المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هنا العمريّ الثائر الحرف



محمد محمد أبو كشك
09-11-2015, 02:29 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه القصيدة أهديها لأستاذي الحبيب د. سمير العمري ليثبتها في قلبه وليعلم والله اني لأحبه حب الأخ لأخيه وحب الطويلب لأستاذه الكبير
وما أردت بها نفاقا ولا مطلبا ولا مجاملة غير المودة والتعبير عن صدق شعوري نحوه ونحو الواحة الغالية التي هي دار الأماثل والكرام وعبرت فيها عن غاية الشعر للجميع وهي حسن القول والصلة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر فالشعر في نظري فرصة لتجمع القلوب وصفاء النفوس وهو ملكة وموهبة علينا ان نحسن استعمالها في كل خير للمودة والقربى والتراحم والإيثار والنهضة والصحوة والهمة والروعة العربية التي نحلم بها جميعا



هُنَا الوَاحَةُ الغَنَّاءُ صَـوتُ البلابِـلِ=ودَوْحُ المُنى وَالمَجدِ أيْـكُ العَنَـادِلِ

هُنَا دَولةُ الأَشعَـارِ فِـي أوْجِ عزِّهَـا=يُغنِّي عَلـى أَوتَارِهَـا كُـلُّ هَـادِلِ

هُنَـا وَأَميـرُ الشِّعـرِ لا زَالَ قَلبـهُ=يُشَيِّد بِالأشْعَـارِ صَـرحَ الأمَاثـلِ

وَخَلفَ أَميرِ الشِّعْرِ قد سَارَ عُصْبـةٌ=يُعيدُونَ شِعرَ الأمْسِ عَذبَ المَناهـلِ

هُنَا العُمَرِيُّ الثَّائـرُ الحَـرفِ قَلبـهُ=أصِيلٌ عَريقُ المَجدِ عَذبُ الشَّمائـلِ

يُرَجِّي بِرَغْمِ الضَّعْفِ يَوْمًا وَعـَودَةً=لِأُمَّتِهِ بَعْدَ افْتِرَاقِ المَنَازِلِ

وَمِنْ خَلَفِهِ أَبْنَاؤُهُ الغُـرُّ قَدْ سَعَوْا=كَأَشْبَالِ ضِرغَامٍ جَسُورَ الَمْخَايـلِ

كَأَنَّ أَسْوَدَ الشِّعْرِ فِي سَاحَةِ الْوَغَى=يَصُولُونَ بِالْأَشْعَارِ سَعْيَ الْمُنَازِلِ

عُكَاظُ.. أَعَدْنَا الشِّعْرَ كَالْأَمْسِ يَافِعًا=بنَابِغَـةٍ سَامَى نُبـُوغَ الْأُوَائِـلِ*

هُنَا المشْعَلُ الْوَضَّاءُ يَسْمُو لسَانُـهُ=فَتَرْنُو لَهُ فِي الْبُعْدِ لُسْنُ المَشَاعِـلِ

وَهَا أَنْتَ قَدْ أَنْشَأْتَ لِلشِّعْرِ معْقلًا=تُبَاهِي بِهِ الأَشِعـَارُ شَمَّ الْمَعَاقِلِ

فَأَرْجَعْتُهُ بُعْد اغْتِـرَابٍ وُوحْشَـةٍ=كأَنْدِلسٍ عَادَتْ لِأَحْضَانِ دَاخِلِ*

رَكبْتَ إِلَى نَيْلِ المَعَالِي مَطِيَّةً=أَبَتْ أَنْ تُبِيحَ الظَّهْرَ إِلَّا لعَاقِلِ

فَلَا يُثْنِكَ الْحَمْقَى وَلَا جَهْلُ جَاهِلٍ=وَلَا جَدَلٌ أَضْنَى لِسَانَ الْمُجَادِلِ

صَبَرْتَ عَلَى زَلَّاتِ قَومٍ ورُضْتَهُـمْ=وَقَوَّمْتَ بِالْحِلْمِ اجتِرَاءَاتِ جَاهِـلِ

فَآوَيْتَ مَنْ رَقُّوا بِحُسْنِ التَّعَامُلِ=وَدَاوَيْتَ مِنْ شَقُّوا بِسَيْفِ التَّغَافُلِ

فَإِنْ قَالَ بَعْضُ النَّاسِ: نَافَقْتُ قُلْ لَهُمْ=أَيسْعِى لَمَالٍ أَمْ لِنَيْلِ الْمَنَازِلِ؟

وَإِنِّي وَإِنْ خَالَفْتُكَ الرَّأْيَ مَـرَّةً=أَرَاكَ سَمِيرَ الشَّعْرِ خَيْرَ مُنَاضِلِ

وَلَسْتُ أَقُولُ الشِّعْرَ أَرْجُو تَمَلُّقًا=فَأَنْصبُ بِالْأَشْعَارِ شَـرَّ الحبَائِلِ

بَلْ الْحَقَّ دَوْمًا قُلْتُ فِي كُلِّ مَـرَّةٍ=وَمَا كُنْتُ أُعْلِي صَوْتَ حَقٍّ بِبَاطِلِ

أَرَى الرَّأْيَ حَتَّى إِنْ صَفَا لِي قَبِلْتُهُ=وَأَسْأَلُ أَهْلَ الرَّأْيِ سَوْقَ الدَّلَائِلِ

وَآملُ يَوْمًا أَنْ أَرَى الشِّعْرَ مِثْلَمَا=أَرَدْنَاهُ دَرْبًا مِنْ دُرُوبِ الْأَفَاضِلِ

فَذَلِكَ قَصْدِي مِنْ مَدِيحِي لَعَلَّهُ=يُجَمِّعُ نَهْرًا مِنْ شَتَاتِ الجَدَاولِ

وَإِنِّي لَأُهْدِيكَ الْقَصِيدَ مَوَدَّةً=وَإِنَّ بُيُوتَ الشِّعْرِ أَغْلَى الرَّسَائِلِ



هامش:
*1 يقصد بالبيت ان الواحة واميرها تضاهي عكاظا والنابغة الذبياني حيث كان يقوم بالتحكيم بين الشعراء
*2داخل يقصد به عبد الرحمن الداخل صقر قريش وقد انشأ الدولة الأموية في الأندلس بعد سقوطها في المشرق


د. محمد

محمد محمد أبو كشك
18-08-2020, 05:07 PM
هذه القصيدة ستظل رابطا في نفسي بذكراها ومشاعرها وبكل حرف فيها فحين أقرأ ما كتبته هنا أجدني متيما بكم رغم أي شيء ...
أنا أحب هذا المكان وهذا الرجل وبالفعل كل ما كتب نابع من شعور صادق في زمان صدق وقول صظق

ناريمان الشريف
15-11-2021, 06:10 PM
يحق لك أن تفخر بهذه القصيدة وتظل مربوطة معلقة بذاكرتك
فهي من قصائد المدح النادرة والتي تستحق الإشادة
كما يستحق أمير الواحة كل هذا
بارك الله فيك
وتحية ... ناريمان