د. جهاد بني عودة
02-05-2005, 09:00 PM
دَالِيَّةُ الميلاد
في مِئَة وبضعة ابيات للد. جهاد بني عودة
ظَمَـــأ ٌ يِحِــلُّ علــى مُقــلِّ الـــــزَّاد = يا نَبْعَةً ضَاقَتْ على الـــــوُرّاد
ضَاقََت على َسَعةٍ وشَقَّ بُلُوغُهـــــا = ِلَتَزاحُمِ الأقْدامِ و الأُعْضـَــــــادِ
نَظَمَتْ وُفودِ الشِّعرِ حَولَ ضِفافِهـــا = عَذْبَ القَصِيدِ فَراِئدَ الانْشَــــــــاد
جَاءَت مُلوكُ الضَّادِ عَطْشَى تَرْتَجِي = عَلَمَ البَيانِ ، مليكَ حرفِ الــضَّاد
أدرِكْ جُموعَ المَادِحِـــينَ فَأِنَّـــــــهم = وَقَفوا بِبَابِكَ ظَامِئينَ صَــــوَادي
***** ***** ***** *****
فَقَصَدْتُّ مُلْتَمِساً هُنالِـــكُ مَـــوْرِدَاً = يَشْفِي هَجِِيراً فـَتَّ بالأَكْبَــــــــــاد
زَاحَمْتُ كَعْبَا ً والبُصَيرِي بَعْـــــدَه = وَفَتَىً بِمصْرَ أمِــــيرُ ذاكَ النَّادِي
فَأََهَمَّنِي حِين ابْتَدَرْتُ فُحُولَهُـــــم = أَنِّي بـِــــــوادٍ والفُحولُ بِـــــــوَاد
وَتَعَثَّرَت شَفَتَايَ بِالـــفُصْحَى الَّتي = مَا طَاوَعْتنِي عندَ مَدْحِ الــــهَادي
فَرَجَعتُ مُنكَسِراً وَما لِيَ حِيلَــــــة ٌ = مـن قِلَّتِي ، وَخَسَارَتِي وَكَسَادي
***** ***** ***** *****
فَالشِّعْرُ يُقْصِر عن بُلُوغِ مُحُمَّــــدٍ = وَيَضِيقُ عن ذِكر ٍ وعَن تِـــــعداد
والنَّظْمُ دُونَ كَمَالِـــــهِ وَجَمَالِـــــه = وتَتِيــهُ فيهِ قَصَائـِـدُ القُصَّــــــــاد
تَاللهِ مَا يَشفِي المٌحِبَّ لِشَخصِــــهِ = مثلَ الصَّلاةِ عليــــــه والـــتِّـرْداد
هي َسلْوَتِي وَجَلاءُ فَـــهمِي ذِكرُه = وَزَوالُ هَمِّي في الـــحَياةِ وَزَادِي
لَوَدَدْتُّ أَنْ أَحْيَا لِأَذكرَ أَحْمَــــــــداَ = فَــلَرُب َّ ثنَّـــــــــــاءٍ له حَمّـــــــاد
نَالَ الشَّفاعَةَ والرِّضا من حُبِّـــــه = وارتادَ نحوَ الكَوثَر المُرتَـــــــــاد
***** ***** ***** *****
إِنِّـــي طَـــمِعْتُ بِِــــأََن أَنَــــــالَ إِذَا = مُدَّت إلى حَوضَ الرَّسُولِ أَيَـادِي
واللَّــــه ما يَحلو بـِـــــــذِكرِي إِنَّما = يَحلو بِـــذكرِ مُـحَمَد ٍ إِنـــــشَادي
فَهُوَ المُحَلَّى والمَبَّرؤُ قَبلَنَــــــــــــا = وَهَو الجَوَادُ وفَوقَ كُلِّ جَـــــــوَاد
يُعطِي عَطَاءاً لا يَخافُ نَـــــــــفاذَهُ = كَالبَحرِ في سَعَةٍ وفي إزبَـــــــــاد
هُوَ صاحِبُ الخُلُقِ العَظيمِ وحِلْمــه = يَسَعُ السَّفيهَ وغَدْرَةَ المُتَمــــادي
وتَفِرُّ عنهُ فَوارِسٌ فَيُعيدُهــــــــــــم = وبِهِ تَلوذُ بَواسلُ الأجـــــــــــــناد
فإذا تَبَسَّمَ يَستَنيرُ كَكَوكَـــــــــــــبٍ = يُنبيكَ عن بِشرٍ وعن إسعَــــــــاد
وإذا تَقَلَّبَ في السُّجودِ فإنَّــــــــــما = هُوَ أعبَدُ العُبَّادِ والزُّهَّـــــــــــــاد
***** ***** ***** *****
قَد هَيَّجَت عندي مَشَاعِرُ والِــــــــهٍ = ذِكرَى الحَبيبِ بَشَائِرُ المِيــــــــلاد
أيقَظنَنِي مِن هَجعَةٍ عُِوِّدْتَُهَـــــــــــا = فَشَكَوتُ لِلَّيلِ البَهيمِ رُقَــــــــــادي
أرَّقنَنِي ، أرَّقنَ جِفنِي أِذ سَجَــــــــا = فاشتَاقَ من بَعدِ الكَرَى ِلسُهـَــــاد
***** ***** ***** *****
كَانَت كِنانَةُ قََََبلَها مُضَرُ الَّتــــــــــي = مِنها ابنُ فِهْرٍ أوَّلُ الـــــــــــرُّوَّاد
فَبَنَى قُُصَيٌّ من قُرَيشٍ صَرحَهَـــــا = ومَضَى بِها قُدُماً بِِِخَيرِ قِيـــَـــــاد
فََخِيارُ عبدِ مَنافِها هَشَمَ الثَّريــــــــدَ = لِقومِهِ ومُطَاعِمٌ لِلــــــــــــــــــزَّا د
فَكَبيرُ مَكَّةَ ذَابِِحٌ وَلََداً لَــــــــــــــــــه = يَغدو لِأعجَبِ ما غَداهُ الغـَـــــــاد
فابنُ الذَّبِيحِِِِ ابنُ الذَّبيحِِ لِأَجلِـــــــــه = جِبرِيلُ جاءَ إلى الخََليلِ يُـــــفادي
فهُوَ الخِيارُ من الخِيارِ من الـــخِيارِ = خِـيارٌ آبَاءٍ على أجْــــــــــــــــدَاد
***** ***** ***** *****
ُوِلِدَ المُحَمدُ في الوجودِ مُـــــــحَمَّدٌ = والنُّورُ لاحَ بِبَطنِ ذَاكَ الـــــوَادي
فَأَضَاءَ بُصْرى ضُوءُه وأَغَــــاضَ = سَاوَى بَحرُه وأََحَالَــهَا لِبَـــوادي
وانشَقَّ كِسرَى حِينَ شُقَّ أِوانُـــــه = والشَّقُّ في تِلكَ العَوالِــمِ بَـــــادِ
والرُّومُ دَقَّت وَالكَنَائِس زَغــــرَدَت = نارُ المَجُوسِ استُبْدِلت بِرَمـــــاد
وحِجارةٌ في بَطنِ مكَّةَ سلَّمــــــــت = والجِذْعُ حَنَّ وحَنَّ كلُّ جَمَــــــــاد
وقُريشُ عَزَّت بابْنِها لِعِبـــــــــــادةِ = الدّيَّانِ بعدَ عِبادةِ الأنـــــــــــــَداد
***** ***** ***** *****
جَاؤوا( ِلَشيْبَةَ) مُعْسِرينَ لِيَشْتَكوا = شُحَّ السَّماءِ و قِلَّةَ الإمــــــــــدَاد
فأَتى الرَّضيعَ وَوَجْهُهُ شَــــــــمسُ = الضُّحى لِيَلوذَ منه بِإِصْبَعِ الِإشهاد
لمَّا أتى البيتَ العَتيقَ اغْدَودَقَـــــت = سُحُبُ السَّماء وسال منها الوادي
***** ***** ***** *****
مِيلادُهُ ، ميلادُ كلِّ مُـــــــــــــوَحِّد = وبـِه احتَفَيتُ لأَنـَّـــه مِيـــــــــلادي
ميلادُه ميلادُ خيرِ حَــــــــــضارةِ = الإنسَانِ في الأزْمانِ والآبَــــــــأد
ميلادُ أَكْرَمِ أُمَّةٍ قد أُخْـــــــــرِجَت = للنَّاسِ في الأَعرَاقِِِ والأمجَـــــــاد
ذِكرىيعمُّ المسلمينَ بَـــــــهَاؤُها = و سَناؤُها ، عيدٌ من الأَعْــــــــــياد
ميلادُ أحمدَ مَولدٌ للحـــــــــامِدينَ = لِرَبِّهم بِتَفاوُتِ الآمَــــــــــــــــــــ ـاد
***** ***** ***** *****
جَاءَ البَرِيَّة بالهُدَى لِيَعودَهَـــــــــا = أََكرِِم بــــِهِ من زائِرٍ عَــــــــــوّاد
لمَّا أتَى كان السَّوادُ يَلُفُّهَــــــــــــا = فَأََضَاءَها نُوراً بِغَيرِ سَـــــــــواد
والعُرْبُ أَشْتاتَاً تَقَطَّعَ أمرُهـَــــــا = مُتَفَرِّقينَ تَفرُّق الأضــْـــــــــــداد
الفُرسُ والرُّومَانُ تَسْبِي ظِئْرَهـــم = يَعْدو عليهم كلَّ يومِ عـــــــــــاد
فإِذا الشَّتاتُ صَحابَةُ مثلَ الـــنُّجوم ِ = تَفَرَّدوا كَتَفَرِّدِ الآحـَـــــــــــــــــاد
وتَشَرَّبوا بالدِّينِِ حَولَ نَبِيِّهِــــــــم = كَتَشَرِّبِ الأروَاحِِ بالأَجسَـــــــــاد
وفَدَوهُ بالمُهَجِِ العَزيزةِ سَمْحــــــةٍ = كَرَمُ المُفدَّى نالَ مِنه الفـَــــــادي
حَمَلوا الهُدى للعالَـــــمينَ لِيَنعَموا = يُحيونَ فيهِ حَوَاضِراً و بَـــــوادي
***** ***** ***** *****
هذا مُحَمـــــــدُ لَيتَنِي أدرَكتُــــــــه = أو كُنتُ في زَمَنٍ على مِيعـَـــــاد
يا لَيتَني أَثَرٌ بِِشِسْعِِ نِعالـِــــــــــــه = رَوَّاحُ فيها كلَّ حِينٍ غـَــــــــــاد
من كَانَ في أهلِ السَّمَـــاءِ مُبَارَكَاً = ومُحمَّداً في الأرضِ بِــــالأورَاد
يا سَادَتي ما كُنتُ ألا بُلبُـــــــــــلاً = في حُبِّ طَــــــهَ مٌستَهَامٌ شَـــــاد
طَوَّفْتُ حَولَ رِياضِهِ أشكُو الهَوَى = أجْمِل بِهِنِّ و بِِالهَوَى المَيَّـــــــاد
مَازَجتُ حُبَّاً في المَديحِِ وَخَشيَـــةً = فَالطَّيرُ تَخشَى مَرْبِِضَ الآسَــــاد
والحُبُّ يَربُو في القُلوبِ نَعِيمُـــــه = وَالحُبُّ بَعضُ مَرَاتِبِ العُبَّـــــــاد
فَرضٌ مَحَبَّتُه ولَيسَ بِسُنَّــــــــــــةٍ = ومع المُحِبِّ الحشرُ يومَ تَنـــــاد
طِبٌّ لأَفئِدةِ السِّقامِ وبَلْسَـــــــــــــمٌ = وبِِهِ النُّفُوسُ إلى الفَلاحِِ هَوَادي
***** ***** ***** *****
(شَوقي) أمِيرٌ في المَدأئِحِ مُـــفلِقٌ = لكِنَّ شَوقِيَ فَوقَ (شوقي) بـَـــاد
جَانَبتُ (كَعبَاً) طَودَ شِعرٍ سَـــــامقٍ = من ذا يَرُومُ مَدَارِجَ الأَطــــــواد
بَانَــــت سـُــعَادُ فَنالَ أكـــــرمَ بُردَةٍ = لَوَدَدتُّ أني بائِنٌ بِسُعَــــــــــــاد
تَالله ما أرجُو بِمَدحِيَ بُــــــــــــردَةً = بَل نَظرةً في جَنةِ المِيعَــــــــــاد
وأَلوذُ بالوَجهِ المُنوَّرِ حُسْنُــــــــــه = كَالكَوكَبِ الدِّرِّيِّ وَالوَقَّـــــــــــاد
ويَدَيهِ دِيَباجٌ حَرِيرٌنـَـــــــــــــــ ـاعمٌ = كالثَّلجِِ في بَرَدٍ وفي إبـــــــــرَاد
***** ***** ***** *****
سَاداتُ هَذي الأرضِ دُونَ نِعالِكُــم = يا سَيِّدَ السَّادَاتِ والأَسيــَــــــاد
والله لَو جُمِعَت مَفاخِرُ أرضِنـــــــا = مِن عَهدِنَا والى حَضَارَةِ عَـــاد
لَتَصَاغَرت خَجَلاً على عَتَبَاتِــــــــه = في مَشهَدِ المُتذَلِّلِ الُمنقَــــــــاد
يا خَيرَ مَن دَبَّت عَليها رِجلُــــــــــه = يا خَير من نَادى عليه مُنَــــادي
ءأَُبثُّ شَكوَايَ الَّتي يا سَيِّـــــــــدي = قَبلَ المَنَــــــامِ يَبُثُّـــــها أَولادي
عَن أمََّةِ الخَيرِ الَّتي قد أُخرِجَـــــت = هَامَت على وَجهٍ بِغَير مُـــــــراد
جَاعَت ضِعافُ المُسلمينَ وَذُبِّحــت = وَعَدتْ علينا في السِّنينِ عَوَادي
أوّاهُ لَو أبصَرتَنا يا سـَــــــــــــيِّدي = لَعَلِمتَ ما آلت أِليهِ بِـــــــــلادي
فَأرَاذِلُ الأمَمِ الدَّنيئَةِ أصَبحُــــــــوا = كُلٌّ أِلينا قَادِحٌ بِزِنَـــــــــــــــــــ اد
واستَعمَروا أوطَانَنا يا سَــــــــيِّدي = َمْسراكَ دُنِّسَ والحِمَى البَغدَادي
والمُسلِمون على اختِلافِ بِلادِهِــم = ما بينَ طَرقٍ أو عَصَى الــــجلَّاد
ما بين مَطلُوبٍ بِكلِّ دُوَيْلــــــــــــــةٍ = أو بين مَشدودٍ إلى الأصْفــــــاد
***** ***** ***** *****
فالأَرضُ يَحكُمُهَا زَنيمٌ كَـــــــــــافِرٌ = وَغـدٌ ومَفضُوحُ الحَضَارَةِ بَـــــاد
هُم يَسْلُقونَا بالفَضَاءِ بأَلْسُـــــــــنٍ = بِالشَّرِّ و السُّوءِ البَغيضِ حِــداد
يُؤْذُونَنا فيِ صَوت كلِّ إِذاعَــــــــةٍ = وبِصُورَةٍ في شَاشَةِ المِشْهـــاد
وتَقَمَّصّت عُمَّالُهم بِِدِيـــــــــــــارِنا = تلك اللصوصِ مَلابسَ الزٌّهَّـــاد
كلٌّ يصيحُ بِقومِه (أِنِّــــــــي أرى) = أِنِّي أنا فِرعونُ ذو الأَوتـــــــاد
قد أَسْلَمونا للعدوِّ وظاهــــــــــروا = بالظُّلم والتَّخريب والأِفْســــــاد
وتَمَرَّغت أقواتُنا ورِقابنــــــــــــــا = بالقَهرِ والحِرمانِ باستِبــــــداد
***** ***** ***** *****
والظُّلم ظلمٌ إن يَكُن بِحَضــــــــارةٍ = في عَهْــدِ (بُشٍّ) أو أُحَيْمِرِ عاد
وعَزاؤُنا في الأَرضِ يَمْكُُثُ نَفْعُهــا = وبأَنَّ ربَّ الأَرضِ بالمِرْصــــــاد
من مَات من قَذْفِ المُحَلِّقةِ اشْتَفَــى = أوفَليَمُت في زَحمةِ الأَعــــــواد
من رامَ عَيشاًَ عاشَ ما بينَ القَنَــــا = أو ماتَ حُرّأً فوقَ ظُهرِ جَــــواد
فاخْتَر لِنفسِك حَتْفَها مُتَحَرِّفــــــــــا = نِعمَ الحُتوفِ قََضَت بِيومِ جِــلاد
مولايَ فاجْمَع بالمُحِبِ حبيبَـــــــــه = فَاتَ التُّجَمُّعُ بالزَّمَانِ العـَــــادي
يا ربِّ حَارَت في الزَّمَانِ عُقُولُــــنَا = يا ربِّ وفِّقنا لِكلِّ سـَـــــــــــــداد
***** ***** ***** *****
يا سيِّدي إنَّ اللِّسـَــــــان قد اشْتَفى = هَيهَات يَشْفى بالمَديحِ فُــــؤادي
صَــــــلّى عليك الله ما نَادى الوَرَى = مِن كُلِّ فَجِّ للصَّلاةِ مُنـَـــــــــــاد
صَــــلّى عليك الله ما اشْتاق الجَوى = لِلِقاءِ حِبِّ بعد طُولِ بِِعَـــــــــــاد
صَـــــلّى عليك الله ما انْفَلَقَ النَّـوَى = عن حّبَّــــةٍ في رَبــــــوَةٍ أو وَاد
صَــــلّى عليك الله ما انبَلَجَ الضَّحَى = أو سَار سَارٍ أو تَرَنَّم حــَــــــــاد
***** ***** ***** *****
أِني رَجَوتَ النَّفعَ من مَنْظومَــــــــةٍ = سَمَّيْتُها دَالِــيَّةَ المـِــــــــــــــــِيلا د
دَالِيَّتِي عَــــوَّذْتُها و أعَــــــــــــذْتُها = مِن أَلسُنِ الأُدَبَاءِ والنُّقـــــــــــاد
فَلِيَعلَموا أنّي مُحِبٌّ ما أنَـــــــــــــــا = بِزُهَيرِ أو بالحَارثِ بن عُبَـــــــاد
لَيسَ ابنُ ثابتَ والنَّوابِغُ والعَجيبُ = الشََّنفَرَى كالبَيطَرِيِّ جِهــــــــــاد
َ
في مِئَة وبضعة ابيات للد. جهاد بني عودة
ظَمَـــأ ٌ يِحِــلُّ علــى مُقــلِّ الـــــزَّاد = يا نَبْعَةً ضَاقَتْ على الـــــوُرّاد
ضَاقََت على َسَعةٍ وشَقَّ بُلُوغُهـــــا = ِلَتَزاحُمِ الأقْدامِ و الأُعْضـَــــــادِ
نَظَمَتْ وُفودِ الشِّعرِ حَولَ ضِفافِهـــا = عَذْبَ القَصِيدِ فَراِئدَ الانْشَــــــــاد
جَاءَت مُلوكُ الضَّادِ عَطْشَى تَرْتَجِي = عَلَمَ البَيانِ ، مليكَ حرفِ الــضَّاد
أدرِكْ جُموعَ المَادِحِـــينَ فَأِنَّـــــــهم = وَقَفوا بِبَابِكَ ظَامِئينَ صَــــوَادي
***** ***** ***** *****
فَقَصَدْتُّ مُلْتَمِساً هُنالِـــكُ مَـــوْرِدَاً = يَشْفِي هَجِِيراً فـَتَّ بالأَكْبَــــــــــاد
زَاحَمْتُ كَعْبَا ً والبُصَيرِي بَعْـــــدَه = وَفَتَىً بِمصْرَ أمِــــيرُ ذاكَ النَّادِي
فَأََهَمَّنِي حِين ابْتَدَرْتُ فُحُولَهُـــــم = أَنِّي بـِــــــوادٍ والفُحولُ بِـــــــوَاد
وَتَعَثَّرَت شَفَتَايَ بِالـــفُصْحَى الَّتي = مَا طَاوَعْتنِي عندَ مَدْحِ الــــهَادي
فَرَجَعتُ مُنكَسِراً وَما لِيَ حِيلَــــــة ٌ = مـن قِلَّتِي ، وَخَسَارَتِي وَكَسَادي
***** ***** ***** *****
فَالشِّعْرُ يُقْصِر عن بُلُوغِ مُحُمَّــــدٍ = وَيَضِيقُ عن ذِكر ٍ وعَن تِـــــعداد
والنَّظْمُ دُونَ كَمَالِـــــهِ وَجَمَالِـــــه = وتَتِيــهُ فيهِ قَصَائـِـدُ القُصَّــــــــاد
تَاللهِ مَا يَشفِي المٌحِبَّ لِشَخصِــــهِ = مثلَ الصَّلاةِ عليــــــه والـــتِّـرْداد
هي َسلْوَتِي وَجَلاءُ فَـــهمِي ذِكرُه = وَزَوالُ هَمِّي في الـــحَياةِ وَزَادِي
لَوَدَدْتُّ أَنْ أَحْيَا لِأَذكرَ أَحْمَــــــــداَ = فَــلَرُب َّ ثنَّـــــــــــاءٍ له حَمّـــــــاد
نَالَ الشَّفاعَةَ والرِّضا من حُبِّـــــه = وارتادَ نحوَ الكَوثَر المُرتَـــــــــاد
***** ***** ***** *****
إِنِّـــي طَـــمِعْتُ بِِــــأََن أَنَــــــالَ إِذَا = مُدَّت إلى حَوضَ الرَّسُولِ أَيَـادِي
واللَّــــه ما يَحلو بـِـــــــذِكرِي إِنَّما = يَحلو بِـــذكرِ مُـحَمَد ٍ إِنـــــشَادي
فَهُوَ المُحَلَّى والمَبَّرؤُ قَبلَنَــــــــــــا = وَهَو الجَوَادُ وفَوقَ كُلِّ جَـــــــوَاد
يُعطِي عَطَاءاً لا يَخافُ نَـــــــــفاذَهُ = كَالبَحرِ في سَعَةٍ وفي إزبَـــــــــاد
هُوَ صاحِبُ الخُلُقِ العَظيمِ وحِلْمــه = يَسَعُ السَّفيهَ وغَدْرَةَ المُتَمــــادي
وتَفِرُّ عنهُ فَوارِسٌ فَيُعيدُهــــــــــــم = وبِهِ تَلوذُ بَواسلُ الأجـــــــــــــناد
فإذا تَبَسَّمَ يَستَنيرُ كَكَوكَـــــــــــــبٍ = يُنبيكَ عن بِشرٍ وعن إسعَــــــــاد
وإذا تَقَلَّبَ في السُّجودِ فإنَّــــــــــما = هُوَ أعبَدُ العُبَّادِ والزُّهَّـــــــــــــاد
***** ***** ***** *****
قَد هَيَّجَت عندي مَشَاعِرُ والِــــــــهٍ = ذِكرَى الحَبيبِ بَشَائِرُ المِيــــــــلاد
أيقَظنَنِي مِن هَجعَةٍ عُِوِّدْتَُهَـــــــــــا = فَشَكَوتُ لِلَّيلِ البَهيمِ رُقَــــــــــادي
أرَّقنَنِي ، أرَّقنَ جِفنِي أِذ سَجَــــــــا = فاشتَاقَ من بَعدِ الكَرَى ِلسُهـَــــاد
***** ***** ***** *****
كَانَت كِنانَةُ قََََبلَها مُضَرُ الَّتــــــــــي = مِنها ابنُ فِهْرٍ أوَّلُ الـــــــــــرُّوَّاد
فَبَنَى قُُصَيٌّ من قُرَيشٍ صَرحَهَـــــا = ومَضَى بِها قُدُماً بِِِخَيرِ قِيـــَـــــاد
فََخِيارُ عبدِ مَنافِها هَشَمَ الثَّريــــــــدَ = لِقومِهِ ومُطَاعِمٌ لِلــــــــــــــــــزَّا د
فَكَبيرُ مَكَّةَ ذَابِِحٌ وَلََداً لَــــــــــــــــــه = يَغدو لِأعجَبِ ما غَداهُ الغـَـــــــاد
فابنُ الذَّبِيحِِِِ ابنُ الذَّبيحِِ لِأَجلِـــــــــه = جِبرِيلُ جاءَ إلى الخََليلِ يُـــــفادي
فهُوَ الخِيارُ من الخِيارِ من الـــخِيارِ = خِـيارٌ آبَاءٍ على أجْــــــــــــــــدَاد
***** ***** ***** *****
ُوِلِدَ المُحَمدُ في الوجودِ مُـــــــحَمَّدٌ = والنُّورُ لاحَ بِبَطنِ ذَاكَ الـــــوَادي
فَأَضَاءَ بُصْرى ضُوءُه وأَغَــــاضَ = سَاوَى بَحرُه وأََحَالَــهَا لِبَـــوادي
وانشَقَّ كِسرَى حِينَ شُقَّ أِوانُـــــه = والشَّقُّ في تِلكَ العَوالِــمِ بَـــــادِ
والرُّومُ دَقَّت وَالكَنَائِس زَغــــرَدَت = نارُ المَجُوسِ استُبْدِلت بِرَمـــــاد
وحِجارةٌ في بَطنِ مكَّةَ سلَّمــــــــت = والجِذْعُ حَنَّ وحَنَّ كلُّ جَمَــــــــاد
وقُريشُ عَزَّت بابْنِها لِعِبـــــــــــادةِ = الدّيَّانِ بعدَ عِبادةِ الأنـــــــــــــَداد
***** ***** ***** *****
جَاؤوا( ِلَشيْبَةَ) مُعْسِرينَ لِيَشْتَكوا = شُحَّ السَّماءِ و قِلَّةَ الإمــــــــــدَاد
فأَتى الرَّضيعَ وَوَجْهُهُ شَــــــــمسُ = الضُّحى لِيَلوذَ منه بِإِصْبَعِ الِإشهاد
لمَّا أتى البيتَ العَتيقَ اغْدَودَقَـــــت = سُحُبُ السَّماء وسال منها الوادي
***** ***** ***** *****
مِيلادُهُ ، ميلادُ كلِّ مُـــــــــــــوَحِّد = وبـِه احتَفَيتُ لأَنـَّـــه مِيـــــــــلادي
ميلادُه ميلادُ خيرِ حَــــــــــضارةِ = الإنسَانِ في الأزْمانِ والآبَــــــــأد
ميلادُ أَكْرَمِ أُمَّةٍ قد أُخْـــــــــرِجَت = للنَّاسِ في الأَعرَاقِِِ والأمجَـــــــاد
ذِكرىيعمُّ المسلمينَ بَـــــــهَاؤُها = و سَناؤُها ، عيدٌ من الأَعْــــــــــياد
ميلادُ أحمدَ مَولدٌ للحـــــــــامِدينَ = لِرَبِّهم بِتَفاوُتِ الآمَــــــــــــــــــــ ـاد
***** ***** ***** *****
جَاءَ البَرِيَّة بالهُدَى لِيَعودَهَـــــــــا = أََكرِِم بــــِهِ من زائِرٍ عَــــــــــوّاد
لمَّا أتَى كان السَّوادُ يَلُفُّهَــــــــــــا = فَأََضَاءَها نُوراً بِغَيرِ سَـــــــــواد
والعُرْبُ أَشْتاتَاً تَقَطَّعَ أمرُهـَــــــا = مُتَفَرِّقينَ تَفرُّق الأضــْـــــــــــداد
الفُرسُ والرُّومَانُ تَسْبِي ظِئْرَهـــم = يَعْدو عليهم كلَّ يومِ عـــــــــــاد
فإِذا الشَّتاتُ صَحابَةُ مثلَ الـــنُّجوم ِ = تَفَرَّدوا كَتَفَرِّدِ الآحـَـــــــــــــــــاد
وتَشَرَّبوا بالدِّينِِ حَولَ نَبِيِّهِــــــــم = كَتَشَرِّبِ الأروَاحِِ بالأَجسَـــــــــاد
وفَدَوهُ بالمُهَجِِ العَزيزةِ سَمْحــــــةٍ = كَرَمُ المُفدَّى نالَ مِنه الفـَــــــادي
حَمَلوا الهُدى للعالَـــــمينَ لِيَنعَموا = يُحيونَ فيهِ حَوَاضِراً و بَـــــوادي
***** ***** ***** *****
هذا مُحَمـــــــدُ لَيتَنِي أدرَكتُــــــــه = أو كُنتُ في زَمَنٍ على مِيعـَـــــاد
يا لَيتَني أَثَرٌ بِِشِسْعِِ نِعالـِــــــــــــه = رَوَّاحُ فيها كلَّ حِينٍ غـَــــــــــاد
من كَانَ في أهلِ السَّمَـــاءِ مُبَارَكَاً = ومُحمَّداً في الأرضِ بِــــالأورَاد
يا سَادَتي ما كُنتُ ألا بُلبُـــــــــــلاً = في حُبِّ طَــــــهَ مٌستَهَامٌ شَـــــاد
طَوَّفْتُ حَولَ رِياضِهِ أشكُو الهَوَى = أجْمِل بِهِنِّ و بِِالهَوَى المَيَّـــــــاد
مَازَجتُ حُبَّاً في المَديحِِ وَخَشيَـــةً = فَالطَّيرُ تَخشَى مَرْبِِضَ الآسَــــاد
والحُبُّ يَربُو في القُلوبِ نَعِيمُـــــه = وَالحُبُّ بَعضُ مَرَاتِبِ العُبَّـــــــاد
فَرضٌ مَحَبَّتُه ولَيسَ بِسُنَّــــــــــــةٍ = ومع المُحِبِّ الحشرُ يومَ تَنـــــاد
طِبٌّ لأَفئِدةِ السِّقامِ وبَلْسَـــــــــــــمٌ = وبِِهِ النُّفُوسُ إلى الفَلاحِِ هَوَادي
***** ***** ***** *****
(شَوقي) أمِيرٌ في المَدأئِحِ مُـــفلِقٌ = لكِنَّ شَوقِيَ فَوقَ (شوقي) بـَـــاد
جَانَبتُ (كَعبَاً) طَودَ شِعرٍ سَـــــامقٍ = من ذا يَرُومُ مَدَارِجَ الأَطــــــواد
بَانَــــت سـُــعَادُ فَنالَ أكـــــرمَ بُردَةٍ = لَوَدَدتُّ أني بائِنٌ بِسُعَــــــــــــاد
تَالله ما أرجُو بِمَدحِيَ بُــــــــــــردَةً = بَل نَظرةً في جَنةِ المِيعَــــــــــاد
وأَلوذُ بالوَجهِ المُنوَّرِ حُسْنُــــــــــه = كَالكَوكَبِ الدِّرِّيِّ وَالوَقَّـــــــــــاد
ويَدَيهِ دِيَباجٌ حَرِيرٌنـَـــــــــــــــ ـاعمٌ = كالثَّلجِِ في بَرَدٍ وفي إبـــــــــرَاد
***** ***** ***** *****
سَاداتُ هَذي الأرضِ دُونَ نِعالِكُــم = يا سَيِّدَ السَّادَاتِ والأَسيــَــــــاد
والله لَو جُمِعَت مَفاخِرُ أرضِنـــــــا = مِن عَهدِنَا والى حَضَارَةِ عَـــاد
لَتَصَاغَرت خَجَلاً على عَتَبَاتِــــــــه = في مَشهَدِ المُتذَلِّلِ الُمنقَــــــــاد
يا خَيرَ مَن دَبَّت عَليها رِجلُــــــــــه = يا خَير من نَادى عليه مُنَــــادي
ءأَُبثُّ شَكوَايَ الَّتي يا سَيِّـــــــــدي = قَبلَ المَنَــــــامِ يَبُثُّـــــها أَولادي
عَن أمََّةِ الخَيرِ الَّتي قد أُخرِجَـــــت = هَامَت على وَجهٍ بِغَير مُـــــــراد
جَاعَت ضِعافُ المُسلمينَ وَذُبِّحــت = وَعَدتْ علينا في السِّنينِ عَوَادي
أوّاهُ لَو أبصَرتَنا يا سـَــــــــــــيِّدي = لَعَلِمتَ ما آلت أِليهِ بِـــــــــلادي
فَأرَاذِلُ الأمَمِ الدَّنيئَةِ أصَبحُــــــــوا = كُلٌّ أِلينا قَادِحٌ بِزِنَـــــــــــــــــــ اد
واستَعمَروا أوطَانَنا يا سَــــــــيِّدي = َمْسراكَ دُنِّسَ والحِمَى البَغدَادي
والمُسلِمون على اختِلافِ بِلادِهِــم = ما بينَ طَرقٍ أو عَصَى الــــجلَّاد
ما بين مَطلُوبٍ بِكلِّ دُوَيْلــــــــــــــةٍ = أو بين مَشدودٍ إلى الأصْفــــــاد
***** ***** ***** *****
فالأَرضُ يَحكُمُهَا زَنيمٌ كَـــــــــــافِرٌ = وَغـدٌ ومَفضُوحُ الحَضَارَةِ بَـــــاد
هُم يَسْلُقونَا بالفَضَاءِ بأَلْسُـــــــــنٍ = بِالشَّرِّ و السُّوءِ البَغيضِ حِــداد
يُؤْذُونَنا فيِ صَوت كلِّ إِذاعَــــــــةٍ = وبِصُورَةٍ في شَاشَةِ المِشْهـــاد
وتَقَمَّصّت عُمَّالُهم بِِدِيـــــــــــــارِنا = تلك اللصوصِ مَلابسَ الزٌّهَّـــاد
كلٌّ يصيحُ بِقومِه (أِنِّــــــــي أرى) = أِنِّي أنا فِرعونُ ذو الأَوتـــــــاد
قد أَسْلَمونا للعدوِّ وظاهــــــــــروا = بالظُّلم والتَّخريب والأِفْســــــاد
وتَمَرَّغت أقواتُنا ورِقابنــــــــــــــا = بالقَهرِ والحِرمانِ باستِبــــــداد
***** ***** ***** *****
والظُّلم ظلمٌ إن يَكُن بِحَضــــــــارةٍ = في عَهْــدِ (بُشٍّ) أو أُحَيْمِرِ عاد
وعَزاؤُنا في الأَرضِ يَمْكُُثُ نَفْعُهــا = وبأَنَّ ربَّ الأَرضِ بالمِرْصــــــاد
من مَات من قَذْفِ المُحَلِّقةِ اشْتَفَــى = أوفَليَمُت في زَحمةِ الأَعــــــواد
من رامَ عَيشاًَ عاشَ ما بينَ القَنَــــا = أو ماتَ حُرّأً فوقَ ظُهرِ جَــــواد
فاخْتَر لِنفسِك حَتْفَها مُتَحَرِّفــــــــــا = نِعمَ الحُتوفِ قََضَت بِيومِ جِــلاد
مولايَ فاجْمَع بالمُحِبِ حبيبَـــــــــه = فَاتَ التُّجَمُّعُ بالزَّمَانِ العـَــــادي
يا ربِّ حَارَت في الزَّمَانِ عُقُولُــــنَا = يا ربِّ وفِّقنا لِكلِّ سـَـــــــــــــداد
***** ***** ***** *****
يا سيِّدي إنَّ اللِّسـَــــــان قد اشْتَفى = هَيهَات يَشْفى بالمَديحِ فُــــؤادي
صَــــــلّى عليك الله ما نَادى الوَرَى = مِن كُلِّ فَجِّ للصَّلاةِ مُنـَـــــــــــاد
صَــــلّى عليك الله ما اشْتاق الجَوى = لِلِقاءِ حِبِّ بعد طُولِ بِِعَـــــــــــاد
صَـــــلّى عليك الله ما انْفَلَقَ النَّـوَى = عن حّبَّــــةٍ في رَبــــــوَةٍ أو وَاد
صَــــلّى عليك الله ما انبَلَجَ الضَّحَى = أو سَار سَارٍ أو تَرَنَّم حــَــــــــاد
***** ***** ***** *****
أِني رَجَوتَ النَّفعَ من مَنْظومَــــــــةٍ = سَمَّيْتُها دَالِــيَّةَ المـِــــــــــــــــِيلا د
دَالِيَّتِي عَــــوَّذْتُها و أعَــــــــــــذْتُها = مِن أَلسُنِ الأُدَبَاءِ والنُّقـــــــــــاد
فَلِيَعلَموا أنّي مُحِبٌّ ما أنَـــــــــــــــا = بِزُهَيرِ أو بالحَارثِ بن عُبَـــــــاد
لَيسَ ابنُ ثابتَ والنَّوابِغُ والعَجيبُ = الشََّنفَرَى كالبَيطَرِيِّ جِهــــــــــاد
َ