تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نصفٌ وثلاثةُ أرباع



محمد حمدي
20-11-2015, 02:28 PM
نصفٌ وثلاثةُ أرباع

لا تَعتسفي اللهفةَ صمتًا
سرُّكِ ذاعْ
حينَ تَمَزَّقَ عنْ إحساسِكِ كلُّ قِناعْ
جاءتْ نبضةُ قلبِكِ تَجرِي
_ قلبِكِ ذاكِ الساكنِ صدري _
باحتْ وَلْهَى بالأوجاعْ
يا جارحتي:
أَنَّى يَحلو الحبُّ بلا أوجاعْ؟
أَستَنبِطُني..
ألقَى وَطَني..
حينَ أراني في عينيكِ أَطيرُ شعاعْ
تَبتسمينَ يَمامًا أَبيضَ
حَوَّمَ حُرًّا حولَ شِراعْ
فتَعالَيْ حَدَّ الإسراعْ
لا تَتَّـشِحي
وَهْمٌ وَلَّى
كنتُ يَئِستُ ببحرِ ضياعْ
ثُوبِي،
هذا صدري هَلاّ؟
لا تَقترفي الغُربةَ كلاّ
ليسَ بِعادُكِ عنّي حلاّ
هذا قلبي دومًا وفَّى
ما قدْ باعْ

يا مُنتجعي
ضُمّي وَجَعي
عِندي نِصفٌ ولديكِ ثلاثةُ أَرباعْ!
_ مزّقني هَجرُكِ يومَ وداعْ _
والربعُ الآخرُ في عَبَثٍ مَنَسِيٍّ قد ضاعْ!
والنصفُ الممزوجُ بِسُكَّرِنا
في لحظةِ وجدٍ أَسكرَنا
سنُفكّرُ ذاتَ مغامرةٍ
نَطلبُهُ في أبعدِ أصقاعْ
لا تَكترثي
حينا بعضُ الفكرِ صُداعْ!
لَوثةُ عقلٍ منّي مَلَّ
يَتركُ فوقَ رمالِكِ ظلاّ
أَقسمَ فَرَقًا يومَ فراقِكِ حينَ تخلّى
عنّي في أوهامِ فراغِكِ ألاّ
_ مِن فرطِ جنوني _ يَرتاعْ
لا تَندهشي!
حقّي، فجنوني إبداعْ!
فتَعالَي حالاً ضُمّيني
في آخرِ ضوءٍ في نَفقِ الأحلامِ أحبيني
وبلهفةِ أُنثى أنشيني
قُوليها مِلءَ الأسماعْ
"سأحبُّكَ ببكارةِ قلبي
سأحبُّكَ حدَّ الإشباعْ"

يا فاتنتي:
إنّي شيءٌ آخَرُ
لكنْ ما يبدو خدّاعْ!
فاعتَـنِقيني
وَلْتَرتسمي حينَ يَخُطُّ الشِّعرَ يَراعْ
وَلْتبتسمي شيئًا ما
وَلْتَرتكني بجوارِ معاناتي حُلمَا
مِيلي نحوَ جُنوحيَ يومَا
حتّى تَعتدلَ الأوضاعْ
وَلْتختبئي
زاويةً داخلَ زاويتي
حتّى تَكتملَ الأضلاعْ
وَلْتَنـقسمي
نصفًا وثلاثةَ أرباعْ
وامتزجي حَسْبَ مقاديري
في أحلَى وصفةِ إمتاعْ
نصفًا عندَكِ.. نصفًا حُلوا
ولديَّ ثلاثةَ أوجاعْ
يا جارحتي:
أَنَّى يَحلو الحبُّ بلا أوجاعْ؟

محمد حمدي غانم
19/11/2015

محمد حمود الحميري
20-11-2015, 03:22 PM
ليس غريبا عن مبدع مثلك صناعة مثل هكذا نص ..
تحاياي .

محمد حمدي
20-11-2015, 11:12 PM
شكرا لتقديرك ا. محمد حمود :)
تحياتي

أحمد الجمل
21-11-2015, 02:13 AM
رااااااائع أخي الفاضل ما قرأت لك
سلمت وسلمت يمينك
غير أني شعرت في بعض المواضع بهروب الإيقاع إلى إيقاعات مختلفة
ولعلها ذائقتي التي لم تحسن قراءة هذه المواضع
تحيتي وتقديري

محمد حمدي
21-11-2015, 09:09 PM
شكرا لتقديرك أ. أحمد
القصيدة من الخبب وصعب أن تصير أي شيء آخر، فهذا أبسط وزن في الدنيا يتكون من سبب خفيف وسبب ثقيل
تحياتي

عادل العاني
21-11-2015, 10:50 PM
مشاعر جميلة ورقيقة ,

لكن ربما هناك وجهات نظر وأتفق مع الشاعر أحمد فيها.

فمثلا هنا :

لا تَعتسفي اللهفةَ صمتًا
سرُّكِ ذاعْ
القفلة ليست سببا , ( ذاع )

معروف أن شعر التفعيلة بهذا الإيقاع تأتي فيه القفلة أما ( فعْلن ) أو ( فعْلن ) أو ( فعلان ) أو ( فعلاتن )

وتكرر ذلك.

أما هنا ولا أدري ممن اقتبست :

"سأحبُّكَ ببكارةِ قلبي
سأحبُّكَ حدَّ الإشباعْ"


لاحظت توالي خمسة حروف متحركة , وشعر التفعيلة التزم أيضا بهذه القاعدة في الشعر العربي.

وعلى أي حال هي وجهات نظر.

تحياتي وتقديري

محمد حمدي
23-11-2015, 12:15 AM
أ. عادل العالي:
في نهاية السطور تأتي العلة.. وفاع من العلل المعروفة وليست من ابتكاري.. وإن كنت لا أجد غضاضة في الابتكار، لأن ذوق الشاعر هو رأس ماله والشيء الذي يقدمه في شعره بالأساس.
أما تتابع أي عدد من الحروف المتحركة، فهذه من سمات الخبب، لأن الشاعر يستطيع تكرار السبب الثقيل كيفما أراد.. لهذا يعتبر البعض هذا البحر بحرا غير خليلي غير تفعيلي.. وأيضا لست أول من استخدم التفعيلة فعلك بأربع حركات، ولا حتى أول من منحها هذا الاسم (الذي قرأته في كتاب د. أحمد مستجير رحمه الله عن العروض الرقمي).. انظر مثلا لقول نزار قباني في قصيدة قارئة الفنجان:
من يدخل حجرتها
من يطلب يدها
لو قطعت السطر الأخير فستجده (من يط) (لب يد) (ها).. وستلاحظ أن (لب يد) على وزن فعلك بأربع حركات.. والقصيدة مغناة ومستساغة هكذا، وأنا عن نفسي أقبل هذا.. هي مسألة أذواق في النهاية كما قلت.
تحياتي

فاتن دراوشة
21-05-2016, 07:39 PM
:002:

نصف + ثلاثة أرباع = واحد وربع

تُرى من أينَ أتى هذا الرّبع الإضافي أخي

:003:

يبدو أنّ عشقك يسري بسرعة تفوق سرعة الضّوء:v1:

دمت مبدعا