تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحكاية من البداية.


ناديه محمد الجابي
16-09-2015, 04:36 PM
تكوَّرَ على نفسِه ضاغطًا قدميْه إلى بطنِه، وقد أخذه خدرٌ لذيذٌ لشعورِه بالدفْء والشبعِ,
فتمتمَ مسبحًا للرحمنِ في خشوعٍ. سمعَ فجأةً دقاتٍ عنيفةً قاسيةً على الجدرانِ, وارتجَ
المكانُ كله كأنه يتعرضُ لزلزالٍ رهيب.
ارتعب ـ حاول التماسك ، لكنّه وجدَ نفسَه يسبحُ منزلقًا حتى انحشرتْ رأسُه في دهليزٍ
ضيقٍ.. كاد أن يختنقَ لولا أن يدين امتدَّتا, فأمسكتا برأسِه وكتفيْه لتشدّه بقوةٍ إلى الخارجِ
لفحتْ أنفَه ووجنتيْه نسمةُ هواءٍ باردة. تألَّم ـ شعرَ بالغربةِ .. حاولَ أن يبكي، لكن صوته
أبى أن يخرجَ .. وإذا بيدٍ تمسكه من قدميْه لتتركَ جسدَه يتأرجحُ في الهواءِ, بينما هوَتْ
اليدُ الأخرى على ظهرِه بضرباتٍ سريعةٍ متتالية.
غضبَ ... صاح صارخًا باكيًا بحرقةٍ وقوةٍ .........
فانطلقت الزغاريد.
تيسير الغصين
16-09-2015, 07:57 PM
تكوَّرَ على نفسِه ضاغطًا قدميْه إلى بطنِه، وقد أخذه خدرٌ لذيذٌ لشعورِه بالدفْء والشبعِ,
فتمتمَ مسبحًا للرحمنِ في خشوعٍ. سمعَ فجأةً دقاتٍ عنيفةً قاسيةً على الجدرانِ, وارتجَ
المكانُ كله كأنه يتعرضُ لزلزالٍ رهيب.
ارتعب ـ حاول التماسك ، لكنّه وجدَ نفسَه يسبحُ منزلقًا حتى انحشرتْ رأسُه في دهليزٍ
ضيقٍ.. كاد أن يختنقَ لولا أن يدين امتدَّتا, فأمسكتا برأسِه وكتفيْه لتشدّه بقوةٍ إلى الخارجِ
لفحتْ أنفَه ووجنتيْه نسمةُ هواءٍ باردة. تألَّم ـ شعرَ بالغربةِ .. حاولَ أن يبكي، لكن صوته
أبى أن يخرجَ .. وإذا بيدٍ تمسكه من قدميْه لتتركَ جسدَه يتأرجحُ في الهواءِ, بينما هوَتْ
اليدُ الأخرى على ظهرِه بضرباتٍ سريعةٍ متتالية.
غضبَ ... صاح صارخًا باكيًا بحرقةٍ وقوةٍ .........
فانطلقت الزغاريد.


إنه ميلاد طفلٍ يطل على هذه الدنيا فيستقبلونه بالضرب، فهل هي ضربات الاطمئنان على كونه حيّاً؟ أم ضربات لومِ على ولوجه هذا العالم الكئيب!!
جميل ما كتبتِ استاذة نادية، سرد رائع ومشوق
تحياتي لكِ
الدكتور ضياء الدين الجماس
16-09-2015, 09:48 PM
تكوَّرَ على نفسِه ضاغطًا قدميْه إلى بطنِه، وقد أخذه خدرٌ لذيذٌ لشعورِه بالدفْء والشبعِ,
فتمتمَ مسبحًا للرحمنِ في خشوعٍ. سمعَ فجأةً دقاتٍ عنيفةً قاسيةً على الجدرانِ, وارتجَ
المكانُ كله كأنه يتعرضُ لزلزالٍ رهيب.
فانطلقت الزغاريد.


تصوير ولادة الحي من الميت بدقة عالية وكأنها أحاسيس المصاب نفسه .
لاغرابة في هذه القدرة على أديبة مثل نادية محمد الجابي.
بورك القلم الهادر الهادف.
وأمدك الله بمداد من عنده.:os::os:


بنظرتي التشريحية كطبيب استأنست بقراءة فخذيه أو رجليه بدل قدميه في النص (لأن القدمين لا يمكن أن تضغطا على بطن الشخص ذاته ، إلا إذا كان ذلك بنظر الأديب من باب المبالغة المفرطة ، ولا خبرة لي بأساليب الأدباء.. فعذراً)
رياض شلال المحمدي
17-09-2015, 11:09 AM
أكثر من رائع ، فكرةً وأداءً وتشويقًا حتى
اكتمال أنفاس القاريء بالنهاية المحمودة ، تحية
ملؤها التقدير والثناء أديبتنا العزيزة .
محمد ذيب سليمان
17-09-2015, 12:24 PM
أخذني السرد والتصوير الى اقصى مدى
شكرا لك سيدتي
آمال المصري
19-09-2015, 05:30 AM
كان صراخه اعتراضا على مواجهة العالم وخروجه من مأمنه حيث بدأ رحلته بقسوة البشر المعهودة
كعهدنا بنصوصك لها مذاق ووقع مختلف على النفس
شكرا لك هذا الجمال
تحاياي
أسد عسلي
19-09-2015, 04:30 PM
قصة رائعة جاءت بأسلوب ماتع
فيها خبرة و قوة في الفكرة
أبدعت
شكرا
عمر الصالح
19-09-2015, 07:30 PM
نص مميز فى فكرته ورسم الخيال

كنت أتمناه أكثر تركيزاً

تحية مودة وتقدير

عمر
ناديه محمد الجابي
20-09-2015, 10:30 PM
إنه ميلاد طفلٍ يطل على هذه الدنيا فيستقبلونه بالضرب، فهل هي ضربات الاطمئنان على كونه حيّاً؟ أم ضربات لومِ على ولوجه هذا العالم الكئيب!!
جميل ما كتبتِ استاذة نادية، سرد رائع ومشوق
تحياتي لكِ

يستقبلون الطفل المولود بضربات لكي يدخل الهواء إلى رئتيه
فيبكي ويصرخ وكأنه يعلن للوجود والعالم كله:
ها أنا قد جئت أيها العالم.
كثير امتناني لبهاء مرورك
سعدت بإطلالتك وإطرائك الذي أخجلني
لك باقة من الياسمين. :hat::vio:
ناديه محمد الجابي
20-09-2015, 10:39 PM
تصوير ولادة الحي من الميت بدقة عالية وكأنها أحاسيس المصاب نفسه .
لاغرابة في هذه القدرة على أديبة مثل نادية محمد الجابي.
بورك القلم الهادر الهادف.
وأمدك الله بمداد من عنده.:os::os:


بنظرتي التشريحية كطبيب استأنست بقراءة فخذيه أو رجليه بدل قدميه في النص (لأن القدمين لا يمكن أن تضغطا على بطن الشخص ذاته ، إلا إذا كان ذلك بنظر الأديب من باب المبالغة المفرطة ، ولا خبرة لي بأساليب الأدباء.. فعذراً)

مرور يسعدني ويكبلني بلطفه
أكرمتني بثناء أتمنى أن أستحقه
دام التواجد الرائع ولك شكري على التصحيح
كل الود والإمتنان. :hat::vio:
ناديه محمد الجابي
20-09-2015, 10:43 PM
النص بعد التصحيح:


تكوَّرَ على نفسِه ضاغطًا رجليه إلى بطنِه، وقد أخذه خدرٌ لذيذٌ لشعورِه بالدفْء والشبعِ,
فتمتمَ مسبحًا للرحمنِ في خشوعٍ. سمعَ فجأةً دقاتٍ عنيفةً قاسيةً على الجدرانِ, وارتجَ
المكانُ كله كأنه يتعرضُ لزلزالٍ رهيب.
ارتعب ـ حاول التماسك ، لكنّه وجدَ نفسَه يسبحُ منزلقًا حتى انحشرتْ رأسُه في دهليزٍ
ضيقٍ.. كاد أن يختنقَ لولا أن يدين امتدَّتا, فأمسكتا برأسِه وكتفيْه لتشدّه بقوةٍ إلى الخارجِ
لفحتْ أنفَه ووجنتيْه نسمةُ هواءٍ باردة. تألَّم ـ شعرَ بالغربةِ .. حاولَ أن يبكي، لكن صوته
أبى أن يخرجَ .. وإذا بيدٍ تمسكه من قدميْه لتتركَ جسدَه يتأرجحُ في الهواءِ, بينما هوَتْ
اليدُ الأخرى على ظهرِه بضرباتٍ سريعةٍ متتالية.
غضبَ ... صاح صارخًا باكيًا بحرقةٍ وقوةٍ .........
فانطلقت الزغاريد.
كاملة بدارنه
25-09-2015, 06:50 PM
سبحان مخلّص النّفس من النّفس!
سرد جميل ووصف موفّق
بوركت
تقديري وتحيّتي
خلود محمد جمعة
27-09-2015, 01:57 PM
هي حكاية البداية سيدتي
صراخه دليل على قدرتنا على قول لا واتخاذنا القرار منذ اللحظة الأولى على عدم الصمت
رائعة أديبتنا
ابدعت
بوركت وكل التقدير
ناديه محمد الجابي
27-09-2015, 08:19 PM
أكثر من رائع ، فكرةً وأداءً وتشويقًا حتى
اكتمال أنفاس القاريء بالنهاية المحمودة ، تحية
ملؤها التقدير والثناء أديبتنا العزيزة .

مرور جميل ودود
يبهجني أن يروق لذائقتك متواضع حرفي
سعدت بتواجدك ودعمك
دمت بروعة الحضور دائما. :hat::vio:
ناديه محمد الجابي
27-09-2015, 08:27 PM
أخذني السرد والتصوير الى اقصى مدى
شكرا لك سيدتي

مرورك على نصوصي يسعدني وتقييمك يملأني زهوا
لا حرمني الله من تجدد إشراقك وجمال حضورك. :hat::vio:
ناديه محمد الجابي
27-09-2015, 08:37 PM
كان صراخه اعتراضا على مواجهة العالم وخروجه من مأمنه حيث بدأ رحلته بقسوة البشر المعهودة
كعهدنا بنصوصك لها مذاق ووقع مختلف على النفس
شكرا لك هذا الجمال
تحاياي

مرور سخي وقراءة أسعدت قلبي
إن قصتي لا تكتمل إلا بإطلالتك العابقة بالبهاء
شكرا لك من القلب ـ ودام دفعك الجميل
تحياتي وشذى الورود. :014::vio:
ناديه محمد الجابي
27-09-2015, 08:46 PM
قصة رائعة جاءت بأسلوب ماتع
فيها خبرة و قوة في الفكرة
أبدعت
شكرا

مرور زان ببهائه النص وأكرم صاحبته
شكرا للمرور العبق والحضور المزهر
دمت بألق. :hat::sb:
ناديه محمد الجابي
27-09-2015, 08:53 PM
نص مميز فى فكرته ورسم الخيال

كنت أتمناه أكثر تركيزاً

تحية مودة وتقدير

عمر

شكرا للمرور العبق والحضور المزهر
زيارتك شرف لي وتكريم لحرفي
دمت بكل خير. :hat::sb:
ناديه محمد الجابي
27-09-2015, 08:57 PM
سبحان مخلّص النّفس من النّفس!
سرد جميل ووصف موفّق
بوركت
تقديري وتحيّتي

كلمات إطرائك تاج على رأس كلماتي
تحية معطرة بشذى الورود. :014::vio:
ناديه محمد الجابي
27-09-2015, 09:01 PM
هي حكاية البداية سيدتي
صراخه دليل على قدرتنا على قول لا واتخاذنا القرار منذ اللحظة الأولى على عدم الصمت
رائعة أديبتنا
ابدعت
بوركت وكل التقدير

قراءة تأويلية من زاوية عميقة أشكرك عليها
جميلة طلتك أيتها الغالية
تحياتي وشذى الياسمين. :014::vio:
ربيحة الرفاعي
03-10-2015, 01:55 AM
سرد قصّي مدهشي للحظات الولادة بإتكاء على تفاصيل ذات دلالات أبعد مدى من اللحظة الحدثية كاستقباله بالضرب والتفاعل مع بكائه بالزغاريد

أؤيد ملاحظة الرائع د. ضياء الدين الجماس حول "تكوَّرَ على نفسِه ضاغطًا قدميْه إلى بطنِه"


كاد يختنقَ

دمت بروعتك أديبتنا

تحاياي
عباس العكري
09-07-2016, 07:51 PM
https://3.bp.blogspot.com/-6r9yGWw349M/V4E5ZV7w5NI/AAAAAAAADDo/rObG8louVFIDwBRMGo-9644HTODa-Rw_wCLcB/s1600/%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AD%25D9%2583%25D8%25A7 %25D9%258A%25D8%25A9.png
ناديه محمد الجابي
09-07-2016, 09:17 PM
https://3.bp.blogspot.com/-6r9yGWw349M/V4E5ZV7w5NI/AAAAAAAADDo/rObG8louVFIDwBRMGo-9644HTODa-Rw_wCLcB/s1600/%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AD%25D9%2583%25D8%25A7 %25D9%258A%25D8%25A9.png


هدية جميلة من أخ كريم
أسعدني مرورك المعطر بأريج الذوق الرفيع
إطلالة تغمر الفؤاد فرحا
شكرا لروعتك. :hat::vio::nj:
ناديه محمد الجابي
09-07-2016, 09:22 PM
سرد قصّي مدهشي للحظات الولادة بإتكاء على تفاصيل ذات دلالات أبعد مدى من اللحظة الحدثية كاستقباله بالضرب والتفاعل مع بكائه بالزغاريد

أؤيد ملاحظة الرائع د. ضياء الدين الجماس حول "تكوَّرَ على نفسِه ضاغطًا قدميْه إلى بطنِه"


كاد يختنقَ

دمت بروعتك أديبتنا

تحاياي


مرور عابق وثناء أعتز به من فارسة للحرف الجميل
شكرا لمرورك البهي ومواكبتك لحرفي المتواضع
تحياتي و:0014::014::0014:أجمل الورود.