تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أنين طائر



مصطفى محمود
14-09-2015, 10:10 PM
شتان بين طائرين
نفثة مصدور
رحم الله شيخنا الجارم فهو الملهم لها

أنين طائر
ـــــــــــــــ
طائرٌ يبكي على وطنِ
دمعُه قد بان للعَلَنِ

هيَّج المحزونُ مُنكتِمًا
من كُلومٍ أرَّقَتْ بدني

مرَّرَ الأفكارَ في خَلَدي
صورًا للناسِ تزعجني
***

طائرٌ قد ناح من ألمٍ
بعد تغريدٍ على الفنَنِ

ريشُه قد قُصَّ ليس له
سفرٌ للشامِ واليمنِ

شامُه المعهودُ فرحتُها
مضربُ الأمثالِ في الحَزَنِ
***
كلُّ شيءٍ قد تهدَّم في
رَبْعِها المعمورِ بالمحَنِ

في رُباها الزَّهرُ قد قُصفَتْ
أرضُه فانضاع بالنَّتَنِ

لونُه من بعد نضرتِه
يشتكي ما فيه من دَرَنِ

غصْنُه الميَّاسُ قد كُسرَتْ
ساقُه يا ضيعةَ الغُصُنِ

ماءُ شامٍ بعد لذَّتِهِ
لا يَطيبُ اليومَ من أَسَنِ

وسماءٌ بدرُها أَلِقٌ
لُبِّدَتْ بالنارِ والدَّخَنِ

ويكِ أرضَ الشامِ فاصْطَبري
موطنَ الأحرارِ لا تهني
***

كم قَتيلٍ تحت تُربَتِها
وجَريحٍ باتَ في شَجَنِ

مُستباحٌ عرضُ نسوتِها
مَنْ لعرضٍ ضاع لم يُصَنِ

مَنْ لقومٍ زالَ مسكنُهمْ
فغدوا خلوًا بلا سَكَنِ

هرَبوا مِنْ هَوْلِ ما وجدوا
نحو بحرٍ ضاق بالسُّفُنِ

سائِلُوا الأمواجَ كم دَفنَتْ
جُثَثًا فيه بلا كَفَنِ

لا أرى يا بحرُ فاجعةً
مثلَ إنسانٍ بلا ثَمَنِ

مشهدُ الأشلاءِ في نَظَري
وطنينُ الموتِ في أُذُنِي

صورٌ مِنْ رَوْعِ منظَرِها
أخرسَتْ مَنْ كان ذا لَسَنِ
***
طائرٌ قد طارَ في عَجَلٍ
عابسٌ في الحِلِّ والظَّعَنِ

يرتجي إلفًا لوحدتهِ
يبتغي أرضًا بلا فِتَنِ

قلتُ أين العزمُ قال إلى
جنةِ الرحمنِ في عَدَنِ
***

هُدْهُدٌ قد عادَ مُنكسِرًا
لُزَّ والأتراحُ في قَرَنِ

قد حكى من بعد أوْبَتِهِ
واقعًا مرًّا فأتعبَنِي

يَمَنُ الإيمانِ قد مُلِئَتْ
بالأسى والضيمِ والإِحَنِ

أرضُ بلقيسَ التي عُرِفَتْ
بشديدِ البأسِ -في وَهَنِ

خنجرُ الأقيالِ مُنْثَلِمٌ
ما ونى مِن عهدِ ذي يزنِ

آه يا صنعاءُ يا بلدًا
مُيِّزَتْ بالطابَعِ الحَسَنِ

دمَّرَتْها الحربُ فاحتَرَقتْ
فَرَثَتْها سائرُ المدنِ

فانزوى التاريخُ مُنْتَحِبًا
حَسْرةٌ تَبْقَى مدى الزَّمَنِ

عبرةٌ من عينِهِ نزلَتْ
كنزولِ العارضِ الهَتِنِ
***

طائرٌ قد ثارَ في غضبٍ
ضجَّ من ظُلمٍ ومِن غَبَنِ

سائلًا عن نصرِ أمتِهِ
باحثًا عن عاقلٍ فَطِنِ

فأتاهُ الصوتُ في خجلٍ
إنَّ نَصْرَ اللهِ لم يَحِنِ

إنَّ نَصْرَ اللهِ مُرتَبِطٌ
باتباعِ الشَّرعِ والسُّنَنِ

وجهادٍ عزَّ طالِبُه
ودعاءِ اللهِ ذي المننِ

13/9/2015
9:30 م

عادل العاني
17-09-2015, 02:55 PM
بارك الله فيك أخي الشاعر مصطفة
أبدعت ,اجدت , ووصفت حال أمة تسير من سيئ لأسوء.
ويكفي هذا البيت :
لا أرى يا بحرُ فاجعةً
مثلَ إنسانٍ بلا ثَمَنِ

والإنسان هنا هو الإنسان العربي في هذا الزمن التعس.

تقبل تحياتي وتقديري

مصطفى محمود
18-09-2015, 06:13 PM
بارك الله فيك أخي الشاعر مصطفة
أبدعت ,اجدت , ووصفت حال أمة تسير من سيئ لأسوء.
ويكفي هذا البيت :
لا أرى يا بحرُ فاجعةً
مثلَ إنسانٍ بلا ثَمَنِ

والإنسان هنا هو الإنسان العربي في هذا الزمن التعس.

تقبل تحياتي وتقديري


مرورك أسعدني كثيرًا أ. عادل
الله نسأل أن يرد الشارد إلى بلده وأن يصلح حال أمتنا
تحياتي وتقديري.

عبد السلام دغمش
18-09-2015, 07:44 PM
قصيدة جميلة وقد طفتم بِنَا أيها الشاعر على مواطن الألم وما أكثرها ..
دام نبضك الصادق .
تحياتي .

عمر ابو غريبة
18-09-2015, 07:49 PM
بل شتان بين عصرين يا سيدي
أبى أدبك الجم إلا التواضع وأنت تحاكي طائر علي الجارم.
أجل شتان بين العصرين بهمومهما وأحوالهما،المضحك المبكي أن وضع البلاد في عصر الجارم
وهي جميعًا محتلة خير من وضعها الآن،وكان هم الجارم حينها في قصيدته أن يبث لطائره شوقه وحنينه
لبلده وأهله وهو في متغرب في انجلترا للدراسة.
أما أنت فالحال أنكى وأمض.
جميل هذا اللون من البحر المديد،أشعر أنه خفف كثيرًا من ثقله وهو تام.
والأجمل أنك كنت موفقًا وأنت تمخره إلا من بعض أبيات وجدتك استكثرت فيها من قد
وأخرى تعجلت في إتمام الشطر والوصول إلى العروضة أو الضرب فجاء النفس فيها قصيرًا.

لُزَّ والأتراحُ في قَرَنِ

لعلها واو المعية :والأتراحَ

ريشُه قد قُصَّ ليس له
سفرٌ للشامِ واليمنِ

التبس علي فهنا قص ريشه فلا يمكنه السفر ثم بعدها طار في عجل إلى اليمن؟
أغبطك على ثراء معجمك الذي أسعفك بما شئت دون أن يحوجك إلى الغريب والحوشي من الكلام.

أستاذي مصطفى
شرفني المكوث بدوحتكم الفيحاء.

محبتي وإعجابي

محمد محمد أبو كشك
18-09-2015, 08:06 PM
ويكِ أرضَ الشامِ فاصْطَبري
موطنَ الأحرارِ لا تهني

غلام الله بن صالح
18-09-2015, 09:46 PM
رائع أنت
دمت بهي اللفظ أصيله
مودتي وتقديري

مصطفى محمود
19-09-2015, 03:01 PM
قصيدة جميلة وقد طفتم بِنَا أيها الشاعر على مواطن الألم وما أكثرها ..
دام نبضك الصادق .
تحياتي .

نسأل الله أن يشفي كل موطن وأن يقر أعيننا بنصر أمة نبيه صلى الله عليه وسلم.
سعد بمرورك سيدي
ودي وتقديري

مصطفى محمود
19-09-2015, 11:55 PM
بل شتان بين عصرين يا سيدي
أبى أدبك الجم إلا التواضع وأنت تحاكي طائر علي الجارم.
أجل شتان بين العصرين بهمومهما وأحوالهما،المضحك المبكي أن وضع البلاد في عصر الجارم
وهي جميعًا محتلة خير من وضعها الآن،وكان هم الجارم حينها في قصيدته أن يبث لطائره شوقه وحنينه
لبلده وأهله وهو في متغرب في انجلترا للدراسة.
أما أنت فالحال أنكى وأمض.
جميل هذا اللون من البحر المديد،أشعر أنه خفف كثيرًا من ثقله وهو تام.
والأجمل أنك كنت موفقًا وأنت تمخره إلا من بعض أبيات وجدتك استكثرت فيها من قد
وأخرى تعجلت في إتمام الشطر والوصول إلى العروضة أو الضرب فجاء النفس فيها قصيرًا.

لُزَّ والأتراحُ في قَرَنِ

لعلها واو المعية :والأتراحَ

ريشُه قد قُصَّ ليس له
سفرٌ للشامِ واليمنِ

التبس علي فهنا قص ريشه فلا يمكنه السفر ثم بعدها طار في عجل إلى اليمن؟
أغبطك على ثراء معجمك الذي أسعفك بما شئت دون أن يحوجك إلى الغريب والحوشي من الكلام.

أستاذي مصطفى
شرفني المكوث بدوحتكم الفيحاء.

محبتي وإعجابي



سيدي الأستاذ عمر أبو غريبة
صدقت حين قلت حالنا أنكى وأمض
فهو المرار والعلقم

سعدت بمرورك ووقوفك وتأملك
وشرفت بتعليقك وإبدائك التساؤل والرأي

أما عن كثرة استخدام "قد" فهذا أمر كنت أعيه في أثناء الكتابة وما أكثرت منها إلا للتحقيق والتقرير
وأما عن الواو في قولي: لزَّ والأتراحُ في قرن فلك فيها الوجهان أن تجعلها واو عطف وهو ما أردته فتكون الأتراح مرفوعة، وأن تجعلها واو المعية فتكون الأتراح منصوبة.

أما قولك: التبس عليَّ فهنا قصَّ ريشه فلا يمكنه السفر ثم بعدها طار في عجل إلى اليمن؟
في قولي:
ريشُه قد قُصَّ ليس له
سفرٌ للشامِ واليمنِ
فالطائر فعلا مهيض الجناح لا يقوى على الطيران،
وما جاء في مقدمة القصيدة كان الخاتم لها فهي صورة دائرية، فهو مر بالشام ثم اليمن ثم كسر جناحه فجلس يبكي على الوطن.
وإتماما للفائدة أرجو أن توقفني على المواضع التي قصر فيها نفسي واستعجلت الوصول فيها إلى العروض أو الضرب.
أما غبطتك لي سيدي فهو حقا ما أخجلني وجعلني أتحير في كيفية الرد
والشرف لي أخي الكريم
تحياتي وتقديري
وودي ومحبتي

محمد حمود الحميري
20-09-2015, 05:27 PM
قصيدة كلها للاقتباس ..
القصيدة جميلة بما فيها من بلاغة ورصانة ووصف راقٍ
فأتاهُ الصوتُ في خجلٍ
إنَّ نَصْرَ اللهِ لم يَحِنِ

إنَّ نَصْرَ اللهِ مُرتَبِطٌ
باتباعِ الشَّرعِ والسُّنَنِ

وجهادٍ عزَّ طالِبُه
ودعاءِ اللهِ ذي المننِ
صدقت شاعرنا الطائر المحلق في فضاء الإبداع اللا متناه ..

دام عنفوان القلم ..

محمد حمود الحميري
20-09-2015, 05:27 PM
قصيدة كلها للاقتباس ..
القصيدة جميلة لما فيها من بلاغة ورصانة وتوصيف راقٍ .
فأتاهُ الصوتُ في خجلٍ
إنَّ نَصْرَ اللهِ لم يَحِنِ

إنَّ نَصْرَ اللهِ مُرتَبِطٌ
باتباعِ الشَّرعِ والسُّنَنِ

وجهادٍ عزَّ طالِبُه
ودعاءِ اللهِ ذي المننِ
صدقت شاعرنا الطائر المحلق في فضاء الإبداع اللا متناه ..

دام عنفوان القلم ..

مصطفى محمود
22-09-2015, 12:41 PM
ويكِ أرضَ الشامِ فاصْطَبري
موطنَ الأحرارِ لا تهني

الأخ الأستاذ محمد أبو كشك
سعيد بمرورك واقتباسك
بوركت
مودتي وتقديري

مصطفى محمود
17-12-2015, 01:43 PM
رائع أنت
دمت بهي اللفظ أصيله
مودتي وتقديري

سعيد بمرورك أخي غلام
مودتي وتقديري

مصطفى محمود
17-12-2015, 01:46 PM
قصيدة كلها للاقتباس ..
القصيدة جميلة لما فيها من بلاغة ورصانة وتوصيف راقٍ .
فأتاهُ الصوتُ في خجلٍ
إنَّ نَصْرَ اللهِ لم يَحِنِ

إنَّ نَصْرَ اللهِ مُرتَبِطٌ
باتباعِ الشَّرعِ والسُّنَنِ

وجهادٍ عزَّ طالِبُه
ودعاءِ اللهِ ذي المننِ
صدقت شاعرنا الطائر المحلق في فضاء الإبداع اللا متناه ..

دام عنفوان القلم ..

سيدي الحميري
البلاغة والرصانة والجمال والبراعة
أشياء ألتمسها في قصائدك وأستمتع في ثنايا قرائتي لها
رفع الله عن اليمن والشام وكل البلاد آلامها وأحزانها
ودي ومحبتي

أحمد الجمل
17-12-2015, 02:13 PM
قصيدة أكثر من راااائعة
سلمت أخي الفاضل وسلمت يمينك
تحيتي وخالص مودتي

مصطفى محمود
18-12-2015, 01:16 PM
قصيدة أكثر من راااائعة
سلمت أخي الفاضل وسلمت يمينك
تحيتي وخالص مودتي
بل الرائع أنت أستاذ أحمد
سعيد بالتعرف إليك في ظل تلك الدوحة
تحياتي ومحبتي

د. سمير العمري
20-01-2016, 06:34 PM
قصيدة بجرس رائع وحس أبي وأداء شعري مميز وبمضمون مهم وجامع فلا فض فوك!

كنت هنا مميز الأداء ومتقن الأسلوب ورائع الجرس فشكرا على هذا الألق!

تقديري

ربيحة الرفاعي
02-03-2016, 10:07 PM
تحفة شعرية بما حملت من جمال اللوحة وذكاء التصوير والتعبير وانسياب اللغة وروعة الأداء الشعري

تألقت شعرا وأثرت شعورا
لا فض فوك شاعرنا

تحيتي

مصطفى محمود
01-04-2016, 09:57 PM
قصيدة بجرس رائع وحس أبي وأداء شعري مميز وبمضمون مهم وجامع فلا فض فوك!

كنت هنا مميز الأداء ومتقن الأسلوب ورائع الجرس فشكرا على هذا الألق!

تقديري

شكرا سيدي العمري
محبتي واحترامي

مصطفى محمود
01-04-2016, 09:59 PM
تحفة شعرية بما حملت من جمال اللوحة وذكاء التصوير والتعبير وانسياب اللغة وروعة الأداء الشعري

تألقت شعرا وأثرت شعورا
لا فض فوك شاعرنا

تحيتي

تحياتي أستاذة ربيحة
خالص الود

ناديه محمد الجابي
06-11-2023, 09:03 AM
ما أجمل الحس وأصدق المشاعر
قصيدة سامقة سالت لوعة ـ وصور شعرية مبهرة
تعبر عن واقع مؤلم
رائعة ببلاغتها ولغتها، ثقيلة بمحمولها ـ أحسنت عزفها
سلم اليراع والجنان واللسان.
:009::002::009:

عبدالحكم مندور
21-11-2023, 03:17 PM
أبدعت نظما ومعنى وصورا ..نص راق وتكوينان جميلة دالة معبرة ..بارك الله فيك وحفظك ودمت موفق مبدعا

محمد ذيب سليمان
21-11-2023, 05:50 PM
بوركت ايها الشاعر الجميل وما حملت الابيات
من شعر وادوات