى الفكرِ أكرَعُ
فأولاهما سعياً وراء معيشةٍ=وثانيهما للمجدِ أسعى وأهرَعُ
يقولونَ: مجنونٌ تخلّى عن الهوى،=ولا شيء كالنسوان في الكون ممتعُ
وراحَ بدرب الفكرِ ينثُرُ عمرَه=وعيناهُ عن رصدِ المفاتنِ هُجَّعُ
مساكينُ لا يدرونَ أنّيَ زاهدٌ=وأنَّ الذي يبغون عهرٌ ومُفظعُ
ولو أنّ ما يبغونَ زبدةُ دنيتي=فسيّانِ دُرٌّ في الوجودِ ويَرْمُعُ(2)
وما كانَ للخير افتخارٌ على الأذى=ولا جاءنا جبريلُ بالوحيِ يسجَعُ
********
إلهي لأني عبدُ أكرمِ سيّدٍ=فإنّي عَنِ اتْيانِ الخَطاْ أترَفَّعُ
وبُنيانُ إيماني بَنَيْتَ صُرُوحَهُ=فإنّ الذي تَبْنيهِ لا يَتَصَدَّعُ
بِفَيْئِكَ، يا رَبِّي ،حَطَطْتُ رَحائلي=وَفَيْؤُكَ، يا رَبِّي، مَريعٌ ومُمْرِعُ
وَأعْطَيْتَني صَبْرَ الحَليمِ، وَحِكْمَةً=بها، دُونَ غَيري في الورى، أتَمَتَّعُ
لكَ الشُّكرُ والحَمْدُ الذي تَسْتَحِقُّهُ=على كلِّ ما تعْطي ،إلهي، وتَمنَعُ
وأهديتَ كلَّ الناسِ للحقِّ فِطْرَةً=وكلٌّ لهُ في خافِقَيهِ مُشَرِّع
وكلٌّ له في عقله خيرُ وازعٍ=و باللبّ يدري ما يضرُّ وينفَعُ
********
تَبَضَّعْ مِنَ القُرْآنِ كُلَّ كَريمَةٍ=فطوبى لِمَنْ مِنْ هَدْيهِ يَتَبَضَّعُ
إذا ضاقتِ الدنيا ،عليكَ، فلُذْ به=ففي كلِّ رُكْنٍ فيه ،لليُسْرِ، مَطْلَعُ
وفيه ،لنا للحُبِّ ،دَعْوَةُ مُرْشِدٍ=وَنَهْيٌ عَنِ الحِقْدِ الدَّفين ،ومُرْدِعُ
تَضِيْقُ قُلُوبُ الحاقدينَ ضَغِيْنَةً=على أهلِها، والقلبُ بالحِقدِ قَوْقَعُ
ولكنَّه، للحُبِّ ،كالعَيْنِ للرُّؤى=بمقدارِ ما فيه مِنَ الحُبِّ يُوسَعُ
قلوبُ الوَرى مثل القوارير ،عِطرُها=من الحُبّ شَروى نرجسٍ يَتَضَوَّعُ
عليك بِحِفْظِ الآي لَوْذا بهديها=وهل مثلُ آي الذّكْرِ للمَرْءِ مَرْجِع
سَيَحفَظُكَ القرآنُ حيثُ حفظتَهُ=هو البَلْسَمُ الشافي لِمَنْ يَتَجرَّعُ
لقد رفعَ الرحمنُ شأني بحُبِّهِ=ويخفِضُ ربّي من يشاءُ، ويرَفَعُ
وعمرَكَ ترميهِ بأعتاب نزوةٍ=هلا كنت ترمي للذي هو أنفعُ
رضا الله لا شيءٌ سواه بنافعٍ=لمن في غدٍ في لجّة القبر يُودَعُ
وكن كجميل الحقل يبهرُ ناظراً=فللقمحِ ،لا الأدغال، أرضُكَ تُزرَعُ
وَعُمْرُكَ ثَوْبٌ يُحْدِثُ الذَّنْبُ خرقهُ=حَذارِ فَبَعْضُ الخرقِ ما ليس يُرقَعُ
ولا تكُ طوعَ المترفاتِ كعبدها=وكن طوعَ خيرٍ، وحدَهُ الخيرُ يشفعُ
وكنْ من جُنُودِ الخيرِ تَحْصِدْ ثمارَه=بدنياك ، إنّ الخيرَ بالنَّقدِ يَدْفَعُ
يُسَمّونَ تَرْكَ المُوْبِقاتِ تَخلُّفاً=فلا تَكُ طِرْساً والحَضارةُ تَطْبَعُ
وكم مُلْحِدٍ صَلّى وَصامَ تَقِيَّةً=وإسْلامُهُ ،كَيْ يَخْدَعَ الناسَ ، بُرْقُعُ
يَبيتُ وبينَ اللهِ حربٌ وبَينَهُ=فوا عَجبي مِن مُلْحِدٍ كيفَ يهجعُ
وَقَدْ تَخْدَعُ الناسَ المَظاهِرُ فَتْرَةً=ولكنَّ رَبَّ الناسِ هَيْهاتَ يُخْدَعُ
