مشاهدة النسخة كاملة : بقّالة المتنبي
المختار محمد الدرعي
04-10-2015, 11:32 PM
و أنا أتجول في شوارع المدن , يلفت انتباهي أحيانا ,وجود أسماء لامعة في عالم الأدب ,مكتوبة على لافتات المحلات التجارية و غيرها .
مثل : بقالة المتنبي , المعري لبيع العطور , إبن خلدون لإصلاح الثلاجات , أمرؤ القيس للخياطة و التطريز ....
فتبادرت إلى ذهني فكرة , و تساءلت قائلا : ماذا لو يلجأ أدباء اليوم , إلى فتح مغازات ,و دكاكين أدبية ,يرتزقون منها ,في ظل تفاقم البطالة ,و التهميش بين صفوفهم ؟ فنصبح نرى جنب دكان الحلاق : دكان القصة القصيرة ,لصاحبه زيد أو عمر مثلا ,و جنب ورشة إصلاح ماكينات الغسيل ,و الثلجات : بقالة فلان للشعر العمودي .حيث يتولى بموجبه ,صاحب بقالة الخاطرة , أو القصة , أو أي نمط أدبي آخر , تدريب الأدباء الشبان , و إصلاح نصوصهم , بمقابل يتناسب و أسعار المواد الغذائية في البقالة العادية, كالسكر , و الزبادي ,و الخبز , و بيض الدجاج , و غيره , أو أن يناسب أسعار ورش إصلاح
الثلاجات . أليس هذا أفضل من استجداء الحكومات , عبر نصوص, و قصائد المديح و التأييد باطلا , و بلا مقابل ؟
احمد المعطي
05-10-2015, 10:01 PM
و أنا أتجول في شوارع المدن , يلفت انتباهي أحيانا ,وجود أسماء لامعة في عالم الأدب ,مكتوبة على لافتات المحلات التجارية و غيرها .
مثل : بقالة المتنبي , المعري لبيع العطور , إبن خلدون لإصلاح الثلاجات , أمرؤ القيس للخياطة و التطريز ....
فتبادرت إلى ذهني فكرة , و تساءلت قائلا : ماذا لو يلجأ أدباء اليوم , إلى فتح مغازات ,و دكاكين أدبية ,يرتزقون منها ,في ظل تفاقم البطالة ,و التهميش بين صفوفهم ؟ فنصبح نرى جنب دكان الحلاق : دكان القصة القصيرة ,لصاحبه زيد أو عمر مثلا ,و جنب ورشة إصلاح ماكينات الغسيل ,و الثلجات : بقالة فلان للشعر العمودي .حيث يتولى بموجبه ,صاحب بقالة الخاطرة , أو القصة , أو أي نمط أدبي آخر , تدريب الأدباء الشبان , و إصلاح نصوصهم , بمقابل يتناسب و أسعار المواد الغذائية في البقالة العادية, كالسكر , و الزبادي ,و الخبز , و بيض الدجاج , و غيره , أو أن يناسب أسعار ورش إصلاح
الثلاجات . أليس هذا أفضل من استجداء الحكومات , عبر نصوص, و قصائد المديح و التأييد باطلا , و بلا مقابل ؟
فكرة ذكية أخي المختار .. المشكلة التي لم تلتفت لها أن صاحب الاسم التجاري لو سألته من هو المتنبي أو من هو المعري، ربما سيقول لك -أقول ربما- إنه من أولياء الصالحين، ولو كانت عنده أثرة من علم، قد يقول إنه شاعر عربي معاصر من شعراء الحداثة.
ومع أني مع فتح أبواب الاسترزاق لغير المحظوظين من الأدباء إلا أني أخشى عليهم من كساد البضاعة وعزوف الناس عنها لعدم إتقانهم للغة العربية الفصحى أو حتى معرفتهم بها. لأنه كما تعلم الناس على دين ديوكهم كما يقولون.
أعرف أقواما -ومنهم زعماء دول دول- من بلاد العرب أوطاني لا يعرفون الفرق الضاد بين الظاد، ولا الذال من الزاي ؛ بل إن الثاء تستبدل عند البعض منا بالسين.. ويتلعثمون عندما يقرؤون خطابا معدا لهم بالحروف الكبيرة وربما بلغة برايل ذات الحروف البارزة .ومن هنا أخشى من المشاكل عندما يطلب الزبون قصيدة رويها الثاء مثلا فيعطيه صاحب دكان القصيدة قصيدة رويها السين.
الحل هو إيجاد شارع أو ميدان في كل مدينة عربية نسميه سوق "عكاظ"، أو شارع الثقافة يشبه الهايد بارك، يستطيع فيه الشاعر أو الأديب أن يلقي قصائده العصماء المليئة بالأخطاء اللغوية والإملائية أو قصصه القصيرة المسروقة من الواقع على جمهوره، ولا بأس من وجود مسرح شارع صغير تقام فيه المسرحيات الهايفة -عفوا الهادفة- للجمهور مجانا، شرط أن يتم الدخول فيه عبر شباك تذاكر مقابل مبلغ رمزي لمن يريد الدخول من العامة مع استثاء الشعراء والأدباء من هذه الرسوم.
وبهذا نستغني عن مذلة الوقوف على باب وزير الثقافة وتحمل "جمايل" الحكومات.. الله يغنيك ويغنينا عنها.
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير
المختار محمد الدرعي
06-10-2015, 12:38 AM
فكرة ذكية أخي المختار .. المشكلة التي لم تلتفت لها أن صاحب الاسم التجاري لو سألته من هو المتنبي أو من هو المعري، ربما سيقول لك -أقول ربما- إنه من أولياء الصالحين، ولو كانت عنده أثرة من علم، قد يقول إنه شاعر عربي معاصر من شعراء الحداثة.
ومع أني مع فتح أبواب الاسترزاق لغير المحظوظين من الأدباء إلا أني أخشى عليهم من كساد البضاعة وعزوف الناس عنها لعدم إتقانهم للغة العربية الفصحى أو حتى معرفتهم بها. لأنه كما تعلم الناس على دين ديوكهم كما يقولون.
أعرف أقواما -ومنهم زعماء دول دول- من بلاد العرب أوطاني لا يعرفون الفرق الضاد بين الظاد، ولا الذال من الزاي ؛ بل إن الثاء تستبدل عند البعض منا بالسين.. ويتلعثمون عندما يقرؤون خطابا معدا لهم بالحروف الكبيرة وربما بلغة برايل ذات الحروف البارزة .ومن هنا أخشى من المشاكل عندما يطلب الزبون قصيدة رويها الثاء مثلا فيعطيه صاحب دكان القصيدة قصيدة رويها السين.
الحل هو إيجاد شارع أو ميدان في كل مدينة عربية نسميه سوق "عكاظ"، أو شارع الثقافة يشبه الهايد بارك، يستطيع فيه الشاعر أو الأديب أن يلقي قصائده العصماء المليئة بالأخطاء اللغوية والإملائية أو قصصه القصيرة المسروقة من الواقع على جمهوره، ولا بأس من وجود مسرح شارع صغير تقام فيه المسرحيات الهايفة -عفوا الهادفة- للجمهور مجانا، شرط أن يتم الدخول فيه عبر شباك تذاكر مقابل مبلغ رمزي لمن يريد الدخول من العامة مع استثاء الشعراء والأدباء من هذه الرسوم.
وبهذا نستغني عن مذلة الوقوف على باب وزير الثقافة وتحمل "جمايل" الحكومات.. الله يغنيك ويغنينا عنها.
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير
أضحك الله سنك أستاذنا الساخر المبدع أحمد
فعلا لقد سألوا أحدهم ذات مرة و هو من التجار الشبان : من هو المتنبي ؟ فأجابهم : هو لاعب كرة قدم متوفي رحمة الله عليه ..........
أشاطرك الرأي في كل ما اقترحته هههههههههه كانت كل الإقتراحات رائعة
و كانت إضافة ثرية بل نصا ساخرا بامتياز ,بل هو الأجمل و الأرقى
تقبل أجمل تحياتي و تقديري
ابراهيم الرفاعي
30-11-2015, 06:29 AM
يا اخي الكريم
حياك الله
هل تعرف مالذي سيجري
البلدية سوف تلاحقك من أجل الترخيص وتحصيل الرسوم
والأمن سيلاحقك من أجل ضمة او فتحة
لذلك أقترح أن تكون الدكاكين
برعاية وحضن الدهاقين الكبار ولا مانع من إعطائهم
كيلاً من المديح
وفقك الله أخي الكريم
مصطفى الصالح
03-01-2016, 04:14 PM
و أنا أتجول في شوارع المدن , يلفت انتباهي أحيانا ,وجود أسماء لامعة في عالم الأدب ,مكتوبة على لافتات المحلات التجارية و غيرها .
مثل : بقالة المتنبي , المعري لبيع العطور , إبن خلدون لإصلاح الثلاجات , أمرؤ القيس للخياطة و التطريز ....
فتبادرت إلى ذهني فكرة , و تساءلت قائلا : ماذا لو يلجأ أدباء اليوم , إلى فتح مغازات ,و دكاكين أدبية ,يرتزقون منها ,في ظل تفاقم البطالة ,و التهميش بين صفوفهم ؟ فنصبح نرى جنب دكان الحلاق : دكان القصة القصيرة ,لصاحبه زيد أو عمر مثلا ,و جنب ورشة إصلاح ماكينات الغسيل ,و الثلجات : بقالة فلان للشعر العمودي .حيث يتولى بموجبه ,صاحب بقالة الخاطرة , أو القصة , أو أي نمط أدبي آخر , تدريب الأدباء الشبان , و إصلاح نصوصهم , بمقابل يتناسب و أسعار المواد الغذائية في البقالة العادية, كالسكر , و الزبادي ,و الخبز , و بيض الدجاج , و غيره , أو أن يناسب أسعار ورش إصلاح
الثلاجات . أليس هذا أفضل من استجداء الحكومات , عبر نصوص, و قصائد المديح و التأييد باطلا , و بلا مقابل ؟
فكرة رائعة أخي المختار
لكن دعني أحيلك إلى مقامات الحريري وهذا مقطع منها يخص فكرتك بالذات:
أخذتُ أُسْهبُ في مدح الأدب، وأفضِّل رَبَّه على ذي النَّشَب، وأبو زيد ينظر إليّ نَظَرَ المُسْتَجهِل، ويغْضي عني إغضاء المتمهِّل فلمّا أفرطتُ في العصبية، للعُصْبة الأدبية، قال لي: فأمــا الفقــير فخيـر لـه من الأدب القرص والكامخ ثم قال: سيتضح لك صدق لهجتي، واستنارة حُجّتي..
ودخلنا قرية للارتياد، وكلانا مُنْـفِضٌ من الزاد. فلـَقِينا غلامٌ حيّاه أبو زيد تحيّة المُسْلم، وسأله وَقـْفَةَ المُفْهِم. فقال: وعَمَّ تسأل وفـّقك الله ؟ قال أبو زيد: أيُباعُ ها هُنا الرُّطـَب، بالخُطـَب؟ قال الغلام: لا والله! قال: ولا البلح، بالمُلَح؟ قال: كلا والله! قال: ولا الثـَمَر، بالسَّمَر؟ قال: هيهاتَ والله! قال: ولا العصائد بالقصائد؟ قال: اسكت عافاك الله. قال: ولا الثرائد، بالفرائد؟ قال: أين يُذْهَبُ بك، أرشدك الله؟ قال: ولا الدقيق، بالمعنى الدقيق؟ قال: عَدِّ عن هذا أصلحك الله! أمّا بهذا المكان فلا يُشتـَرى الشِّعر بشعيرة، ولا النثر بنثارة، ولا القصص بقُصاصة، ولا الرسالة بغسالة ولا حِكم لقمان بلقْمة، ولا أخبار الملاحم بلحمة. وأما جيلُ هذا الزمان فما منهم من يميح إذا صيغ له المديح، ولا من يُجيز إذا أُنشِدَ له الأراجيز، ولا مَنْ يُغيث، إذا أطربه الحديث. وعندهم أن مَثلَ الأديب، كالرَّبْع الجَديب إنْ لم تُجد الرَّبْعَ دِيمةٌ، لم تكن له قيمة.
فقال أبو زيد: أعلمتَ الآن أن الأدب قد بار، وولـَّت أنصارُه الأدبار؟ وأن الأسجاع، لاتُشْبع مَنْ جاع؟
كل التقدير
المختار محمد الدرعي
11-06-2017, 05:49 AM
يا اخي الكريم
حياك الله
هل تعرف مالذي سيجري
البلدية سوف تلاحقك من أجل الترخيص وتحصيل الرسوم
والأمن سيلاحقك من أجل ضمة او فتحة
لذلك أقترح أن تكون الدكاكين
برعاية وحضن الدهاقين الكبار ولا مانع من إعطائهم
كيلاً من المديح
وفقك الله أخي الكريم
ههه
صح كلامك أخي إبراهيم
سوف تذهب المرابيح و المحاصيل
مدفوعات على شكل هدايا ريشاوية
للشرطة و أعوان البلدية
شكرا للحضور القيم
كل التقدير
المختار محمد الدرعي
11-06-2017, 05:50 AM
فكرة رائعة أخي المختار
لكن دعني أحيلك إلى مقامات الحريري وهذا مقطع منها يخص فكرتك بالذات:
أخذتُ أُسْهبُ في مدح الأدب، وأفضِّل رَبَّه على ذي النَّشَب، وأبو زيد ينظر إليّ نَظَرَ المُسْتَجهِل، ويغْضي عني إغضاء المتمهِّل فلمّا أفرطتُ في العصبية، للعُصْبة الأدبية، قال لي: فأمــا الفقــير فخيـر لـه من الأدب القرص والكامخ ثم قال: سيتضح لك صدق لهجتي، واستنارة حُجّتي..
ودخلنا قرية للارتياد، وكلانا مُنْـفِضٌ من الزاد. فلـَقِينا غلامٌ حيّاه أبو زيد تحيّة المُسْلم، وسأله وَقـْفَةَ المُفْهِم. فقال: وعَمَّ تسأل وفـّقك الله ؟ قال أبو زيد: أيُباعُ ها هُنا الرُّطـَب، بالخُطـَب؟ قال الغلام: لا والله! قال: ولا البلح، بالمُلَح؟ قال: كلا والله! قال: ولا الثـَمَر، بالسَّمَر؟ قال: هيهاتَ والله! قال: ولا العصائد بالقصائد؟ قال: اسكت عافاك الله. قال: ولا الثرائد، بالفرائد؟ قال: أين يُذْهَبُ بك، أرشدك الله؟ قال: ولا الدقيق، بالمعنى الدقيق؟ قال: عَدِّ عن هذا أصلحك الله! أمّا بهذا المكان فلا يُشتـَرى الشِّعر بشعيرة، ولا النثر بنثارة، ولا القصص بقُصاصة، ولا الرسالة بغسالة ولا حِكم لقمان بلقْمة، ولا أخبار الملاحم بلحمة. وأما جيلُ هذا الزمان فما منهم من يميح إذا صيغ له المديح، ولا من يُجيز إذا أُنشِدَ له الأراجيز، ولا مَنْ يُغيث، إذا أطربه الحديث. وعندهم أن مَثلَ الأديب، كالرَّبْع الجَديب إنْ لم تُجد الرَّبْعَ دِيمةٌ، لم تكن له قيمة.
فقال أبو زيد: أعلمتَ الآن أن الأدب قد بار، وولـَّت أنصارُه الأدبار؟ وأن الأسجاع، لاتُشْبع مَنْ جاع؟
كل التقدير
اضافة ساخرة رائعة أستاذ مصطفى الصالح
شكرا للحضور البديع
تحيتي و تقديري
سيد مرعي
04-11-2017, 02:45 PM
موضوع به بعد رائع لكن لدينا انحدار تام في الثقافة العربية وضحولة غير عادية وسالت مره احدهماعن الانبياء فذكرت علي بن ابي طالب وكانت مقتنعة انه من الانبياء
ولله الامر من قبل ومن بعد
ناديه محمد الجابي
04-11-2017, 09:09 PM
كان الموضوع لطيفا وساخرا ـ ووجدت في كل رد إضافة ألطف وأظرف
بارك الله فيكم جميعا ـ أضحكتموني وأسعدتموني بما حملت حروفكم
من إضافات ساخرة رائعة
فشكرا لكم جميعا.
D::nj:D:
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir