مشاهدة النسخة كاملة : عادت.. ولكن..!
الفرحان بوعزة
30-10-2015, 10:58 AM
... قبل أن تدخل القرية، اعترضها أهلها في سفح الهضبة، نهر عظيم يسابق الزمن في مجراه، على ضفته اليسرى تجمعوا، أحاطوا بها.
اشتد الجدل بينهم حول عودتها من المدينة، همهموا، نمنموا خطتهم، كل واحد بلع رضابا لزجا انحصر في حلقه. قالوا لها بلسان واحد: اختاري بين العودة إلى هناك أو الموت.
رماها أبوها بنظرة خرقت قلبها،انتظرت منه أن يقول كلمته، لكن الصمت سقط من جفنيه. اهتز جسمها، أحست أن العقول سكنها الجنون، وأن حياتها سوف تمزقها أيادي الجماعة. شخصت بعينيها إلى السماء، بأنفاسها الحارقة تواصلت مع الغمام.
بقلبها راسلت من هو أعلى من الخلق، بل أعلى من كل شيء في الوجود. نبضات قلبها اختلت، قد تموت على مهل في الداخل ولا أحد يحس بها.
تشابكوا، تلاوموا، استلوا من نفوسهم كلمات نابية، ارتفعت أصواتهم فسقطوا في نزاع عبثي.
استغلت نجاة الفرصة، وفي غضب حاد، حملت حقيبتها ثم توجهت نحو أعلى الهضبة. حركت شفتيها، كلمت نفسها كلاما خفيفا وقالت: ما كان علي أن أعود، لكن ... اشتقت إليك أبي، فقدت أمي باكرا،
فكانت لوحة طفولتي فارغة، ما ذنبي إن اخترت من أحبه هناك، لي حياة، ملكني الله إياها، بأي حق تستولون عليها؟
على حين غرة، حاصر الجماعة إعصار مفاجئ، وجاء مطر غزير يقتلع الحجر، ورياح هوجاء تهز الأجسام. تدفعهم إلى الخلف، صدورهم تسبق ظهورهم. يسقطون على أقفائهم، لا فرصة لهم للهرب.
من جرفه الماء يسقط في النهر. ومن حاول أن يصعد إلى أعلى الهضبة ينزلق، يتمرغ، يقف ثم يسقط.
في أعلى الهضبة ، من نافذة دار إسمنتية مهجورة ، كانت تراقبهم وهو يصارعون الماء الثجاج، تظهر أجسامهم وتختفي، يلوحون بأيديهم، يحاولون أن يتشبثوا بأغصان الدفلى، أن يتمسكوا بالأعشاب،
لكنها تنسل بسهولة فتبقى في قبضتهم.
توقفت الأمطار، وبدأت الأرض تبلع ماءها على مهل. رق قلبها لحالهم، تدفقت دموع دافئة على خديها، خبأت حقيبتها تحت التراب، وأسرعت تنقد من بقي على قيد الحياة. بحثت عن أبيها فلم تجده.
ناديه محمد الجابي
31-10-2015, 07:43 PM
بعد غياب الأم وطفولة فارغة أحبت ـ واختارت من تحب وذهبت معه إلى المدينة
فخرجت بذلك عن تقاليد القرية ـ ولما عادت شوقا لرؤية أبيها اجتمع أهل القرية
جميعا واعترضوا طريقها ليخيروها فإما أن تعود من حيث أتت أو يقتلوها.
فتوجهت بقلبها إلى من هو أعلى وأقوى وأكبر منها ومنهم .. لله الغفور الرحيم
فكانت إجابة السماء بماء منهمر يقتلع الحجر ويغرق البشر ...
طوفان جديد ابتلع أهل القرية بعد مصارعة لماء ورياح لا قبل لهم بها..
وهى من فوق الهضبة تراقب .. بكت متأثرة لحالهم ثم أسرعت في محاولة
لإنقاذ من بقى على قيد الحياة ـ ولكنها لم تجد أبيها..
وبعيد عن ما ترمز إليه القصة فهذه هى الأحداث التي قدمت فيها نص بديع
في صياغته ،وسرد مفعم بالمعاني والدلالات .
قاص موهوب ومعبر ـ أحب إحساسك المميز وحرفك الفواح. :001:
كاملة بدارنه
31-10-2015, 08:38 PM
الضّعيف إن كان على حقّ، ومعتصما بحبل الله لا بدّ وأن يُنصر
سرد مؤثّر سواء أكان واقعيّا أو رمزيّا، وحبكة قويّة حتّى النّهاية
بوركت أستاذنا الفرحان
تقديري وتحيّتي
الفرحان بوعزة
03-11-2015, 05:43 PM
بعد غياب الأم وطفولة فارغة أحبت ـ واختارت من تحب وذهبت معه إلى المدينة
فخرجت بذلك عن تقاليد القرية ـ ولما عادت شوقا لرؤية أبيها اجتمع أهل القرية
جميعا واعترضوا طريقها ليخيروها فإما أن تعود من حيث أتت أو يقتلوها.
فتوجهت بقلبها إلى من هو أعلى وأقوى وأكبر منها ومنهم .. لله الغفور الرحيم
فكانت إجابة السماء بماء منهمر يقتلع الحجر ويغرق البشر ...
طوفان جديد ابتلع أهل القرية بعد مصارعة لماء ورياح لا قبل لهم بها..
وهى من فوق الهضبة تراقب .. بكت متأثرة لحالهم ثم أسرعت في محاولة
لإنقاذ من بقى على قيد الحياة ـ ولكنها لم تجد أبيها..
وبعيد عن ما ترمز إليه القصة فهذه هى الأحداث التي قدمت فيها نص بديع
في صياغته ،وسرد مفعم بالمعاني والدلالات .
قاص موهوب ومعبر ـ أحب إحساسك المميز وحرفك الفواح. :001:
شكرا لك أختي المبدعة المتألقة نادية على هذه القراءة القيمة التي أغنت النص ،
شكرا على اهتمامك النبيل وتواصلك القيم ..
مودتي وتقديري
الفرحان بوعزة
03-11-2015, 05:47 PM
الضّعيف إن كان على حقّ، ومعتصما بحبل الله لا بدّ وأن يُنصر
سرد مؤثّر سواء أكان واقعيّا أو رمزيّا، وحبكة قويّة حتّى النّهاية
بوركت أستاذنا الفرحان
تقديري وتحيّتي
تحية طيبة الأخت الكريمة كاملة ..
شكرا على قراءتك الهادفة والمراكزة ،فعلا أختي المبدعة حاولت ان أشتغل على رمزية تجمع بين الممكن وغير الممكن ،
ترى هل أفلحت في توصيل رؤيتي للقراء أم لا ؟ شكرا على اهتمامك النبيل ،اهتمام أعتز به ..
مودتي وتقديري
ربيحة الرفاعي
04-11-2015, 06:02 PM
اختارت من أحبت والحياة التي أرادت فأعلنوا عليها الموت
وانشغلوا في نزاع عبثي فانسلت من حصارهم وارتقت الهضبة
وعادت لترى أباها فجرفه الماء
مفاصل قويّة بإشاراتها التي تفتح للقص الاجتماعي باب التأويل أوسع وأنفع
حبكة ذكية قويّة ومتقنة وسرد شائق مكن الكاتب من انتباه ومتابعة قارئه حتى الحرف الأخير
أعجبتني "نجاة الفرصة" حيث براثن الجهل تقتل فرصة النجاة
عثرة طباعية .. تراقبهم وهم يصارعون
دمت بروعتك أديبنا
تحاياي
الفرحان بوعزة
04-11-2015, 09:17 PM
اختارت من أحبت والحياة التي أرادت فأعلنوا عليها الموت
وانشغلوا في نزاع عبثي فانسلت من حصارهم وارتقت الهضبة
وعادت لترى أباها فجرفه الماء
مفاصل قويّة بإشاراتها التي تفتح للقص الاجتماعي باب التأويل أوسع وأنفع
حبكة ذكية قويّة ومتقنة وسرد شائق مكن الكاتب من انتباه ومتابعة قارئه حتى الحرف الأخير
أعجبتني "نجاة الفرصة" حيث براثن الجهل تقتل فرصة النجاة
عثرة طباعية .. تراقبهم وهم يصارعون
دمت بروعتك أديبنا
تحاياي
لا أخفي عليك أختي المبدعة المتألقة ربيحة بأنني أحاول أن أخرج عن نمط قصصي السابقة عن طريق مزج الواقع بالمتخيل ،
يقول كانط : إن المعيار الذي يسمح لنا بتحديد الإدراك الإنساني يكمن في القدرة على التمييز بين الواقع الممكن والمحتمل ..الذي يعود إلى كون فكر الإنسان يتميز بكونه فكرا رمزيا "
لا أدري هل وفقت في تجسيد هذه المقولة التي أعجبت بها ..
شكرا على قراءتك القيمة ،كعادتك تكون تعليقاتك على جميع النصوص هادفة ومركزة ..
نعم أختي ، سقطت الميم في ضمير الجماعة سوف أصححها إن شاء الله ..
شكرا على تواصلك الدائم .. مودتي وتقديري ..
خلود محمد جمعة
05-11-2015, 08:55 AM
طرح لأكثر من قضية اجتماعية
اليتم ، العادات والتقاليد، حجم المرأة ومكانها، العلاقات الاجتماعية و الايمان و الاعتصام بحبل الله
وربط اكثر من فكرة باسلوب ماتع ومشوق يمسكنا من البداية الى الحبكة ثم الى النهاية بشغف
بالرغم من عنصر التشويق للوصول للنهاية الا أنني في قصصك استاذي اتمنى ان لا تنتهي القصة لابقى بين سطور حكايتك
دمت بكل الخير
بوركت وكل التقدير
محمد جباري
05-11-2015, 10:07 AM
عتبي على أهل القرية..أليس فيهم رجل رشيد!!
لا أستغرب أن ينزل عليهم العذاب العميم الأليم ليحصدهم حصدا..مجتمع جاهلي و إن كان يعيش في القرن الواحد و العشرين.و غير هذا كثير..
هذه القصة منجم من المعاني و العبر..
دام قلمك.
الفرحان بوعزة
05-11-2015, 02:26 PM
طرح لأكثر من قضية اجتماعية
اليتم ، العادات والتقاليد، حجم المرأة ومكانها، العلاقات الاجتماعية و الايمان و الاعتصام بحبل الله
وربط اكثر من فكرة باسلوب ماتع ومشوق يمسكنا من البداية الى الحبكة ثم الى النهاية بشغف
بالرغم من عنصر التشويق للوصول للنهاية الا أنني في قصصك استاذي اتمنى ان لا تنتهي القصة لابقى بين سطور حكايتك
دمت بكل الخير
بوركت وكل التقدير
شكرا لك أختي المبدعة المتألقة خلود على هذه القراءة القيمة التي أغنت النص ،
شكرا على اهتمامك النبيل وكلمتك الطيبة ،كلمة أعتز بها ..
مودتي وتقديري
الفرحان بوعزة
05-11-2015, 02:29 PM
عتبي على أهل القرية..أليس فيهم رجل رشيد!!
لا أستغرب أن ينزل عليهم العذاب العميم الأليم ليحصدهم حصدا..مجتمع جاهلي و إن كان يعيش في القرن الواحد و العشرين.و غير هذا كثير..
هذه القصة منجم من المعاني و العبر..
دام قلمك.
تحية طيبة أخي المبدع المتألق محمد ..
شكرا لك أخي على هذه القراءة القيمة التي أضافت قيمة أدبية لهذا النص المتواضع .
شكرا على اهتمامك النبيل وتواصلك القيم ..
مودتي وتقديري
عبد المجيد برزاني
05-11-2015, 03:26 PM
بحثت عن أبيها فلم تجده.
لم يرحمها قيل قليل، فلم ترحمه السماء.
نص جميل سي بوعزة.
دمت مبدعا.
تحيتي.
الفرحان بوعزة
05-11-2015, 09:04 PM
بحثت عن أبيها فلم تجده.
لم يرحمها قيل قليل، فلم ترحمه السماء.
نص جميل سي بوعزة.
دمت مبدعا.
تحيتي.
تحية طيبة أخي المبدع المتألق عبد المجيد ..
شكرا لك أخي على قراءتك القيمة لهذا النص المتواضع .
شكرا على اهتمامك النبيل، اهتمام أعتز به ...
مودتي وتقديري
آمال المصري
23-11-2015, 12:03 PM
هي عادات الشرق الثأر للشرف فأهل القرى والبوادي ينتهجون تفاليد وأعراف تلفظها المدن والحضر منها اختيار الفتاة لشريك الحياة وكثير منها تلتزم زواج الأقارب
وما فعلته الفتاة هنا هو خروج عن تلك الأعراف والتي جعلتهم يستحلون قتلها لولا رحمة من السماء ...
رائعة بمحمولها وفكرتها وما تحمل
شكرا لك هذا الجمال أديبنا الفاضل
تحاياي
الفرحان بوعزة
23-11-2015, 04:40 PM
هي عادات الشرق الثأر للشرف فأهل القرى والبوادي ينتهجون تفاليد وأعراف تلفظها المدن والحضر منها اختيار الفتاة لشريك الحياة وكثير منها تلتزم زواج الأقارب
وما فعلته الفتاة هنا هو خروج عن تلك الأعراف والتي جعلتهم يستحلون قتلها لولا رحمة من السماء ...
رائعة بمحمولها وفكرتها وما تحمل
شكرا لك هذا الجمال أديبنا الفاضل
تحاياي
تحية طيبة أختي المبدعة المتألقة آمال ..
شكرا لك على هذه القراءة القيمة التي نورت هذا النص المتواضع .
نعم ، أعتقد أنها عادات مشتركة بين الشعوب العربية مع اختلاف قوتها وضعفها بين المناطق المتباعدة ..
شكرا على اهتمامك النبيل وتواصلك القيم ..
مودتي وتقديري
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir