المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انتصار العشق القديم



تيسير الغصين
20-06-2015, 11:40 AM
الكاتب القاص
تيسير الغصين

انتصار
العشق القديم

بعد أن انتشرتْ صُوَرُهُ على صفحاتِ أكثرِِ المجلاتِ الأدبيةِ، وغيرِ الأدبية، وتبارى النقادُ وأربابُ القلمِ على دراسةِ روايتهِ، باكورة أعماله، مُجْمعين على أنَّ كتابتهُ لم تخلُ من تَمَكُنِ الكاتب المتمرسِ ذي الخبرةِ، رغم أنها تُمثلُ باكورةَ انتاجِهِ الأدبي، مما أوقعَهم في حيرةٍ مع ذواتِهم،!!كيفَ لرجلٍ أشرفَ على الخمسين أن يُصدرَ أولَ رُواياتِه في هذا العمرِ رَغْمَ امتلاكِهِ لأدواتِه!!، وتساءلَ أخرون.. أينَ كانَ طوال هذه السنين؟! بينما قلمه يَدُلُ على أنه لم يَكُن غَائبا عن المشهد بل موغلا فيه!!
صَفَّقَ الحاضرون، ثم تَلفتوا خَلْفهُم حيثُ السَطْر الأخير مِنَ الَمقَاعِدِ، حينَ سألَه أحدُ الصحفيين عما إذا كان هناك شخصٌ وراءَ نجاحِه العظيم، فأَطْرَقَ برأسه هُنَيْهَةً، ثم رَفَعَ عينيه متأملا الحاضرين في السطر الأول من كبار الشخصياتِ الأدبيةِ، فترقرقت في عينهِ دمعةٌ وأشار إلى امرأةٍ في آخرِ السطرِ، وبلهجة غُلِّفَتْ بحشرجة تشي بكثيرٍ من الألم قال:
- إنها زوجتي..
ازداد التصفيقُ حِدةً، ووقفَ الجميعُ على أقدامِهِم مُلتفتينَ إلى المرأةِ المنزويةِ في ركنٍ سَحيق، ثم تقدم ثلُةٌَّ منهم نحوها مندهشين من جلوسِها في آخرِ المقاعد، وهي أحقُ الناسِ بِتَقَدُمِهم، أجلسوها بينهم، وهي في حالةٍ مِنَ الارتباك ..قدموا لها الشراب والبسكويت الفاخر، ومازالت على حالها من الارتباكِ والذهول..
استرقَ النظرَ إليها، لم يُبْدِ أيَّ اهتمامٍ بها، بل كانت عيناه تفيضان بالعتب...
حَمَلَ شَهادَةَ تَقْدِيِرِه، حلّ زرَ ياقته، وسَّعَ من رَبطَةِ عُنقِه تَنهدَ عَميقًا، ومضى يُجرجِرُ قَدَمَيْه خَارجَ أسوارِ المبنى..لابأس، فقد فَهِمَ المُحتَفِلونَ مَا فَهموا!! تَوَّجُوهَا بَطَلةً!! ولم يدروا أنها كانت السكين المقطِّع لأوصالي كلما هَمَمْتُ بالكتابة،!!، لم يَفهموا مقصدي..لم يَفهموا أنَّ تلك المرأة كانت سَبَبَ نجاحي.. و لكن بمحاولاتِها كَسْر قلمي؛ كي تُوقِفَ إعجابَ الفتياتِ بكتاباتي، وبسخريتها من أدبي بطرقٍ شتى!! أي سخافةٍ تُعششُ في رأسِ امرأةٍ، تدفعُها للغيرةِ من مُجردِ إعجابٍ على آلةٍ صماء!! لتكون مفتاحًا لحربٍ طويلةٍ لا هوادةَ فيها، تتحطمُ من خلالها، كلُّ محاولاتِ إبداعي!! كان لابدَّ لي من قبولِ التحدي، فكان صبري وإصراري على الانتصارِ لقلمي، وأوراقي، وكلماتي بعد مسيرةٍ طويلةٍ من قَمْعِهَا، استمرت عشرين سنة..
ليفهموا ما شاءوا من الفهمِ، يكفيني أني عدتُ لأحيا.. عدتُ لعشقي القديم...

علي الحسن
20-06-2015, 01:54 PM
أحيناً تكون الغيرة مدمرة، وسبباً رئيساً في عدم البروز أو التأخر فيه كما في هذا المثال، رغم امتلاك شتى أدوات الإبداع..

نص جميل.. وأهلاً وسهلاً بك أستاذ تيسير الغصين في هذا الملتقى الأدبي الجميل، متمنين لك طيب الإقامة والإبداع..

تحاياي

كاملة بدارنه
21-06-2015, 11:49 AM
ليفهموا ما شاءوا من الفهمِ، يكفيني أني عدتُ لأحيا.. عدتُ لعشقي القديم...

المهمّ أن يعي الفرد ما يريد، ويتجاوز المعيقات والعراقيل التي يضعها الآخرون في طريقه
بالعزم والإصرار يكمن النّجاح وإن جاء متأخّرا زمنيّا
للغيرة أحيانا سكاكين تقطّع حبال أرجوحة النّجاح !
حرف واقعيّ معبّر
بوركت
تقديري وتحيّتي

خلود محمد جمعة
22-06-2015, 11:22 AM
عمر البداية ساعة انطلاقها
لبعض المعوقات أثر إيجابي محفز يدفعنا على الاصرار والمقاومة والمتابعة
من الجيد ان نحصل على ما نستحق في النهاية ومن الجميل ان ندرك اننا نستحق النجاح
قصة برسالة عميقة وحرف جميل
بوركت وكل التقدير

تيسير الغصين
26-06-2015, 11:05 PM
أحيناً تكون الغيرة مدمرة، وسبباً رئيساً في عدم البروز أو التأخر فيه كما في هذا المثال، رغم امتلاك شتى أدوات الإبداع..

نص جميل.. وأهلاً وسهلاً بك أستاذ تيسير الغصين في هذا الملتقى الأدبي الجميل، متمنين لك طيب الإقامة والإبداع..

تحاياي

صدقتَ أستاذي علي الحسن الغيرة قنبلة موقوتة قد تأتي على الأخضر واليابس وقت انفجارها.
أشكركَ دام نبض قلمكِ.

تيسير الغصين
26-06-2015, 11:14 PM
المهمّ أن يعي الفرد ما يريد، ويتجاوز المعيقات والعراقيل التي يضعها الآخرون في طريقه
بالعزم والإصرار يكمن النّجاح وإن جاء متأخّرا زمنيّا
للغيرة أحيانا سكاكين تقطّع حبال أرجوحة النّجاح !
حرف واقعيّ معبّر
بوركت
تقديري وتحيّتي

أعجبني اقتباسك لعبارة الخاتمة، يحتاج لأن يحشد الشخص أمكانات نفسية ضخمة من أجل حسم الموقف وأتخاذ قرار التصدي للمعيقات ومتابعته الطريق، تجربة مريرة حقيقة، أشكركِ، دُمت مدادًا منسكباً بماء الذهب روعة.

تيسير الغصين
26-06-2015, 11:24 PM
عمر البداية ساعة انطلاقها
لبعض المعوقات أثر إيجابي محفز يدفعنا على الاصرار والمقاومة والمتابعة
من الجيد ان نحصل على ما نستحق في النهاية ومن الجميل ان ندرك اننا نستحق النجاح
قصة برسالة عميقة وحرف جميل
بوركت وكل التقدير

الإبداع الجميل يولد من رحم الوجع والمعاناة، ويبقى مرهونا بمدى قوة الشخصية، فإما إلى النور والتألق وإما إلى الانكسار والضياع!
تقديري لما خطه قلمكِ أستاذتي، قراءة واعية وجميلة.

ربيحة الرفاعي
07-07-2015, 04:24 PM
كثير من المبدعين يلاقون تثبيطا من محيطهم بدوافع تختلف باختلاف الشخوص ومواقعهم من المبدع وبناهم الفكرية والقيمية..
وقد حظيت هذه الفكرة بحقها من العرض في بعض الأعمال، بشكل مباشر أحيانا وعلى هامش مضامين أخرى أحيانا

تحاياي

ناديه محمد الجابي
29-10-2015, 06:17 PM
للغيرة حدود .. فإذا ما تجاوزت حدودها أصبحت مدمرة هدامة
حاولت عرقلة نجاح زوجها لتظفر به لها وحدها ـ ولكنه بالصبر
والإصرار والتحدي استطاع التغلب على مكبلات نجاحه ليحيا
متنفسا عشقه القديم
ولا ننسى أن وراء كل فنان عظيم .. ألم عظيم.
دمت بروعتك. :001:

آمال المصري
25-10-2016, 01:19 AM
يقال " وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة " .. ولكنها هنا كانت غيورة لدرجة طمس معالم إبداعه حتى لايزهو في عيون الأخريات
ولكنه نجح في كسر حاجز تلك الغيرة المدمرة وانطلق يثبت لنفسه ولها وللمجتمع ذاته
تصوير ناطق بلغة جميلة وسرد ماتع وخاتمة تحمل الصمود والتحدي ولذة النجاح
دمت متألقا أديبنا الفاضل
تحية وتقدير

ناديه محمد الجابي
24-11-2021, 01:01 PM
ليست الغيرة المدمرة عنوانا للحب وإنما هى صورة من حب التملك
هى غضب ناجم من خوف الخسارة ـ وقد دفعتها غيرتها المدمرة سنوات طويلة
على كسر قلمه وتحطيم كل محاولات إبداعه
فاستطاع في النهاية التصدي للمعيقات ، وبالصبر والإصرار انتصر
لقلمه وورقه وكلماته.
قلمك رائع ونصوصك لها مذاق الصدق والواقعية والتميز.
تحياتي وتقديري.
:cup::005::cup:

أسيل أحمد
24-11-2021, 07:15 PM
كبلته بغيرة عمياء وحاولت تحطيم كل محاولاته الإبداعية
فانتصر بصبر وإصرار على تحقيق ذاته والعودة إلى عشقه القديم.
قصة جميلة متينة الصياغة ـ شيقة الحكي بتصوير بديع.
أحييك ودام إبداعك.