تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الخيار!



احمد المعطي
03-10-2015, 08:22 PM
تنويه : كتبت هذا المقال قبل الربيع العربي يوم كان هناك ما يسمى دول الاعتدال التي أطلقت في ذلك الوقت شعار(السلام خيار استراتيجي) في عز المقاومة العربية في العراق وجنوب لبنان وغزة .
*****
أنا من الناس الذين يأكلون (الخيار) في موسمه، خصوصا إذا كان هذا الخيار (بعلا)، وليس الخيار المستنسخ في البيوت البلاستيكية الذي لا طعم له ولا رائحة، رغم لونه الأخضر الملتبس.
هذا الخيار "الطبيعي" ظهر له منافس شديد المراس، استطاع خبراء (البيو-سياسة) تهجينه واستزراعه، وطرحوه في الأسواق، وككل جديد، لاقى هذا الخيار معارضة شديدة من فئات شعبية شديدة الولاء (للطبيعة)، بينما لاقى استحسانا لدى فئات من اللاهثين وراء الحداثة والتجدد، تحت مسميات التحضر والتقدم والرفاه في عصر العولمة.
ولكن يبدو أن (الطبيعة) تراجعت لصالح الخيار الجديد الذي (هيمن) على الأنواع الأخرى من الخيار، حتى (الفقوس) انضوى تحت لوائه معلنا خضوعه للحداثة والليبرالية الجديدة.
وهكذا أصبح (الخيار الجديد) سيد القثاء بلا منازع، غير أن ثلة من الناس -وأنا منهم- لم تستسغ هذا الخيار المفروض على موائدنا في السلطة والفتوش، وبقية الأكلات والمقبلات، وتمردت ثلة أخرى على ذاتها، وأصبحت (تقضم) الخيار قضما وبقشره دون الحاجة إلى استعمال (اسلحة الدمار الشامل) التي تتكدس في مطابخنا، في الوقت الذي اخترع فيه آخرون أطباقا شهية من الخيارالجديد، فكنت ترى حلقات دائرية بيضاء، تحيط بها دوائر خضراء رقيقة، وقد رُصت بأشكال هندسية جذابة على أطباق بيضاء من الصيني الفاخر.
واستمر الحال، وازداد إنتاج الخيارالجديد، حتى فاض وبلغ (زبى) الأسواق المجاورة، وتبعا لقانون العرض والطلب، كان لا بد من أن يرخص سعره ويباع بثمن بخس، الأمر الذي أثار رعب (المزارعين) و(المستهلكين) على حد سواء.. ذلك ان (المزارع) لم يعد يحصل على رأس ماله، في حين كان الناس (المستهلكون) يتقيأون خيارا، و(يتغوطون) خيارا.. و..
وكان لا بد أن يحدث شيء يخرج الناس من هذا المأزق (الغذائي).. وفعلا حدث هذا الشيء فجأة..إذ صحا الناس في اليوم التالي ليجدوا أن (خيارهم) قد اختفى ولم يعد له أثر، واحتار الناس وراحوا يبحثون عن الـ(خيار البديل).. بحثوا طويلا، واجتهدوا في البحث، فلم يجدوا أمامهم سوى (الفقوس والكوسا)، أما الفقوس، فلا يمكن أن يحل محل الخيار، ولا يمكنه المنافسة، بينما الكوسا (وما أدراك ما الكوسا ؟!) فهي رغم انتشارها وتداولها جنبا إلى جنب مع (الخيار إياه) إلا أنها تبقى في قائمة الخضروات المطبوخة، شأنها شأن (القرع) الذي لا يصلح إلا للمقبلات،عكس الخيار.
وأسقط في أيدي جهابذة علماء (البيو-سياسة) ولم يستطيعوا تقديم البديل، واستبد بهم اليأس إلى أن جاءهم خبر(الخيار البديل) الذي استزرعه بسطاء المزارعين في العراق وجنوب لبنان وغزة فهل سيأتي الدور على هذا الخيار ليطرح في الأسواق (المركزية)؟
*****
نما إلى علمنا بعد مرور السنوات العجاف، ونحن نرى العام 2015 يلملم متاعه استعدادا للرحيل، أن الخير قادم بإذن الله، وأن العيون - كل العيون والآذان - تتجه إلى خيار المقاومة المنتج في غزة -حصرا- وبلغ من حماس البعض لهذا الخيار، وتجاوبا مع حسه القومي العروبي الأصيل، أن بدأ يحفر خنادق عريضة على طول حدود القطاع، وراح يضخ فيها ماء البحر المالح حرصا على نجاح الموسم، ودعما للخيار الغزاوي المحروم من الماء العذب، وأظن - والله أعلم- أن خيار غزة سيكون مختلفا عن كل ما ألفناه من أنواع الخيار، لأنه سيكون خيارا مالحاً بطعم النعناع،- لإزالة روائح الفم الكريهة - ويصلح للتناول على موائد الكادحين.. ولكنه يتحول بقدرة قادر إلى ما يشبه الملح الإنجليزي في البطون التي لا تؤمن بمعجزته، وتضطر لتناوله تحت ضغط الظروف.

حاج صحراوي العربي
09-10-2015, 08:14 PM
ورغم أنه مقال ، فقد بقي أسلوب أحمد المعطي يميزه ، و عليك أن تكون أهلا حتى تستطيع مواكبة أديبنا أحمد في سفرياته .... هوأنت دوما المعطي الآخذ اعجابنا .

المختار محمد الدرعي
09-10-2015, 08:20 PM
في الربيع العربي تلجأ بعض الأنظمة إلى الخيار العسكري ضد مواطنيها
و تلجأ الأخرى إلى الخيار السلمي المتمثل عادة في تنازل الرئيس
و تنحيه عن السلطة
و بين الخيار السلمي و الخيار العسكري
ما على المواطن إلا يأكل الخيار ( الفقوص)
حتى يخضر لونه
يعجبني أسلوبك الساخر دائما
أديبنا المعطي
تحياتي و تقديري

احمد المعطي
18-10-2015, 06:27 PM
ورغم أنه مقال ، فقد بقي أسلوب أحمد المعطي يميزه ، و عليك أن تكون أهلا حتى تستطيع مواكبة أديبنا أحمد في سفرياته .... هوأنت دوما المعطي الآخذ اعجابنا .

شكرا لك أخي الحبيب حاج صحراوي..سعدت بمرورك وحسن ظنك بأخيك.. بوركت وحيك ربي ..محبتي وتقديري:0014:
تحياتي الحارة

احمد المعطي
23-10-2015, 07:34 PM
في الربيع العربي تلجأ بعض الأنظمة إلى الخيار العسكري ضد مواطنيها
و تلجأ الأخرى إلى الخيار السلمي المتمثل عادة في تنازل الرئيس
و تنحيه عن السلطة
و بين الخيار السلمي و الخيار العسكري
ما على المواطن إلا يأكل الخيار ( الفقوص)
حتى يخضر لونه
يعجبني أسلوبك الساخر دائما
أديبنا المعطي
تحياتي و تقديري

أخي العزيز المختار .. تتبدل الفصول بتوالي الاعوام .. وها هو الربيع يعود مرة أخرى ولكنه ربيع فلسطيني هذه المرة، وعندما يكون الربيع فلسطينيا فهو بالتأكيد ربيع مختلف
والخيار في ربيعنا الفلسطيني يؤكل بالسكين ويصلح للسلطات بأنواعها عدا السلطة إياها فهي تفضل الفقوص (اسمه عندنا الفقوس "بالسين").
شكرا لمروركم الممتع ..دمتم ودام مروركم.
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير

ابراهيم الرفاعي
30-11-2015, 05:47 AM
الطريف في الأمر أن المواطن العربي
عندما يدخل غرفة العمليات لإجراء جراحة
خطرة يطعموه من الخيار الإستراتيجي
بدلاً من حقن المخدر واحضار طبيب تخدير
فالخيار الإستراتيجي يفقده السيطرة على ضبط
نفسه ويذهب في غيبوبة عميقة
كل التحية لأستاذنا الغالي

مصطفى الصالح
06-01-2016, 03:47 PM
,...

يا عيني عليك
ما أجمل وما أبلغ حروفك

هذا مقال ساخر بكل المقاييس
خيارهم فاشل عبارة فقاقيع زبد
لا تسمن ولا تغني من جوع
هي فقط تصبع الأجواء والعيون بلون بامبي فج
يختلف عن لون الخيار الطبيعي

أول عمل لي إن صرت مشرفا هو
تثبيت هذا الموضوع

دمت والابداع
تقديري

احمد المعطي
12-01-2016, 11:28 PM
ورغم أنه مقال ، فقد بقي أسلوب أحمد المعطي يميزه ، و عليك أن تكون أهلا حتى تستطيع مواكبة أديبنا أحمد في سفرياته .... هوأنت دوما المعطي الآخذ اعجابنا .

أخي الغالي حاج صحراوي العربي.. سعدت بمروركم هنا ..الاعجاب متبادل أخي فأنت صاحب فكر ولك رؤية أقدرها..محبتي:0014:
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير

احمد المعطي
12-01-2016, 11:32 PM
في الربيع العربي تلجأ بعض الأنظمة إلى الخيار العسكري ضد مواطنيها
و تلجأ الأخرى إلى الخيار السلمي المتمثل عادة في تنازل الرئيس
و تنحيه عن السلطة
و بين الخيار السلمي و الخيار العسكري
ما على المواطن إلا يأكل الخيار ( الفقوص)
حتى يخضر لونه
يعجبني أسلوبك الساخر دائما
أديبنا المعطي
تحياتي و تقديري

أخي العزيز المختار الإنسان العربي ضائع تماما بين الخيار والفقوس، اما الخيار العسكري فهو للاستهلاك المحلي فقط.:0014:
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير

نوال البردويل
14-01-2016, 12:00 AM
ليرحلوا عنا ويحملون معهم الكوسا والفقوس وخياراتهم
فمذاقها مر كأمزجتهم
لدينا خياراتنا التي تناسبنا ولا تناسبهم وقد أينعت في غزة والضفة
نص جميل بأسلوبه الساخر الناقد
دام لك الإبداع والتألق الفاضل أحمد
ولك تحياتي

احمد المعطي
21-01-2016, 11:32 AM
الطريف في الأمر أن المواطن العربي
عندما يدخل غرفة العمليات لإجراء جراحة
خطرة يطعموه من الخيار الإستراتيجي
بدلاً من حقن المخدر واحضار طبيب تخدير
فالخيار الإستراتيجي يفقده السيطرة على ضبط
نفسه ويذهب في غيبوبة عميقة
كل التحية لأستاذنا الغالي

أخي الغالي ا. ابراهيم ..اليوم تعددت الخيارات (وكلها استراتيجية وكلها مخدرة للمواطن) ولكن هذا المواطن ياصديقي العزيز عنده مناعة طبيعية ضد هذا "الخيار" الذي لا تزيد مدة تأثيره عن الفترة اللازمة للذهاب - اجلكم الله- الى الغائط. ولكن خيار "شمشون" ليس له منافس مهما حاولوا.
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير

احمد المعطي
21-01-2016, 11:38 AM
,...

يا عيني عليك
ما أجمل وما أبلغ حروفك

هذا مقال ساخر بكل المقاييس
خيارهم فاشل عبارة فقاقيع زبد
لا تسمن ولا تغني من جوع
هي فقط تصبع الأجواء والعيون بلون بامبي فج
يختلف عن لون الخيار الطبيعي

أول عمل لي إن صرت مشرفا هو
تثبيت هذا الموضوع

دمت والابداع
تقديري

هههه أخي الغالي مصطفى ..لا خيار لديهم ينافس خيار المواطن الذي يزرع في ارضنا بلا هرمونات ولا "زبل"، خيار طبيعي ينبت من رحم الثرى حراً له لون واحد، مهما تفننوا في تغيير لون الخيار.:0014::0014:
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير

احمد المعطي
05-04-2017, 02:52 PM
ليرحلوا عنا ويحملون معهم الكوسا والفقوس وخياراتهم
فمذاقها مر كأمزجتهم
لدينا خياراتنا التي تناسبنا ولا تناسبهم وقد أينعت في غزة والضفة
نص جميل بأسلوبه الساخر الناقد
دام لك الإبداع والتألق الفاضل أحمد
ولك تحياتي

أولا كل الاعتذار لأختنا أديبتنا بنت الوطن والوجع ا. نوال على التأخير الذي طال أمده، والذي تسببت فيه عوامل كثيرة لعل أولها السهو والنسيان وليس آخرها القرف من حالنا الذي لم تعد تؤثر فيه الكلمة ولا حتى الرصاص..
على أي حال ها قد عدت لأجدني قد قصرت في الرد على إخواني وأخواتي في هذا الباب..لعل قريحتي تنفتح ولو بأقل القليل بعد هذا الغياب.
شكرا لك أختي الغالية على جميل التفاعل وصدق المشاعر فليرحل الفقوس والخيار وكل عائلة القثاء.. لا حاجة لنا بها وتكفينا حبة البندورة الحمراء التي تذكرنا دائما بلون الدم الذي ما زال يسيل قانيا ملتهبا رغم سعرها المرتفع في الأسواق المركزية.
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير

ناديه محمد الجابي
09-04-2022, 11:53 AM
وبين الخيار الأستراتيجي والخيار السلمي والخيار العسكري
وخيار المقاومة المنتج في غزة كانت لنا وقفة مع تلك المقالة الساخرة ببراعة
التي أدهشتني بصياغتها وبفكر راقي وإبداع ادبي يميزك.
دمت مبدعا متألقا ـ رمضانك كريم.
:nj:D::nj: