تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحمار في مهمة خاصة جدا



المختار محمد الدرعي
06-10-2015, 07:04 PM
رسم أحمد التونسي بمعية صديقه الجزائري الخطة , واشترى لذلك حمارا , ثم ظّل يركبه , و يسافر على متنه ذهابا ,و إيابا ,بين قريته التونسية , و قرية زميله الجزائري المحاذية , فهي لا تبعد سوى ساعة من الزمن فقط مشيا على الأقدام .. كانت الخطة تقتضي , أن يقدم للحمار جائزة من شعير , عند وصوله للقرية الجزائرية , أو عند عودته للقرية التونسية .. كان أحمد يسافر على متنه في واضحة النهار , و لا يحمل شيئا على ظهر حماره , فهو يريد فقط أن يجعله يتعود على الطريق , و على مكان جائزة الشعير التي تقدم له في كل مرة ....كانت الطريق وعرة بعض الشيء , و كان أحمد , و زميله يخافان عند إجتياز الحدود , لكنهما يعرفان كيف يقنعان الشرطة في حال يتم التفطن إليهما , سوف يدعيان بكل بساطة , أنهما ضلا الطريق , و الشرطة في كلا البلدين , تعرف مدى تقارب الأسر التونسية , و الجزائرية القاطنة على الشريط الحدودي ......قضى أحمد مع زميله الجزائري أكثر من أسبوع يدربان الحمار , على الطريق الجبلية , الرابطة بين قريتيهما , و يقدمان له جائزة الشعير عند نقطتي الوصول المحددتين ..و ذات ليلة مقمرة , عزم أحمد على فسح المجال للحمار , كي يسافر بمفرده في أول تجربة , فهاتف زميله الجزائري , على أن يكون في المكان المحدد , مصحوبا بجائزة الشعير لاستقبال الحمار ...ساق أحمد حماره حتى بداية الطريق , ثم أطلق سراحه و ظل يراقبه عن بعد , حتى توغل وسط الجبل , و ما هي إلاّ سويعات , حتى رن هاتفه: ! إنه زميله الجزائري ,يهنئه بنجاح الخطة ,و يردد :لقد وصل الحمار للمكان المحدد بمفرده , سأحزم على ظهره بضاعتنا الآن , ليقبل بها عليك , إنتظره في المكان المحدد ,وداعا شرطة الجمارك , وداعا أيتها الضرائب ...
و ظل الحمار لمدة أشهر يتنقل بمفرده ليلا , بين القريتين يحمل البضائع من هنا ,إلى هناك حتى تم القبض عليه ذات ليلة , وهو يعبر الجبل محملا ببضاعة ذات ماركات عالمية مشهورة , و متلبسا بجريمة التهريب ...و ماتزال الشرطة تحقق معه و تسأله: أنت حمار من ؟ فلا يسمعون منه , سوى النهيق , شوقا لجائزة الشعير , و طعمها اللذيذ ...

سحر أحمد سمير
06-10-2015, 07:35 PM
رمزية عالية و سخرية لاذعة ممن يستجيبون لإغراء المادة و طمع النفس التي تتوق دائما إلى المزيد غير مبالية بالحلال و الحرام أو مشروعية الكسب ..رأيته إنسانا يحمل أثقالا من أجل حفنة دولارات ..لكن النهاية المباغتة الطريفة أثارت تساؤلات كثيرة ..لمصلحة من يعمل؟ و لماذا يتستر عليهم ؟إلا إذا كان عيا عن حجته !

قصة لاذعة في طرافتها ..راقت لي كثيرا ..

دمت بخير و عافية.

ناديه محمد الجابي
06-10-2015, 09:31 PM
أضحكتني .. أضحك الله سنك وضرسك والطاقم كله..
خطة جهنمية للتهريب .. ولكن عندما قرأت قصتك على زوجي
قال: وهذا ما يحدث على الحدود المصرية الليبية ـ يدربوا الحمير
لتسير ليلا بالمواد المهربة ، وقد علموا الحمار أن يتظاهر بالنوم
إذا ما رأى كشاف الضوء في يد شرطي الجمارك.
فإذا ما امتسك الحمار رغم هذا تؤخذ منه البضاعة ويعرض للبيع
لأهل القرية .. ولا من مشتري فاالكل يعرف أن هذا حمار فلان ،
وهذا حمار علان .. فيطلقوهم ليذهب كل حمار لصاحبه من جديد.
أمتعتنا بسردك اللطيف خفيف الظل فانتقلنا معك بين تسلسل
الأحداث حتى النهاية.
عفوا .. الفضول يجعلني أتسائل .. ما هي جنسيتك؟؟
دمت بروعتك. :001:

المختار محمد الدرعي
07-10-2015, 12:32 AM
رمزية عالية و سخرية لاذعة ممن يستجيبون لإغراء المادة و طمع النفس التي تتوق دائما إلى المزيد غير مبالية بالحلال و الحرام أو مشروعية الكسب ..رأيته إنسانا يحمل أثقالا من أجل حفنة دولارات ..لكن النهاية المباغتة الطريفة أثارت تساؤلات كثيرة ..لمصلحة من يعمل؟ و لماذا يتستر عليهم ؟إلا إذا كان عيا عن حجته !

قصة لاذعة في طرافتها ..راقت لي كثيرا ..

دمت بخير و عافية.

قراءة متميزة أستاذة سحر و تأويل زاد القصة ثراء و جمالا
أشكرك دائما على روعة الحضور و المتابعة
تقديري الكبير

المختار محمد الدرعي
07-10-2015, 12:49 AM
أضحكتني .. أضحك الله سنك وضرسك والطاقم كله..
خطة جهنمية للتهريب .. ولكن عندما قرأت قصتك على زوجي
قال: وهذا ما يحدث على الحدود المصرية الليبية ـ يدربوا الحمير
لتسير ليلا بالمواد المهربة ، وقد علموا الحمار أن يتظاهر بالنوم
إذا ما رأى كشاف الضوء في يد شرطي الجمارك.
فإذا ما امتسك الحمار رغم هذا تؤخذ منه البضاعة ويعرض للبيع
لأهل القرية .. ولا من مشتري فاالكل يعرف أن هذا حمار فلان ،
وهذا حمار علان .. فيطلقوهم ليذهب كل حمار لصاحبه من جديد.
أمتعتنا بسردك اللطيف خفيف الظل فانتقلنا معك بين تسلسل
الأحداث حتى النهاية.
عفوا .. الفضول يجعلني أتسائل .. ما هي جنسيتك؟؟
دمت بروعتك. :001:

أوروبا فتحت الحدود و سهلت لشبابها التبادل التجاري الحر بدون رسوم و قضت على الفاقة و البطالة
و عندنا مازلنا نزيد في سن قوانين الإغلاق و التضييق ..فما الذي دفع هذان الشابان إلى تدريب الحمار على مهنة التهريب ؟
سوى أنها محاولة يائسة للتحليق و لو في سماء الممنوعات بجناحين أنهكتهما سياسة الرفض و التهميش
شكرا على القراءة الرائعة و الإضافة المثرية للموضوع أستاذتنا الغالية نادية ..تحياتي لك و لزوجك الكريم
و إجابة على سؤالك : تونسي و أعيش حاليا في بلدي الثاني المملكة العربية السعودية
تقبلي تحيتي و تقديري الكبير

آمال المصري
12-10-2015, 06:30 AM
مفارقة رائعة ونقد لاذع لواقع بئيس يحياه شبابنا فيها بعض التحايل من أجل العيش في ظل سياسة أفسدت واقتصت
جاءت بأسلوب ساخر تهكمي وسرد سلس ونهاية مضحكة مبكية
دمت متألقا أديبنا الفاضل
تحاياي

ناديه محمد الجابي
12-10-2015, 08:56 PM
الأخ / عبد الكريم الساعدي
لقد وضعت قصتك هنا بالخطأ .. فيجب أن تضعها في صفحة خاصة
لكي نستطيع التعليق لك عليها
ولك تحياتي وتقديري.

أسد عسلي
12-10-2015, 09:55 PM
مفارقة رائعة ونقد لاذع لواقع بئيس يحياه شبابنا فيها بعض التحايل من أجل العيش في ظل سياسة أفسدت واقتصت
جاءت بأسلوب ساخر تهكمي وسرد سلس ونهاية مضحكة مبكية
دمت متألقا أديبنا الفاضل
تحاياي

شكرا أديبتنا آمال
أسعدني قراءتك الصائبة
و شكرا للأستاذ المختار الذي أتحفنا بهذه القصة الرائعة
و التي تبدو حقيقية
و هذا ما نريده من أدبنا أن يكون حقيقة
لا حشو وكلام لا فائدة من ورائه
تقبلي خالص الود و التقدير

المختار محمد الدرعي
12-10-2015, 10:02 PM
مفارقة رائعة ونقد لاذع لواقع بئيس يحياه شبابنا فيها بعض التحايل من أجل العيش في ظل سياسة أفسدت واقتصت
جاءت بأسلوب ساخر تهكمي وسرد سلس ونهاية مضحكة مبكية
دمت متألقا أديبنا الفاضل
تحاياي

الأديبة الراقية و الأخت الفاضلة آمال
يسعدني دائما مرورك
و قراءتك الجميلة للنصوص
تحياتي و تقديري

ربيحة الرفاعي
18-10-2015, 06:01 PM
اختيار موفق للحمار مطيّة يركبها ويوظفها لأغراضه من يعرف كيف يغريها بحفنة شعير أو حفنة دولارات!
وقصة موفقة لم تعزها الواقعية رغم رمزيتها في الإسقاط الغائي الأبعد من سطح النص

دمت بخير أديبنا
تحاياي

المختار محمد الدرعي
18-10-2015, 07:27 PM
اختيار موفق للحمار مطيّة يركبها ويوظفها لأغراضه من يعرف كيف يغريها بحفنة شعير أو حفنة دولارات!
وقصة موفقة لم تعزها الواقعية رغم رمزيتها في الإسقاط الغائي الأبعد من سطح النص

دمت بخير أديبنا
تحاياي

قراءة عميقة رصدت أبعاد النص بعين ثاقبة
شكرا مبدعتنا ربيحة
أروع تحياتي و تقديري

عبدالإله الزّاكي
22-10-2015, 01:40 PM
قصة رائعة بحق أديبنا القدير محمد الدرعي لما تحمله من إسقاطات على الواقع.

تحاياي وتقديري الكبير

ليانا الرفاعي
22-10-2015, 05:39 PM
رغم عمق الفكرة وما تحمل من معاناة تعيشها ألشعوب العربية بسبب هذه الحدود إلا أنها تحلت بأسلوب ساخر يعطي القارئ شيء من البهجة
تحيتي وتقديري

منير أبوريشة
22-10-2015, 06:08 PM
هہِهَہهَہهَہِہِهَہهَہهَہه َہهَہِاي
هذا ماحصل مع بعض الحمير والبعض ماذال يحمل البضاعة لا يلام على ذالك لانه حمار

كاملة بدارنه
23-10-2015, 08:07 AM
قصّة رمزيّة طريفة بسرد سلس ... في زمن كثرت فيه الحمير، وكثرت الإغراءات قلّة من يصمدون في وجهها ...
بوركت
تقديري وتحيّتي

المختار محمد الدرعي
23-10-2015, 11:35 AM
قصة رائعة بحق أديبنا القدير محمد الدرعي لما تحمله من إسقاطات على الواقع.

تحاياي وتقديري الكبير

مرحبا أخي عبد الإله
سعدت جدا بقراءتك
و بمرورك الجميل
لكم خالص التحية و التقدير

المختار محمد الدرعي
23-10-2015, 11:42 AM
رغم عمق الفكرة وما تحمل من معاناة تعيشها ألشعوب العربية بسبب هذه الحدود إلا أنها تحلت بأسلوب ساخر يعطي القارئ شيء من البهجة
تحيتي وتقديري

نعم هناك ابتسامة بين السطور هي ابتسامة ساخرة من تلك المعاناة
و قديما قيل ( كثرة الهم يضحك )
شكرا لجمال القراءة و المرور أستاذتنا ليانا
تقبلي أسمى عبارات الود و التقدير

المختار محمد الدرعي
23-10-2015, 11:45 AM
هہِهَہهَہهَہِہِهَہهَہهَہه َہهَہِاي
هذا ماحصل مع بعض الحمير والبعض ماذال يحمل البضاعة لا يلام على ذالك لانه حمار

نعم أخي منير صدقت
لقد دخل الحمار أسطبل السجن
و ضحى بحريته
من أجل أطماع الإنسان
شكرا للحضور الجميل
خالص التحية و التقدير

المختار محمد الدرعي
23-10-2015, 11:51 AM
قصّة رمزيّة طريفة بسرد سلس ... في زمن كثرت فيه الحمير، وكثرت الإغراءات قلّة من يصمدون في وجهها ...
بوركت
تقديري وتحيّتي

نعم كما ذكرت أستاذة بدارنة الرمزية كانت الطاغية في القصة مع الطرافة
شكرا لجمال المرور و القراءة
تحيتي و تقديري