تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أمـسكْ يـمينك



فكير سهيل
17-09-2015, 03:17 PM
أمـسكْ يـمينكَ نـفسي مـــا لــــهـا أمــلٌ
فــي أن تُـصّـدّقَ كـذّابـــاً و لـــو قَـسَـمَا

و لا لــهـــا خـــجــلٌ فــــي أنْ تُــحـدّثَـهُ
بــمــا يــقــولُ جــهــاراً أو بــمـا كـتـمـا

لــقــدْ أتــيْــتَ إلــــيّ الــيـومَ مـعـتـذراً
بـأنّـك الأمــس مـا قـلْت الـذي عَــظُما

و أنَّ مــنْ طــلبَ الأولاد مـن رحـمِ الـ
بَــغِـيِّ تُـنْـجبْ لــه وُلْــداً و لــو عـقـما

و أنَّ مــن طـلــب الأنـباء مـن لـدُنِ الـ
الأفّـــاكِ يُـنـتـج لـــه إفْــكـاً و لا جـرمـا

يُـلْـقحْ شُـكــوكاً و يــمكُثْ عــند مَـنْبتها
فـيُـسـقها كِــذْبـةً و الـــزّورَ و الـوهَـما

و يُعطها جُرْعةً من " لَوْ" و من قسمٍ
تـكْـبُرْ فـتُـزْهرْ و تُـثـمرْ بـعـدها سـقما

و يُــعـطِ مـــنـه سـفـيـهاً دونـمـا ثـمـنٍ
فـيـلْقَ مــنـه مــذاق الـــغـشّ و الـنّدما

فــقـلْـتُ إنّ بــطون الــبـكـرِ أعــرفـهـا
و لـسْـتُ أرضــى بـغـير الـبكر مـلتزما

و لــســتُ آخـــذُ أخــبـاراً بـــلا ســنـدٍ
و إنّــنــي أُلــجــمُ الأفّــــاك إذْ رَجــمــا

و إنّ أرضـــــي لـــهُ جــدبــاءَ قــاحـلـةٌ
لا يــزرَعُ الـحـبَّ أو يَـلـقى لـهـا كَـرَمـا

لــــو أنّـــه غـــرسَ الأشــجـارَ كـامـلـةً
لاجْـتَـثَّها ريـحُـها مـنْ جِـذْرِها و رَمـى

أرضــي لِـمـنْ يـغرسُ الأزهـارَ مـنتجةٌ
و إنّــهــا تُـطـعـمُ الأسَــيـاد و الـخَـدَمـا

بـلــحــن قــولٍ تزيدُ الــطّــيـن بــلّــتـه
فـلـيـس كــلُّ جمـيـلِ اللّـحن قدْ خَصَما

فكير سهيل
17-09-2015, 05:23 PM
فلــســتُ آخـــذُ أخــبـاراً بـــلا ســنـدٍ
و إنّــنــي أُلــجــمُ الأفّــــاك إذْ رَجــمــا

حتّى يتّضح المعنى أكثر ربّما

محمد محمد أبو كشك
17-09-2015, 06:01 PM
لم افهم المقصود فاستأذن الشاعر الحبيب اخي فكير في شرح ملابسات القصيدة
حيث واضح انها تجربة شخصية غير مفهومة لي على الاقل

وعلى ضوء ما يفسره نتكلم ان شاء الله

فكير سهيل
17-09-2015, 06:50 PM
بارك الله فيك اخي الحبيب محمد أبو كشك
سأحاول إيضاح المعنى و شكرا لك على فتح المجال لي لشرحها
هي ليست تجربة شخصية و لكن حالة عامّة قد تمسّ كلّ فرد
أ
ظن أن الأبيات الثّلاث الأولى واضحة ملخّصها أن لا مجال لتصديق الكذّاب ـحتّى لو حلف و قدّم اعتذارات عن طريق التّفنيد (مثل اعتذارات بعض الشّعراء) :
أمـسكْ يـمينكَ نـفسي مـــا لــــهـا أمــلٌ
فــي أن تُـصّـدّقَ كـذّابـــاً و لـــو قَـسَـمَا
أي لن أصدّقك حتّى لو حلفت لأنّك كذّاب

و لا لــهـــا خـــجــلٌ فــــي أنْ تُــحـدّثَـهُ
بــمــا يــقــولُ جــهــاراً أو بــمـا كـتـمـا
و لست أخجل في أن أواجهك بما قلته ـ لانّه غير صحيح.

لــقــدْ أتــيْــتَ إلــــيّ الــيـومَ مـعـتـذراً
بـأنّـك الأمــس مـا قـلْت الـذي عَــظُما
أتيتني تعتذر بتفنيدك الأمر الذي وصلني عنك ـ ما قلته عنّي.


ثمّ تواصل اعتذارك بالنّصح لي :
و أنَّ مــنْ طــلبَ الأولاد مـن رحـمِ الـ
بَــغِـيِّ تُـنْـجبْ لــه وُلْــداً و لــو عـقـما
تقول كما أنّ البغيّ تنجب ولدا و لو كان زوجها عقيما ـ من غيره ـ فنفسها خبيثة, فإنّ:

و أنَّ مــن طـلــب الأنـباء مـن لـدُنِ الـ
الأفّـــاكِ يُـنـتـج لـــه إفْــكـاً و لا جـرمـا
أي أنّ الأفّاك مثل البغيّ ينتج أخبار من غير شيء إلاّ زورا, عن طريق :

يُـلْـقحْ شُـكــوكاً و يــمكُثْ عــند مَـنْبتها
فـيُـسـقها كِــذْبـةً و الـــزّورَ و الـوهَـما
أي يستثمر في الظّنون و يطوّرها بالكذب و الزّور و الوهم حتّى تصير حقيقة في نظر النّاس

و يُعطها جُرْعةً من " لَوْ" و من قسمٍ
تـكْـبُرْ فـتُـزْهرْ و تُـثـمرْ بـعـدها سـقما
ويستعمل في ذلك القسم و لو التي تفتح عمل الشّيطان فتنتج ثمارها الخبيثة , ثمّ طبعا:

و يُــعـطِ مـــنـه سـفـيـهاً دونـمـا ثـمـنٍ
فـيـلْقَ مــنـه مــذاق الـــغـشّ و الـنّدما
يقدّم للسّفيه ضعيف العقل ثمار هاته الظّنون فيطعمُها و النّتيجة معروفة أحكام و تصرّفات وخيمة
فأنت تعتذر بأنّك لم تقل ذلك الكذب و تقدّم لي نصيحة بعدم الإنصات للأفّاكين حتّى لا يُظلم أمثاله.

فأجيبك بقولي:

فــقـلْـتُ إنّ بــطون الــبـكـرِ أعــرفـهـا
و لـسْـتُ أرضــى بـغـير الـبكر مـلتزَما
يعني أردّ على المثل الذي ضربته لي فأنا أعرف البغيّ و البكر جيّدا و لا ألزم غيرها (من باب أولى أن تكون البكر غير بغيّ) و لا حاجة لي بنصيحتك فإنّني :

و لــســتُ آخـــذُ أخــبـاراً بـــلا ســنـدٍ
و إنّــنــي أُلــجــمُ الأفّــــاك إذْ رَجــمــا
أدخل مجال الحديث ـ حسب تسلسل قولك لي ـ بأنّني لا أصدّق كلّ من هبّ و دبّ

و إنّ أرضـــــي لـــهُ جــدبــاءَ قــاحـلـةٌ
لا يــزرَعُ الـحـبَّ أو يَـلـقى لـهـا كَـرَمـا
و أنّ لا مجال للأفّاك في أن يزرع شكوكه في أرضي فهي لا تصلح لأمثاله

