المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وَصلة هديلٍ مِن حمامٍ آبقٍ



عبد اللطيف السباعي
15-12-2015, 03:01 PM
وَصلة هديلٍ مِن حمامٍ آبقٍ

عبد اللطيف السباعي (غسري)

يَضحَكُ البَحرُ إنْ خَطَرْتِ وَيَصْبُو = ما بهِ؟ ما انْدِهَاشُهُ؟ ما الخَطْبُ؟
ما لِهَذا الحَمامِ يَعْلُو هَديلاً؟ = يَعْترينِي سِرْبٌ فَيَتْلوهُ سِرْبُ
مَنبِتُ الرِّيشِ مِن نَجِيعِ الحَنايا = والجَناحَانِ مُقلتانِ وَقلبُ
رَفْرَفَتْ مِنْهُ أُغْنِيَاتٌ حَيَارَى = وتغَشَّاهُ مِن غَمَامِكِ صَوْبُ
قُلْتِ لي: أوْقِفِ الرَّبيعَ ببابي! = أنا آتِيكَ.. والمَوَاعِيدُ دَرْبُ
لِيَ فِي هَدْأةِ الأقاحِي هُجُوعٌ = ومِنَ الوَرْدِ لِي بكَفَّيْكَ تِرْبُ
وَأكُفُّ الرُّؤى إليَّ شِعَابٌ = فَادْنُ رُؤْيَا، إليَّ يَحْمِلْكَ شِعْبُ
أنا تَعْويذةٌ مِنَ البَوحِ وَلْهَى = مِلءَ ثَغرٍ ماءَ التجَلِّي يَعُبُّ
دعْ مُحَيَّا اللقاءِ يَدنُو سبيلاً = دعْهُ مِن كُوَّةِ الرِّضا يَشْرَئِبُّ
والتَّمَنِّي.. قَدِّمْهُ نَشْرَبْهُ نَخْبًا = ما كَخَمْرِ الرَّجاءِ فِي العِشقِ نَخْبُ
اذكُري يَوْمَ جِئْتِ رَجْعَ ابْتهالٍ = لِخُيُولِ المُنَى حَوَاليْكِ وَثْبُ
يَوْمَ كُنَّا سُلافةً وشُعَاعًا = فوقَ صَدْرِ المَسَاءِ نَعْشُو ونَحْبُو
وإذا اهْتزَّ أو شَدَا مِنكِ جَنبٌ = رَجَّعَ الشَّدْوَ فِيكِ مِنِّيَ جَنْبُ
وَندَى الهَمْسِ يَرْتدِينِي حُلولاً = ولهُ في شِفاهِ ليلِيَ ذَوْبُ
ذلكَ العَهْدُ عَنْبَريُّ الليالِي = مَضْجَعُ الحَرْفِ مِن مَعَانيهِ يَنْبُو
يَضحَكُ البَحرُ فيكِ مَحْضَ ادِّكارٍ = كُلَّما عَنَّ مِنكِ فِي الرُّوحِ قُرْبُ
هُوَ مِنِّي انْتِباهَةٌ وانْبِجاسًٌ = والأناشيدُ مِنهُ شَرْقٌ وَغَرْبُ
والكلامُ المَخبُوءُ فِيَّ وَمِيضٌ = لم يزَلْ يَرْكَبُ الهَواءَ ويَكبُو
ويَرى ظِلَّكِ الشَّفيفَ فَيَنْأى = وَيُوَاري سَوْءَاتِهِ ثُمَّ يَخْبُو
وتمُرِّينَ طيْفَ حُلْمٍ فَيَصْحُو = وعلى رَبْوَةِ القصِيدَةِ يَرْبُو

احمد المعطي
15-12-2015, 03:28 PM
لهديل الحرْفِ والجزالةِ أصبو
............................ههنا الشعرُ كالحمائم سرْبُ
يتهادى مُجنِّحاً بجَمالٍ
........................
..في فَضاء إلى المُنى يشرَئِبُّ
يركبُ الغيمَ والغيوم كُسالى
....................أم تراها من نشوةِ الحرْف تحبو؟

(وإذا اهْتزَّ أو شَدَا مِنكِ جَنبٌ
.........................رَجَّعَ الشَّدْوَ فِيكِ مِنِّيَ جَنْبُ
وَندَى الهَمْسِ يَرْتدِينِي حُلولاً
........................... ولهُ في شِفاهِ ليلِيَ ذَوْبُ)

غلام الله بن صالح
15-12-2015, 03:59 PM
شاعر كبير أنت
لا فض فوك
مودتي وتقديري

تفالي عبدالحي
15-12-2015, 08:51 PM
قصيدة جميلة و رائعة شاعرنا القدير .
تحمل بين ثناياها حنينا الى الزمن الجميل الذي كان فيه اللقاء بين قلبين مخلصين.
تحياتي لك شاعرنا و دام لك الشعر و الابداع.

عبد اللطيف السباعي
16-12-2015, 08:24 PM
لهديل الحرْفِ والجزالةِ أصبو
............................ههنا الشعرُ كالحمائم سرْبُ
يتهادى مُجنِّحاً بجَمالٍ
........................
..في فَضاء إلى المُنى يشرَئِبُّ
يركبُ الغيمَ والغيوم كُسالى
....................أم تراها من نشوةِ الحرْف تحبو؟

(وإذا اهْتزَّ أو شَدَا مِنكِ جَنبٌ
.........................رَجَّعَ الشَّدْوَ فِيكِ مِنِّيَ جَنْبُ
وَندَى الهَمْسِ يَرْتدِينِي حُلولاً
........................... ولهُ في شِفاهِ ليلِيَ ذَوْبُ)

شكرا لك هذا الحضور الشعري الخلاب أستاذ أحمد..
بوركت أخي الكريم..
مودتي وتقديري

حيدرة الحاج
16-12-2015, 08:36 PM
جميلة لجميل وعذبة كعادتك يبحر القلب بين كلماتك فيصطاد من لؤلؤ الحرف ومرجان المعاني وسحر البلاغة ما لا يقوى على حمله فيحتار فيما يدع ومايأخذ ....
تحاياي ياغالي ............

وليد عارف الرشيد
16-12-2015, 08:42 PM
لحرفك مذاق مختلف ويحتاج إلى وقفات تأمل عديدة
الصور مزدحمة .. وبعض الانزياح اللفظي لا يمكن العبور منه بسهولة .. لكنها في مواضعها تسمو بالقصيد وتتألق والمشاعر فياضة تترى بانسياب مؤثر
شكرا لهذه الجرعة الشافية من الشعر وشكرا لهذا الخفيف الذي جعلته ثقيلا بشعر بهي نافذ
محبتي والورد

ليانا الرفاعي
17-12-2015, 06:15 PM
أنا تَعْويذةٌ مِنَ البَوحِ وَلْهَى = مِلءَ ثَغرٍ ماءَ التجَلِّي يَعُبُّ
دعْ مُحَيَّا اللقاءِ يَدنُو سبيلاً = دعْهُ مِن كُوَّةِ الرِّضا يَشْرَئِبُّ
والتَّمَنِّي.. قَدِّمْهُ نَشْرَبْهُ نَخْبًا = ما كَخَمْرِ الرَّجاءِ فِي العِشقِ نَخْبُ


يا سلااااام
قصيدة رائعة بصورها وعاطفتها أخذت القارئ معها الى زمن الشعر الشاعري الراقي
تحيتي وتقديري

أحمد الجمل
21-01-2019, 12:56 PM
الله الله الله
قصيدة مدهشة
سلمت أخي الفاضل وسلم قلبك ولسانك
تحيتي ومحبتي

محمد ذيب سليمان
21-01-2019, 11:45 PM
شاعر رائع النسج والتصوير متقدم و متفوق
بوركت والجمال

عبدالإله الزّاكي
02-02-2019, 12:15 PM
وَصلة هديلٍ مِن حمامٍ آبقٍ

عبد اللطيف السباعي (غسري)

يَضحَكُ البَحرُ إنْ خَطَرْتِ وَيَصْبُو = ما بهِ؟ ما انْدِهَاشُهُ؟ ما الخَطْبُ؟
ما لِهَذا الحَمامِ يَعْلُو هَديلاً؟ = يَعْترينِي سِرْبٌ فَيَتْلوهُ سِرْبُ
مَنبِتُ الرِّيشِ مِن نَجِيعِ الحَنايا = والجَناحَانِ مُقلتانِ وَقلبُ
رَفْرَفَتْ مِنْهُ أُغْنِيَاتٌ حَيَارَى = وتغَشَّاهُ مِن غَمَامِكِ صَوْبُ
قُلْتِ لي: أوْقِفِ الرَّبيعَ ببابي! = أنا آتِيكَ.. والمَوَاعِيدُ دَرْبُ




صور شعرية تخرج عن النمطية والرتابة لإنتاج الصورة الشعرية والتي هي في غالبيتها إعادة صياغة لصور شعرية قديمة خاصة في الشعر العمودي، تُتيح هذه الصور آفاقا جديدة عبر الاختزال والإيحاء والترميز . ويتلازم هذا كلّه مع اتجاه متزايد نحو لامركزية الترميز؛ أي تنامي فرص الترميز بشكل مستقل عن الصناعة الأدبية بوجه عام وتجاوز تمركزاتها التقليدية. يسعدني دائما التواجد بين حرفك الباذخ. لك كل تعابير الثناء ووافر التقدير والاحترام

د. سمير العمري
27-07-2020, 12:35 AM
الله الله!
خفيف ثقيل وأداء جميل وحرف مشرئب فلا فض فوك أيها الشاعر المبدع!


تقديري

عبدالحكم مندور
27-07-2020, 05:25 PM
نص طريف بديع في معالجته وصوره حري بالوقوف والتامل والمتابعة .. أحسنت وأبدعت .. دام الرقي والإزدهار

جهاد إبراهيم درويش
27-07-2020, 06:10 PM
يا الله
ما أعذب ما تفضلت به
شاعرية تتدجفق مع كل بيت وحرف

دمت ودام حرفك
مودتي وتقديري