تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الذبابة في العسل



احمد المعطي
24-11-2015, 03:19 PM
الذُّبابَةُ في العَسَل


راحَتْ تحومُ وتحومُ محدثةً طَنيناً مزْعِجاً حوْلَ «مرطَبان» العَسلِ,الذي كان مُلْقىً في العَراء..كانتْ ذبابةً قويَّةُ الإرادةِ, لا تتَورَّعُ عن فِعْلِ شيءٍ مهما كان صغيراً, فكيف إذا كان هذا الشَّيءُ «مرطباناً» مليئاً بالعسَل الطَّبيعيِّ الذي يسيلُ لَهُ لُعابُها ولا تستطيع مقاومَتَه..
حطّتْ على غطاءِ «المرطبانِ» الذي كان مُغْلَقا, وأخذتْ تحاولُ فتْحَهُ ولكنَّها لم تستطعْ, لم تكنْ من ذلك الذبابُ الذي يعرفُ اليأْسَ, نظرَتْ حوْلَها فوَجَدتْ «دبّوراً» بالقرْبِ منها, تأمّلتُهُ فإذا بهِ قَويٌّ مفتولُ العضَلاتِ, فنادتْهُ وقالت:
- هل تستطيعُ يا صديقي أن تفتَح لي هذا «المرطبان» ولكَ منّي عشرةُ قروش؟.
ابتسَمَ «الدَّبّورُ» من عرْضِها وقالَ في نفسِهِ:
- يا لهذه الذُّبابَةُ الغَبيّةُ!!.. عشرةُ قروشٍ من أجلِ فتْحِ مرطبانِ عسَل؟ لم لا؟ لن يكلِّفُني فتْحَهُ جهْداً.
طارَ «الدَّبورُ» حتى حطَّ على «المرطبانِ» وعالجَهُ حتى فتحَهُ, ففرحَت الذُّبابةُ جداً وناولتْهُ القروشَ العشرةَ فأخذَها وطارَ بعيداً.
لم تُفكِّر الذُّبابَةُ كثيراً, وانطلقْتْ كالصَّاروخِ نحوَ العَسَلِ الذي فتَحتْ شَهيّتَها رائحتَهُ, وراحتْ تلْعَقُهُ بنَهمٍ شديدٍ, وظلّت تأكلُ حتى شبِعتْ.
ولما أرادت الخُروجَ عَلِقَتْ بالعَسلِ اللَّزجِ ولمّا لمْ تتمكَّنْ من تخليصِ أرجُلِها, لجأتْ لاستعمالِ أجْنحَِتِها, ولكنَّها غاصتْ في العسَلِ أكثر, فأدركتْ أنها ستموتُ إن لم ينقذْها أحدٌ, عندئذٍ نادتْ بأعلى صوْتِها وهي تبكي:
- من يخْرِجُني من هذا العَسلِ وله عشرةُ دنانير؟!.
ولكنْ لم يسمعْها أحد.

آمال المصري
17-12-2015, 01:45 AM
كان العرض الأخير يساوي مائة من الأول
ولكن من يرمي بنفسه إلى التهلكة مهما كان العرض مغري ؟
من أدب الأطفال كانت تلك الشائقة الجميلة بلغتها السهلة ورمزية نجحت في إيصال الدرس المرجو منها
شكرا لك أديبنا الفاضل
تحاياي

احمد المعطي
08-01-2016, 08:46 AM
كان العرض الأخير يساوي مائة من الأول
ولكن من يرمي بنفسه إلى التهلكة مهما كان العرض مغري ؟
من أدب الأطفال كانت تلك الشائقة الجميلة بلغتها السهلة ورمزية نجحت في إيصال الدرس المرجو منها
شكرا لك أديبنا الفاضل
تحاياي

الأخت الفاضلة الأديبة آمال المصري ..سعدت بمرورك فلك الشكر والامتنان ..نعم هو كما تفضلت فالحذر واجب...مودتي.:0014:
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير

ناديه محمد الجابي
28-01-2016, 08:05 PM
قص شائق وأسلوب مناسب ودرس متعلم
نص جميل سلمت يداك
دمت متألقا. :001:

احمد المعطي
16-02-2016, 02:40 PM
قص شائق وأسلوب مناسب ودرس متعلم
نص جميل سلمت يداك
دمت متألقا. :001:

الأخت الأديبة الفاضلة ا. نادية الجابي. أسعدني مرورك واستحسانك للنص لك الشكر والامتنان.:0014:
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير

غلام الله بن صالح
16-02-2016, 04:53 PM
نص تعليمي هادف
دمت متألقا
مودتي وتقديري

احمد المعطي
22-04-2016, 12:01 AM
نص تعليمي هادف
دمت متألقا
مودتي وتقديري

أطفالنا في أمس الحاجة إلى هذا النوع من الأدب أخي العزيز غلام الله ..ونحن مقصرون جداً في هذا المضمار..شكرا لمرورك الجميل.
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير

أسيل أحمد
16-09-2021, 10:36 AM
دخول الحمام ليس كالخروج منه ـ ولا بد أن يحسب الحي حساباته
قبل أن يقدم على عمل قد يكون فيه هلاكه.
درس تعليمي في نص ظريف وبأسلوب جميل.
بوركت ـ ولك تحياتي.