بالنوي مبروك
12-08-2015, 12:43 PM
ترجّلْ هنا ما في وقوفك من باس = يُلبّي فؤادي دعوة للهوى القاسي
هي الدار دار الراحلين لأمسهم = وقد تركوك اليوم في ليل وسواس
وحيداً بأوجاع الحنين تلوكُها = وعَلَّقْتَ حلماً قد سباك بإقباس
فلا والذي في شرعه عتق خافق = تندّى بغضنِ للحمامة ميّاسِ
كأنْ يهنأ القلب المُعنّى بوصلهم = إذا أُوقدَتْ من دارهم نارُ إحساسي
لتلك الديار السُّمْر ترنو مواجدي = إذا غرّد التحنان في دار إغلاسي
فَيَمَّمْتُ للبئر القديم رواحلي = فقلتُ أَلاَ يا بئرنا ضاع إيناسي
فها أُطفئتْ مشكاةُ أنوار بدئنا = وغالبَ ليلُ المنتهى نارَ نبراسي
وفي غصة الأحقاب أجدبَ دهرُنا = وأَقْفرَ معْنَى النازفين بإفلاس
وغرّب شدوي المُرجفون وغرّهم = توجّس مسْرى العارفين بإدماسي
مُعَنّى بأوجاع الجنوب وجرحه = وكلّ جنوبٍ في الجهات بلا آسِ
إلى كلّ شمس قد حملتُ مواسمي = ووجَّهْتُ جنّاتي لغيمٍ و إيئاسي
تَغَارُ لغاتُ الشوق من أبجديّتي = وتسمو لغاتُ الجرح من بدء إعراسي
تراني فُتِنْتُ الآن حتّى نسيتُ ما = تَعَلّمْتُ من أسماء وجدي و إمراسي
يشيْ بجراحي سرُّ أزمنة الرؤى = وفي موسم الإسرار باح بأقواسي
تأبّطْتُ أحزان السواقي ونخلها = وسِرْتُ بإحدى الحسْنيّن لمتراسي
لأجلهما مازلتُ أرسِلُ هدهدي = ولم تأتني من أطلسيَّ بقِرْطاسي
فَيَمَّمْتُ طور الذكريات توجّساً = لأخصف من أورقها سُتْرةَ الكاسي
وذاكرة الأشياء تنسلّ من دمي = فتوقظُ أحلام المرايا بإحساسي
ففي وسع قلبي أن يظلّ مغرّداً = وفي وسع عمري نبذ من رام إنعاسي
أسافرُ عبر النّار أعزف سرّها = لتقرأ سرّ الماء في لوح إهلاس
هنا حشرجاتُ النبض تُربِكُنِي خطىً = ويَضْطَرُّني شدوي إلى حبس أنفاسي
فلا منطقا للجرح إلا مدى الرؤى = وحدسي عُرىً ما اختلّ في الوجد مقياسي
أرى ثانيَ اثنين التسابيح والهوى = لحلمٍ هما في بُرْدتِيّ وَ كَرْبَاسي
وعند دمي يستنهضان مواجعي = ويحتملان الصهد في بيد إشماس
على آدم الإنسان مصلوبة الخطى = تباشيرُ بدئي في غياهب خَبّاس
حملتُ على الأزمان منذ نعومتي = قرابينَ هابيلٍ , دمي نذر أجراس
ومنسوجة أكفانه قبل مطلعي = على سكرة الدنيا هلال بقسطاسي
ففي ضيّق الأعمار دهري يقيلُنِي = توجّسَ منّي خِيفةً أيّ إيجاس
كبرتُ على صدر الرمال تَسُرُّ لي = بأنّ رؤانا عند أول ميعاس
لأنّ مدى الجدّات أفق ملفّع = وها لمْ أجدْ جدّاتنا عند إلماسي
لأنّي المُعنّى لمْ يَزَلْ وجعي رؤى = وحُزني مقيمُ الرحل فيّ بإحلاس
قتيلُ رهاناتي على لغة الهوى = تكلّمْتُ حدّ الصمت فانسال إنباسي
أعاني اختناقي بالوجود وطالما = هنا بين أصواتي طريح بإغلاس
على كلّ درب وزّعتْنِي قصيدتي = فويلٌ لقلبٍ تاهَ رهناً لأقياس
أتيتُكَ مذبوح الخطى عند بئركم = لعلّيّ أستجديه ماءً لأحباسي
تمايلتِ الأطياف حولي تهزُّني = إلى أعين الشقراء شدواً بإهلاس
وتشرق فينا مقلتيك مواسماً = يقضُّ فصول الوهم في صيفنا القاسي
أيا واهب الرمان بعض خدودها = وبعض دمي في وجنتيها وإنفاسي
فأوصافها الحسنى شموس بدايتي = مواويلها الأولى سماتُ لأقداسي
كلانا اقتراب العين في نقطة رستْ = هنا قاب قوسيّ المرائي بإلباس
بذلتُ لها إمزاد جرحي معبّقا = وكلّ حكايا البيد لو بئرها ناسي
تقولُ وقد جفّ القصيد على فمي = أحسُّ لهيباً فيك من لفح شمّاس
أمهجتك العطشى حملتَ مغاضباً = وسِرْتَ بها للبيد في زهو إخلاس
فها أنتَ مثلي غربة تُظْمِئُ المدى = وكم تتحرّى حيرةً عند أطْلاس
نزفتَ لما في النّاي من وجعٍ وكم = به يتمادى التيه من بعد إنكاس
أرى كفّك اليمنى التي طرقتْ سدى = على الشوق باب الدهر في دمع إعْساس
لأقصى منافي عمرنا ساقك الهوى = لحرف لكي يستنطقَ الريح أغراسي
ومن دمك المسفوح يختزن النّدى = فمن أيّ مرٍّ بعده ينتشي الحاسي
سيُخزنني في دفء عينيك أطلسُ = يمدُّ غناء الريح وصلة أنفاسي
وإني كبعض الناس أختطُّ وجهتي = وأعرف كم بئرٍ بها ماء أخْياسي
توسّدْتُ تاريخاً رهينَ هزائمٍ = يُحرّفه سمسار حرفٍ لمكّاس
فللدين فينا جُبّتان أراهما = على ملّة ابراهيم تذبحُ أكياسي
فمن سُنّةٍ حادتْ إلى ليل شيْعةٍ = فتضرب أخماس الجميع لأسداس
فينحاز لي في الجرح كلّ معتّق = يرى ما تردّتْ في الهوى كفّ دسّاس
نشى واضح المعنى و مبهمه بنا = وإني إلى الشقراء أمددُ أقلاسي
إلى ماء بئر العاتريّ يفيضُ بي = إلى منتهى بدء الحكايات في الناس
لتعلمَ أمُّ البدء إني موحّدٌ = لحون الهوى حيث انتشى كلُّ خنّاس
أصون لهذا الطهر نبض حكايتي = وإنْ كان هذا المكتوي غير حسّاس
فمن جرحنا الليليّ أنجم أفقنا = تشعّ على دنيا تعوذُ بأقداسي
هي الدار دار الراحلين لأمسهم = وقد تركوك اليوم في ليل وسواس
وحيداً بأوجاع الحنين تلوكُها = وعَلَّقْتَ حلماً قد سباك بإقباس
فلا والذي في شرعه عتق خافق = تندّى بغضنِ للحمامة ميّاسِ
كأنْ يهنأ القلب المُعنّى بوصلهم = إذا أُوقدَتْ من دارهم نارُ إحساسي
لتلك الديار السُّمْر ترنو مواجدي = إذا غرّد التحنان في دار إغلاسي
فَيَمَّمْتُ للبئر القديم رواحلي = فقلتُ أَلاَ يا بئرنا ضاع إيناسي
فها أُطفئتْ مشكاةُ أنوار بدئنا = وغالبَ ليلُ المنتهى نارَ نبراسي
وفي غصة الأحقاب أجدبَ دهرُنا = وأَقْفرَ معْنَى النازفين بإفلاس
وغرّب شدوي المُرجفون وغرّهم = توجّس مسْرى العارفين بإدماسي
مُعَنّى بأوجاع الجنوب وجرحه = وكلّ جنوبٍ في الجهات بلا آسِ
إلى كلّ شمس قد حملتُ مواسمي = ووجَّهْتُ جنّاتي لغيمٍ و إيئاسي
تَغَارُ لغاتُ الشوق من أبجديّتي = وتسمو لغاتُ الجرح من بدء إعراسي
تراني فُتِنْتُ الآن حتّى نسيتُ ما = تَعَلّمْتُ من أسماء وجدي و إمراسي
يشيْ بجراحي سرُّ أزمنة الرؤى = وفي موسم الإسرار باح بأقواسي
تأبّطْتُ أحزان السواقي ونخلها = وسِرْتُ بإحدى الحسْنيّن لمتراسي
لأجلهما مازلتُ أرسِلُ هدهدي = ولم تأتني من أطلسيَّ بقِرْطاسي
فَيَمَّمْتُ طور الذكريات توجّساً = لأخصف من أورقها سُتْرةَ الكاسي
وذاكرة الأشياء تنسلّ من دمي = فتوقظُ أحلام المرايا بإحساسي
ففي وسع قلبي أن يظلّ مغرّداً = وفي وسع عمري نبذ من رام إنعاسي
أسافرُ عبر النّار أعزف سرّها = لتقرأ سرّ الماء في لوح إهلاس
هنا حشرجاتُ النبض تُربِكُنِي خطىً = ويَضْطَرُّني شدوي إلى حبس أنفاسي
فلا منطقا للجرح إلا مدى الرؤى = وحدسي عُرىً ما اختلّ في الوجد مقياسي
أرى ثانيَ اثنين التسابيح والهوى = لحلمٍ هما في بُرْدتِيّ وَ كَرْبَاسي
وعند دمي يستنهضان مواجعي = ويحتملان الصهد في بيد إشماس
على آدم الإنسان مصلوبة الخطى = تباشيرُ بدئي في غياهب خَبّاس
حملتُ على الأزمان منذ نعومتي = قرابينَ هابيلٍ , دمي نذر أجراس
ومنسوجة أكفانه قبل مطلعي = على سكرة الدنيا هلال بقسطاسي
ففي ضيّق الأعمار دهري يقيلُنِي = توجّسَ منّي خِيفةً أيّ إيجاس
كبرتُ على صدر الرمال تَسُرُّ لي = بأنّ رؤانا عند أول ميعاس
لأنّ مدى الجدّات أفق ملفّع = وها لمْ أجدْ جدّاتنا عند إلماسي
لأنّي المُعنّى لمْ يَزَلْ وجعي رؤى = وحُزني مقيمُ الرحل فيّ بإحلاس
قتيلُ رهاناتي على لغة الهوى = تكلّمْتُ حدّ الصمت فانسال إنباسي
أعاني اختناقي بالوجود وطالما = هنا بين أصواتي طريح بإغلاس
على كلّ درب وزّعتْنِي قصيدتي = فويلٌ لقلبٍ تاهَ رهناً لأقياس
أتيتُكَ مذبوح الخطى عند بئركم = لعلّيّ أستجديه ماءً لأحباسي
تمايلتِ الأطياف حولي تهزُّني = إلى أعين الشقراء شدواً بإهلاس
وتشرق فينا مقلتيك مواسماً = يقضُّ فصول الوهم في صيفنا القاسي
أيا واهب الرمان بعض خدودها = وبعض دمي في وجنتيها وإنفاسي
فأوصافها الحسنى شموس بدايتي = مواويلها الأولى سماتُ لأقداسي
كلانا اقتراب العين في نقطة رستْ = هنا قاب قوسيّ المرائي بإلباس
بذلتُ لها إمزاد جرحي معبّقا = وكلّ حكايا البيد لو بئرها ناسي
تقولُ وقد جفّ القصيد على فمي = أحسُّ لهيباً فيك من لفح شمّاس
أمهجتك العطشى حملتَ مغاضباً = وسِرْتَ بها للبيد في زهو إخلاس
فها أنتَ مثلي غربة تُظْمِئُ المدى = وكم تتحرّى حيرةً عند أطْلاس
نزفتَ لما في النّاي من وجعٍ وكم = به يتمادى التيه من بعد إنكاس
أرى كفّك اليمنى التي طرقتْ سدى = على الشوق باب الدهر في دمع إعْساس
لأقصى منافي عمرنا ساقك الهوى = لحرف لكي يستنطقَ الريح أغراسي
ومن دمك المسفوح يختزن النّدى = فمن أيّ مرٍّ بعده ينتشي الحاسي
سيُخزنني في دفء عينيك أطلسُ = يمدُّ غناء الريح وصلة أنفاسي
وإني كبعض الناس أختطُّ وجهتي = وأعرف كم بئرٍ بها ماء أخْياسي
توسّدْتُ تاريخاً رهينَ هزائمٍ = يُحرّفه سمسار حرفٍ لمكّاس
فللدين فينا جُبّتان أراهما = على ملّة ابراهيم تذبحُ أكياسي
فمن سُنّةٍ حادتْ إلى ليل شيْعةٍ = فتضرب أخماس الجميع لأسداس
فينحاز لي في الجرح كلّ معتّق = يرى ما تردّتْ في الهوى كفّ دسّاس
نشى واضح المعنى و مبهمه بنا = وإني إلى الشقراء أمددُ أقلاسي
إلى ماء بئر العاتريّ يفيضُ بي = إلى منتهى بدء الحكايات في الناس
لتعلمَ أمُّ البدء إني موحّدٌ = لحون الهوى حيث انتشى كلُّ خنّاس
أصون لهذا الطهر نبض حكايتي = وإنْ كان هذا المكتوي غير حسّاس
فمن جرحنا الليليّ أنجم أفقنا = تشعّ على دنيا تعوذُ بأقداسي