المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ينبوع النبوة



د. سمير العمري
04-03-2015, 03:33 AM
مَـــنْ ذَا دَعَـــاكِ وَمَــا اجْــتَبَيتُكِ مَــوْعِدَا = وَمَـــنِ ادَّعَـــاكِ وَمَـــا اجْــتَــنَيتُكِ مَــوْلِدَا
أَنَـــا سَــرْمَــدِيُّ الـــرُّوحِ لَــكِــنَّ الــهَوَى = سَــرَفًــا تَــيَــمَّمَ شَــطْــرَ جِــرْمِــكِ سَــرْمَــدَا
مَـــا انْــفَــكَّ يُــغْــوِي مَــاءُ فَــتْنِكِ طِــينَتِي = حَــتَّــى بَــنَــيتُ لَـــكِ الــمَــشَاعِرَ مَــعْــبدَا
لَـــمْ تَــتَّــئِــدْ وَشَـــفَــا الــهُــنَــيْهَةِ يَــقْــتَفِي = خَـلَــدِي لأَحْــسِــبَ مَـــا وَهَـبْتِ مُــخَلَّدَا
وَعَــلَــى سَــرَابِ خُــطَاكِ أَرْكَــضَ ظِــمْئَهَا = لِــتَــؤُزَّنِــي فِـــي جُـبِّ وَهْــمِــكِ فَــدْفَــدَا
يَــــا ذَاتَ أَحْـــلامٍ وَأَحْــمَــالٍ عَــــلَــى = أَيِّ الــقُــرُوءِ حَــمَــلْتِ لَــنْ تَــلِدِي الــغَدَا
يَــــــا ذَاتَ آلامٍ وآمَــــــالٍ وَفِــــــي = ثَــدْيِ احْــتِضَانِكِ خَــمْرُ مَــنْ رَضِعَ الجَدَا
لَـــمْ تَــخْدَعِي صَــرْحِي الــمُمَرَّدَ فَــاخْدَعِي = مَـــا شِــئْــتِ مِــنْ زُمَــرٍ يَــرَونَكِ هُــدْهُدَا
إِنِّـــي حَــرَثْــتُــكِ فَــاحْــتَسَبْتُ مَــوَاسِــمِي = وَنَــدَبْتُ غَــرْسِي فِــيكِ يَــحْصُدُهُ الــسُّدَى
وَعَــنِ افْــتِــتَانِ سَــنَــاكِ أَنْــهَــرُ خَــاطِرِي = حَـــذَرَ الــلَّــظَــى أَلَّا يُــــبَــوَّأَ مَــقْــعَــدَا
مَــنْ يَــسْــتَلِذُّ الــشَّــهْدَ مِــنْ فَــمِ أَرْقَــمٍ؟ = أَمَّـــنْ يَــوَدُّ الــمُلْكَ فِــي كَــنَفِ الــرَّدَى؟
هَــذَانَ مُــشْــتَــبِهَانِ رَحْــمُــكِ وَالــرَّحَــى = وَشَــهِــيُّ مَـــا يَــسْــقِي انْــثِيَالُكِ وَالــصَّدَى
لا فِــتْــنَــةً كَــالــلَــهْثِ خَـلْــفَ ظِـلالِــنَا = طَــوْعَ الــهِوَى وَالــرَّأْيُ مِــنْ صَــلَفٍ أَدَى
هَــلْ تَــسْــتَــرِيحُ الــــرُّوحُ إِلا خِــلْــسَــةً = مَــا بَــينَ نَــزْغِ مَــنِ اجْتَدَى وَمَنِ اعْتَدَى
وَأَنَا الــذِي مَــا زِلْــتُ أَبْــحَثُ عَنْ غَدِي = تَــعِــبَ الــرَّحِــيــلُ وَلَـــمْ أَزَلْ مُــتَــرَدِّدَا
طَـيـرِي يَـحِـنُّ وَرِحْـلَــتِي دَرَجَــتْ عَــلَى = دِفْءِ الــمَــوَاسِــمِ وَالــجَــنَــاحُ تَـــمَـــرَّدَا
أَرْنُــو إِلَــــى الــشُّــطْــآنِ زَوْرَقَ عَــــابِــرٍ = فِــي لُــجِّ يَــمِّــكِ لا يَــكَــادُ يَـــرَى الــيَدَا
لا يَــبْــلُــغُ الــمَـــرْءُ الــتَّــقِــيُّ مَــقَــامَــهُ = إِلا إِذَا أَدْنَــــى الـــحَــــيَــاةَ وَأَبْـــعَـــدَا
وَالــحَــقُّ غَــــايَــةُ كُـلِّ ذِي أَرَبٍ إِلَـــى = فَــحْــوَى الــحُــلُــومِ وَحَــزْمُــهُ أَنْ يَــرْشُــدَا
وَلَـكَمْ نَـهَيْتُ الــنَّفْسَ عَنْ سَرَفِ الوَرَى = وَتِــخِــذْتُ أُسْـوَتَـهَــا الـمُـجَــلَّلَ بِــالــهُدَى
قَــلَــبِــي تَــوَضَّــأَ بِــالــصَّــلاةِ وَأَحْـرُفِــي = فِـــي غَـــارِ طُــهْــرِ الْــبَــوْحِ خَــرَّتْ سُــجَّدَا
يَـرْنُـــو لِـمِــحْــرَابِ الــتَّــبَــتُّــلِ كُـلَّــمَــا = أَطْــفَــأْتُ دَمْــــعَ الــشَّــوْقِ زَادَ تَــوَقُّــدَا
قَــدْ هَــزَّ جِــــذْعَ مَــحَــبَّتِي بِــقَــصِيدَةٍ = عَـــذْرَاءَ لَـــمْ تَــغْــطِشْ لِــمَــرْيَمَ مَــشْــهَدَا
قُــلْــتُ اسْــتَــقِــمْ وَالــرُّوحُ تَــتْــلُو آيَـــةً = فِــي مَدْحِ مَنْ مَحَضَ الصِّرَاطَ مَنْ اهْتَدَى
هَـذَا الـذِي خَــضَــلَ الــمَــعِيَّةَ بِــالــتُّقَى = هَــذَا الــــذِي فَــضَــلَ الــبَــرِيَّةَ مَــحْــتِدَا
هَـذَا الأَمِـينُ الــصَّادِقُ الــمَـحْمُودُ فِــي = خُــلُــقٍ وَفِــي عَــمَــلٍ وَفِــي شِــيَمِ الــنَّدَى
هَـــذَا رَسُـولُ اللهِ أَكْـــرَمُ مَـنْ جَــزَى = وَأَعَـــزُّ مَـــنْ أَسْـــدَى الــجَــلِيل وَسَــدَّدَا
آبَـــاؤُهُ الـــغُـــرُّ الــسُّــرَاةُ وزَوْجُــــهُ = خَـيْـــرُ الــنِّــسَــاءِ وَآلُــــهُ دُرَرُ الــمَــدَى
لَـــمْ تَــحْــرُثِ الأَصْــلابُ إِلا عِــفَــةً = أَو تُــــورِثِ الأَرْحَـــــامُ إِلا سُـــؤْدُدَا
مُــذْ كَــــانَ آدَمُ مَــــا تُــــنَــزَّلُ مِــلَّــةٌ = إِلا وَلِـلإِسْـــلامِ تُــجْـــرِي الــمَــقْــصِــدَا
فَـــكَــأَنَّ يَــنْــبُــوعَ الـنُّــبُــوَّةِ مَـا جَـرَى = إِلا لِــيُــسْــقَــى الــعَــالَــمُــونَ مُــحَــمَّــدَا
مَــــا كَــــانَ مَـــوْلِــدُهُ الــعَــظِــيمُ وِلادَةً = بَــــلْ كَــــانَ بَــعْــثًا لِــلــوُجُودِ وَمَــوْلِــدَا
بُــشْـــرَى تَــسُـرُّ الــمُــؤْمِــنِينَ وَرَحْـمَــةً = لِــلــعَــالَمِينَ وَمُـــنْــذِرًا كَــبَــدَ الــكُــدَى
أَهْـدَى لِــيَثْرِبَ فَــضْلَ مَكَّةَ فِــي الـقُرَى = لَـمَّـــا بِـهِجْــرَتِــهِ الــشَّــرِيــفَةِ أَسْـــعَــدَا
وَأُثِـيــبَ خَــيْــرَ الْــمُــعْــجِزَاتِ تــفَــرُّدًا = ذِكْــرًا يُــرَدَّدُ فِـــي الــصُّــدُورِ مُــخَــلَّدَا
مَـزَّمِّـــلَ الــخُــلُــوَاتِ أَقْــرَأَ مُــرْفِــئًــا = وَمُـــؤَثَّـــلَ الــدَّعَــوَاتِ أَبْــــرَأَ مُــرْفِــدَا
وَسَقَــى مِـنَ الــبَــرَكَاتِ كُـلَّ ظَــمِيئَةٍ = وَحَـبَا مِنَ الــصَّدَقَاتِ كُــلَّ مَنَ اجْتَدَى
وَأَقَــــامَ فِــي الأَرْضِ الوِئَــامَ وَهَـدْيُـهُ = أَفْــشَــى الــسَّــلامَ وَحِـلْمُهُ شَــمِلَ الــعِدَى
وَشَفَى الـقُلُوبَ مِن الـشِّقَاقِ وِلَمْ يَكُنْ = لِــحَــضَــارَةِ الإِنْـــسَـــانِ إِلا الــمَــوْرِدَا
لَـمَّـــا أَذَلَّ لَــهُ الـبُـــرَاقُ جَــنَــاحَــهُ = فِـــي لَــيــلَةِ الإِسْـــرَاءِ بَـــارَكَ مَــسْــجِدَا
صَـلَّـــى إِمَـــامَ الأَنْــبِــيَــاءِ وَنُـــورُهُ = يَــسْـعَــى إِلَـى الـمَــلَأِ الــمُـقَدَّسِ مَــوْعِــدَا
حَـتَّـى تَــأَذَّنَ رَبُّـــهُ فَــسَــمَــا لَــــهُ = مِـعْــرَاجَ مَــنْ نَــادَى لِــمَنْ سَــمِعَ الــنِّدَا
يَـــا سَـيِّـدِي وَأَنَـــا الـذِي لَـمْ يَــتَّــخِذْ = يَــوْمًــا سِــوَاكَ مِـــنَ الــخَــلائِقِ سَــيِّــدَا
يَـــا قُدْوَتِــي وَأَنَـــا الـذِي مِـنْ فِــطْنَةٍ = رَشَـدًا بِــغَيرِ حَــكِيمِ هَـدْيِكَ مَــا اقْــتَدَى
يَـــا مَـنْ تَـفَـرَّدَ فِـي الأّنَـــامِ فَـصَاحَةً = مُذْ كُنْتَ أَنْتَ الصَّوْتَ كُنْتُ أَنَا الصَّدَى
لَـوْلاكَ مَا انْـتَهَلَ الرَّشَادَ أُولُو الــحِجَا = لَــوْلاكَ مَـــا ابْــتَــهَلَ الــفُــؤَادُ مُــوَحِّــدَا
لَـوْلاكَ مَـــا ائْـتَلَفَتْ قُـلُوبٌ وَارْتَـقَتْ = أُمَـمٌ وَأَضْـحَــى الـكَــوْنُ أَجْــوَدَ أَرْشَــدَا
يَــــا خَـيــرَ خَلْــقِ اللهِ كَيفَ لِطَــائِرٍ = لَــمْ يُــسْــقَ حُــبَّــكَ أَنْ يَــطِــيرَ مُــغَــرِّدَا
الـرُّوحُ بَــيـنَ يَـدَيْـكَ مِنْ أَلَـمٍ سَجَتْ = وَالــقَــلْبُ فِـي كَــفَّيْكَ مِــنْ أَمَــلٍ هَــدَا
حَاشَاكَ مِنْ هَرَفِ الـزُّنَاةِ وَمَــكْرِهِمْ = وَكَـفَــاكَ رَبِّــي الــشَّــانِــئِينَ الــحُــسَّــدَا
وَفَدَاكَ مَا فِي الكَوْنِ يَا شَرَفَ الوَرَى = وَأَجَــلَّ مَــــا خَــلَــقَ الإِلَـــهُ وَأَجْــلَــدَا
لَــمْ يَعْرِفُــوكَ بِـنَــا وَأَجْفَــلَ رَأْيَـهُـمْ = مَــنْ ظَــنَّ أَنَّ الـــدِّيــنَ أَنْ يَــتَــشَدَّدَا
إِنَّــــا لَــفِـي زَمَــنِ الــنِّـفَــاقِ تَـلُوكُــنَا = فِـتَــنٌ وَيُــلْــقِــمُنَا الـبُغَاةُ فَـمَ الـــرَّدَى
زَمَـنٌ تَـأَخَّـرَتِ الأُسُـودُ وَأَخْــبَــتَتْ = وَجَــلًا فَــأَغْـرَى الــجُــرْذَ أَنْ يَــتَــأَسَّدَا
مِـنْ كُـلِّ إِمَّــعَــةٍ يَــخُــوضُ بِــرَأْيِــهِ = يَـقْفُو الـتُّــرَابَ هَـوَىً وَيَــجْفُو الــعَسْجَدَا
إِنْ صَـبَّ كَأْسَ الـلَهْوِ عَبَّ فَمَا ارْعَوَى = وَإِنِ ارْتَــقَــى الأَرَبُ الـمَؤَثَّــلُ أَخْـلَــدَا
قَدْ عَـــادَتِ الأَصْنَــامُ تُـعْـبَدُ، جُلُّهُمْ = صَـنَمًــا أَقَـــامَ عَــلَــى العُــرُوشِ مُــؤَيَّــدَا
لَــمْ يَظْهَــرِ الـدَّجَّــالُ بَـعْــدُ وَإِنَّــمَــا = ظَهَــرَ الــفَــسَادُ فِــي الاعْــتِــقَادِ وَهَــدَّدَا
قَـدْ أَوَّلُـوا الآيَـــاتِ وَهْـيَ صَــرِيــحَةٌ = وَتَــبَــدَّلُــوا مِـنــكَ الــصَّــحِــيحَ الــمُــسْنَدَا
وَتَـزَيَّــلُــوا شِـيَــعًــا يَـشُـطُّ إِمَــامُهُــمْ = فَــيُــطَاعُ فِـــي الأَمْــرَينَ رَاحَ أَوِ اغْــتَدَى
رَذَلُـوا الـمَكَــارِمَ فَــاسْتُبِحْنَا قِـصْعَةً = لِــلطَّــامِعِينَ وَسَــيْــفُــنَا اغْــتَــمَدَ الــصَّــدَا
وَالـمَوْتُ يَـرْتَــعُ فِــي الــدِّيَــارِ كَأَنَّــهُ = ذِئْـبُ الـشِّقَاقِ الــمُرِّ فِــي الــدَمِ عَــرْبَدَا
مَسْـرَاكَ تُــنْــهِــكُهُ الــقُيُودُ وَقُــدْسَــهُ = هَـتَــكَ الــيَــهُودُ وَشَعْــبُ غَـــزَّةَ شُـــرِّدَا
وَالـشَّــامُ حَرَّقَهَا الطُّغَاةُ وَبِــاللِحَى ارْ = تَــزَقَ الــدُّعَــاةُ وَكُـلُّ أَحْــمَــقَ أَلْــحَــدَا
وَالـنِيلُ قَدْ جَـحَدَ الـفُرَاتَ وَذُو المُنَى = عَشِــقَ الأَنَـــا وَالــنَّخْلُ يَــخْشَى الـغَرْقَدَا
فَـمَتَــى سَنَعْبُرُ خَوْفَنَــا لِـحِمَـى غَـدٍ = لا الـمُـدُّ يُـصْغِي الــحُرَّ فِــيهِ وَلا الــمُدَى
وَإِلامَ سَــفْــعُ الرُّوحِ؟ لَـمْ تَكُ أُمَّــةً = لَـــمْ تَــسْــتَــطِعْ بِــالــدِّيــنِ أَنْ تَــتَــوَحَّدَا
يَــــا رَبِّ صَـلِّ عَلَــى الـنَّــبِيِّ وَآلِـــهِ = وَهَــبِ الــوَسِــيــلَةَ وَالــفَــضِــيلَةَ أَحْــمَــدَا
وَاجعَــلْ شَفَاعَتَهُ الـمَلاذَ لِـمَنْ أَتَـى = يَـرْجُـوكَ بِــالــرَّحَـمَــاتِ أَنْ تَــتَــغَــمَّــدَا