المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إذا ما قلتُ إنِّي .. فمغربُ



أ.د/ مصطفى الشليح
07-07-2015, 07:08 PM
أكنتَ إلى شـرق يـرقٌّ فتطـربُ = ويرقى مجالَ القول شعرا فتعجـبُ ؟
أراقَ إليكَ الشـوقَ فـي جذباتـه = أرقتَ به كأسا سقتـكَ. أتشـربُ ؟
ومـاذا إذا كـأسٌ تُطـلُّ صبابـةً = كما الوترُ العالي ؟ أكانتْ ستُسحبُ ؟
كأنَّـكَ تشتـارُ السـؤالَ غرابـةً = وتفتـرٌّ إيذانـا .. بشـيءٍ يُغـرَّبُ
سُئلـتَ بيانـا فاستـرِدَّ كتـابـةً = لتنظرَ كيـفَ القافيـاتُ ستُكتـبُ
*=*
أقلـتَ عثـارَ الدانيـاتِ بسكبهـا = على قدر حيثُ البداهـةُ تُسكـبُ
قرأتَ يـدي رسمـا قديمـا كأنَّنـي = وقفتُ علـى اسمـي آتيـا يَتعقَّـبُ
وصدَّقتُ أنِّـي أكتفـي بقصيـدةٍ = وأنِّي إليهـا .. صاعـدٌ أتصـوَّبُ
وصدَّقـتُ خوفـي كلَّـه وأجزتُـه = يُحدِّثُ عنِّـي فـي الـذي يَتقلَّـبُ
فقالَ: حنانيك اتئـدْ بـي أو اتَّقـدْ = فسِيانِ فوضـى أو مـدًى يترتَّـبُ
*=*
حنـوتُ علـى ظـلٍّ أنـا نبراتُه = فأنبـاؤه لـي، خلسـةً، تتسـرَّبُ
يشدُّ علـى كفِّـي بكـلِّ رهافـةٍ = كـأنَّ بـه سيفـا لكفِّـيَ يطلـبُ
أشحتُ بـه عنِّـي لعـلَّ حقيبـةً = تـزمُّ سفـارا بالـذي يتخضَّـبُ
أبحـتُ لـه سـرًّا فكـانَ كتابُـه = إلـيَّ إشـاراتٍ لسـرِّيَ تَخطـبُ
فآلـيـتُ ألا أنتـحـي بعـبـارةٍ = فقالَ: إلامَ الوريُ حرفـا يُهـذِّبُ ؟
*=*
يدي حيثمـا قلبـي إلـى هذيانـه = وحولـيَ سـورٌ ناظـرٌ يتعـجَّـبُ
رأيـتُ بـه محـوا نـأى ببيـانـه = رأيتُ به خطـوا للفتـى يتحجَّـبُ
تكلَّـمَ بـي والمهـدُ عنـدَ جَنانِـه = حفيٌّ بـه مـاءٌ إذا جـاءَ يذهـبُ
وأسلـمَ لـي موجـا بحـرِّ عنانـه = لأبحـرَ طـيَّ اللانهائـيِّ يَـعـذُبُ
أملـحٌ أجـاجٌ أم فـراتُ جُمانِـه = إليَّ ؟ ومـاذا بعـدُ ؟ كـلٌّ محبَّـبُ
*=*
.. وكـلٌّ غريـبٌ. للغرابـةِ موقـدٌ = ولـي زبـدٌ يلهـوُ بجَمـر ويلعـبُ
أسـاورُه قيـدا تجلَّـى بمعـصَـم = ولا عاصـمٌ منـه سـوايَ يُقـرَّبُ
كأنَّ سـلا تلغـو وتسألنـي: أمـا = تحـنُّ إلـى عهـدٍ رؤاه تـوثَّـبُ ؟
أمـا بالبقايـا .. للبقايـا حكايـةٌ = عن الكلمة الأولى تفـرُّ وتُطلـبُ ؟
أما للزوايـا سَـورةٌ وكنايـةٌ ؟ = سلمتَ. أما بالقلبِ مـا يتأهَّـبُ ؟
*=*
سـلا، وأنـا منهـا مُعلقـةٌ نـأتْ = مُطوَّقةً .. بالدَّمـع حيـنَ تشـذَّبُ
أحـارُ بهـا عينـا كفقـدٍ أمضَّـه = سؤالُ أقاصيه إذا احتـدَّ غيهـبُ:
أثـأرٌ إلـى عُمـر تَملـكَ بَغـتـةً = وسامتَه، واشتدَّ للسَّهـم يَنشـبُ ؟
أنـارٌ بجلبابـي يـشـبُّ لهيبُـهـا = لتعرى خيولي فالمـدى يتحـدَّبُ ؟
أحـارُ بهـا قـولا فأنَّـى مُجيبُهـا = وشـالٌ لأمِّـي لا ينـي يتقلَّـبُ ؟
*=*
أرقرقُ قـولا ثانيـا، وسـلا هنـا = تُحـدِّقُ فـي رقراقهـا تتـرقَّـبُ:
ألا شاعـرٌ يرقـى إلـيَّ مهـابـةً = فإنِّي له التاريـخُ. هـلْ يَتهيَّـبُ ؟
سأجذبـه أعلـى بمـا سيَكـونُـه = وأحسَبـه أعلـى بمـا يتحـسَّـبُ
أنـا للذؤابـات العليَّـةِ مَـفـرقٌ = وإذْ أتناهـى .. فالقصيـدُ المذهَّـبُ
ألا شاعـرٌ أبقـى إلــيَّ كتـابـةً = على المـاء رقراقـا إذا أتطيَّـبُ ؟
*=*
تطيَّبـتُ أنفاسـا بشـرق وغربـه = وطوَّفتُ فاسـا والشـذا يتعجـبُ
هنا جنـةُ السـرِّ المكيـن بحُسنِـه = فهـلا أتاهـا شـاعـرٌ يتـقـرَّبُ
أقـولُ: إليـكِ الآنسـاتِ .. قـلادةً = من الشِّعـر مَزهـوًّا بمـا يَترتَّـبُ
وكـلُّ بهـاء العالمـيـن بمـغربٍ = وإنْ جـارَ، أحيانـا، فـلا يَتغـرَّبُ
أجـارُ به عُمـرًا يشـفُّ رباطـه = جناحين إنْ مُـدَّا، فللعـزِّ مطلـبُ
*=*
كأنِّي إلى الشَّوق الشَّـذيِّ بشرقـه = أنا، وإذا ما قلتُ: إنِّـي .. فمَغـربُ

محمد حمود الحميري
07-07-2015, 10:03 PM
يا لها من جنة بحسنها ، ويا لحسن حظي أنني أول الداخلين إليها
فأي الورد أقتطف ، وأي الفواكه أجن ؟!

معلقة مطربة بموسيقاها العذبة ، جميلة بصورها وبحداثتها الشعرية التي جعلت
من صاحب النص بلبلًا محلقًا في فضاء الكلمة .

آمنت أن وجودي هنا لأتعلم .
لا نضب معينك .
تقديري .

نداء غريب صبري
08-07-2015, 02:14 AM
مطوّلة شعرية جميلة فيها صور مدهشة
أمتعتني قراءتها والتمعن في كل بيت فيها

شكرا لك أخي
بوركت

احمد المعطي
10-07-2015, 10:28 PM
نَهلتُ فُرات الحرْفِ والعذْبُ يُشرَبُ
......................على ظمَأ في الصوْمِ في الفطرِ يعْذبُ
طويلٌ عَلى درب الجمالِ مُسافرٌ
.............................له الماءُ يشدو والأزاهرُ تلعبُ
فماذا يُضيفُ الققولُ مني وهذه
..................................مُعلَّقَ ةٌ بين الفرائد تُحْسَبُ

محمد ذيب سليمان
11-07-2015, 10:38 AM
لله انت ايها الرائع شعرا وشعورا
كيف تسكب اللجين في اعماقنا بما تنثر من جمال النسج والكلم
شكرا على كل هذا البهاء
مدرسة انت سيدي
خالص الود

د. سمير العمري
06-06-2016, 05:56 PM
أقـــــــولُ: إلـــيــــكِ الآنــــســــاتِ .. قــــــــلادةً
مــــــــــن الـــشِّـــعــــر مَـــــزهـــــوًّا بـــــمــــــا يَـــتــــرتَّــــبُ
وكـــــــــــــــلُّ بــــــــهــــــــاء الـــعـــالـــمـــيــــن بـــــمـــــغــــــربٍ
وإنْ جــــــــــارَ، أحـــيـــانــــا، فــــــــــلا يَـــتــــغــــرَّبُ
أجــــــــــارُ بــــــــــه عُـــــمـــــرًا يـــــشــــــفُّ ربـــــاطــــــه
جــنــاحــيــن إنْ مُـــــــــدَّا، فــلــلــعـــزِّ مـــطـــلـــبُ
*
*
كـــأنِّـــي إلــــــى الـــشَّـــوق الـــشَّـــذيِّ بــشــرقــه
أنــــا، وإذا مــــا قــلـــتُ: إنِّـــــي .. فـمَــغــربُ

فقد قدمت لها قلادة من شعر مذهب ومعلقة من حس معتق فلا فض فوك!

ولا أوحش الله منك أيها الشاعر الكبير فقد طال هذا الغياب!

ودام ألقك الباهر!

تقديري

عبدالستارالنعيمي
02-10-2016, 07:02 AM
الأستاذ أ.د/ مصطفى الشليح

دامت لك هذه الشاعرية الفذة والشموخ أيها الشاعر الفطحل وهذه الخريدة الفريدة
ولك مني أجمل سلام مع الود
والتقدير

وليد عارف الرشيد
10-10-2016, 06:06 PM
رائعة شعرا وشعورا كأنها غزل بخيوط من حرير أصيل
بوركت وشكرا لهذه الوجبة الشعرية الدسمة
تحياتي وإعجابي وتقديري

عبد المجيد برزاني
11-10-2016, 05:46 PM
لفاس الحلوي ،، ولمراكش بنبراهيم ،،، ولسلا مصطفى الشليح ...
فخورة بابنها سلا العالمة ...
دمت شاعرا راقيا يغزل العشق من نسج الفواصل.