تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ذئــــب أهـــبل



الفرحان بوعزة
02-12-2015, 10:42 AM
... وجد الباب مفتوحا، تسلل إلى الداخل دون حسيس، وقف أمامها منتصبا. فزعت، هزت ثوب صدرها فنفثت ثلاث مرات. أحس أنها تقتلع عينيه بنظراتها، تراجع فأسند ظهره على الجدار، ود أن يستخرج ما في نفسه، لكن .. قبل أن تتحرك شفتاه قالت:
ـــ ما أنت إلا كشمعة أضاءت زمنا في حياتي فاحترقت، حياتك كلها ثقوب سوداء، تلسعني أنفاس رائحتك في البيت، في الشارع، في المقهى. عدت بعدما رفضك الزمن، عدت وملابسك المتفسخة تفر من جسمك. لست أنتَ ! من أنتَ ؟ ومن أنا الآن ؟
بكلمات الاعتذار جرح صمت الأشياء، من شقوق الذكريات حاول أن يرمي في وجهها ما جد في حياته من أسرار.
ـــ أتدرين؟ منذ مدة وذاتي تحدثني، تزيــن الجنون في عقلي. نظرات البشر تلاحقني، وأصوات مجهولة تنطلق في اتجاهي. الأصوات تتلمسني، تفتش قلبي، تسحبني من ملابسي، ألتفت ولا أرى أحدا. فأنا أخاف من نفسي على ذاتي.
ضحكت ضحكة اخترقت غضبه الهادئ، أحست أنها لا تكلم إنسانا سويا، خفق قلبها، ارتعدت أطرافها. استنفرت طاقتها الداخلية فعزمت على المواجهة. تراجعت إلى الوراء وعيناها لا تفارق وجهه ويديه. ابتسمت في دلال، وقالت :
ـــ كفى .. كلام في كلام، ما زالت جمرات دموعي مبعثرة على عتبة الباب وأنا أنتظرك.
خطا نحوها، صرخت في وجهه :
ـــ توقف يا شاغل النساء الأرامل، تخون الأموات وهم في قبورهم، وبدون حياء تضع خدك على وسائدهم ...
ـــ لا عليك، سوف تغسل الأيام القادمة ما تراكم لديك من أحزان، ونجمع ما شتت الفراق من عواطف. عدت لا كما كنت، عدت وأنا فارغ إلا منك، وقلبي لا يستطيب إلا رائحة أنفاسك.
مصت غضبها واندست في غرفة نومها ترتدي ملابسها وهي تقول:
ـــ خرجت إلى العمل منذ مدة، ولا أرضى لنفسي أن أتقوت بما فاض عن بطنك.
يبس الصمت على شفاهه. مرر نظره خلسة على جدران غرفة النوم، لم تعد صورته معلقة، لكن بصمة إطارها ما زالت مرسومة وسط الجدار. تحسس بأصابعه مفتاحا غلب عليه صدأ كثير، وضعه فوق الطاولة بحذر وهو يرن من شدة الألم.
تدلت برأسها من النافذة تنتظره أن يخرج من باب العمارة المتآكلة، من الأعلى طوحت بالمفتاح أمامه وقالت :
ـــ خذ مفتاحك فإنه لم يعد صالحا لــك.

كاملة بدارنه
02-12-2015, 04:32 PM
كثر هم الذّئاب الذين يتربّصون ل (ليال) غابت عنهن الحماية، وذهب المعيل!
كفّ الإرادة تحدّت وألقت بالمفتاح الصدئ؛ لأنّها لم تعد بحاجة إليه
قصّ رائع وطرح لقضيّة استغلال دنيئة
بوركت
تقديري وتحيّتي

الفرحان بوعزة
02-12-2015, 05:31 PM
كثر هم الذّئاب الذين يتربّصون ل (ليال) غابت عنهن الحماية، وذهب المعيل!
كفّ الإرادة تحدّت وألقت بالمفتاح الصدئ؛ لأنّها لم تعد بحاجة إليه
قصّ رائع وطرح لقضيّة استغلال دنيئة
بوركت
تقديري وتحيّتي

شكرا لك أختي الكريمة كاملة على قراءتك القيمة لهذا النص المتواضع ..
اهتمام أعتز به .
مودتي وتقديري

ناديه محمد الجابي
02-12-2015, 08:17 PM
ذئب أهبل .. يحاول الرجوع إليها بعد ما ساقاها العذاب ألوان
فقد كان في حياتها من قبل.
ولكن ما يحيرني هو وجود آثار صورته التي كانت معلقة
على جدران غرفة النوم ـ فالعشيقة لا تعلق صورة العشيق
لا تعلق إلا صورة الزوج. وعلى هذا الأساس أحببت أن أفهم
قصتك بشكل آخر ..
سأفترض إنه تزوجها أرملة (توقف يا شاغل النساء الأرامل،
تخون الأموات وهم في قبورهم، وبدون حياء تضع خدك على وسائدهم ...)
ثم أرهقها بخياناته المتعددة ، وجعل حياتها ثقوب سوداء ، وجمرات دموعها
مبعثرة على عتبة باب الإنتظار.
جاء يحاول جمع ما شتت الفراق من عواطف ، مؤكدا لها إنه لن يعرف غيرها
ولكنها بإباء وإصرار طردته لتعلن له إنه كان مجرد تقطة سوداء إنتهت من حياتها.
قصة رائعة ـ لغة ماتعة وحبكة وأسلوب أدبي رشيق
أتابع قصصك بشغف ولا أملك إلا أن أبدي إعجابي
بورك نبض قلمك. :001:

الفرحان بوعزة
04-12-2015, 10:42 AM
ذئب أهبل .. يحاول الرجوع إليها بعد ما ساقاها العذاب ألوان
فقد كان في حياتها من قبل.
ولكن ما يحيرني هو وجود آثار صورته التي كانت معلقة
على جدران غرفة النوم ـ فالعشيقة لا تعلق صورة العشيق
لا تعلق إلا صورة الزوج. وعلى هذا الأساس أحببت أن أفهم
قصتك بشكل آخر ..
سأفترض إنه تزوجها أرملة (توقف يا شاغل النساء الأرامل،
تخون الأموات وهم في قبورهم، وبدون حياء تضع خدك على وسائدهم ...)
ثم أرهقها بخياناته المتعددة ، وجعل حياتها ثقوب سوداء ، وجمرات دموعها
مبعثرة على عتبة باب الإنتظار.
جاء يحاول جمع ما شتت الفراق من عواطف ، مؤكدا لها إنه لن يعرف غيرها
ولكنها بإباء وإصرار طردته لتعلن له إنه كان مجرد تقطة سوداء إنتهت من حياتها.
قصة رائعة ـ لغة ماتعة وحبكة وأسلوب أدبي رشيق
أتابع قصصك بشغف ولا أملك إلا أن أبدي إعجابي
بورك نبض قلمك. :001:

سررت بهذه القراءة الجميلة المبنية على التحليل والترصد لدقائق التعبير من خلال الجمل السردية ،
قراءة هادفة ومركزة مبنية كذلك على التساؤل الذي يفضي إلى تأويل أفضل وأحسن ..
شكرا على اهتمامك النبيل ،المبدعة المتألقة نادية ،اهتمام أعتز به ..
مودتي وتقديري

كاملة بدارنه
06-12-2015, 08:26 AM
مداخلة ثانية وقراءة للقصّة
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?p=1030325#post1030325

الفرحان بوعزة
08-12-2015, 11:05 AM
مداخلة ثانية وقراءة للقصّة
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?p=1030325#post1030325


سررت كثيرا بقراءتك القيمة لهذا النص المتواضع ، قراءة هادفة ومركزة عملت على خلخلة النص عن طريق التحليل والتركيب والتقييم مما أعطى للنص قيمة أدبية ..
قراءة جميلة ولدت إنتاج نص آخر جدير بالقراءة والمتابعة ، فالنص الأدبي لا يكسب حياته الأدبية إلا عن طريق القراءة الجادة .. شكرا على تشجيعك الدائم ،
اهتمام أعتز به أختي المبدعة كاملة ..
مودتي وتقديري

محمد جباري
11-12-2015, 10:31 PM
هو نذل، لكنه أهبل بدرجة أكبر.. لأنه أطل عليها بوجهه الصفيق من جديد، طمعا في صفحها.. و قد فعل من الأفاعيل ما يُنتن ماء البحر.
و لو أنها صفحت عنه لكانت هي الهبلاء..
لكن وصفه بالشمعة تكريم لا يستحقه..
دام فيض إبداعك أديبنا الكريم

خلود محمد جمعة
13-12-2015, 08:01 AM
تسلل و في الليل
استجداء وتوسل
اطار بلا صورة ومفتاح بلا باب
دخل معتقدا انه ما زال ذئبا وخرج مدركا انه مجرد اهبل
متجدد في الروعة اديبنا
دمت بكل الخير
تقدير بحجم اﻻبداع

الفرحان بوعزة
13-12-2015, 04:50 PM
هو نذل، لكنه أهبل بدرجة أكبر.. لأنه أطل عليها بوجهه الصفيق من جديد، طمعا في صفحها.. و قد فعل من الأفاعيل ما يُنتن ماء البحر.
و لو أنها صفحت عنه لكانت هي الهبلاء..
لكن وصفه بالشمعة تكريم لا يستحقه..
دام فيض إبداعك أديبنا الكريم


تحية طيبة أخي المبدع المتألق محمد ..
شكرا لك على قراءتك القيمة التي نورت النص أكثر ،
فعلا ،أخي ،الصفح عنه ممكن ، فهو يطلب المسامحة ، لكنه سوف يعود إلى شقوته الأولى ..
شكرا على كلمتك الطيبة ،اهتمام أعتز به ..
مودتي وتقديري ..

الفرحان بوعزة
13-12-2015, 04:53 PM
تسلل و في الليل
استجداء وتوسل
اطار بلا صورة ومفتاح بلا باب
دخل معتقدا انه ما زال ذئبا وخرج مدركا انه مجرد اهبل
متجدد في الروعة اديبنا
دمت بكل الخير
تقدير بحجم اﻻبداع

شكرا لك أختي المبدعة المتألقة خلود على قراءتك القيمة لهذا النص المتواضع ..
شكرا على تواصلك الدائم ..اهتمام أعتز به .
مودتي وتقديري

آمال المصري
15-12-2015, 01:44 AM
هجرها متجها للتقوت من الأرامل يعيش عالة على ما تركه لهن أزواجهن وينعم بما لديهن حتى لفظه الزمن وبات بقايا هشة لاتقبل عليه أيهن ..
ثم عاد مبررا وواعدا بالوصال وتبديد ما نالها منه من حزن وهجر وتقصير ليجدها قد لفظت أثره ورفضت أن تقتات على مافاض عن بطنه
نص بديع نقل لنا صورة من الواقع الاجتماعي الذي يحتوي على صور مختلفة ونماذج شتى من البشر
دمت مبدعا أديبنا الفاضل
تحاياي

الفرحان بوعزة
15-12-2015, 04:40 PM
هجرها متجها للتقوت من الأرامل يعيش عالة على ما تركه لهن أزواجهن وينعم بما لديهن حتى لفظه الزمن وبات بقايا هشة لاتقبل عليه أيهن ..
ثم عاد مبررا وواعدا بالوصال وتبديد ما نالها منه من حزن وهجر وتقصير ليجدها قد لفظت أثره ورفضت أن تقتات على مافاض عن بطنه
نص بديع نقل لنا صورة من الواقع الاجتماعي الذي يحتوي على صور مختلفة ونماذج شتى من البشر
دمت مبدعا أديبنا الفاضل
تحاياي

سررت بهذه القراءة الهادفة والمركزة التي استخرجت ما كان غائبا في النص من معاني ودلالات ..
شكرا لك أختي المبدعة المتألقة آمال على تواصلك القيم والدائم .
شكرا على اهتمامك النبيل ..اهتمام أعتز به .
مودتي وتقديري

ربيحة الرفاعي
19-12-2015, 05:19 PM
وجد الباب مفتوحا فتسلل، لا يجد المتسللون فرصة عبر أبوب المحصنات المغلقة
ووصفته بشمعة أضاءت زمنا في حياتها واحترقت
تحدث عن ضياع يعيشه وتحدثت عن دموعها في انتظاره واستغنائها عنه بعد خذلانه
فهي بينهما تجربة كانت وانتهت، بصرف النظر عن إطارها، وكانت له بعدها حياة جفت غدرانها، وكانت لها حياة ما زالت نابضة تفتح لها ذراعيها، ولم تجد له فيها متسعا

بين السرد الشائق والحوار بجمله المركزة تسترجع الصور وتحكي ما كان حملنا الكاتب في مشهد كشف الصراعين الجواني والبراني بمهارة
القفلة بتركه المفتاح تحكي تخليه عن رغبته بالعودة إليها
وحيرتني "لك" في قولها " خذ مفتاحك فإنه لم يعد صالحا لــك" فهي تعني إمكانية صلاح المفتاح لغيره، وتجعلها بقراءتي إحدى الأرامل اللواتي اعتاد استغلالهن، لا زوجة مغدورة، لأن المفتاح يصلح للباب وليس للشخص الذي يحمله إلا إن كان الباب موصدا قرارا في موجه معين يمنع من الولوج وإن تمكن من فتح الباب.

أداء قصّي متقن ولمحة ذكية تحكي آفة اجتماعية تعاني منها بعض بعض مجاميع قاع المجتمع

دمت بروعتك أديبنا الكبير
تحاياي

الفرحان بوعزة
20-12-2015, 11:33 AM
وجد الباب مفتوحا فتسلل، لا يجد المتسللون فرصة عبر أبوب المحصنات المغلقة
ووصفته بشمعة أضاءت زمنا في حياتها واحترقت
تحدث عن ضياع يعيشه وتحدثت عن دموعها في انتظاره واستغنائها عنه بعد خذلانه
فهي بينهما تجربة كانت وانتهت، بصرف النظر عن إطارها، وكانت له بعدها حياة جفت غدرانها، وكانت لها حياة ما زالت نابضة تفتح لها ذراعيها، ولم تجد له فيها متسعا
بين السرد الشائق والحوار بجمله المركزة تسترجع الصور وتحكي ما كان حملنا الكاتب في مشهد كشف الصراعين الجواني والبراني بمهارة
القفلة بتركه المفتاح تحكي تخليه عن رغبته بالعودة إليها
وحيرتني "لك" في قولها " خذ مفتاحك فإنه لم يعد صالحا لــك" فهي تعني إمكانية صلاح المفتاح لغيره، وتجعلها بقراءتي إحدى الأرامل اللواتي اعتاد استغلالهن، لا زوجة مغدورة، لأن المفتاح يصلح للباب وليس للشخص الذي يحمله إلا إن كان الباب موصدا قرارا في موجه معين يمنع من الولوج وإن تمكن من فتح الباب.
أداء قصّي متقن ولمحة ذكية تحكي آفة اجتماعية تعاني منها بعض بعض مجاميع قاع المجتمع
دمت بروعتك أديبنا الكبير
تحاياي

" خذ مفتاحك فإنه لم يعد صالحا لــك" / لقد غيرت القفل ،فليس بإمكانه أن يدخل المنزل ،فعلا إنه الرجل /الذئب الذي يستغل الأرامل ..
هو ليس أهبل ،إنه نموذج من الانتهازيين والوصوليين .. شكرا على قراءتك القيمة ،اهتمام أعتز به الأديبة ربيحة ..
مودتي وتقديري

محمد ذيب سليمان
20-12-2015, 01:35 PM
(توقف يا شاغل النساء الأرامل،
تخون الأموات وهم في قبورهم، وبدون حياء تضع خدك على وسائدهم ...)

هزتني هذه العبارة ورأيتها مركز القصة وفيها كل المعنى السابق واللاحف

وترميز ذئب له دلالاته فهو لا ياتي الا ليلا
وكذلك
( تلسعني أنفاس رائحتك في البيت، في الشارع، في المقهى )
وكاني فهمت انه كان ثرثارة لم يترسرا الا افشاه
فكيف بعد هذا كله ان يجدها تتقبله
قصة رائعة كل عباراتها منتقاة بعناية ولهخا مدلولات عميقة
شكرا لك

الفرحان بوعزة
20-12-2015, 09:43 PM
(توقف يا شاغل النساء الأرامل،
تخون الأموات وهم في قبورهم، وبدون حياء تضع خدك على وسائدهم ...)

هزتني هذه العبارة ورأيتها مركز القصة وفيها كل المعنى السابق واللاحف

وترميز ذئب له دلالاته فهو لا ياتي الا ليلا
وكذلك
( تلسعني أنفاس رائحتك في البيت، في الشارع، في المقهى )
وكاني فهمت انه كان ثرثارة لم يترسرا الا افشاه
فكيف بعد هذا كله ان يجدها تتقبله
قصة رائعة كل عباراتها منتقاة بعناية ولهخا مدلولات عميقة
شكرا لك

شكرا لك شاعرنا المبدع المتألق محمد على قراءتك القيمة لهذا النص المتواضع ..
شكرا على تواصلك الدائم ..اهتمام أعتز به .
محبتي وتقديري