إذا أنتَ تأتي الخَيْرَ في الخَيْرِ طامِعاً=بِماذا تُرى ذُو الشرِّ في الشرِّ يَطْمَعُ ؟
عبوديَّتي ،لله، مصدَرُ عزّتي=وعبْدُ سواهُ في المذلَّةِ يخنعُ
لبستُ رضا الرحمن تاجاً يزينني=فيا حبّذا لو يقتنيه المُفَرِّعُ
رضا الله للإنسانِ أسهلُ غايةٍ=لمُحْتَسِبٍ فيهم لَهُ يَتَطَلَّعُ
********
بأسمائه الحُسنى ألوذُ وأحْتَمي=إذا راعَني ،في النائباتِ ،مُرَوِّعُ
هو( اللهُ) في العلياء يحيا بذاته=هو (الملكُ)( القدّوسُ) لا مُلْكَ يُخلَعُ
(سلامٌ) ،على كلّ الوجودِ، وجودُهُ=ولولاهُ لا أمنٌ يكونُ فيقبعُ
فسبحانه من (مؤمنٍ) و (مهيمنٍ)=لقدرتهِ تجري الأمور وتخضَعُ
(عزيزٌ) ولا عزٌّ يُقاسُ بعزّهِ=وعزَّتُهُ للعزّ ذخرٌ ومنبَعُ
وسبحانه (الجبّارُ) من (متكَبِّرٍ)=تعالى فلا بطشٌ يريعُ ويهلعُ
هو (الخالقُ) (الباري) (المصوِّرُ) خلقَه=فأبدِعْ به من خالقٍ حينَ يُبدِعُ
وسبحانَهُ (الغفّارُ) ساترُ عيبِنا=فلا موضعٌ يخفى عليه ومَخْدَعُ
وسبحانه (القَهّارُ) ذَلَّت لحُكْمِه=خلائقُهُ طُرّاً.. لهُ الـ(كلُّ) خُضَّعُ
هو المُنْعِمُ (الوَهّابُ) من غير مِنّةٍ=جَلالتُه من ذاك أسمى وأروَعُ
هو الواهِبُ (الرزّاقُ) من فَيْضِ فَضْلِه=فيهدي إلينا رزقَنا ويُشَيِّعُ
وسُبحانَه (الفتّاحُ) بين أكُفِّهِ=مَفاتيحُ ما يُعْصَى إذا شاء يُشرَعُ
(عليمٌ) بما يجري على مَلَكُوتِه=بكلّ مكانٍ عِلْمُهُ مُتَمَوْضِعُ
هو (القابضُ) الأشياءَ أو شاءَ (باسِطٌ)=فيجدِبُ أنّى شاء أو شاء يُمْرِعُ
هو (الخافضُ)الإنسانَ أو شاء َ(رافعٌ)=وليسَ له خِفْضٌ لِمَنْ هُوَ يَرْفَعُ
(مُعِزُّ) جَميعِ المؤمنينَ الأُلى هُدُوا=وأَهْدُوا الورى للطيّباتِ وأبْدَعوا
(مُذِلُّ) جَميعِ الكافرين ومَنْ بَغَوا=وعاثوا فساداً ، عَن أذىً ما تورّعوا
(سَميعٌ) لِنَجوانا ، (بَصِيرٌ) بِسِرّنا=هوَ (الحَكَمُ) (العدلُ) الذي لا يُزَعْزَعُ
(لَطيفٌ) فلا عينٌ تَراهُ ولا رُؤَىً=(خبيرٌ) بما يُخْفيه صَدْرٌ وأضلُعُ
(حَليمٌ) فما مِنْ زَلّةٍ في قَرارِهِ=ويُمْهِلُ لمْ يَهْمِلْ ، ولا يَتَسَرَّع
(عَظيمٌ) فلا تَرقى العيونُ لذاتهِ=(غَفورٌ) (شَكورٌ) فوقَ ما نَتَوَقَّعُ
(عَلِيٌّ) (كبيرٌ) كبرياءً ومِنْعَةً=(حَفيظٌ) (مُقيتُ) الرِّزْقِ حَيْثُ يُوَزّعُ
(حَسيبٌ) (جليلٌ) ذو جَلالٍ ورِفْعَةٍ=عَصِيٌّ على أعْدائِهِ ومُمَنَّعُ
(كريمٌ) جوادٌ لا يُجارى سَخاؤُهُ=(رَقيبٌ) ولا يَخْفى عليه التَصَنُّعُ
(مُجيبٌ) إذا داعٍ دَعاهُ لنجدةٍ=هو (الواسعُ) الرَّحْماتِ لا شيْءَ أوسَعُ
تَنَزَّهَ عن إصدارِ ما لمْ يَلِقْ به=(حكيمٌ) (ودودٌ) قلبه فيه مُرْضِعُ
(مجيدٌ) وكلُّ المجدِ يتبعُ مَجْدَهُ=هو (الباعثُ) الموتى بصُورٍ يُجَعْجِعُ
(شهيدٌ) على أقوالِنا وفِعالِنا=فلا سِنَةٌ تُلْهيه يوماً فيَهْجَعُ
فسُبْحانَه (الحقُّ ) (الوكيلُ) بشأننا=ونحنُ لما يَبْغي من الأمرِ نَصْدَعُ
(قَويٌّ) (مَتينٌ) لا مَرَدَّ لأمرِهِ=لَهُ الصَّعبُ سهلٌ ،بل من السهلِ أطوَعُ
(وَليٌّ) لمَنْ والاهُ دونَ تكلُّفٍ=ولا جَهْدَ في كَنْفِ الوَلِيّ يُضَيَّعُ
(حَميدٌ) إليه الحَمْدُ يُزْجَى جَدارةً=فإنَّ جَميلَ الفِعلِ بالحَمْدِ يُتْبَعُ
تباركَ مِنْ (مُحْصِي) مخاليقِ مُلْكِهِ=وأقواتِهم ، ما فاتَه مُتَقَبِّعُ
هو (المُبْدِئُ) الخلاّقُ لا سابقٌ لَهُ=على صُنعِهِ ، وهوَ (المُعيدُ) المُرَجِّعُ
بأرواحِها (مُحْيي) الجُسُومِ جميعِها=(مُميتٌ) لها بالروحِ ما شاءَ تَطْلعُ
هو (الحيُّ) لا بَعدٌ ولا كانَ قبلَه=وباقٍ ، وكلٌّ للحياةِ مُوَدِّعُ
فسبحانه (القَيّومُ) دوماً على الدُّنا=وما قد بَرى فالكونُ لا يتضَعْضَعُ
هو (الواجدُ) الـ ما شاء من كلِّ مَطْلَبٍ=هو (الماجدُ) الأسْخى بما يَتَبَرَّعُ
هو (الواحدُ)الفردُ الفريدُ بعرشِهِ=هو (الصّمَدُ) الوِتْرُ الذي ليسَ يُشفَعُ
هو (القادرُ) اسْتَغْنى بـ (كُنْ فيكونـِ)ـهِ=و(مُقْتَدرٌ) فيما يَئِلُّ ويَسْنعُ
(مُقَدِّمُ) رَهْطِ الأنبياءِ على الورى=(مُؤَخِّرُ) أعْداهُ ، فبالذُّلِّ قُفِّعوا
هو (الأولُ) اللاّ كانَ أوَّلَ قبلَه=هو (الآخِرُ) اللاّ آخرٌ بعدُ يتبعُ
هو (الظاهرُ) الأبهى تجلّى بآيِهِ=هو (الباطنُ) الأخفى وفي الغيبِ مُوْدَعُ
هو (المُتعالي) عن صفاتِ عباده=هو (البَرُّ) ما للقبحِ ركنٌ وموضعُ
ويُعرَفُ بـ(التوّابِ) رفقاً بخلقه=وأبوابه للتائبينَ تُصَرَّعُ
و(مُنتَقِمٌ) مِن كلِّ باغٍ ومعتدٍ=أثيمٍ ..(عَفُوٌّ) للذي يتَضرّع
(رؤوفٌ) بكلّ المؤمنينَ كوالدٍ=هلِ الأبُ عن أولاده العفوَ يمنعُ ؟
فسبحانَه من (مالك الملكِ) (ذو الجلا=لِ) واللطفِ (والإكرامِ) والخلقُ خُشَّعُ
هو (المُقسطُ) العدلُ الودودُ لخصمه=فلا حيفَ في حكمٍ يبتُّ ويقطَعُ
هو (الجامعُ) الخلقَ التزاما بوعدِهِ=بيومٍ به أنفاسهم تتقطَّعُ
(غَنيٌّ) و (مُغني) العالمين بفضله=و (مانِعُ) ما لا ينبغي حين يمنعُ
هو (الضارُّ) إمّا شاءَ و (النافعُ) الذي=يضيفُ ويلغي ، وهوَ يُغني ويُدقِعُ
هو (النورُ) لا نورٌ يعادلُ نورَه=وأنوارُهُ في خافق الكونِ تسطعُ
وسبحانَهُ (هادي) القلوبِ تعطّفاً=ولولا هداه لاعتراها التمَيُّعُ
(بديعُ) السما والأرض جلّ جلالُه=وما لبديعٍ ألَّ يوماً مُرَجِّعُ
وسبحانه (الباقي) كما كان مفرداً=ويفنى جميع الخلقِ والكونُ بُلْقُعُ
هو (الوارثُ) الأملاكَ قد مات أهلها=وهم خُشَّعٌ يوم القيامةِ هُلّعُ
(رشيدٌ) (صبورٌ) لا يُجازي بمثلِه=أذى عبده مهما يجورُ ويقذعُ
مصطفى السنجاري
26-06-2015, 09:21 PM
مع الله
مصطفى حسين السنجاري
منَ الظلمِ أنَّ التّبْنَ كالتبْرِ يلمَعُ=وَأنَّ شبيهَ النبعِ، في العينِ، يَلْمَعُ (1)
تَهيمُ نفوسُ الخَلْقِ بالغِيدِ والثرا،=وبالعِلْمِ تَهيامي، وبالحرفِ أولَعُ
فطوراً تراني عاملَ اليدِ بينَهم،=وطوراً تراني من لُمى الفكرِ أكرَعُ
فأولاهما سعياً وراء معيشةٍ=وثانيهما للمجدِ أسعى وأهرَعُ
يقولونَ: مجنونٌ تخلّى عن الهوى،=ولا شيء كالنسوان في الكون ممتعُ
وراحَ بدرب الفكرِ ينثُرُ عمرَه=وعيناهُ عن رصدِ المفاتنِ هُجَّعُ
مساكينُ لا يدرونَ أنّيَ زاهدٌ=وأنَّ الذي يبغون عهرٌ ومُفظعُ
ولو أنّ ما يبغونَ زبدةُ دنيتي=فسيّانِ دُرٌّ في الوجودِ ويَرْمُعُ(2)
وما كانَ للخير افتخارٌ على الأذى=ولا جاءنا جبريلُ بالوحيِ يسجَعُ
********
إلهي لأني عبدُ أكرمِ سيّدٍ=فإنّي عَنِ اتْيانِ الخَطاْ أترَفَّعُ
وبُنيانُ إيماني بَنَيْتَ صُرُوحَهُ=فإنّ الذي تَبْنيهِ لا يَتَصَدَّعُ
بِفَيْئِكَ، يا رَبِّي ،حَطَطْتُ رَحائلي=وَفَيْؤُكَ، يا رَبِّي، مَريعٌ ومُمْرِعُ
وَأعْطَيْتَني صَبْرَ الحَليمِ، وَحِكْمَةً=بها، دُونَ غَيري في الورى، أتَمَتَّعُ
لكَ الشُّكرُ والحَمْدُ الذي تَسْتَحِقُّهُ=على كلِّ ما تعْطي ،إلهي، وتَمنَعُ
وأهديتَ كلَّ الناسِ للحقِّ فِطْرَةً=وكلٌّ لهُ في خافِقَيهِ مُشَرِّع
وكلٌّ له في عقله خيرُ وازعٍ=و باللبّ يدري ما يضرُّ وينفَعُ
********
تَبَضَّعْ مِنَ القُرْآنِ كُلَّ كَريمَةٍ=فطوبى لِمَنْ مِنْ هَدْيهِ يَتَبَضَّعُ
إذا ضاقتِ الدنيا ،عليكَ، فلُذْ به=ففي كلِّ رُكْنٍ فيه ،لليُسْرِ، مَطْلَعُ
وفيه ،لنا للحُبِّ ،دَعْوَةُ مُرْشِدٍ=وَنَهْيٌ عَنِ الحِقْدِ الدَّفين ،ومُرْدِعُ
تَضِيْقُ قُلُوبُ الحاقدينَ ضَغِيْنَةً=على أهلِها، والقلبُ بالحِقدِ قَوْقَعُ
ولكنَّه، للحُبِّ ،كالعَيْنِ للرُّؤى=بمقدارِ ما فيه مِنَ الحُبِّ يُوسَعُ
قلوبُ الوَرى مثل القوارير ،عِطرُها=من الحُبّ شَروى نرجسٍ يَتَضَوَّعُ
عليك بِحِفْظِ الآي لَوْذا بهديها=وهل مثلُ آي الذّكْرِ للمَرْءِ مَرْجِع
سَيَحفَظُكَ القرآنُ حيثُ حفظتَهُ=هو البَلْسَمُ الشافي لِمَنْ يَتَجرَّعُ
لقد رفعَ الرحمنُ شأني بحُبِّهِ=ويخفِضُ ربّي من يشاءُ، ويرَفَعُ
وعمرَكَ ترميهِ بأعتاب نزوةٍ=هلا كنت ترمي للذي هو أنفعُ
رضا الله لا شيءٌ سواه بنافعٍ=لمن في غدٍ في لجّة القبر يُودَعُ
وكن كجميل الحقل يبهرُ ناظراً=فللقمحِ ،لا الأدغال، أرضُكَ تُزرَعُ
وَعُمْرُكَ ثَوْبٌ يُحْدِثُ الذَّنْبُ خرقهُ=حَذارِ فَبَعْضُ الخرقِ ما ليس يُرقَعُ
ولا تكُ طوعَ المترفاتِ كعبدها=وكن طوعَ خيرٍ، وحدَهُ الخيرُ يشفعُ
وكنْ من جُنُودِ الخيرِ تَحْصِدْ ثمارَه=بدنياك ، إنّ الخيرَ بالنَّقدِ يَدْفَعُ
يُسَمّونَ تَرْكَ المُوْبِقاتِ تَخلُّفاً=فلا تَكُ طِرْساً والحَضارةُ تَطْبَعُ
وكم مُلْحِدٍ صَلّى وَصامَ تَقِيَّةً=وإسْلامُهُ ،كَيْ يَخْدَعَ الناسَ ، بُرْقُعُ
يَبيتُ وبينَ اللهِ حربٌ وبَينَهُ=فوا عَجبي مِن مُلْحِدٍ كيفَ يهجعُ
وَقَدْ تَخْدَعُ الناسَ المَظاهِرُ فَتْرَةً=ولكنَّ رَبَّ الناسِ هَيْهاتَ يُخْدَعُ
إذا أنتَ تأتي الخَيْرَ في الخَيْرِ طامِعاً=بِماذا تُرى ذُو الشرِّ في الشرِّ يَطْمَعُ ؟
عبوديَّتي ،لله، مصدَرُ عزّتي=وعبْدُ سواهُ في المذلَّةِ يخنعُ
لبستُ رضا الرحمن تاجاً يزينني=فيا حبّذا لو يقتنيه المُفَرِّعُ
رضا الله للإنسانِ أسهلُ غايةٍ=لمُحْتَسِبٍ فيهم لَهُ يَتَطَلَّعُ
********
بأسمائه الحُسنى ألوذُ وأحْتَمي=إذا راعَني ،في النائباتِ ،مُرَوِّعُ
هو( اللهُ) في العلياء يحيا بذاته=هو (الملكُ)( القدّوسُ) لا مُلْكَ يُخلَعُ
(سلامٌ) ،على كلّ الوجودِ، وجودُهُ=ولولاهُ لا أمنٌ يكونُ فيقبعُ
فسبحانه من (مؤمنٍ) و (مهيمنٍ)=لقدرتهِ تجري الأمور وتخضَعُ
(عزيزٌ) ولا عزٌّ يُقاسُ بعزّهِ=وعزَّتُهُ للعزّ ذخرٌ ومنبَعُ
وسبحانه (الجبّارُ) من (متكَبِّرٍ)=تعالى فلا بطشٌ يريعُ ويهلعُ
هو (الخالقُ) (الباري) (المصوِّرُ) خلقَه=فأبدِعْ به من خالقٍ حينَ يُبدِعُ
وسبحانَهُ (الغفّارُ) ساترُ عيبِنا=فلا موضعٌ يخفى عليه ومَخْدَعُ
وسبحانه (القَهّارُ) ذَلَّت لحُكْمِه=خلائقُهُ طُرّاً.. لهُ الـ(كلُّ) خُضَّعُ
هو المُنْعِمُ (الوَهّابُ) من غير مِنّةٍ=جَلالتُه من ذاك أسمى وأروَعُ
هو الواهِبُ (الرزّاقُ) من فَيْضِ فَضْلِه=فيهدي إلينا رزقَنا ويُشَيِّعُ
وسُبحانَه (الفتّاحُ) بين أكُفِّهِ=مَفاتيحُ ما يُعْصَى إذا شاء يُشرَعُ
(عليمٌ) بما يجري على مَلَكُوتِه=بكلّ مكانٍ عِلْمُهُ مُتَمَوْضِعُ
هو (القابضُ) الأشياءَ أو شاءَ (باسِطٌ)=فيجدِبُ أنّى شاء أو شاء يُمْرِعُ
هو (الخافضُ)الإنسانَ أو شاء َ(رافعٌ)=وليسَ له خِفْضٌ لِمَنْ هُوَ يَرْفَعُ
(مُعِزُّ) جَميعِ المؤمنينَ الأُلى هُدُوا=وأَهْدُوا الورى للطيّباتِ وأبْدَعوا
(مُذِلُّ) جَميعِ الكافرين ومَنْ بَغَوا=وعاثوا فساداً ، عَن أذىً ما تورّعوا
(سَميعٌ) لِنَجوانا ، (بَصِيرٌ) بِسِرّنا=هوَ (الحَكَمُ) (العدلُ) الذي لا يُزَعْزَعُ
(لَطيفٌ) فلا عينٌ تَراهُ ولا رُؤَىً=(خبيرٌ) بما يُخْفيه صَدْرٌ وأضلُعُ
(حَليمٌ) فما مِنْ زَلّةٍ في قَرارِهِ=ويُمْهِلُ لمْ يَهْمِلْ ، ولا يَتَسَرَّع
(عَظيمٌ) فلا تَرقى العيونُ لذاتهِ=(غَفورٌ) (شَكورٌ) فوقَ ما نَتَوَقَّعُ
(عَلِيٌّ) (كبيرٌ) كبرياءً ومِنْعَةً=(حَفيظٌ) (مُقيتُ) الرِّزْقِ حَيْثُ يُوَزّعُ
(حَسيبٌ) (جليلٌ) ذو جَلالٍ ورِفْعَةٍ=عَصِيٌّ على أعْدائِهِ ومُمَنَّعُ
(كريمٌ) جوادٌ لا يُجارى سَخاؤُهُ=(رَقيبٌ) ولا يَخْفى عليه التَصَنُّعُ
(مُجيبٌ) إذا داعٍ دَعاهُ لنجدةٍ=هو (الواسعُ) الرَّحْماتِ لا شيْءَ أوسَعُ
تَنَزَّهَ عن إصدارِ ما لمْ يَلِقْ به=(حكيمٌ) (ودودٌ) قلبه فيه مُرْضِعُ
(مجيدٌ) وكلُّ المجدِ يتبعُ مَجْدَهُ=هو (الباعثُ) الموتى بصُورٍ يُجَعْجِعُ
(شهيدٌ) على أقوالِنا وفِعالِنا=فلا سِنَةٌ تُلْهيه يوماً فيَهْجَعُ
فسُبْحانَه (الحقُّ ) (الوكيلُ) بشأننا=ونحنُ لما يَبْغي من الأمرِ نَصْدَعُ
(قَويٌّ) (مَتينٌ) لا مَرَدَّ لأمرِهِ=لَهُ الصَّعبُ سهلٌ ،بل من السهلِ أطوَعُ
(وَليٌّ) لمَنْ والاهُ دونَ تكلُّفٍ=ولا جَهْدَ في كَنْفِ الوَلِيّ يُضَيَّعُ
(حَميدٌ) إليه الحَمْدُ يُزْجَى جَدارةً=فإنَّ جَميلَ الفِعلِ بالحَمْدِ يُتْبَعُ
تباركَ مِنْ (مُحْصِي) مخاليقِ مُلْكِهِ=وأقواتِهم ، ما فاتَه مُتَقَبِّعُ
هو (المُبْدِئُ) الخلاّقُ لا سابقٌ لَهُ=على صُنعِهِ ، وهوَ (المُعيدُ) المُرَجِّعُ
بأرواحِها (مُحْيي) الجُسُومِ جميعِها=(مُميتٌ) لها بالروحِ ما شاءَ تَطْلعُ
هو (الحيُّ) لا بَعدٌ ولا كانَ قبلَه=وباقٍ ، وكلٌّ للحياةِ مُوَدِّعُ
فسبحانه (القَيّومُ) دوماً على الدُّنا=وما قد بَرى فالكونُ لا يتضَعْضَعُ
هو (الواجدُ) الـ ما شاء من كلِّ مَطْلَبٍ=هو (الماجدُ) الأسْخى بما يَتَبَرَّعُ
هو (الواحدُ)الفردُ الفريدُ بعرشِهِ=هو (الصّمَدُ) الوِتْرُ الذي ليسَ يُشفَعُ
هو (القادرُ) اسْتَغْنى بـ (كُنْ فيكونـِ)ـهِ=و(مُقْتَدرٌ) فيما يَئِلُّ ويَسْنعُ
(مُقَدِّمُ) رَهْطِ الأنبياءِ على الورى=(مُؤَخِّرُ) أعْداهُ ، فبالذُّلِّ قُفِّعوا
هو (الأولُ) اللاّ كانَ أوَّلَ قبلَه=هو (الآخِرُ) اللاّ آخرٌ بعدُ يتبعُ
هو (الظاهرُ) الأبهى تجلّى بآيِهِ=هو (الباطنُ) الأخفى وفي الغيبِ مُوْدَعُ
هو (المُتعالي) عن صفاتِ عباده=هو (البَرُّ) ما للقبحِ ركنٌ وموضعُ
ويُعرَفُ بـ(التوّابِ) رفقاً بخلقه=وأبوابه للتائبينَ تُصَرَّعُ
و(مُنتَقِمٌ) مِن كلِّ باغٍ ومعتدٍ=أثيمٍ ..(عَفُوٌّ) للذي يتَضرّع
(رؤوفٌ) بكلّ المؤمنينَ كوالدٍ=هلِ الأبُ عن أولاده العفوَ يمنعُ ؟
فسبحانَه من (مالك الملكِ) (ذو الجلا=لِ) واللطفِ (والإكرامِ) والخلقُ خُشَّعُ
هو (المُقسطُ) العدلُ الودودُ لخصمه=فلا حيفَ في حكمٍ يبتُّ ويقطَعُ
هو (الجامعُ) الخلقَ التزاما بوعدِهِ=بيومٍ به أنفاسهم تتقطَّعُ
(غَنيٌّ) و (مُغني) العالمين بفضله=و (مانِعُ) ما لا ينبغي حين يمنعُ
هو (الضارُّ) إمّا شاءَ و (النافعُ) الذي=يضيفُ ويلغي ، وهوَ يُغني ويُدقِعُ
هو (النورُ) لا نورٌ يعادلُ نورَه=وأنوارُهُ في خافق الكونِ تسطعُ
وسبحانَهُ (هادي) القلوبِ تعطّفاً=ولولا هداه لاعتراها التمَيُّعُ
(بديعُ) السما والأرض جلّ جلالُه=وما لبديعٍ ألَّ يوماً مُرَجِّعُ
وسبحانه (الباقي) كما كان مفرداً=ويفنى جميع الخلقِ والكونُ بُلْقُعُ
هو (الوارثُ) الأملاكَ قد مات أهلها=وهم خُشَّعٌ يوم القيامةِ هُلّعُ
(رشيدٌ) (صبورٌ) لا يُجازي بمثلِه=أذى عبده مهما يجورُ ويقذعُ
مصطفى السنجاري
26-06-2015, 09:23 PM
وأخيرا نجحت في تنسيقها
بعد أن يئستُ العون هنا
وفق الله الجميع لما فيه خير الشعر
محبتي لكم أيها الكرام
مصطفى السنجاري
26-06-2015, 09:27 PM
بسم الله .. ما شاء الله .. اللهم صل وسلم على خير من نطق الضاد ،
زادك الله علمًا وتقى ، ونفع الأمة بعلمك .
لو أحصينا حروفها وضربنا في عشرة = عدد الحسنات ،
ومثلها ومثلها ومثلها كلما قرأها قارئ إلى قيام الساعة ،
إنها جبال من الحسنات إن شاء الله .
تقبلها الله منك خالصة لوجهه الكريم ، ورفع بها منزلتك في الجنة .
تقديري واحترامي .
الشاعر المتميز خلقا وخلقا ومنطقا
الحبيب إلى قلبي نورس اليمن الأغر
محمد محمود الحميري
ما شاء الله على عمرك وعافيتك
وما تمنحنا من بهاء قريحتك
جبال من الحسنات لك
والأمن والأمان لليمن الحبيب السعيد
والخزي والعار للعملاء والخونة
الذين دججوا أنفسهم وأموالهم في خدمة الصهيونية
للقضاء على حضارة هذه الأمة
في اليمن والشام والعراق
محبتي لك
محمد حمود الحميري
26-06-2015, 11:05 PM
تشرفت بالعودة لتنسيق القصيدة في نسخة تالية للنسخة الأصلية ،
ولتحيتك شاعرنا الجميــــــــــــل .
عصام إبراهيم فقيري
26-06-2015, 11:28 PM
الشاعر الكبير مصطفى السنجاري
بمثل هذه القصيدة يفخر الشعراء ، نفس طويل وشعر محلق بأداء متقن من شاعر محترف
لا فض فوك يا بديع
لا حرمك الله أجرها أخي الغالي
دمت مبدعا شاعرنا الراقي
عصام إبراهيم فقيري
26-06-2015, 11:35 PM
وأخيرا نجحت في تنسيقها
بعد أن يئستُ العون هنا
وفق الله الجميع لما فيه خير الشعر
محبتي لكم أيها الكرام
ههههههههههههه شاعرنا الجميل D:
بما أنك استطعت تنسيق القصيدة فكلنا معزومون عندك على وجبة إفطار شهية :noc:
أخي الغالي مصطفى السنجاري متى ما أردت أي شيء فقط اخبرني ولو برسالة و أنا تحت أمرك في كل وقت وحين ، يعلم الله إني أسعد جدا بخدمتك أخي الغالي وكلنا هنا تحت رهن إشارتك
ولتعلم بأنَّ الجميع هنا يحبونك و لا غنى لهم عنك :001:
محبتي يا جميل ...
حاج صحراوي العربي
27-06-2015, 07:46 AM
يقولونَ: مجنونٌ تخلّـى عـن الهـوى،
ولا شيء كالنسوان في الكـون ممتـعُ
وراحَ بـدرب الفكـرِ ينثُـرُ عمـرَه
وعيناهُ عـن رصـدِ المفاتـنِ هُجَّـعُ
مساكيـنُ لا يـدرونَ أنّـيَ زاهـدٌ
وأنَّ الـذي يبغـون عهـرٌ ومُفظـعُ
ولـو أنّ مـا يبغـونَ زبـدةُ دنيتـي
فسيّانِ دُرٌّ فـي الوجـودِ ويَرْمُـعُ(2)
وما كانَ للخير افتخـارٌ علـى الأذى
ولا جاءنا جبريـلُ بالوحـيِ يسجَـعُ
الشاعر الكبير مصطفى السنجاري ... على الطويل كانت رائعتك ... وبثت ما بثت من نقاط مضيئة ، و فاحت منها عطور الابداع و الرونقة ... فكان كل مقطع محطة الاعجاب و الاطراب ... سلكت درب التوفيق فقلت ما لم يقولوا ..ونلت استحسان من يفقه الشعر ... شاعر ي أن الشعراء كواكب و شموس تغذي العقول و تنعش النفوس .
مصطفى السنجاري
28-06-2015, 12:20 AM
تشرفت بالعودة لتنسيق القصيدة في نسخة تالية للنسخة الأصلية ،
ولتحيتك شاعرنا الجميــــــــــــل .
أخي الشاعر المبدع الراقي
((محمد محمود الحمْيَري))
أيها الكريم البهي
بهاء اليمن وأصالة العرب
أنا من تشرفت بعودتك المباركة
وبلمساتك السحرية التي أضفت للقصيدة
روعتها وأطرتها بالجمال والروعة
ألف تحية لك عرفانا واعتزازا
مصطفى السنجاري
29-06-2015, 08:18 PM
الشاعر الكبير مصطفى السنجاري
بمثل هذه القصيدة يفخر الشعراء ، نفس طويل وشعر محلق بأداء متقن من شاعر محترف
لا فض فوك يا بديع
لا حرمك الله أجرها أخي الغالي
دمت مبدعا شاعرنا الراقي
بمثل حضورك تتشرف القصائد
ويفخر الشعراء أخي المبدع عصام فقيري
الغني بالبيان والرفعة والخلق النبيل
لا حرمني الله هذا التعاضد والدعم
أيها السامق محبتي والتحايا والامتنان
ناديه محمد الجابي
01-08-2022, 12:56 PM
نبض إيماني نابع من أعماق قلب مفعم بحب الله
بوركت هذه النبضات الشعرية التي تفوح بروعة الإيمان وبراعة النظم
تغنيت بأسماء الله الحسنى في درة متلألأة من الجمال
قصيدة رشيقة ، ثقيلة بما حملت من معان، عذبة تتسلل إلى الروح قبل العين
أثابك الباري وجعل كلماتك في ميزان حسناتك
ولك كل التحية والتقدير.
:001::noc::0014:
نغم عبد الرحمن
03-08-2022, 12:16 PM
ماشاء الله لا قوة إلا بالله.
-الأستاذ الفاضل.. والشاعر القدير مصطفى السنجاري
سعدت جدا هذا الصباح بقرآتي لتلكم المعلقة الوقورة ،التي تعبق بنفحات الإيمان والتقوى.
انبهرت بها، وبها سأكتفي طيلة يومي..:011:
تبارك الرحمن الذي فتح على بصرك ،وبصيرتك فتوح العارفين، وشرح صدرك، ويسر أمرك لتأتينا بهذه الرائعة شعرا ونظما،حكمة ورفعة، سحرا وبهاءا..:nj::001:
وأجمل مافيها أنها رصعت وكللت بأسماء الله الحسنة:hat:
جعلها الرحمن في ميزان حسناتك، وأسعدك في الدارين، ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.
خالص تقديري:os:
أسيل أحمد
03-08-2022, 12:47 PM
سكبت الألق بحرف نوراني ـ فبوركت حروفك المتألقة بأسماء الله الحسنى في نظم رائع يطرب القلب والروح
جعل ما كتبت في ميزان حسناتك ـ ودام ألق جرفك وسحر بيانك، ودامت شاعريتك الفذة.
غلام الله بن صالح
06-08-2022, 11:05 AM
قصيدة رائعة بمضمونها الراقي ولغتها الجميلة.
دمت رائعا شاعرنا الكبير
مودتي
مصطفى السنجاري
09-08-2022, 05:55 AM
يقولونَ: مجنونٌ تخلّـى عـن الهـوى،
ولا شيء كالنسوان في الكـون ممتـعُ
وراحَ بـدرب الفكـرِ ينثُـرُ عمـرَه
وعيناهُ عـن رصـدِ المفاتـنِ هُجَّـعُ
مساكيـنُ لا يـدرونَ أنّـيَ زاهـدٌ
وأنَّ الـذي يبغـون عهـرٌ ومُفظـعُ
ولـو أنّ مـا يبغـونَ زبـدةُ دنيتـي
فسيّانِ دُرٌّ فـي الوجـودِ ويَرْمُـعُ(2)
وما كانَ للخير افتخـارٌ علـى الأذى
ولا جاءنا جبريـلُ بالوحـيِ يسجَـعُ
الشاعر الكبير مصطفى السنجاري ... على الطويل كانت رائعتك ... وبثت ما بثت من نقاط مضيئة ، و فاحت منها عطور الابداع و الرونقة ... فكان كل مقطع محطة الاعجاب و الاطراب ... سلكت درب التوفيق فقلت ما لم يقولوا ..ونلت استحسان من يفقه الشعر ... شاعر ي أن الشعراء كواكب و شموس تغذي العقول و تنعش النفوس .
بمثل هذا الحضور المورق المشرق يفخر الشعر والشاعر ايها الكريم
فان رضاك واحتفاءك بها وسام ايها الحبيب
تقبل محبتي التي تعلم
ودمت فياضا بالعطاء
د. سمير العمري
06-06-2023, 12:14 AM
ما شاء الله تبارك الرحمن!
قصيدة جميلة راقية المعاني والمقاصد أسأل الله أن يجزيك عنها خير الجزاء!
ودمت ذلك الشاعر الفذ المطبوع!
تقديري
خالد أبو اسماعيل
07-06-2023, 02:53 AM
معانيها بديعة وفكرتها فريدة فلافض فوك يامن أبدعتها
عبدالحكم مندور
08-06-2023, 06:35 PM
نص محكم المعنى والمبني جدير بالإعجاب والمتابعة قوي الأداء جامع للمعاني من معين الرشد والحكمة صاغه شاعر قدير يحسن توظيف المفردات ورسم الصور ..أحسنت وأبدعت شاعرنا الرائع..خالص التقدير وأزكى التحيات
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir