المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تمنَّ الموتَ ولا تتمناه



الدكتور ضياء الدين الجماس
29-06-2015, 09:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
:001::001::001:
تَمَنَّ الموت ولا تتمنَّاه
د. ضياء الدين الجماس
تَـمَنَّ الموتَ لن تلقاه خوفاً = ولو جاؤوك أجناداً وصفاً
تَـَمَنَّ الموتَ كي تحيا شهيداً = تعش أبداً بجنب الله زلفى
يبادل حِبَّه حُباً بِحُبٍّ = فيجرف خلَّهُ بالشوق جرفاً
تمنَّ الموت إنْ تخشَ افتتاناً = غيوراً كي يَـعـزَّ الدين صِرْفا
ومريمُ من طهارتها تمنت = بأن تمحى ولن تحتاج حلفاً
فناداها الوليد بصوت وحي = فذا حزنٌ سيصرف عنك صَرْفاً
وقولي إنني قد صمت صوماً = وليديَ شاهد يمتاز حرفاً
وذاك من الكتاب دليل حرفي = وحكمته من الرحمن أخفى
ولا تتمنَّ موتاً من كروبٍ = فتلك مصائبٌ ستزول طرفاً
جميل الصبر بلسمه شفاءٌ = يطوف بمائه في الروح طوفاً
وحين الموت لن يغشاك غمٌّ = سيصرفه رحيم الكون صرفاً
سيأتي الموت بالبشرى لطيفاً = ويُبْدل كربَه سعداً وعطفاً
فإن كنت المضيفَ طهور قلب = فلن تلقى سوى الترحاب لطفاً
ولا تتمنَّ موتاً من إياس = فمن ظلَمَ الجوى سيموت خسفاً
وفي ظلل الغمام يزور وغداً = كموج البحر يعصف فيه عصفاً
يبشِّره بنار من جحيم = ويلهبُ جنبه ضرباً وقصفاً
حذارِ حذار من يوم عصيب = ودمعة عينه ستكون ذرفاً
:os::os::os:

الدكتور ضياء الدين الجماس
29-06-2015, 09:36 PM
أحكام تمني الموت على الرابط https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?p=1004493#post1004493

محمد حمود الحميري
29-06-2015, 09:58 PM
الدكتور ــ ضياء الدين الجماس
أولًا : أرحب بك أجمل ترحيب بعد طول غياب ، ومبارك عليك رمضان وكل عام وأنت إلى الله أقرب .
أتذكر الليال الجميلة التي عشناها رمضان الماض مع المسابقة الثقافية ، وليت الدهر ياتي بالأحسن .
أحمد الله أنني التقيت بك اليوم لأسلم عليك ، وأنهل من فيض نهرك المتدفق شربة هنيئة .
حقًا سيدي مع تعاظم الفتن هذه الأيام صار الناس يتمنون الموت خوفًا على دينهم .

تمنَّ الموت إنْ تخشَ افتتاناً = غيوراً كي يَـعـزَّ الدين صِرْفا
ومريمُ من طهارتها تمنت = بأن تمحـــى ولن تحتــاج حلفاً
صدقت هناك بعض الحالات يشرع تمني الموت فيها كما ذكرت ، وأشكر لك استدلالك بقصة مريم ( قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيًا منسيَّا ) ،
من الحالات التي يشرع فيها تمني الموت :
الأولى : أن يخشى على دينه من الفتن
ولا شك أن موت الإنسان بعيدا عن الفتن ، ولو كان عمله يسيرا ، خير له من أن يفتن في دينه ، نسأل الله السلامة .

الثانية : أن يكون موته شهادة في سبيل الله عز وجل
وقد دل على مشروعية تمني الموت في هذه الحال كثير من الأحاديث ، منها :
عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ) متفق عليه . فقد تمنى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقتل في سبيل الله ، وما ذاك إلا لعظم فضل الشهادة .

وروى مسلم أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ ) . أسأل الله أن يبلغنا وإياك منازل الشهداء .



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يتمنينَّ أحدكم الموتَ من ضرٍّ أصابه فإن كان لا بد فاعلا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي) متفق عليه,
عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( لا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ , وَلا يَدْعُ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ ، إِنَّهُ إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ انْقَطَعَ عَمَلُهُ ، وَإِنَّهُ لا يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمْرُهُ إِلا خَيْرًا ) رواه مسلم .

عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قالُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا تَمَنَّوْا الْمَوْتَ ، فَإِنَّ هَوْلَ الْمَطَّلَع شَدِيدٌ ، وَإِنَّ مِنْ السَّعَادَةِ أَنْ يَطُولَ عُمْرُ الْعَبْدِ وَيَرْزُقَهُ اللَّهُ الإِنَابَةَ ) رواه أحمد ، وضعفه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة .

نْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ , فَإِنْ كَانَ لا بُدَّ فَاعِلا فَلْيَقُلْ : اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتْ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي , وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي ) متفق عليه .

والخلاصة : أن يكره للمسلم أن يتمنى الموت إن كان ذلك بسبب ضر أصابه في الدنيا ، بل عليه أن يصبر ويستعين بالله تعالى ، ونسأل الله تعالى أن يفرج هم كل مهموم .

بارك الله بك سيدي ، وشكرًا لنصك الجميل ، ودام عطاؤك .

عصام إبراهيم فقيري
29-06-2015, 10:03 PM
الله .. الله
أبدعت وأمتعت أديبنا الكبير وأجدت رسم فكرتك بمهارة وإتقان فلا فض فوك

رائعة بحق وكل أبياتها تستحق الإشادة والتوقف عندها طويلا

د . ضياء الدين الجماس لا حرمنا الله منك ومن جمالك

تقديري ...

الدكتور ضياء الدين الجماس
30-06-2015, 02:12 AM
الدكتور ــ ضياء الدين الجماس

والخلاصة : أن يكره للمسلم أن يتمنى الموت إن كان ذلك بسبب ضر أصابه في الدنيا ، بل عليه أن يصبر ويستعين بالله تعالى ، ونسأل الله تعالى أن يفرج هم كل مهموم .

بارك الله بك سيدي ، وشكرًا لنصك الجميل ، ودام عطاؤك .

امتناني وتقديري لشخصك الكريم شاعرنا الفاضل محمد حمود الحميري
وشكراً لعرضك للأحكام هنا فهو مفيد لفهم القصيدة.
بارك الله بك وجزاك خيرا:os::tree::noc:

عدنان الشبول
30-06-2015, 02:22 AM
لا فض فوك شاعرنا وأستاذنا الجميل


ألف تحية

الدكتور ضياء الدين الجماس
01-07-2015, 12:30 AM
الله .. الله
أبدعت وأمتعت أديبنا الكبير وأجدت رسم فكرتك بمهارة وإتقان فلا فض فوك
رائعة بحق وكل أبياتها تستحق الإشادة والتوقف عندها طويلا
د . ضياء الدين الجماس لا حرمنا الله منك ومن جمالك
تقديري ...
جزيل الشكر والامتنان لشاعرنا الفاضل عصام فقيري على تقييمه الجميل وكلامه الرقيق
جزاك الله خيراً وبارك الله بك.:0014::0014:

الدكتور ضياء الدين الجماس
01-07-2015, 12:32 AM
لا فض فوك شاعرنا وأستاذنا الجميل
ألف تحية
شكراً لمرورك اللطيف شاعرنا الرقيق عدنان الشبول
بورك قلمك ومدادك
جزاك الله خيراً:os::os: