تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قرقعاتُ الأحاسيس في ضوضاءِ باريس !



معين الكلدي
19-11-2015, 11:46 PM
قرقعاتُ الأحاسيس في ضوضاءِ باريس !



ملتحفاً معطفي الجديد و بقايا همتي الثائرةِ نحو المجد خَرجتُ ماشياً في رُدهات باريسَ العابقةِ بالسكونِ وشذى الزيزفونِ ومنطلقاً نحو الجامعةِ بشغفِ الطالبِ للعلمِ فلقد كان الأمسُ - الثالثَ عشر من نوفمبر – يوماً علمياً بامتياز ، حيث أمتعنا جهابذة فِرنسا بطريقتهم الجذابة في تشريحِ الجثثِ وشرحِ مُجدٍّ لا يشوبهُ العبث بدقة صنع الخلاق العليم في تركيب الكائنِ البشري وأيضاً استمر أولئك المتأبطون طباً بإبهارنا بآخرِ ما توصلت إليهِ البحوثُ العلميةُ من نتائج وليدةٍ و مفيدة . لقد كنتُ منتشياً بمناقشاتي المشاكسةِ للأطباءِ في حقلٍ علميٍّ لطالما أحببتهُ ورغبتُ في التعمقِ بغريبهِ وعجيبهِ .



ها أنا ذا في يومي الثاني أتسابق مع نسماتِ الصباحِ الباردةِ لأقطفَ ثمرةَ شوقي و جِدي ولكنَّ خَيطاً من القلقِ يَشدُّ ظهري للخلفِ و يحرك رقبتي يمنةً ويسرةً ليحاولَ تفسيرَ الفراغ المشوبِ بالزمهريرِ والمُموَّهِ بزنبركِ خطواتي في دائرةِ الجحارةِ المبثوثةِ في الأرضِ . ألأنَّه يومُ سَبتٍ والناسُ نائمون ؟ هَمسَ بها قلبي ليُدفء بها جليدَ شَكّي ، وقبل ولوجي بوابة الجامعةِ كُنتُ على مَوعدٍ مع صديقٍ أوروبي شاءت الأقدار أن يلتقي شكي بيقينهِ دونَ ميعاد فقال لي بعد التحية : لعلَّنا اليوم سنعودُ القهقرى لفنادقنا لأجل ما وقعَ البارحة .. فقلت في عبثية ليست من سمات حزمي : وما الذي جرى بربك ؟ فقال و الصدمةُ تَدفعُ بوجههِ نحوي ليقصفني بقولهِ : أولم تعرف الخبر ؟ .. ويا لهُ من خبر !!!!



معين الكلدي
18 / 11 / 2015

عبد السلام دغمش
20-11-2015, 12:16 PM
الأستاذ الشاعر معين الكلدي ..
نصّ جميل يعبر عن جانب آخر من الحدث ..
إنها ردة الفعل التي تصيب الآخرين بالضرر وتشوّه معالم التواصل ..
ولن يكون هناك تبرير لما حصل من قتل الأبرياء .. والخطأ لا يبرره خطأ .
تحياتي لقلمك النبيل .

معين الكلدي
21-11-2015, 05:03 AM
الأستاذ الشاعر معين الكلدي ..
نصّ جميل يعبر عن جانب آخر من الحدث ..
إنها ردة الفعل التي تصيب الآخرين بالضرر وتشوّه معالم التواصل ..
ولن يكون هناك تبرير لما حصل من قتل الأبرياء .. والخطأ لا يبرره خطأ .
تحياتي لقلمك النبيل .


أشكرك أديبنا ومشرفنا عبدالسلام على مرورك القيم وهذا من تشجعيك المتواضع لقلمي ، وما بثثته هنا كان واقعة حقيقية لبرهة من الزمن عشتها بالفعل في رقعة من الأرض في باريس في نفس فترة الأحداث المؤلمة ولم يكن من نسج الخيال أو تقمصٍ لشخصية أردتها لتكمل القصة ..

وكما أسلفت فهذا جانب من الحدث ونقطة تحول في رحلتي الخاصة بين رعب الأحداث واحتمال تكرارها وأنا أبعد كيلومتراتٍ قليلة عن المأساة وبين رعب الناس وغضبهم المنصب تجاه كل من يمثل الإسلام أو يدل على انتمائه وخاصة بمظهره الخارجية مثلي


طبت وطاب ممشاك سيدي الفاضل

ناديه محمد الجابي
21-11-2015, 08:19 PM
نعم .. ياله من خبر
عندما يقتل الأبرياء بدون جريرة أو ذنب ـ فهذا هو الأرهاب
وعندما تلتصق صفة الأرهاب بكلمة مسلم .. فالله يكون في
عون كل المسلمين القاطنين بالخارج.
أشكر لك تسجيلك لهذا الحدث قصصيا خاصة وإنه كما تقول
من واقعة حقيقية عشتها بالفعل.
أتمنى أن تنتهي كلمة إرهاب من واقعنا المرير ، وأتمنى أن
يعود للإسلام زهائه و بهائه وقدره الذي شوهه المتأسلمين.
أبدعت وأجدت الوصف والبيان في ثوب أدبي بديع
سلمت يداك وشكرا لك. :001:

كاملة بدارنه
26-11-2015, 07:25 PM
الواقع يفرض نفسه على الكلمة
حرف واعٍ ووصف جاء معبّرا
بوركت
تقديري وتحيّتي
(الحجارة، ليدفئ)

ربيحة الرفاعي
13-12-2015, 07:47 PM
منتهى الذكاء في المعالجة الأدبية للقضية -أية قضية- أن ترى وتعرض تداعياتها وأثرها على أطراف متصلة وغير متورطة في تفاصيلها
معالجة ناجحة وأداء ذكي لا يستغرب من أديب وشاعر بقامتكم أيها الرائع

دمت بألق
تحاياي

خلود محمد جمعة
18-12-2015, 01:43 PM
يموت الابرياء ويبقى الاحياء بين مفجوع ومتهم بلا ذنب سوى أنه عربي ومسلم ودليل إدانته لحية أو حجاب تطارده اينما ذهب
الارهاب يدمر الاحياء بعد ان يقتل الابرياء
فكر لامع وحرف جاد بمداد بليغ ويراع متألق
بوركت وتقديري