تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حلمتُ أن يتلوّن إسمي إلى لون مختلف !!!



إدريس الشعشوعي
30-09-2015, 07:33 PM
حَلُمْتُ أن يتلوّنَ إسمي إلى لونٍ مختلِفٍ، يُشارُ إليهِ بالبنان، يَبْعثُ الأسئلة في خواطرِ العابرينَ والحاضرين، من هذا وكيفَ ارتقى إلى هذا المكان؟!!
حلمتُ أن أمتطي صهوة حصان، مختلف مزركشٍ، إذا مرّ بالأروقة أحياها لونُه قبل لفظُه، أمّا لفظُه فوقتَها يغدُو لهُ نفاذ في القلوب وسهام ..
حلمتُ بالنّياشين ومشية الأمراءِ والمستعلين، نفسي حدّثتني أن أغيّرَ مظهري، أن أدخلَ مدخلاً مختلِفاً، حدّثتني أن أستعليَ مستخفياً بتلك الحجّة كما هم غيري، أن أرى أولئك الحاضرين بأسمائهم ومكاناتهم وأبعادهم المختلفة من عَلٍ .. أراهم من فوق السّحاب، أدخُلُ محلّاتِهم فيتلقّاني غلمانُهم بالترحيب والتبجيل والتوقير، فوق الترحيب العادي، والتبجيل الهادي..

حلمتُ أن أتطاولَ ولو إسماً ومنصباً، على بعض الذين في قلبي عليهم شيءٌ، رغمَ قلّتهم، ويُصبِحُ قراري ربّما فوق قرارهم أو يعدِلُ قرارهم، حلمتُ أن أمارِسَ بعض مهنة العدلِ في جبرِ بعض الخواطر، ورسمِ بعض البسمات، حلمتُ وحدّثتني نفسي، والنّفس خدّاعةٌ لئيمة، لا تدخُلُ عليكَ من بابِ المسمياتِ المُنْكَرة، والعناوين المُنَفِّرة، بل تدخُلُ عليكَ بمبرّراتِ النّبل والوفاء والمسؤولية والقيم ..الخ، من تلك القائمة التي لا تنفد ولا تفنى، فللنّفس فيها صولاتٌ وجولاتٌ، ولا يؤودُها ولا يغلبُها إقناعُ أصحابِها وخداعهم بمبرّراتها ومسوّغاتها.

حلمتُ وحرّكتُ خاطري وإرادتي، ثمّ التفَتُ إلى نفسي وحالي .. فلمْ أجدْ ما تغيّر عندي كثيرٌ كي تبني نفسي عليه تلك المبرّرات وتمرّرَ دعواها لريادة ذلك الحلم، فسألتُ الله أن يصرِفَ عنّي ما تحرّك خاطري له وما سعتْ له إرادتي وسبقتْ عليّ في الجرأة والطلب، ومع ذلك بقيَ في النّفس حديثٌ ورغبةٌ في تحقيق تلك الأماني النّفسية اللّئيمة. ولكنْ يبدو أنّ الله تعالى صرفَها عنّي بمنّه وكرمه .. حتّى لو بقيَ منها خاطر وإرادة، فما في القلبِ وفي الظرف عندي، ما يحقّق المطلوبَ من ظاهر شروطها وسعيها، لكي ألتذّ أخيراً، أقصِدُ لكي تلتذّ أخيراً نفسي بتلك الريادة، وأتبهرجَ في ثيابٍ مرموقة وأمشي الخيلاء، وأتنفّسَ، أقصِدُ وتتنفّسَ نفسي الصّعداء ...

ولا استغراب، فأحياناً يتوافق المرءُ ونفسُه، فهما واحد، وأحياناً يختلِفان فهما إثنان وشخصان، ومن النّفسِ هلَكَ من هلَك، ومن النّفس تفاوتَ الرّجال، وتفاوتَ الأشخاص ..

ليانا الرفاعي
30-09-2015, 09:25 PM
شعرت وكأنك تتحدث إلى نفسك في هذا النص فرغم أن معظمنا يتوق إلى هذا التغير في المنصب والكيان ووو إلا أننا لا نملك الجرأة بالإعتراف بما يجول في خواطرنا
وندعي الرضا والقناعة ونرفض الإعتراف بوجود النفس أمارة أو لوامة في أعماقنا
نص جميل وصدق وجرأة ....كم راق لي
تحيتي وتقديري

عدنان الشبول
30-09-2015, 10:08 PM
نفسك مثل أنفسنا ، نتنفس الأحلام وتتنفسنا ، ونطير معها وتطيرنا ، فمرّة تأخذنا ومرّة نأخذها

ولا يصح إلا الصحيح


بوح جميل أستاذي الجميل ، وصراحة في الطرح وما يعتري دواخلنا



دمتم بخير وكل عام وأنتم بصحة وعافية

رياض شلال المحمدي
01-10-2015, 08:19 AM
... وَحَلمْتُ أنَّكَ قد هجرْتَ الفصيحَ منذ فترةٍ ليست بالقليلة :011: ،
... وليتها كانت رؤىً بعضُ تلك الأحلام ، كيما نرى ولو شيئًا يسيرًا
منها قيد التحقيق والتحقق ، نثرتَ فأبدعتَ روحًا ومعنىً شاعرنا الميفاء ،
طاب ليَ المكوث بين تلك الأحرف الحالمة الرائعة ، سلامي ومحبتي وتقديري .

إدريس الشعشوعي
01-10-2015, 09:06 PM
شعرت وكأنك تتحدث إلى نفسك في هذا النص فرغم أن معظمنا يتوق إلى هذا التغير في المنصب والكيان ووو إلا أننا لا نملك الجرأة بالإعتراف بما يجول في خواطرنا
وندعي الرضا والقناعة ونرفض الإعتراف بوجود النفس أمارة أو لوامة في أعماقنا
نص جميل وصدق وجرأة ....كم راق لي
تحيتي وتقديري

الفاضلة ليانا مرور أنيقٌ عفوي جميل طاب لي ، وأثرى متصفحي وزاده ألقاً ... لكِ التحيات الطيّبات والتقدير الوافر على هكذا مرورٍ جميل ..

وسرّني أنّه راق لكم ..

بوركت وقلمك وقلبك .. كوني بخير :hat:

ربيحة الرفاعي
06-10-2015, 07:32 PM
خاطرة حالمة أثراها جميل الحرف وشاعريّة هطله فلم يرهقها طولها ولا ضيّقت شطحة الحلم فيها عليها فرصة قبولها
راقت حرفا وانفلات أمل من معاقل الواقع

دمت بروعتك أديبنا

تحاياي

ناديه محمد الجابي
05-11-2015, 05:50 PM
لا بد أن نحلم .. بواقع أفضل لننشئ مستقبل أجمل
من حقنا أن نحلم .. فالحلم هو الشئ الذي لا يستطيع أحد ان يحاسبنا عليه
صحيح أن الحلم لا بد أن يبنى على شيء واقعي وبشيء من الحكمة
ولكن المهم أن نظل نحلم مادمنا على قيد الحياة
نص جميل بمشاعر رقيقة ومعان عذبة وتصوير بديع
دمت متألقا. :001:

خلود محمد جمعة
06-11-2015, 10:39 AM
كيف لنا ان نتوقف عن الحلم فهو زاد الطمعوح الذي يبقينا قيد امل في اﻻفضل
قد تتوه بعض الاحلام فتتلاشى رغبتنا في البحث عنها لكن ان نفقد القدرة على الحلم فذلك يعني ان نفقد رغبتنا في الحياة .
قد تكفهر سماء احلامنا فتحجب نور اﻻرادة لتتبلد نفوسنا باليأس الى ان ندرك حقيقة التغيير المستمرة التي تبدل معالم كل ما يحيطنا من الخارج ويغلفنا من الداخل لنبدا حلما اخر على نية التحقيق.
نص غاص بعمق الروح بسلاسة وجمال
بوركت وكل التقدير