لــــو أنّـــه غـــرسَ الأشــجـارَ كـامـلـةً
لاجْـتَـثَّها ريـحُـها مـنْ جِـذْرِها و رَمـى
ولا أن يغرس كذبة و تهما باطلة التي هي نتاج الشّكوك أصلا وهي الشّجر هنا

أرضــي لِـمـنْ يـغرسُ الأزهـارَ مـنتجةٌ
و إنّــهــا تُـطـعـمُ الأسَــيـاد و الـخَـدَمـا
لكن و مع ذلك فهي صالحة لمن أراد غرس الطّيب كالأزهار و هي الكلم الطّيب و الصّدق, و أنّها الأسياد و الخدم يأخذون منها الصّدق و خير الكلم.
يعني ـ في نفس السّياق و بنفس أسلوبك في ضرب الأمثال و تشبيهك الكذب بالزّرع و الثّمار.

بـلــحــن قــولٍ تزيدُ الــطّــيـن بــلّــتـه
فـلـيـس كــلُّ جمـيـلِ اللّـحن قدْ خَصَما
و أختم ردّي بإعلامك بأنّ لحن القول لا ينفع بل ذاد الطّن بلّة عوضا عن أن تقرّ و تتوب فأنت تحاول مراوغتي و غلبتي في الخصام.

...
آمل أنّي قد وفّقت أخي الحبيب
دعائي لك

غلام الله بن صالح
17-09-2015, 06:53 PM
قصيدة جميلة
دمت مبدعا
مودتي وتقديري

فكير سهيل
18-09-2015, 10:44 AM
قصيدة جميلة
دمت مبدعا
مودتي وتقديري

بارك الله فيك
شكرا على التّعقيب الطّيب
يحفظك الله
:os:

حيدرة الحاج
18-09-2015, 11:57 AM
سلام الله عليك اخي سهيل قرات بتمعن ما ابدعت به فوجت نفسي اجول في حكم
كل واحدة تسيل عديد الحبر في شرحها وبسطها ...على خطا ابي العتاهية رحمه الله
اراك تحذو ..فما اجمل الشعر حينما تخالطه الحكمة فيصبح كل بيت منه كمثل يرجع اليه
في الحوار ..وهذا جلي وكثير في كلامنا ...وان من الشعر لحكمة ومن البيان لسحرا
فبارك الله فيك اخي سهيل وجعلها في ميزا ن الحسنات

فقط لو سمحت : لم استسغ جزم الفعل المضارع في قولك:
و يُعطها جُرْعةً من " لَوْ" و من قسمٍ
تـكْـبُرْ فـتُـزْهرْ و تُـثـمرْ بـعـدها سـقما
ارى انه لو قلت مثلا:
و يُعطها جُرْعةً من " لَوْ" و من قسمٍ
لتعطه ثمرا يبني به سقما
مجرد راي واستسمحك اخي سهيل تحاياي...

فكير سهيل
18-09-2015, 12:32 PM
سلام الله عليك اخي سهيل قرات بتمعن ما ابدعت به فوجت نفسي اجول في حكم
كل واحدة تسيل عديد الحبر في شرحها وبسطها ...على خطا ابي العتاهية رحمه الله
اراك تحذو ..فما اجمل الشعر حينما تخالطه الحكمة فيصبح كل بيت منه كمثل يرجع اليه
في الحوار ..وهذا جلي وكثير في كلامنا ...وان من الشعر لحكمة ومن البيان لسحرا
فبارك الله فيك اخي سهيل وجعلها في ميزا ن الحسنات

فقط لو سمحت : لم استسغ جزم الفعل المضارع في قولك:
و يُعطها جُرْعةً من " لَوْ" و من قسمٍ
تـكْـبُرْ فـتُـزْهرْ و تُـثـمرْ بـعـدها سـقما
ارى انه لو قلت مثلا:
و يُعطها جُرْعةً من " لَوْ" و من قسمٍ
لتعطه ثمرا يبني به سقما
مجرد راي واستسمحك اخي سهيل تحاياي...

بارك الله فيك أخي الحاج حيدرة
كعادتك تشجيعك جميل و منعش
أين نحن من الشّعراء

أريد فقد توضيح أمر الجزم و أظنّني مصيبا إلّا أن تفنّد أخي بعدها و أرجو ذلك
هنا الجزم بمن الموجودة في البيت التّالي تعدّى إلى عدّة أفعال:
و أنَّ مــن طـلــب الأنـباء مـن لـدُنِ الـ
الأفّـــاكِ يُـنـتـج لـــه إفْــكـاً و لا جـرمـا
نحو قولنا:
إن تحفظ جيدا تنجح في المسابقة فيفرح بك أستاذك .
فيجوز في " فيفرح " الجزم و الرّفع
القاعدة : إذا جاء بعد جواب الشرط المجزوم فعل مضارع مقرون بالفاء ، أو مسبوق بالواو ، جاز فيه الجزم عطفا على الجواب ، وجاز فيه الرفع على الاستئناف ، كما جاز فيه النصب على إضمار " أنْ " المصدرية الناصبة.
أيضا :
ويقال هذا في الفعل المضارع المتوسط بين الشرط وجوابه ، واتصلت به الفاء ، أو الواو . نحو : من يجتهد فيسر به والداه ينجح . أو : من يجتهد ويسر به والداه ينجح . فيجوز في الفعل " فيسر " الجزم عطفا على فعل الشرط ، أو النصب بأن المصدرية المضمرة وجوبا بعد فاء السببية ، أو الرفع على الاستئناف .

لكن أظنّ أنّ الأسلم إجراء تغيير على الأبيات كما يلي:

و أنَّ مــن طـلــب الأنـباء مـن لـدُنِ الـ
الأفّـــاكِ يُـنـتـج لـــه إفْــكـاً و لا جـرمـا

فمن يُـلـقّحْ شُـكــوكاً في مياسمها
و يُـسـقها كِــذْبـةً و الـــزّورَ و الـوهَـما

و يُعطها جُرْعةً من " لَوْ" و من قسمٍ
تـكْـبُرْ فتُـزْهرْ و تُـثـمرْ بـعـدها سـقما

فتصبح هنا تكبر و غيرها بمثابة جواب الشّرط.
أرجو أنّني قد إصبت و لك و لإخواني التّعقيب لمن شاء
:tree:

فكير سهيل
18-09-2015, 01:12 PM
||\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\

حيدرة الحاج
18-09-2015, 01:16 PM
اخي سهيل التغيير الاخير الذي قمت به اظنه الاسلم والاصوب ليزول كل لبس وغموض
على ضوء القاعدة التي اشرت اليها ...ارايت اخي اننا هنا في صرح ادبي ونتعلم من بعضنا
البعض والحكمة ضالة المؤمن .....شكرا لسعة صدرك

و يُـسـقها كِــذْبـةً و الـــزّورَ و الـوهَـما (.. تخالف المعطوف والمعطوف عليه
في التعربف والتنكير فهل من مسوغ لديك لهذا؟؟؟...)

فكير سهيل
19-09-2015, 01:02 PM
اخي سهيل التغيير الاخير الذي قمت به اظنه الاسلم والاصوب ليزول كل لبس وغموض
على ضوء القاعدة التي اشرت اليها ...ارايت اخي اننا هنا في صرح ادبي ونتعلم من بعضنا
البعض والحكمة ضالة المؤمن .....شكرا لسعة صدرك

و يُـسـقها كِــذْبـةً و الـــزّورَ و الـوهَـما (.. تخالف المعطوف والمعطوف عليه
في التعربف والتنكير فهل من مسوغ لديك لهذا؟؟؟...)

بارك الله فيك أخي حيدرة و لكن على حدّ علمي فإنّ المعطوف لا يتبع المعطوف عليه إلا في الإعراب، فلا يتبعه في التعريف والتنكير أو الإفراد والتثنية والجمع. نحو قولنا دخل زيد و رجل أو نحو كلّ قوم و نبيّهم.

بخلاف النّعت حيث يتبع النعت المنعوت في الإعراب، والتعريف، والتنكير، والتذكير، والتأنيث، والإفراد، والتثنية، والجمع. و أظنّك تقصد هذا.
فلما الإستفهام.

محمد محمد أبو كشك
19-09-2015, 08:03 PM
بارك الله فيك اخي الحبيب محمد أبو كشك
سأحاول إيضاح المعنى و شكرا لك على فتح المجال لي لشرحها
هي ليست تجربة شخصية و لكن حالة عامّة قد تمسّ كلّ فرد
أ
ظن أن الأبيات الثّلاث الأولى واضحة ملخّصها أن لا مجال لتصديق الكذّاب ـحتّى لو حلف و قدّم اعتذارات عن طريق التّفنيد (مثل اعتذارات بعض الشّعراء) :
أمـسكْ يـمينكَ نـفسي مـــا لــــهـا أمــلٌ
فــي أن تُـصّـدّقَ كـذّابـــاً و لـــو قَـسَـمَا
أي لن أصدّقك حتّى لو حلفت لأنّك كذّاب

و لا لــهـــا خـــجــلٌ فــــي أنْ تُــحـدّثَـهُ
بــمــا يــقــولُ جــهــاراً أو بــمـا كـتـمـا
و لست أخجل في أن أواجهك بما قلته ـ لانّه غير صحيح.

لــقــدْ أتــيْــتَ إلــــيّ الــيـومَ مـعـتـذراً
بـأنّـك الأمــس مـا قـلْت الـذي عَــظُما
أتيتني تعتذر بتفنيدك الأمر الذي وصلني عنك ـ ما قلته عنّي.


ثمّ تواصل اعتذارك بالنّصح لي :
و أنَّ مــنْ طــلبَ الأولاد مـن رحـمِ الـ
بَــغِـيِّ تُـنْـجبْ لــه وُلْــداً و لــو عـقـما
تقول كما أنّ البغيّ تنجب ولدا و لو كان زوجها عقيما ـ من غيره ـ فنفسها خبيثة, فإنّ:

و أنَّ مــن طـلــب الأنـباء مـن لـدُنِ الـ
الأفّـــاكِ يُـنـتـج لـــه إفْــكـاً و لا جـرمـا
أي أنّ الأفّاك مثل البغيّ ينتج أخبار من غير شيء إلاّ زورا, عن طريق :

يُـلْـقحْ شُـكــوكاً و يــمكُثْ عــند مَـنْبتها
فـيُـسـقها كِــذْبـةً و الـــزّورَ و الـوهَـما
أي يستثمر في الظّنون و يطوّرها بالكذب و الزّور و الوهم حتّى تصير حقيقة في نظر النّاس

و يُعطها جُرْعةً من " لَوْ" و من قسمٍ
تـكْـبُرْ فـتُـزْهرْ و تُـثـمرْ بـعـدها سـقما
ويستعمل في ذلك القسم و لو التي تفتح عمل الشّيطان فتنتج ثمارها الخبيثة , ثمّ طبعا:

و يُــعـطِ مـــنـه سـفـيـهاً دونـمـا ثـمـنٍ
فـيـلْقَ مــنـه مــذاق الـــغـشّ و الـنّدما
يقدّم للسّفيه ضعيف العقل ثمار هاته الظّنون فيطعمُها و النّتيجة معروفة أحكام و تصرّفات وخيمة
فأنت تعتذر بأنّك لم تقل ذلك الكذب و تقدّم لي نصيحة بعدم الإنصات للأفّاكين حتّى لا يُظلم أمثاله.

فأجيبك بقولي:

فــقـلْـتُ إنّ بــطون الــبـكـرِ أعــرفـهـا
و لـسْـتُ أرضــى بـغـير الـبكر مـلتزَما
يعني أردّ على المثل الذي ضربته لي فأنا أعرف البغيّ و البكر جيّدا و لا ألزم غيرها (من باب أولى أن تكون البكر غير بغيّ) و لا حاجة لي بنصيحتك فإنّني :

و لــســتُ آخـــذُ أخــبـاراً بـــلا ســنـدٍ
و إنّــنــي أُلــجــمُ الأفّــــاك إذْ رَجــمــا
أدخل مجال الحديث ـ حسب تسلسل قولك لي ـ بأنّني لا أصدّق كلّ من هبّ و دبّ

و إنّ أرضـــــي لـــهُ جــدبــاءَ قــاحـلـةٌ
لا يــزرَعُ الـحـبَّ أو يَـلـقى لـهـا كَـرَمـا
و أنّ لا مجال للأفّاك في أن يزرع شكوكه في أرضي فهي لا تصلح لأمثاله

لــــو أنّـــه غـــرسَ الأشــجـارَ كـامـلـةً
لاجْـتَـثَّها ريـحُـها مـنْ جِـذْرِها و رَمـى
ولا أن يغرس كذبة و تهما باطلة التي هي نتاج الشّكوك أصلا وهي الشّجر هنا

أرضــي لِـمـنْ يـغرسُ الأزهـارَ مـنتجةٌ
و إنّــهــا تُـطـعـمُ الأسَــيـاد و الـخَـدَمـا
لكن و مع ذلك فهي صالحة لمن أراد غرس الطّيب كالأزهار و هي الكلم الطّيب و الصّدق, و أنّها الأسياد و الخدم يأخذون منها الصّدق و خير الكلم.
يعني ـ في نفس السّياق و بنفس أسلوبك في ضرب الأمثال و تشبيهك الكذب بالزّرع و الثّمار.

بـلــحــن قــولٍ تزيدُ الــطّــيـن بــلّــتـه
فـلـيـس كــلُّ جمـيـلِ اللّـحن قدْ خَصَما
و أختم ردّي بإعلامك بأنّ لحن القول لا ينفع بل ذاد الطّن بلّة عوضا عن أن تقرّ و تتوب فأنت تحاول مراوغتي و غلبتي في الخصام.

...
آمل أنّي قد وفّقت أخي الحبيب
دعائي لك

فهمت الان جزاك الله خيرا
قصيدة من النوع الصعب جدا
ولكن هذا الشرح جعلها واضحة جدا جدا

فكير سهيل
20-09-2015, 10:27 AM
فهمت الان جزاك الله خيرا
قصيدة من النوع الصعب جدا
ولكن هذا الشرح جعلها واضحة جدا جدا

بارك الله فيك
كان عليها أن تكون أسهل ربما حتّى يتسنّى للقارئ فهمها بسهولة
شكرا لمرورك الجميل

فكير سهيل
20-09-2015, 11:03 AM
فهمت الان جزاك الله خيرا
قصيدة من النوع الصعب جدا
ولكن هذا الشرح جعلها واضحة جدا جدا

بارك الله فيك
كان عليها أن تكون أسهل ربما حتّى يتسنّى للقارئ فهمها بسهولة
شكرا لمرورك الجميل

محمد حمود الحميري
20-09-2015, 05:11 PM
لــقــدْ أتــيْــتَ إلــــيّ الــيـومَ مـعـتـذراً
بـأنّـك الأمــس مـا قـلْت الـذي عَــظُما
ما رأيك لو قلت ..
كأنّـك الأمــس مـا قـلْت الـذي عَــظُما

سعدت بالمرور بين أفيائك شاعرنا ..
تحياتي ..

فكير سهيل
22-09-2015, 11:14 AM
لــقــدْ أتــيْــتَ إلــــيّ الــيـومَ مـعـتـذراً
بـأنّـك الأمــس مـا قـلْت الـذي عَــظُما
ما رأيك لو قلت ..
كأنّـك الأمــس مـا قـلْت الـذي عَــظُما

سعدت بالمرور بين أفيائك شاعرنا ..
تحياتي ..

إقتراح جميل أخي العزيز محمد حمود الحميري
لكن يتبعه تغيير في الأبيات التي تليه

كقولنا

لــقــدْ أتــيْــتَ إلــــيّ الــيـومَ مـعـتـذراً
كـأنّـك الأمــس مـا قـلْت الـذي عَــظُما

فقلت مــنْ طــلبَ الأولاد مـن رحـمِ الـ
بَــغِـيِّ تُـنْـجبْ لــه وُلْــداً و لــو عـقـما

لأنّ مــن طـلــب الأنـباء مـن لـدُنِ الـ
الأفّـــاكِ يُـنـتـج لـــه إفْــكـاً و لا جـرمـا
...إلخ

و هذا يجعلها جميلة و أوضح
بارك الله فيك
:tree:

فكير سهيل
22-09-2015, 11:22 AM
فتصبح الأبيات على النّحو التالي:


أمـسكْ يـمينكَ نـفسي مـــا لــــهـا أمــلٌ
فــي أن تُـصّـدّقَ كـذّابـــاً و لـــو قَـسَـمَا

و لا لــهـــا خـــجــلٌ فــــي أنْ تُــحـدّثَـهُ
بــمــا يــقــولُ جــهــاراً أو بــمـا كـتـمـا

لــقــدْ أتــيْــتَ إلــــيّ الــيـومَ مـعـتـذراً
كـأنّـك الأمــس مـا قـلْت الـذي عَــظُما

فقلت مــنْ طــلبَ الأولاد مـن رحـمِ الـ
بَــغِـيِّ تُـنْـجبْ لــه وُلْــداً و لــو عـقـما

لأنّ مــن طـلــب الأنـباء مـن لـدُنِ الـ
الأفّـــاكِ يُـنـتـج لـــه إفْــكـاً و لا جـرمـا

فمن يُـلـقّحْ شُـكــوكاً في مياسمها
و يُـسـقها كِــذْبـةً و الـــزّورَ و الـوهَـما

و يُعطها جُرْعةً من " لَوْ" و من قسمٍ
تـكْـبُرْ فتُـزْهرْ و تُـثـمرْ بـعـدها سـقما

و يُــعـطِ مـــنـه سـفـيـهاً دونـمـا ثـمـنٍ
فـيـلْقَ مــنـه مــذاق الـــغـشّ و الـنّدما

فــقـلْـتُ إنّ بــطون الــبـكـرِ أعــرفـهـا
و لـسْـتُ أرضــى بـغـير الـبكر مـلتزما

و لــســتُ آخـــذُ أخــبـاراً بـــلا ســنـدٍ
و إنّــنــي أُلــجــمُ الأفّــــاك إذْ رَجــمــا

و إنّ أرضـــــي لـــهُ جــدبــاءَ قــاحـلـةٌ
لا يــزرَعُ الـحـبَّ أو يَـلـقى لـهـا كَـرَمـا

لــــو أنّـــه غـــرسَ الأشــجـارَ كـامـلـةً
لاجْـتَـثَّها ريـحُـها مـنْ جِـذْرِها و رَمـى

أرضــي لِـمـنْ يـغرسُ الأزهـارَ مـنتجةٌ
و إنّــهــا تُـطـعـمُ الأسَــيـاد و الـخَـدَمـا

بـلــحــن قــولٍ تزيدُ الــطّــيـن بــلّــتـه
فـلـيـس كــلُّ جمـيـلِ اللّـحن قدْ خَصَما