محمد حمدي
17-11-2015, 11:03 PM
ستظلّ في لغتي
في رثاء أ. (جمال الشربيني عبد الواحد) رحمه الله
أستاذي الذي جعلني أعشق اللغة العربية وعلّمني النحو والصرف والبلاغة فتذوقتُ الشعر وكتبته
عنْ حزنِ قلبي خانَني إعرابي = أبكي (جمالَ) الصرْفِ والإعرابِ
للقلبِ في موتِ الأحبّةِ صدمةٌ = مثلُ انهيارِ مدينةٍ وخرابِ
هو غُصّةٌ مهما تكرّرَ، دائمًا = يَحتارُ فيهِ العقلُ باستغرابِ
لولا تَغافلَ عنهُ في أوهامِهِ = ما ساغَ أكْلٌ وارتشافُ شرابِ
حتّى تَرُوعَ القلبَ كلُّ مُصيبةٍ = ويُزيلَ سَكْرَتَنا نَعيبُ غُرابِ
إذْ ذاكَ نَذكرُ ما نَسِينا لحظةً: = أنَّ الحياةَ تَلاقيَ الأغرابِ
ربّاهُ!.. يا أستاذُ قدْ أفجعتَنا = وأتَى رحيلُكَ مثلَ طَعْنِ حِرابِ
خمسونَ عامًا حينَ زادتْ خمسةً = طارتْ إلى مَثواكَ كالأسرابِ
لم نَقْضِ مِنكَ ومِن حضورِكَ أُلفةً = إنَّ الحياةَ تَمُرُّ مَرَّ سَرَابِ
قدْ كنتَ حُلوَ الطبعِ صَـفْوَ سَجِيَّةٍ = يَبكِي عليكَ بدمعِهم أترابي
خُلِّدْتَ أستاذي بِمَنْ علّمتَهم = لَمْ تَـفْـنَ لا، إنْ صِرْتَ تحتَ تُرابِ
خُلِّدْتَ كالأمثالِ والحِكَمِ الأُلَى = وكَكُلِّ حَرْفٍ خَطَّهُ (حَمُرابي)
وككلِّ وجْدٍ ذاقَهُ مُتصوّفٌ = يَكفي هُداهُ ولُقمةٌ بِجِرابِ
وككلِّ قلبٍ يَشتهي حُرّيّةً = عَشِقَ الكرامةَ في خطابِ (عُرابي)
***
يا من بِغَضِّ العمرِ قد علّمتَني = أنَّ القصيدَ بلاغةُ الأعرابِ
ألزمتُ قافيتي رَوِيًّا صَوتُهُ = مِن فَرْطِ دمعٍ في حروفي "رابي"
وقَبسْـتُ مِنكَ العلمَ حينَ كتبتُهُ = لبيانِ فضلِكِ ليسَ للإغرابِ
ستعيشُ بي ذِكراكَ ما دامتْ حرو= فُ فصاحتي تَنثالُ يا عَرَّابي
وبكلِّ تشبيهٍ بليغٍ قلتُهُ = وبكلِّ شِعرٍ طابَ ذي إطرابِ
وبكلِّ فِكرٍ باليَراعِ كَتَبتُهُ = قدْ أوضحَتْ لُغتي بِهِ آرابي
أَدعو لكَ: اللهمَّ فاغْفِرْ ذَنْبَهُ = أَنعِمْ عليهِ بِجَنّةٍ وقُرابِ
واحفظْ أساتذتي إلهي كلَّهمْ = أَدعو لهم ومحبّـتي مِحرابي
***
يا حُجّةً في النحوِ مُنذُ تركتَنا = تَبكي عليكَ قواعدُ الإعرابِ
فاغفرْ لِلَفْظي إنْ تَضاءلَ وَصْـفُهُ = والشِّعرِ إنْ أَعْيا عنِ الإعرابِ
محمد حمدي غانم
17/11/2015
في رثاء أ. (جمال الشربيني عبد الواحد) رحمه الله
أستاذي الذي جعلني أعشق اللغة العربية وعلّمني النحو والصرف والبلاغة فتذوقتُ الشعر وكتبته
عنْ حزنِ قلبي خانَني إعرابي = أبكي (جمالَ) الصرْفِ والإعرابِ
للقلبِ في موتِ الأحبّةِ صدمةٌ = مثلُ انهيارِ مدينةٍ وخرابِ
هو غُصّةٌ مهما تكرّرَ، دائمًا = يَحتارُ فيهِ العقلُ باستغرابِ
لولا تَغافلَ عنهُ في أوهامِهِ = ما ساغَ أكْلٌ وارتشافُ شرابِ
حتّى تَرُوعَ القلبَ كلُّ مُصيبةٍ = ويُزيلَ سَكْرَتَنا نَعيبُ غُرابِ
إذْ ذاكَ نَذكرُ ما نَسِينا لحظةً: = أنَّ الحياةَ تَلاقيَ الأغرابِ
ربّاهُ!.. يا أستاذُ قدْ أفجعتَنا = وأتَى رحيلُكَ مثلَ طَعْنِ حِرابِ
خمسونَ عامًا حينَ زادتْ خمسةً = طارتْ إلى مَثواكَ كالأسرابِ
لم نَقْضِ مِنكَ ومِن حضورِكَ أُلفةً = إنَّ الحياةَ تَمُرُّ مَرَّ سَرَابِ
قدْ كنتَ حُلوَ الطبعِ صَـفْوَ سَجِيَّةٍ = يَبكِي عليكَ بدمعِهم أترابي
خُلِّدْتَ أستاذي بِمَنْ علّمتَهم = لَمْ تَـفْـنَ لا، إنْ صِرْتَ تحتَ تُرابِ
خُلِّدْتَ كالأمثالِ والحِكَمِ الأُلَى = وكَكُلِّ حَرْفٍ خَطَّهُ (حَمُرابي)
وككلِّ وجْدٍ ذاقَهُ مُتصوّفٌ = يَكفي هُداهُ ولُقمةٌ بِجِرابِ
وككلِّ قلبٍ يَشتهي حُرّيّةً = عَشِقَ الكرامةَ في خطابِ (عُرابي)
***
يا من بِغَضِّ العمرِ قد علّمتَني = أنَّ القصيدَ بلاغةُ الأعرابِ
ألزمتُ قافيتي رَوِيًّا صَوتُهُ = مِن فَرْطِ دمعٍ في حروفي "رابي"
وقَبسْـتُ مِنكَ العلمَ حينَ كتبتُهُ = لبيانِ فضلِكِ ليسَ للإغرابِ
ستعيشُ بي ذِكراكَ ما دامتْ حرو= فُ فصاحتي تَنثالُ يا عَرَّابي
وبكلِّ تشبيهٍ بليغٍ قلتُهُ = وبكلِّ شِعرٍ طابَ ذي إطرابِ
وبكلِّ فِكرٍ باليَراعِ كَتَبتُهُ = قدْ أوضحَتْ لُغتي بِهِ آرابي
أَدعو لكَ: اللهمَّ فاغْفِرْ ذَنْبَهُ = أَنعِمْ عليهِ بِجَنّةٍ وقُرابِ
واحفظْ أساتذتي إلهي كلَّهمْ = أَدعو لهم ومحبّـتي مِحرابي
***
يا حُجّةً في النحوِ مُنذُ تركتَنا = تَبكي عليكَ قواعدُ الإعرابِ
فاغفرْ لِلَفْظي إنْ تَضاءلَ وَصْـفُهُ = والشِّعرِ إنْ أَعْيا عنِ الإعرابِ
محمد حمدي غانم
17/11/2015