تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ////// إمرأة ليست كباقي النساء/////



مصطفى سالم سعد
05-08-2015, 07:34 PM
استلقى صديقي على الأريكة كأنما يرتاح من تعب مضن .. وانطلق يصف لي فتاة التقاها ذات يوم صدفة

اسمها " سارة" ..امرأة غامضة لا يعرف أحد عنها شيئا شقراء ممشوقة القوام ، أقرب الى النحول ، في العقد الثالث من عمرها لم تكن جميلة جدا غير أن شيئا ما في فمها : في شفتها العليا تحديدا يشعّ جاذبية و يقطر إغراء وسحرا، يجعلك مشدودا إليها فيتشرّبها فؤادك من النظرة الاولى .. بحضورها ترى الحياة أجمل..."

كان يحدّثني عنها في نبرة تحسّ فيها الصدق و الإنجذاب معا حتى استطاع أن يثير في نفسي نوعا من الإهتمام بها و إن اخفيت ذلك عنه

أخذ نفسا طويلا من سيجارته الكوبية ثم استرسل مواصلا في وصفه لها " كانت جذابة جدا من ذلك النوع من النساء الذي يثيرك بشيء من الكبرياء و الإعتداد بالنفس،إلى جانب كثير من الرّقة و اللطف في معاملة الاخرين.. فيكون قريبا منك ، و بعيدا عنك في نفس الوقت . يترك بينك و بينه ، مسافة قابلة لأن تكون أبوابا أو أسوارا"

تطلّع إليّ مليا و قبل أن أهم ّ بإبداء رأيي في وصفه واصل بحرقة من يفقد عزيزا "عندما تخاطبك ، عندما تسمع صوتها ، تدرك لأوّل مرّة ما لبعض الأصوات الأنثوية من قوة إغراء و تحريض. في لهجتها لثغة شرقية تحيل تاء التأنيث همزة تنتهي كشهقة إعجاب، تود معها لو منحتك فرصة الإستماع إليها أطول وقت ممكن. أما حين تضحك ، فإن ذلك الغموض الجذّاب في شفتها العليا يستحيل آسرا محرضا. غير أنها نادرا ما تضحك .ترتدي ثوبا بسيطا أسود يوشيه بعض بياض يغدو فيه قوامها الأشقر شراعا في بحيرة هادئة.."

هكذا كان أحمد يحدثني عنها في وجد حميم... كان في الخامسة و الثلاثين من العمر ، تلك المرحلة الخصبة في حياة البشر و التي تكون تجاربنا فيها قد قاربت النضج و مازالت أمامنا فسحة كافية لتحقيق الطموحات
عرفت أن صديقي بات مغرما بإمرأة ليست ككل النساء إذ لم يتوقف عن الحديث عنها وفي نفسه لواعج كثيرة و حرائق ملتهبة و إثر تلميح مني يوما إلى ذلك في احدى جلساتنا الليلية قال:

"كل إمرأة رائعة ترينا شيئا نبصره بأعيننا، و شيئا آخر ندركه بنبضات قلوبنا ، سريعا نكون معها في حالة اشتباك ، بين الاقدام و الإحجام... فتعترينا مشاعر متداخلة ... هكذا انا و هذه المراة منذ ان رأيتها صرت مشدودا اليها ، أحاول بلباقة و باستمرار أن أمدّ جسوري اليها، و لكنها تأبى ذلك بذكاء يزيد تعلّقي بها ..."

تابع أحمد حديثه عنها و أنا اصغي إليه بإهتام وفضول

"لقد أقمت علاقات كثيرة مع فتيات من مختلف الاجناس،ولي في كلّ مدينة زرتها عشيقة أو صديقة ، و لكن هذه كانت نوعا مختلفا على ما يبدو . ما تشرّب فؤادي أنثى غيرها بهذا القدر من الإعجاب و العنفوان .. حتى لكأنّ تمنعها و عدم استجابتها لي ، و جموحها المفرط، أصبحت كلّها دوافع اضافية ، تدفعني إلى شدّة التعلّق بها... أحيانا أقرر بيني و بين نفسي قطع علاقتي بها ، فأحاول تجاهلها و عدم الإهتمام بها
و لكنها لا تدع لي مواصلةهذا الطريق أيضا بأساليب لم أجدها عند غيرها ..كانت تعيدني دائما الى نقطة الصفر في علاقتي بها، الى حد أني لم أعد أعرف،هل أنا المتيم بها حدّ الهوس حتى استحالت لي مرضا ؟ أمْ هي امرأة لها من عمق الحيلة و الدهاء و الكيد ما جعلني متعلقا بشباكها لا أستطيع منها انفلاتا..لقد حيّرتني هذه المرأة ، إن لها نوعا من الرقة و اللطف يشوبهما شيء من كبرياء حزين يجعلني غير قادر على القسوة عليها، ومع ذلك ينشأ لدي نوع من التحدي و العناد و تشتدّ رغبتي في امتلاكها....يقولون إن سائسي الخيول و مدربيها ، يجدون لذّة أكثر في ترويض الأفراس الأشدّ جموحا و الأكثر عنادا ، لأن هذا النوع حينما يتم امتلاكه و السيطرة على وحشيته يكون من أفضل الأفراس عدوا و انجابا إلا انه يبدو أن فرسي عصية على الترويض، وأنالا اريد أن أكون قاسيا معها فألهب كفلها بالسياط..."

قال ذلك ثمّ تطلّع الي باسما و اضاف في شيء من الخبث المحبب " هذه ياسيدي مهرة أصيلة، لم يألف ظهرها مسّ السرج و لا خاصرتها طعن الركاب .."

أعجبني تعليقه الاخير على مهرته و لكني لم أعلّق بشيء بل زدت اقتناعا بكون " احمد" عاشقا فعلا متعلقا ب"سارة" الى حدّ بعيد ..

كاملة بدارنه
05-08-2015, 11:05 PM
و تشتدّ رغبتي في امتلاكها
غريب أن ينظر للمرأة كشيء يمتلكه!

لقد أقمت علاقات كثيرة مع فتيات من مختلف الاجناس،ولي في كلّ مدينة زرتها عشيقة أو صديقة
والأكثر غرابة أن يسمح لنفسه بعشق الكثيرات، وفي النّهاية يريدها: " مهرة أصيلة، لم يألف ظهرها مسّ السرج و لا خاصرتها طعن الركاب .."
نموذج صادق لبعض المرضى!
قصّة اجتماعيّة ناقدة وهادفة، وربط موفّق بين الأحداث
تمنّيت الانتباه لهمزتي الوصل والقطع في بعض الكلمات
بوركت
تقديري وتحيّتي

مصطفى سالم سعد
06-08-2015, 10:50 AM
غريب أن ينظر للمرأة كشيء يمتلكه!

والأكثر غرابة أن يسمح لنفسه بعشق الكثيرات، وفي النّهاية يريدها: " مهرة أصيلة، لم يألف ظهرها مسّ السرج و لا خاصرتها طعن الركاب .."
نموذج صادق لبعض المرضى!
قصّة اجتماعيّة ناقدة وهادفة، وربط موفّق بين الأحداث
تمنّيت الانتباه لهمزتي الوصل والقطع في بعض الكلمات
بوركت
تقديري وتحيّتي


الأستاذة كاملة
البطل نموذج اجتماعي لكنك قسوت عليه فقد تكون للإنسان زلات يتوب بعدها
واجهته فتاة كسرت غروره و عناده و هذا من مقاصد الكلام
الأخطاء أرجو أن أتداركها لاحقا و لي بعض الصعوبة في التعامل مع لوحة المفاتيح العربية
سعيد جدا بمرورك بالمكان و بما أبديت من ملاحظات

كاملة بدارنه
06-08-2015, 05:59 PM
الأستاذة كاملة
البطل نموذج اجتماعي لكنك قسوت عليه فقد تكون للإنسان زلات يتوب بعدها
واجهته فتاة كسرت غروره و عناده و هذا من مقاصد الكلام
الأخطاء أرجو أن أتداركها لاحقا و لي بعض الصعوبة في التعامل مع لوحة المفاتيح العربية
سعيد جدا بمرورك بالمكان و بما أبديت من ملاحظات

السّلام عليكم أخ مصطفى
شكرا على ردّك، واسمح لي بالتّعليق
لا أعتقد أنّني قسوت على البطل، فالرّجل الذي يسمح لنفسه بفتح باب عشق الكثيرات، ومغرور كما وصفته، وفي النّهاية - بعد التّوبة أو حبّ الاستقرار- يريد فتاة متمنّعة لم يعرفها أحد من قبله فيه ظلم وقد يوصف بالمريض النّفسيّ. لمَ لا يرضى بامرأة لها زلّات مثل زلّاته واختارت التّوبة؟! بل يريدها مهرة أصيلة يروّضها هو كما يريد ! أليس في هذا أنانيّة وشعور بالتّحكم بالآخرين؟
في قصّتك أعجبتني مصداقيّتها وكيفيّة تصويرك للبطل، واعتبرتها ناقدة هادفة، ولم أتوقّع دفاعك عن البطل!
حمى الله شبابنا من الزّلات، وبناتنا من الهفوات وهداهم الصّراط المستقيم
بوركت
تقديري وتحيّتي

مصطفى سالم سعد
06-08-2015, 06:21 PM
السّلام عليكم أخ مصطفى
شكرا على ردّك، واسمح لي بالتّعليق
لا أعتقد أنّني قسوت على البطل، فالرّجل الذي يسمح لنفسه بفتح باب عشق الكثيرات، ومغرور كما وصفته، وفي النّهاية - بعد التّوبة أو حبّ الاستقرار- يريد فتاة متمنّعة لم يعرفها أحد من قبله فيه ظلم وقد يوصف بالمريض النّفسيّ. لمَ لا يرضى بامرأة لها زلّات مثل زلّاته واختارت التّوبة؟! بل يريدها مهرة أصيلة يروّضها هو كما يريد ! أليس في هذا أنانيّة وشعور بالتّحكم بالآخرين؟
في قصّتك أعجبتني مصداقيّتها وكيفيّة تصويرك للبطل، واعتبرتها ناقدة هادفة، ولم أتوقّع دفاعك عن البطل!
حمى الله شبابنا من الزّلات، وبناتنا من الهفوات وهداهم الصّراط المستقيم
بوركت
تقديري وتحيّتي


و عليكم السلام الأستاذة كاملة
ليس دفاعا عن البطل فقط أعجبتني توبته أكثر من أي شيء آخر
و في التوبة ليس ضروريا أن يختار إمرأة زلّت بها القدم
التوبة تجبّ ما قبلها و الله عفو رحيم
أشكر لك هذا التفاعل و ممتن لكل ملاحظاتك و أحترم فهمك لمقاصد النص فمنذ أن عرضته صار ملكا للقراء ولكل واحد تأويله

ربيحة الرفاعي
10-08-2015, 09:32 PM
قص اجتماعي هادف بحبكة وأداء طيبين ونفس ذكوري واضح
بعض عناية برسم الكلم كانت لتخدم النص

دمت بخير أيها الكريم
تحاياي

نداء غريب صبري
13-09-2015, 03:03 PM
قصة نقدية كشفت تناقض الرجل الذي يتقلب بين عشرات النساء ويريد حين يتزوج امرأة لم تعرف قبله

أمتعتني قراءتها

شكرا لك أخي

بوركت

آمال المصري
19-09-2015, 04:36 AM
هي سمة الرجل الشرقي لايسمح لمن تحمل اسمه إلا من كانت بيضاء الصحيفة
أجدت فيها رسم معالم البطل الذي نقد نفسه ونجح في تقويمها وعلاجها
شكرا لك أديبنا الفاضل
تحاياي

مصطفى سالم سعد
20-09-2015, 12:47 PM
قص اجتماعي هادف بحبكة وأداء طيبين ونفس ذكوري واضح
بعض عناية برسم الكلم كانت لتخدم النص

دمت بخير أيها الكريم
تحاياي

الأستاذة ربيحة الرفاعي
اشكر لك هذا المرور و أعدك بتجنب ما أشارت اليه من هنات

مصطفى سالم سعد
23-09-2015, 06:35 PM
قصة نقدية كشفت تناقض الرجل الذي يتقلب بين عشرات النساء ويريد حين يتزوج امرأة لم تعرف قبله

أمتعتني قراءتها

شكرا لك أخي

بوركت


و امتعني ردك أستاذة نداء صبري
شكرا لمرورك و لتشجيعك

خلود محمد جمعة
25-09-2015, 03:35 PM
وكيف له أن يعلم أنها ليست كباقي النساء؟
ربما علمتها التجارب كيف تحجم رغباتها حتى تفوز بجولتها
ربما كانت تبحث عن رجل ليس كبقية الرجال وبفراستها قرأت تاريخه فقررت أن تروضه هي
قصة من أرض الواقع نسجت بجمال وصدق
بوركت وكل التقدير

ناديه محمد الجابي
18-02-2017, 09:30 PM
سرد قصي موفق بفكرة إجتماعية وواقعية هادفة
نص معبر مدهش بغدق انفعاله وبهاء تصويره
وبلغة شيقة ـ وبحرفية عالية في الوصف
وبمهارة أديب لامع.
دمت بكل خير.
:001::001: