تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ضلالة مقولة تقديم الأسد كرمز للرّجولة والشّهامة على الإطلاق



فكير سهيل
10-12-2015, 05:05 PM
السّؤال: لماذا يُعدّ الأسد رمزا للرّجولة و الشّهامة في حين يحمي قانون الغاب و هو سيّده؟
إذا لم نجد إجابة مُقنعة فإنّنا نضطرّ إلى تخطئة المقولة من أساسها و نعترف بخطأ عريق جرى على لسان البشر.

فكير سهيل
14-12-2015, 04:02 PM
ردّ أحد أعضاء الواحة الكرام في غير هذا الموضع:
هو رمز للرّجولة بسبب أنّه يحمي ملكه و تبريره في ذلك مقولة " إبك مثل النساء ملكا لم تحافظ عليه مثل الرجال "
الجواب: حماية الملك في ذاتها لا تُعدّ رجولة و شهامة و لكن بالنّظر إلى مقتضيات و أسس هذا الملك فملْك الغاب يقتضي الغلبة للقوّة و لا مجال للقضاء و العدل اين يأكل القويّ الضّعيف و الحفاظ على الملك يكون بالعدل و تطبيق شرع الله لا بالتّسلّط و الهجوم على الآخرين لتحقيق مصالح ذاتية مفادها الحفاظ على السّلطة لا على الملك, حيث الحفاظ على الملك يقتضي الحفاظ على جميع مكوّناته بما فيها الضّعفاء و الحفاظ على السّلطة قد يوجب إعفاء جزء مهمّ من الملك منه و هذا رغم كون الحفاظ على الملك من أسباب الحفاظ على السّلطة و العكس المطلق غير صحيح.

بهجت عبدالغني
14-12-2015, 05:28 PM
أدخل بين فكّيه تعرف السبب D:

للحيوانات قوانينها يا صاحبي، فرجولة الأسد تقاس وفق تلك القوانين، لا بقوانين البشر..


تحياتي ومحبتي

ايهاب الشباطات
14-12-2015, 07:02 PM
لا أعتقد أنك موفق بالعنوان حين بدأتها ب "ضلال مقولة ..." حيث أن عدداً من الصحابة و التابعين و أبطال الإسلام شبهوهم الناس بالأسود
و منهم حمزة بن عبد المطلب و لم يعترض النبي -صلى الله عليه و سلم - و لا الصحابة و لا العلماء من بعدهم .....

للأسد صفات فريدة بعضها مشهور بين الناس مثل القوة و الشجاعة و البعض الأخر غير مشهور مثل أنه يكن كرهاً و احتقاراً عميقاً
للضباع و عندما يجد صغار الضباع يقوم بقتلها من دون أن يأكلها .....

كل البشر فيهم من صفات الحيوانات , فمن كان يترك الطيبات و يسعى نحو الخبائث كان مشابهاً للخنازير ومن كان شجاعاً جريئاً
كان مشابهاً للأسود ...., قال ابن القيم في إغاثة اللهفان : " قال بعض أهل العلم : إذا اتصف القلب بالمكر والخديعة والفسق ، وانصبغ بذلك صبغة تامة ، صار صاحبه على خلق الحيوان الموصوف بذلك من القردة والخنازير وغيرهما ، ثم لا يزال يتزايد ذلك الوصف فيه ، حتى يبدو على صفحات وجهه بُدُوّا خفيا ، ثم يقوى ويتزايد ، حتى يصير ظاهرا على الوجه ، ثم يقوى حتى يقلب الصورة الظاهرة كما قلب الهيئة الباطنة ! ومن له فراسة تامة يرى على صور الناس مسخا من صور الحيوانات التي تخلقوا بأخلاقها في الباطن ، فقل أن ترى محتالا مكارا مخادعا ختارا إلا وعلى وجهه مسخة قرد!! وقل أن ترى رافضيا إلا وعلى وجهه مسخة خنزير!! وقل أن ترى شرها نهما نفسه نفس كلبية ، إلا وعلى وجهه مسخة كلب ، فالظاهر مرتبط بالباطن أتم ارتباط ؛ فإذا استحكمت الصفات المذمومة في النفس ، قويت على قلب الصورة الظاهرة .
ولهذا خوف النبي - صلى الله عليه وسلم - من سابق الإمام في الصلاة ، بأن يجعل الله صورته صورة حمار ؛ لمشابهته للحمار في الباطن ، فإنه لم يستفد بمسابقة الإمام إلا فساد صلاته وبطلان أجره ، فإنه لا يسَلّم قبله ، فهو شبيه بالحمار في البلادة وعدم الفطنة" .







أدخل بين فكّيه تعرف السبب D:




و هذا رأيٌ معتبر أيضاً ....!

فكير سهيل
14-12-2015, 08:10 PM
أدخل بين فكّيه تعرف السبب D:

للحيوانات قوانينها يا صاحبي، فرجولة الأسد تقاس وفق تلك القوانين، لا بقوانين البشر..


تحياتي ومحبتي






ههههههه
صعب جدّا تصوّر ذلك...كوني أعرف أنّ ليس له عهد و أعرف قانونه جيّدا
هذا هو مربط الفرس بما أنّ رجولته تُقاس بقوانين الغاب لماذا تُقاس عليه رجولة بني آدم يعني كما يقال في أصول الفقه قياس فاسد
شكرا لك و بارك الله فيك
:os:

فكير سهيل
14-12-2015, 08:27 PM
لا أعتقد أنك موفق بالعنوان حين بدأتها ب "ضلال مقولة ..." حيث أن عدداً من الصحابة و التابعين و أبطال الإسلام شبهوهم الناس بالأسود
و منهم حمزة بن عبد المطلب و لم يعترض النبي -صلى الله عليه و سلم - و لا الصحابة و لا العلماء من بعدهم .....

كنت أنتظر هذا...بشغف
هؤلاء طلّقوا قانون الغاب الذي كانوا عليه في الجاهليّة و دخلوا حمى العدل كالأسد الذي يُسْتألف و صاروا حُماة لمالكهم كذلك حمزة أسد الله...أنظر معي ما قيل أسد بإطلاق اللّفظ بل أسد الله يعني تشريفه بإضافته لا بإطلاقه

للأسد صفات فريدة بعضها مشهور بين الناس مثل القوة و الشجاعة و البعض الأخر غير مشهور مثل أنه يكن كرهاً و احتقاراً عميقاً
للضباع و عندما يجد صغار الضباع يقوم بقتلها من دون أن يأكلها .....
طبعا إمتلاك شيء من الصّفات لا يعني التّشبيه المطلق كان يمكننا أن نقول قوي مثل الأسد أو شجاع مثل الأسد لكن أن نقول مثلا أنت أسد فللأسد غير صفة من الجهالة بمقاييس بني آدم منها:
البطش, الانقضاض على الضّعاف,... و هل تعلم أخي أنّ الأسود تقتل كل الأشبال التي تجدها في طريقها التي لم تولد من أصلابها!... ما هذا الإفساد؟ و أنّها تهاجم الأسود الضّعيفة من جرّاء الشّيخوخة عندما لا تجد فريسة, بينما بني آدم يوقّرون و يكفلون ذو الشّيبة و له مكان. هذا إضافة إلى سيادتها لملْك و قوانين الغاب.

كل البشر فيهم من صفات الحيوانات , فمن كان يترك الطيبات و يسعى نحو الخبائث كان مشابهاً للخنازير ومن كان شجاعاً جريئاً
كان مشابهاً للأسود ...., قال ابن القيم في إغاثة اللهفان : " قال بعض أهل العلم : إذا اتصف القلب بالمكر والخديعة والفسق ، وانصبغ بذلك صبغة تامة ، صار صاحبه على خلق الحيوان الموصوف بذلك من القردة والخنازير وغيرهما ، ثم لا يزال يتزايد ذلك الوصف فيه ، حتى يبدو على صفحات وجهه بُدُوّا خفيا ، ثم يقوى ويتزايد ، حتى يصير ظاهرا على الوجه ، ثم يقوى حتى يقلب الصورة الظاهرة كما قلب الهيئة الباطنة ! ومن له فراسة تامة يرى على صور الناس مسخا من صور الحيوانات التي تخلقوا بأخلاقها في الباطن ، فقل أن ترى محتالا مكارا مخادعا ختارا إلا وعلى وجهه مسخة قرد!! وقل أن ترى رافضيا إلا وعلى وجهه مسخة خنزير!! وقل أن ترى شرها نهما نفسه نفس كلبية ، إلا وعلى وجهه مسخة كلب ، فالظاهر مرتبط بالباطن أتم ارتباط ؛ فإذا استحكمت الصفات المذمومة في النفس ، قويت على قلب الصورة الظاهرة .
ولهذا خوف النبي - صلى الله عليه وسلم - من سابق الإمام في الصلاة ، بأن يجعل الله صورته صورة حمار ؛ لمشابهته للحمار في الباطن ، فإنه لم يستفد بمسابقة الإمام إلا فساد صلاته وبطلان أجره ، فإنه لا يسَلّم قبله ، فهو شبيه بالحمار في البلادة وعدم الفطنة" .

أولا كما قلت إمتلاك صفة لا يعني جواز إطلاق اللفظ دون قيد و قد يكون هناك تشبيه بليغ و لكن دون الإخلال بالمعنى المراد و دون الوقوع في تناقض, مثلا: نقول هذا كلب يعني نحطّ من قيمته ثمّ نورد صفات تدلّ على أنّه من الكرام, أو نطلق لفظا بغية التّشبيه و هو يحمل في ذاته تناقضا على غرار الأسد كقولنا لرجل تقيّ أنت مثل النّعامة فأهنّاه من حيث أردنا تكريمه. كذلك الأسد أردنا تكريم الموصوف و لكن باستقرائنا لصفات الأسد قمنا بإهانته.
ثانيا الإهانة غير التّكريم فتشبيه إنسان بحيوان عادة ما يفيد الإهانة إذا ما أطلق اللفظ مثل ما تقرّر سابقا و هو الصّحيح حيث مجرّد التّشبيه بالحيوان إنزال في الصّفة لاختلاف المراتب ابتداء, إلاّ ما يخصّ صفات مفترقة حيث نقرن إطلاق اللّفظ بالصّفات المرجوّة بسبب هذا الفارق. و قفت على حديث في هذا الشّأن قال صلّى الله عليه و سلم ‏:-" ‏قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا ‏ ‏يَزِيغُ ‏ ‏عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا ‏ ‏بِالنَّوَاجِذِ ‏ ‏وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ ‏ ‏حَيْثُمَا قِيدَ انْقَادَ" لم يطلق اللفظ صلّى الله عليه و سلّم بل ربط التّشبيه رغم استعماله لكاف التّشبيه عوضا عن التّشبيه البليغ بالإنقياد يعني الجمل في إحدى صفاته وقال المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير: (فإنما المؤمن كالجمل الأنف) أي المأنوف وهو الذي عقر أنفه فلم يمتنع على قائده .(حيثما قيد انقاد). ولم أقف على آية قرآنية ترفع من قدر الإنسان بتشبيهه بحيوان غير أنّ العكس ثابت.





(أدخل بين فكّيه تعرف السبب)
و هذا رأيٌ معتبر أيضاً ....! أمّا هذا الرّأي فأعتقد أنّ أخي بهجت الرّشيد و إيّاك لم ينتبها إلى الفرق بين القوّة و الرّجولة و الشّهامة أساسا أو أنّكما نجيتما من قبضة الأسد....و هذا أيضا معتبر (^_^) :noc:

تقديري و بارك الله فيك
:tree:

ياسرحباب
15-12-2015, 12:41 AM
في بلاد الشام و الجزيرة العربية
تنتشر بكثرة اسماء مثل نمر و فهد و صقر و الخ
مما يعني ان الناس لاحظوا مواصفات جميلة لتلك المخلوقات فتسموا بأسامائها

موضوع طريف :014:

ايهاب الشباطات
15-12-2015, 09:56 AM
الأستاذ فكير

لم يقل أحد قط بأن التشبيه بإطلاقه و الناس يعلمون هذا من دون تفسير لأنه معروفٌ بالضرورة بأنه على سبيل
المجاز , فعندما نقول فلان أسد , الناس لا يفهمون المعنى بإطلاقه بأنه يمشي على أربع و ليس إثنتين و أنه يزأر و لا يتكلم ....
لم يقل أحد بهذا ! , إمرؤ القيس عندما شبه الفتاة الجميلة بالغزال و تابعه شعراء العرب في هذا هل كانوا يقصدون أن من يتغزلون بهم من النساء
يمشون على أربع و يأكلون العشب ! أم كانوا يعنون العيون الواسعة و الرشاقة ؟ ...., أم قولك : "أنظر معي ما قيل أسد بإطلاق اللّفظ بل أسد الله يعني تشريفه بإضافته لا بإطلاقه"
فهذا يعني أن "أسد الله" هي نفسها "كلب الله" هي نفسها "خنزير الله" طالما أن التشريف حاصل بالإضافة ؟! و "عبد الله" هي نفسها "عدو الله" طالما أن المعنى يفهم من معنى الإضافة ؟!

و بلا شك للأسود صفات سلبية مثلها مثل باقي الكائنات ..., لكن ما ذكرته عنها ليس دقيقاً حين قلت :"و هل تعلم أخي أنّ الأسود تقتل كل الأشبال التي تجدها في طريقها التي لم تولد من أصلابها!... ما هذا الإفساد؟ و أنّها تهاجم الأسود الضّعيفة من جرّاء الشّيخوخة عندما لا تجد فريسة" , الأسد المتغلب يقتل أشبال الأسد المهزوم في القطيع الذي سيطر عليه وليس أي شبلٍ يراه .... , و الله أعلم .

فكير سهيل
15-12-2015, 06:31 PM
في بلاد الشام و الجزيرة العربية
تنتشر بكثرة اسماء مثل نمر و فهد و صقر و الخ
مما يعني ان الناس لاحظوا مواصفات جميلة لتلك المخلوقات فتسموا بأسامائها

موضوع طريف :014:

نعم صحيح و لكنّها عادة اشتهر بها العرب خاصّة بما يناسب حياتهم حين كانوا يعيشون حياة برّية يسودها عموما الحرب و الإغارات و التّشرذم و هاته الأسماء لم يشتهر بها أهل الفضل في تسمية أبنائهم من أولي العلم و النّهى بل انتشرت اسماء أخرى تدلّ على العقيدة الاسلامية و نحن تبنّيناها بسبب عروبتنا لا بسبب إسلامنا.
شكرا لك و ردّك أيضا طريف و جميل
:os:

فكير سهيل
15-12-2015, 07:22 PM
الأستاذ فكير

لم يقل أحد قط بأن التشبيه بإطلاقه و الناس يعلمون هذا من دون تفسير لأنه معروفٌ بالضرورة بأنه على سبيل المجاز ,
لو أراد النّاس تشبيها دون إطلاق يتعيّن عليهم استعمال وسائل تشبيه بما يناسب المطلوب فاللفظ ذو دلالة و الحرف كذلك و لا عذر بالنّيّة و لا عبرة بها طالما البدائل موجودة والعرب كانت تعلم هذا جيّدا خلافا لنا نحن حيث كانوا يريدون بالتّشبيه المطلق إطلاق جميع صفات الأسد عل المشبّه حيث كانوا لا يرون بأسا من التّسلّط و الإغارة و الهجوم و ربّما حذا حذوهم أخرون تقليدا بسبب اشتهار الأمر على خطئه فأنزلوه منزلة المسلّم به, و هي أسباب الرّجولة عندهم و ربّما كذلك الرّوم و اليونان. أمّا أهل الأسلام الأوّلون فكانوا لا يستعملون هاته الأسماء إلّا ما كان من الجاهليّة.
فعندما نقول فلان أسد , الناس لا يفهمون المعنى بإطلاقه بأنه يمشي على أربع و ليس إثنتين و أنه يزأر و لا يتكلم ....
طبعا هي صفات ذاتيّة جسديّة لا يمكن تصوّر انتقالها و بالتّالي فهي ليست محلّ نقاش فلا يمكن افتراض و تصوّر ما لا يمكن وقوعة و هذا ما يجعلها خارجة إطار التّشبيه و لو كان التّشبيه بليغا و لكن الأمر يختصّ بالصّفات الممكن انتقالها ابتداء كالهجوم و الإغارة و المخادعة من جانب و الإذعان و الدّفاع عن الأهل و غيرها من جانب آخر. فقولنا فلان أسد يعني يمكن أن نتصوّر أنّه صاحب إغارة و افتراس دون رحمة بمجرّد الجوع و هي منافية لقانون العدل والرّحمة بمقاييس البشر كما يمكن أن نتصوّر بأنّه صاحب قوّة و دفاع عن الأنثى و الأبناء و غيرها من الصّفات الحميدة وهذا خلافا للصّفات الجسدية التي لا يمكن تصوّر انتقالها إلّا بمسخ ربّاني, فلماذا تلزمني بتصوّر النّوع الثّاني دون الأوّل, نعم جرت العادة و لكنّها مبنيّة على أسس جاهليّة نشأت في بيئة العرب آنذاك و ربّما عند أقوام آخرين لا يدينون بدين الأسلام.
لم يقل أحد بهذا ! , إمرؤ القيس عندما شبه الفتاة الجميلة بالغزال و تابعه شعراء العرب في هذا هل كانوا يقصدون أن من يتغزلون بهم من النساء
يمشون على أربع و يأكلون العشب ! أم كانوا يعنون العيون الواسعة و الرشاقة ؟
طبعا هي بيئة جاهليّة رغم ما فيها من الصّفات الحميدة ورثت عن إبراهيم عليه السّلام, كانت تسودها العديد من الصّفات السّيّئة ما جعلها تنعت بهكذا نعت, و القول هنا مثل سابقه حيث يتعيّن تشبيه فقط الصّفات الممكن تصوّر انتقالها دون غيرها و الصّفات السيّئة ليست بمنأى عن الانتقال,
يقول امرؤ القيس: له أيطلا ظبي و ساقا نعامة= و إرخاء سرحان و تقريب تتفل,
فلنلاحظ كيف قام بالتّشبيه حيث حدّد الصّفات محلّ التّشبيه دون غيرها ولم يقل ظبيا و سرحان و غيرها و إلّا اختلط الأمر.

...., أم قولك : "أنظر معي ما قيل أسد بإطلاق اللّفظ بل أسد الله يعني تشريفه بإضافته لا بإطلاقه"
فهذا يعني أن "أسد الله" هي نفسها "كلب الله" هي نفسها "خنزير الله" طالما أن التشريف حاصل بالإضافة ؟! و "عبد الله" هي نفسها "عدو الله" طالما أن المعنى يفهم من معنى الإضافة ؟!
طبعا التّشريف لا يمكن أن يكون بصفة محلّ ازدراء و إهانة ابتداء كقولنا لصّ القاضي فهذا يعدّ إهانة للقاضي لا تشريفا للّصّ. فالصّفة الّتي يراد بها إلحاقها بمشرِّف يتعيّن أن لا تكون محلّ إهانة و لا يلزم فيها التّشريف لذاتها كقولنا سيف فهل السّيف محلّ تشريف أو محلّ إهانة, لا هذا و لا هذا, فإضافتها تحدّد صفتها كقولنا سيف الله المسلول و لو قلنا سيف فرعون أو الحجّاج لانتقصنا من قدر السّيف.
أمّا عدوّ الله فلا يراد بها التّشريف أساسا بل إقرار حقيقة, ينتج عنها إهانة المضاف بسبب عظمة المضاف إليه, كذلك كلب الله تصلح إذا أردنا إخبارا و إقرار حقيقة كقولنا هذا كلب الله لماذا تعذّبه, و شتّان بين الأمرين. كذلك أسد الله لما يحتمل معنى الأسد من صفات حميدة و لكن إطلاقها يؤدّي إلى بروز الصّفات السّيّئة, فقولنا أسد الإسلام غير قولنا أسد النّصرانية فهنا تطفوا الصّفات الحميدة و هنا تطفوا الصّفات السّيّئة بسبب المضاف إليه. عكس الصّفات المطلقة الجمال التي لا تحتمل إلاّ الإضافة الحسنة مثل الملَك. كذلك الصّفات المطلقة الشرّ التي لا تحتمل الإضافة الحسنة مثل الشّيطان إلاّ بنيّة إخبار كقولنا شيطان النّبيّ فهنا لا يُتخيّل إلّا الإخبار بوجود شيطان للنّبيّ الكريم و لا يصلح معها تشريف الشّيطان فهماً.


و بلا شك للأسود صفات سلبية مثلها مثل باقي الكائنات ..., لكن ما ذكرته عنها ليس دقيقاً حين قلت :"و هل تعلم أخي أنّ الأسود تقتل كل الأشبال التي تجدها في طريقها التي لم تولد من أصلابها!... ما هذا الإفساد؟ و أنّها تهاجم الأسود الضّعيفة من جرّاء الشّيخوخة عندما لا تجد فريسة" , الأسد المتغلب يقتل أشبال الأسد المهزوم في القطيع الذي سيطر عليه وليس أي شبلٍ يراه .... , و الله أعلم .
هي معلومة موثوق منها لا أستحضر المصدر بل تقتل الأشبال التي تجدها في طريقها حينما تجول الغابات و هذا ما أدّى باللّبؤات إلى تشكيل جماعات متفرّقة بغية حماية صغارهنّ و هو ما يجعل الأسود تعزف عن مهاجمتها و اتذكّر انّ عدد الأشبال التي تنجوا من الموت حوالي ربع فقط.
فهي يبقى الأسد رمزا للشّهامة و الرّجولة؟
مع التّركيز على اختيار أدوات التّشبيه المناسبة.
لو تمعّنّا في السّنّة نجد تشبيه البشر بالحيوانات يقترن بالصّفات المرجوّة تصريحا لا إضمارا:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْأُتْرُجَّةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ ،وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ لَا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ ،وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ ،وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ "
و قال:
" مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَلَا يَتَحَاتُّ"، فَقَالَ الْقَوْمُ: هِيَ شَجَرَةُ كَذَا هِيَ شَجَرَةُ كَذَا، فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ هِيَ النَّخْلَةُ وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ فَاسْتَحْيَيْتُ ،فَقَالَ: " هِيَ النَّخْلَةُ "
هاهي التّشبيهات الصّحيحة.
:os:

فكير سهيل
16-12-2015, 05:26 AM
...فقولنا أسد الإسلام غير قولنا أسد النّصرانية فهنا تطفوا الصّفات الحميدة و هنا تطفوا الصّفات السّيّئة بسبب المضاف إليه. عكس الصّفات المطلقة الجمال التي لا تحتمل إلاّ الإضافة الحسنة مثل الملَك.
"فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31)" يوسف و هو ما جاء على لسان نسوة يوسف,
لو تمعّنّا جيّدا نلاحظ أنّهنّ جعلن من يوسف شبيها بالملَك من شدّة جماله و هذا تشبيه في محلّه بسبب أنّ المشبّه به لا يمكن أن يكون محلّ انتقاص بأيّ حال من الأحوال (بل هم عباد مكرمون) رغم أنّهنّ أردن بالتّشبيه إشراك المشبّه مع المشبّه به في صفة واحدة و هي الجمال فقط و قد يحتمل أيضا في أحد الأقوال تنزيهه عن المعصية, عكس ما يحتمل النّقص و ربّما الإهانة بسبب إحدى صفاته ربّما الرّئيسيّة.

ايهاب الشباطات
16-12-2015, 09:44 AM
أستاذ فكير

1. من الواضح أن سوء الفهم عندك و ليس من الناس , العرب لا تضرب الأسد مثلاً في العدل و الشهامة و الرجولة كما تزعم بل في صفات معينة مثل القوة و الشجاعة , و من أدلة هذا قولك : " يقول امرؤ القيس: له أيطلا ظبي و ساقا نعامة= و إرخاء سرحان و تقريب تتفل, فلنلاحظ كيف قام بالتّشبيه حيث حدّد الصّفات محلّ التّشبيه دون غيرها ولم يقل ظبيا و سرحان و غيرها و إلّا اختلط الأمر. " , إمرؤ القيس فصّل هنا لأنه جمع بين متناقضات و إلا فهو القائل : " وماذا عليه أن ذكرت أوانسا كغزلان رمل في محاريب أقيال" لا بل ماذا تقول في قول طرفة بن العبد : " وفي الحيِّ أحوى ينفضُ المردَ شادنٌ, مُظاهِرُ سِمْطَيْ لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ" !


2. تقول : "نعم صحيح و لكنّها عادة اشتهر بها العرب خاصّة بما يناسب حياتهم حين كانوا يعيشون حياة برّية يسودها عموما الحرب و الإغارات و التّشرذم و هاته الأسماء لم يشتهر بها أهل الفضل في تسمية أبنائهم من أولي العلم و النّهى بل انتشرت اسماء أخرى تدلّ على العقيدة الاسلامية و نحن تبنّيناها بسبب عروبتنا لا بسبب إسلامنا." , أخبرني ألم يكن تسمية زيد لإبنه أسامة بعلم النبي -صلى الله عليه و سلم- وما معنى أسامة ؟!

3. إذا كان الكلام كما تزعم بأن "هاته الأسماء لم يشتهر بها أهل الفضل في تسمية أبنائهم من أولي العلم و النّهى بل انتشرت اسماء أخرى تدلّ على العقيدة الاسلامية و نحن تبنّيناها بسبب عروبتنا لا بسبب إسلامنا" فلا بد أن عدداً من علماء المسلمين تحدثوا عن ذلك و قالوا بأن تلك الأسماء محرمة أو على الأقل مكروهة ...., فهل لك أن تضع لنا عدداً من أقوالهم بخصوص ذلك ؟ و إن لم تضع فالمسألة محسومة عندنا بأن سوء الفهم منك و ليس من الناس .

فكير سهيل
16-12-2015, 10:27 AM
أستاذ فكير

1. من الواضح أن سوء الفهم عندك و ليس من الناس , العرب لا تضرب الأسد مثلاً في العدل و الشهامة و الرجولة كما تزعم بل في صفات معينة مثل القوة و الشجاعة , و من أدلة هذا قولك : " يقول امرؤ القيس: له أيطلا ظبي و ساقا نعامة= و إرخاء سرحان و تقريب تتفل, فلنلاحظ كيف قام بالتّشبيه حيث حدّد الصّفات محلّ التّشبيه دون غيرها ولم يقل ظبيا و سرحان و غيرها و إلّا اختلط الأمر. " , إمرؤ القيس فصّل هنا لأنه جمع بين متناقضات و إلا فهو القائل : " وماذا عليه أن ذكرت أوانسا كغزلان رمل في محاريب أقيال" لا بل ماذا تقول في قول طرفة بن العبد : " وفي الحيِّ أحوى ينفضُ المردَ شادنٌ, مُظاهِرُ سِمْطَيْ لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ" !
يبدو أنّك لم تفهم ما ذكرتَ و ذكرتُ
أوّلا قلت هاته بيئة جاهلية و هم مصدرنا في إنزال الأسد هذا الموضع فهم محلّ انتقاد أصلاً
ثانيا امرؤ القيس في قوله و رغم هذا ينافي استدلالك من حيث أمرين: إستعماله حرف التّشبيه الكاف و هو ينزل من درجة التّشبيه (راجع التّشبيه) خلافا للتّشبيه البليغ فهو يجعل من النّسوة تحمل بعض الصّفات لا كلّ و يدلّ عليه ما ذكره بعد مباشرة "في محاريب أقيال" يعني كغزلان في محاريب الملوك و هذا له مدلول آخر, ماذا تفعل الغزلان عند الملوك؟ فقد قيّد تشبيههه بحالة معيّنة, و تأمّل معي الفرق بين هذا و قولنا نسوة غزلان فهذا مطلق من حيث الصّفات و الصّورة و الآخر مقيّد من خلالها. لكنّها تبقى بيئة جاهليّة لا يقاس عليها من حيث الأخلاق و العادات.

2. تقول : "نعم صحيح و لكنّها عادة اشتهر بها العرب خاصّة بما يناسب حياتهم حين كانوا يعيشون حياة برّية يسودها عموما الحرب و الإغارات و التّشرذم و هاته الأسماء لم يشتهر بها أهل الفضل في تسمية أبنائهم من أولي العلم و النّهى بل انتشرت اسماء أخرى تدلّ على العقيدة الاسلامية و نحن تبنّيناها بسبب عروبتنا لا بسبب إسلامنا." , أخبرني ألم يكن تسمية زيد لإبنه أسامة بعلم النبي -صلى الله عليه و سلم- وما معنى أسامة ؟!
الأمر سهل جدّا أخي, ولد أسامة إبن زيد حبّ رسوا الله صلّى الله عليه و سلّم سبع سنين قبل الهجرة يعني حوالي خمس سنين فقط بعد البعثة, في هاته الفترة لم ينزل أيّ تحريم بل كان كلّ همّ الدّعوة دعوة النّاس إلى التّوحيد, لا خمر و لا غيرها محرّم و لا حتّى تكاليف أخرى فكيف يأمرهم بترك هاته الأسماء و هم قد كانوا حديثي عهد بالإسلام. و إن يكن فلا يُقاس على الواحد و الإثنين كما هو معلوم.
ثانيا لم يثبت ات تحريمها و لا كراهتها أبدا و لن تجد هذا فيما قلته سابقا!
3. إذا كان الكلام كما تزعم بأن "هاته الأسماء لم يشتهر بها أهل الفضل في تسمية أبنائهم من أولي العلم و النّهى بل انتشرت اسماء أخرى تدلّ على العقيدة الاسلامية و نحن تبنّيناها بسبب عروبتنا لا بسبب إسلامنا" فلا بد أن عدداً من علماء المسلمين تحدثوا عن ذلك و قالوا بأن تلك الأسماء محرمة أو على الأقل مكروهة ...., فهل لك أن تضع لنا عدداً من أقوالهم بخصوص ذلك ؟ و إن لم تضع فالمسألة محسومة عندنا بأن سوء الفهم منك و ليس من الناس .
كما قرّرته فوق لم أقل و لم يقل أحد بتحريمها و لا بكراهتها أبدا. و لكن يبدو أنّك لم تفهم قولي أبدا و سأعيد صياغته قليلا: كيف نطلق على شخص صفة الأسد و هو يحمي قانون الغاب؟ يعني التّشبيه يتعدّى التّسمية إلى صفة يمدح بها صاحبها و هنا تجرّني و بعض الإخوة إلى نكران التّسمية و هذا مخالف لطرحي. و لكن العدول عن هاته التّسمية إلى غيرها أولى بحكم ما ذكرناه أعلاه. فإذا رأينا معا تسميات أهل الفضل و العلم و كثير من المسلمين في قرون النّور نجد أنّه يكاد يندر تسمية الأبناء بأسماء الأسد خلافا للعرب في الجاهليّة أو على الأقلّ نجد تناقصا فادحا قادحا فيها. يعني بعبارة أخرى لماذا هذا التّواطء ربما غير المعلن و غير المقصود على ترك هاته التّسميات, ألا يدلّ هذا على إدراكهم الأمر بذكائهم. طبعا لا يوجد على حدّ علمي لا تحريم و لا كراهة البتّة إذ لا نصوص ثمّ أنّ العادة جرت على تسمية أصحاب الرّجولة و الشّهامة عند العرب بالأسود و نقلها عنهم آخرون اتّباعا بتمحيص أو دون تمحيص و صارت مثلا يضرب به, فهنا نردّ المقولة من أصلها لا من فرعها حينما استعملها الخلف و تلقّوها دونما تمحيص كوننا عرب و أظنّها تكثر عند أصحاب العروبة دينا أقول ربّما فقط فمن يتبنّى عقيدة فلا بدّ من أن يتبنّى فروعها.
أنصحك أخي الشباطات الكريم عموما على أن لا تحوّل النّقد إلى لأشخاص عند النّقاش حول موضوع ما يعني نناقش مقولة ثمّ مثلا نرمي صاحبها بعدم الفهم فهذا يعدّ قدحا في الرّد و ضعفا لا قوّة و يجعل صاحبه يظهر بمظهر الضّعف و التّخلّي عن الجدال و يُكسب خصمه جولة أو القضيّة عند أرباب الجدل. كان ردّي أعلاه مجرّد إشارة فقط.
لكنك لم تناقش ردودي فوق؟ ثمّ أنّك حسمت لنفسك في أحد الفصول و هذا من مخالفات أسس الجدال حيث لم تنتظر الرّد و لا ردود الآخرين حتّى تستوفي القضيّة حظّها و يتّسع و يتبيّن الأمر و أنّك أخي أخذت مكان القضاء!
أشكرك من كلّ قلبي على التّفاعل الذي أسعدني و الله:tree:

ايهاب الشباطات
16-12-2015, 11:51 AM
1. بما أننا مسلمون فمرجعيتنا لمعرفة الفرق بين الصواب و الخطأ و بين الحق و الباطل و بين الهدى و الضلال .... القرآن و السنة !
و طالما أن أسماء الأسد ليست محرمة بل مباحة فلا أستخدم مصطلح "ضلال" مع أمرٍ مباح ! .

2. "أنصحك أخي الشباطات الكريم عموما على أن لا تحوّل النّقد إلى لأشخاص عند النّقاش حول موضوع ما يعني نناقش مقولة ثمّ مثلا نرمي صاحبها بعدم الفهم ..." , أنا لم أرمك بعدم الفهم
بإطلاقه و إنما حصرته في هذه المسألة فقط و المعنى هذا واضح من سياق كلامي ... و قد تكون أعلم و أفهم مني بشكل عام و مع ذلك لك اعتذاري .

3. أنت تصر على فهمٍ لم يسبقك أحد له فمثلاً قلت : " تأمّل معي الفرق بين هذا و قولنا نسوة غزلان فهذا مطلق من حيث الصّفات و الصّورة" , من الواضح أن أساليب
اللغة ملتبسة عندك بعض الشيء , سأورد لك كلام ابن القيم -في رده على مثبتي المجاز في القرآن- بما ينفي فهم الناس لما فهمته , قال ابن القيم : "إنكم فرقتم أيضا بينهما (أي بين الحقيقة والمجاز) بأن المجاز ما يتبادر غيره إلى الذهن، فالمدلول إن تبادر إلى الذهن عند الإطلاق كان حقيقة، وكان غير المتبادر مجازا، فإن الأسد إذا أطلق تبادر منه الحيوان المفترس دون الرجل الشجاع. فهذا الفرق مبني على دعوى باطلة وهي تجريد اللفظ عن القرائن بالكلية والنطق به وحده وحينئذ يتبادر منه الحقيقة عند التجرد. وهذا الفرض هو الذي أوقعكم في الوهم " , وكلام ابن القيم واضح بما ينفي كلامك فعندما نقول نسوة غزلان هو مجاز و ليس مطلقاً من حيث الصفات و الصورة !

4. النبي -صلى الله عليه وسلم - غير أسماء بعض الصحابة لاحقاً مثل أبي هريرة من عبد شمس إلى عبد الرحمن ..., ولو كان في إسم الأسد حرج لغير أسم أسامة أيضاً ..... !


تحياتي لك

فكير سهيل
16-12-2015, 03:44 PM
إبن القيّم يتكلّم عن من يفتي بوجود المجاز في القرآن فإنّه أبعد النّجعة فليس في كلام الله مجاز و إطلاق اللفظ هنا يقصد به ذكرٌ دون قيد و دون ربط بغيره و جعله بمعزل مّا ينتج عنه توهّما بالمجاز و هذا بقيّة قوله ممّا يلي مباشرة ما قلت: هذا الفرض هو الذي أوقعكم في الوهم فإن اللفظ بدون القيد والتركيب بمنزلة الأصوات التي ينعق بها لا تفيد فائدة، وإنما يفيد تركيبه مع غيره تركيبا إسناديا يصح السكوت عليه، وحينئذ فإنه يتبادر منه عند كل تركيب بحسب ما قيد به فيتبادر منه في هذا التركيب ما لا يتبادر منه في هذا التركيب الأخير. اهـ. يعني إكتمال المعنى يكون بربط الشّيء بغير بحيث يشكّل تركيبا كاملا يفيد المعنى المرجوّ كعزل كلمة أسد عن غيره في الجملة فيتبادر إلى ذهننا مباشرة الحيوان و لكن إذا ما ربطناه بغيره علمنا المقصود من ذكره و هو غير الحيوان. و هذا لا علاقة له بما قلت فالإطلاق المقصود هنا غير الذي أردت, قلت إطلاق صفة الأسد على الرّجل تجعله يحمل صفات البطش و الافتراس أيضا و جرت العادة على الاقتصار على صفات الشّهامة و الرّجولة و ربّما القوّة بما نقلناه عن العرب و هم أدرى بالمدلول الحقيقي للتّشبيه البليغ كونهم لا يرون بأسا في الإغارة على القبائل الأخرى و افتراس الغير عموما و هكذا كانت حياتهم قبل الإسلام و لذا شبّهوا الرّجل القويّ الممدوح بالأسد و ذلك أنّهم كانوا يرسلون إلى من يريدون حربه و إخافته من يحمل أسماء الأسد و غيرها.
و لا دخل للأسماء هنا إلّا تبعا.
سأضع هنا مثالا توضيحيا لعلّه يبيّن القضيّة: يقول أحد كبار شعراء العصر و هو الجواهري لحاكم سوريا الأب يمدحه : و أنت يا أسد الغاب الذي حلفت به الرّجولة أن تستأسد الازم
فهل هذا مدح أم ذمّ له في رأيك؟ و هذا بغضّ النّظر عن صحّة أو خطأ مدحه في أصله.
يعني أسد يحكم بقانون الغاب أيضا!
ماذا نأخذ من صفات أسد الغاب قوّته و رجولته في الدّفاع عن أهله أم بطشه و افتراسه و سياسته لقانون الغاب مجازا؟ يحتمل الأمر المعنيين و لا أحد يجبرنا على قبول المعنى الأوّل كون التّشبيه يمكن تصوّره, و لو تحت مظلّة العادة كونها لا يمكنها تعطيل الأصل و قواعد الكلم, و ربّما الصّفات الثّانية أولى بالتّرجيح من حيث تغليب الاسد مصلحته الشّخصية على مصلحة باقي سكّان الغاب و هذا كان حال العرب.
بارك الله فيك أخي الشباطات فأنا لست أفهم منك في شيء و لكن أردت منك التّركيز على القضيّة دون الشّخص و لو في إطار القضيّة ذاتها فالقوّة كلّ القوّة في نقد القضيّة و تفكيك عناصرها و من ثمّ إعادة تركيبها تركيبا يسهل تحليله كمن يشخّص حالة مريض بالرّنين المغناطيسي الذي لا يعبّر على حقيقة العضو بل على تمثيل يسهل معه التّشخيص.

و أكرر شكري لإثرائك الموضوع
تقديري

فكير سهيل
17-12-2015, 08:07 PM
ملخص و إضافة :
الأسد شهم في حماية عرينه : رجولة و شهامة
الأسد قويّ في هجومه: قوّة كبيرة
الأسد لا يخشى و لا يتراجع: إقدام
الأسد لا يغدر: مواجهة و شجاعة
الأسد تخشاه حيوانات الغابة: مهابة
الأسد لا يأكل الميتة: تعفّف
الأسد تأكل ما يفضل من فريسته حيوانات أخرى: يد عليا

بالمقابل:
الأسد مفترس: بطش دون رحمة
الأسد يهجم على الآخرين عند الجوع: إغارة و تسلّط على الغير
الأسد يهاجم أشبال أسود أخرى يجدها في طريقه: أنانية و غياب العهد
الأسد ملك الغابة (مجازا): رعاية قانون الغاب

صفات كانت تملكها العرب معظمها قبيحها و جميلها
النّتيجة: إطلاق صفة الأسد أو إسمه على فرد من الأفراد كان عند العرب له مدلول أوسع ممّا يُراد به الآن حيث يجمع النّوعين من الصّفات فما أضحى الآن قبيحا لم يكن كذلك عند العرب. فهم بذلك كانوا يريدون جميع الصّفات التي يتميّز بها الأسد أثناء إطلاقهم التّشبيه بما فيها الإغارة و الهجوم على القبائل لتحصيل الأرزاق و كانت من وسائل عيشهم و بالتّالي يمدح فاعلها. و تمّ تبنّي هذا الفعل ممّن جاء من بعد بتمحيص بسبب جريان العادة, أو دون تمحيص بسبب ضعف اللّغة.