عبد السلام دغمش
15-11-2015, 09:59 PM
- أبي .. أريدُ حاسباً لوحيّاً جديداً .. وأريده غداً..!
- لكنني كنتُ قد اشتريت لكَ حاسباً لوحيـّاً منذ فترةٍ ليست بطويلة .. شهرين فقط ..؟
- .. لم يعد ذاك يلزمني .. هناك نسخةٌ جديدة في الأسواق الآن و بمواصفاتٍ مميزة ، وسيكون بإمكاني تحميلَ عددٍ أكبرَ من الألعاب والمقاطع ..
كانت الخادمةُ تدفعُ أمامها عربةً من المعدن المصقول مزودةً بأرفف زجاجيةٍ ثقـُلت بأطباق طعامِ العشاء باتجاه غرفة الجلوس حيث السيد المدير العام وقد استرخى حتى غاص في مقعدهِ الوثير جائلاً عينيه في شاشة التلفاز ذات الثماني والأربعين بوصة ، .. وزوجته التي يجاهد حاجباها جفنين خاملين أنْ يطبقا ، وولده الشاكي ..وقبل أن تنهمك الخادمة في وضع الأطباق على طاولة السفرة عاجلها بقوله:
-أحضري هاتفي المحمول بسرعة ... هيّـا !
- وأيهم سيدي؟
- ذاك الجديد بالغلاف الذهبيّ.
بدأت أصابعه تطوفُ بكسلٍ على شاشة هاتفه الذكيّ في رسالةٍ لسائقهِ الشخصيّ.
- .. أبي ..! هذا صوتٌ من هاتفك يشيرُ إلى رسالة ..
- حسنٌ يا بنيّ ..
كانتْ زوجتهُ تفترشُ بساطاً إسفنجياً رقيقاً ارْتمـى فوق حصيرٍ أكــلَ عليه الدهرُ وشرب،حتى أمسى لونهُ باهتاً كما جدران الغرفة الوحيدة بينما عبثَ نسيم الهواءٍ بمصباحٍ تدلّى منْ سقفٍ مهترئ ليرسم على الجدران ظلالاً مرتبكاً ،كانتْ الزوجة مشغولةً بتقطيع الخضار في إيقاعٍ رتيبٍ لم تقطعه ترديدات ولدهها وهو يستظهر دروسه.. ونقيق دجاجاتٍ تتسابق في فناء المنزل الصغير ..
بينما شرعَ السائقُ في قراءةِ الرسالة باهتمام ، انطلقَ صوتُ ولده بنبرةِ رجاء :
- أريد مجموعةَ بطاريات لمذياعي الصغير ..فأنا أتابعُ منه سلسلة دروسٍ علمية ..
- لكنني أذكر أنني اشتريتُ مجموعةَ بطاريات قبل أسبوعين فحسب ؟
- صحيحٌ يا أبي .. لكن لستُ وحدي من يستعمل المذياع ..لا تنسَ أنّ والدتي تستمعُ إليه كذلك.
أكملَ قراءة الرسالة ثمّ توجّـهَ بنظراتهِ نحو زوجته.. أتبعَهـا بصوتٍ خافتٍ رافقتهُ نصفُ ابتسامة : إنّ عليّ غداً أن أشتري مجموعة بطاريات وحاسباً لوحيّاً ..!
توقّفت زوجته لتستقبل كلماته بتنهيدة .. شخصتْ بعينيها لتلتقي مع المصباح المتدلّي من السقف ،ثمّ عادتْ لتقطيع الخضار بإيقاعٍ أشدّ ..!
- لكنني كنتُ قد اشتريت لكَ حاسباً لوحيـّاً منذ فترةٍ ليست بطويلة .. شهرين فقط ..؟
- .. لم يعد ذاك يلزمني .. هناك نسخةٌ جديدة في الأسواق الآن و بمواصفاتٍ مميزة ، وسيكون بإمكاني تحميلَ عددٍ أكبرَ من الألعاب والمقاطع ..
كانت الخادمةُ تدفعُ أمامها عربةً من المعدن المصقول مزودةً بأرفف زجاجيةٍ ثقـُلت بأطباق طعامِ العشاء باتجاه غرفة الجلوس حيث السيد المدير العام وقد استرخى حتى غاص في مقعدهِ الوثير جائلاً عينيه في شاشة التلفاز ذات الثماني والأربعين بوصة ، .. وزوجته التي يجاهد حاجباها جفنين خاملين أنْ يطبقا ، وولده الشاكي ..وقبل أن تنهمك الخادمة في وضع الأطباق على طاولة السفرة عاجلها بقوله:
-أحضري هاتفي المحمول بسرعة ... هيّـا !
- وأيهم سيدي؟
- ذاك الجديد بالغلاف الذهبيّ.
بدأت أصابعه تطوفُ بكسلٍ على شاشة هاتفه الذكيّ في رسالةٍ لسائقهِ الشخصيّ.
- .. أبي ..! هذا صوتٌ من هاتفك يشيرُ إلى رسالة ..
- حسنٌ يا بنيّ ..
كانتْ زوجتهُ تفترشُ بساطاً إسفنجياً رقيقاً ارْتمـى فوق حصيرٍ أكــلَ عليه الدهرُ وشرب،حتى أمسى لونهُ باهتاً كما جدران الغرفة الوحيدة بينما عبثَ نسيم الهواءٍ بمصباحٍ تدلّى منْ سقفٍ مهترئ ليرسم على الجدران ظلالاً مرتبكاً ،كانتْ الزوجة مشغولةً بتقطيع الخضار في إيقاعٍ رتيبٍ لم تقطعه ترديدات ولدهها وهو يستظهر دروسه.. ونقيق دجاجاتٍ تتسابق في فناء المنزل الصغير ..
بينما شرعَ السائقُ في قراءةِ الرسالة باهتمام ، انطلقَ صوتُ ولده بنبرةِ رجاء :
- أريد مجموعةَ بطاريات لمذياعي الصغير ..فأنا أتابعُ منه سلسلة دروسٍ علمية ..
- لكنني أذكر أنني اشتريتُ مجموعةَ بطاريات قبل أسبوعين فحسب ؟
- صحيحٌ يا أبي .. لكن لستُ وحدي من يستعمل المذياع ..لا تنسَ أنّ والدتي تستمعُ إليه كذلك.
أكملَ قراءة الرسالة ثمّ توجّـهَ بنظراتهِ نحو زوجته.. أتبعَهـا بصوتٍ خافتٍ رافقتهُ نصفُ ابتسامة : إنّ عليّ غداً أن أشتري مجموعة بطاريات وحاسباً لوحيّاً ..!
توقّفت زوجته لتستقبل كلماته بتنهيدة .. شخصتْ بعينيها لتلتقي مع المصباح المتدلّي من السقف ،ثمّ عادتْ لتقطيع الخضار بإيقاعٍ أشدّ ..!