مشاهدة النسخة كاملة : الدائرة......
نوال البردويل
05-01-2016, 07:50 AM
الدائرة......
ارتعدت فرائصها حين أطل بوجهه العاري، تعتريه ابتسامة تفضح ما بداخله، ونزعة افتراس متوثبة بشهوانية مفرطة بدت واضحة على ملامحه، عيناه الغائرتان تشيان بمكر معتق، يتكلم والشرر يقدح منهما.
تحدر الدمع حاراً على وجنتيها، وهي تستعيد شريطاً من صور وذكريات لم تكن لتكترث لها عندما كانت العلاقة بينهما في أوج ازدهارها، تسودها المحبة والتقارب الفكري والنقاش الهادئ الرزين، كما كانت تتخيله ملاكا طاهرا، ذلك المتسلق الممسوس بمس من أخبث شيطان، وتلك الوداعة الـ كانت مرسومة بإتقان، كم غيبتها عن وعيها، وأرسلتها لعالم سحري أجمل من الخيال، منتشية تسبح في أحلامها بسعادة وهناء..
لم تكن تدرك أنه من المحال تحقيق ما بني على الخيال.
خلعت راحتها ووضعتها تحت قدميه بحب كالجبال، لم تشعر بغير ظله حولها، خسرت الكثير من أصدقائها ومقربيها لأجله، لم يكن يرى ذلك فعينه فوق، وربما كان يرى ويعلم لكنه يتجاهل في سبيل غايته، فاستطاع الوصول إلى أعلى السلم بسهولة ويسر، مرتقيا درجاته مثنى وثلاث ورباع، لم يعدم حيلة النفاذ إلى قلب وعقل المسؤولين، كان نجاحه باهرًا محيرًا جالبًا لكل أنواع الحسد، لكنه لم يكن يهتم، كان مندفعا كعربة فقدت مكابحها في منحدر أهوج..
ومع مرور الوقت تنامت ثقتهم به وتعاظمت حتى أصبح يعرف أدق التفاصيل عنهم كما فعل مع خالدة، ثم يبدأ بتضييق الخناق عليهم، لم يكن باستطاعتها أو باستطاعتهم مخالفته في كل ما يرغب أو يأمر..
رفعته لمكان أعلى من وظيفتها، لكن الثقة المطلقة والدعم المتفاني اللذين منتحتهما له عن طيب خاطر، لم يشفعا لها كي تستمر في عملها في مكانها، فأطاح بها عن طيب خاطر..
كانت العيون تقول: سمن كلبك يأكلك، لم تكن لتستطيع تحمل نظرات الشفقة والازدراء، اشتعلت اللبؤة الجريحة في داخلها، بهدوء جمعت أوراقها وخرجت..
بينما ترتشف قهوتها الغاضبة بقهر وحيرة، كانت تشاهد برنامجا تلفزيونيا عن تفجير مبنى كبير، قال المهندس: نحن ندمر بعض الأعمدة الأساسية في أخفض طابق فقط..
لم تمض أيام حتى كانت تجلس مكانه وتطيح به عن طيب خاطر أيضا، لكنها كانت تتصدق عليه ببعض المال كلما مرت به على باب الدائرة....
مصطفى الصالح
05-01-2016, 09:47 AM
...
فكرة مطروقة وكل الأفكار مطروقة فلا جديد تحت الشمس
وتظل المهارة في طريقة المعالجة خي الأبقى
قال الشاعر
هل غادر الشعراء من متردم؟
بدءا من العنوان الذي جاء معبرا موحيا منفتحا على التأويل
وهو مدخل موفق للقصة ونهاية قوية مع القفلة الصادمة
كانت المعالجة بأسلوب سردي تقليدي حداثي مختلط
كانت الأحداث تتنامى حتى وصلت إلى ذروة الحبكة
ولم تغفل الكاتبة تقديم جزء من النهاية في البداية لإضفاء عنصر التشويق
وهكذا استلت زمام المبادرة وراحت تصول وتجول كالفوارس المعتقين
لغة خالية من الشوائب مع تزيينها ببعض التراكيب المباشرة والشعرية العميقة
نص إبداعي وعمل متعوب عليه
الأستاذة نوال
نرحب بك هنا في الواحة وبأولى مشاركاتك متمنين دوامها
دمت بكل الخير والعطاء
تحياتي
ناديه محمد الجابي
05-01-2016, 07:43 PM
قصة قوية المضمون ـ متكاملة الأدوات ـ ذكية الطرح ، موفقة البناء
ولغة مكينة تبرهن على اكتمال الصنعة بشكل جذاب، وأداء تعبيري بديع
من عمق الواقع كانت قصتك فكانت بطاقة تعريف رائعة
فأهلا بك في واحة الخير والأدب والجمال
ولجديدك سنكون على انتظار
وأهلا بك . :001:
عوض بديوي
05-01-2016, 07:52 PM
سلام الله ،
نص توافر فيه كل أدوات القص في درر الحكي وأشيائه...
أرى فيه إنموذجا في قصة الواقعية التسجلية الراصدة ، مع جوانب تقنية حديثة ، يبدو للوهلة الأولى نصا كلاسيكيا في فن القصة القصيرة ، ذلك أنه اعتمد المباشرة في بعض المواطن ، والحرص على تنامي الحدث ليصل لذروته في ( الحبكة ) غير أن الناصة بمعالجة شخصية البطل الإيجابي ( البطلة ) عن طريق التقنية الحديثة بلسان الأنا ، وفعلت الفعل نفسه مع البطل السلبي الرجل المتسلق ؛ كانت تهرب من الترميز الشائك الذي يتعب المتلقي حرصا على رصد الظاهرة ومعالجتعا ، وجعلها عبرة من خلال الشغل على الرسالة ، هذا غالبا ما يأتي على حساب البناء ، وهو ليس بعيب ، لا سيما وأن الناصة لجأت لجمال التصوير خلافا لأسس الواقعية التسجيلية التي تركز على رصد الحدث / الظاهرة دون التفات للبيان ، هذا يحسب من وجهة نظري للناصة بوصفه تجديدا وتطويرا ...من أجمل الصور التي قرأت مؤخرا - وأرجو من النوال الالتفات لما لون بالأحمر فهو شارح للصورة مفسدا لها وأرى حذفه- ما جاء على لسان البطلة :
خلعت راحتها ووضعتها تحت قدميه بحب كالجبال، دعمته بكل قوة متناسية من حولها، هذا التصوير المبتكر النادر لا نجده إلا في الشعر ويندر في النثر...
راقني العنوان الذي انسجم مع رسالة النص والقفلة الصادمة المدهشة ...
كنت مع نص واع مشتغل عليه يستحق القراءة والتقدير..
وثمة ما يقال..
رائعة أنت
شكرا لك
مودتي
قوادري علي
05-01-2016, 08:27 PM
نص سردي تتكلم فيه الأنثى التي وثقت ولكنها حين انتقمت لم ترحم فكانت الدائرة..
نص جميل ..لعل العنوان يحتاج لمراجعة فالعتبة الاولى للنص تكشف المحتوى فتخفت درجة السيسبانس عند المتلقي..
شكرا جزيلا الراقية نوال قد كنت سعيدا بالقراءة لك..
نوال البردويل
06-01-2016, 09:06 AM
...
فكرة مطروقة وكل الأفكار مطروقة فلا جديد تحت الشمس
وتظل المهارة في طريقة المعالجة خي الأبقى
قال الشاعر
هل غادر الشعراء من متردم؟
بدءا من العنوان الذي جاء معبرا موحيا منفتحا على التأويل
وهو مدخل موفق للقصة ونهاية قوية مع القفلة الصادمة
كانت المعالجة بأسلوب سردي تقليدي حداثي مختلط
كانت الأحداث تتنامى حتى وصلت إلى ذروة الحبكة
ولم تغفل الكاتبة تقديم جزء من النهاية في البداية لإضفاء عنصر التشويق
وهكذا استلت زمام المبادرة وراحت تصول وتجول كالفوارس المعتقين
لغة خالية من الشوائب مع تزيينها ببعض التراكيب المباشرة والشعرية العميقة
نص إبداعي وعمل متعوب عليه
الأستاذة نوال
نرحب بك هنا في الواحة وبأولى مشاركاتك متمنين دوامها
دمت بكل الخير والعطاء
تحياتي
أهلاً بك الفاضل مصطفى وبما جدت به على نصي من تفكيك ونقد أسعدني
ومنحني الثقة في المواصلة والجدية في تقديم الأفضل
وما أحوجنا لمثل هذه المشاركات التى تعطي النص
حقه من الدراسة والتحليل المتمكن
شكراً لهذا الترحيب وسرني أنك كنت هنا
تحياتي وكل التقدير
خالد يوسف أبو طماعه
07-01-2016, 12:27 AM
مرور للسلام ومصافحة الحرف
لي عودة متأنية لهذا النص بإذن الله
تحياتي أختي نوال
خلود محمد جمعة
08-01-2016, 02:26 PM
تتسع الدوائر بهم وتضيق حد الاختناق
نقطة تكون نهاية لإحدهم وبداية للآخر
مع وضوح الرؤية تنكشف ملامح الوجع وتتحدد مواضع الألم وعلينا الاختيار
سلاسة في السرد وجمال في الطرح باسلوب مشوق وماتع
أحسنت
كل التقدير
نوال البردويل
10-01-2016, 04:42 AM
قصة قوية المضمون ـ متكاملة الأدوات ـ ذكية الطرح ، موفقة البناء
ولغة مكينة تبرهن على اكتمال الصنعة بشكل جذاب، وأداء تعبيري بديع
من عمق الواقع كانت قصتك فكانت بطاقة تعريف رائعة
فأهلا بك في واحة الخير والأدب والجمال
ولجديدك سنكون على انتظار
وأهلا بك . :001:
أختي الكريمة ناديا
كم أسعدني ردك وتعليقك وترحيبك بعملي الأول هنا والذي
بالتأكيد سيكون دافعاً لي للمزيد من المشاركة والتفاعل
ألف شكر لبهاء حضورك
تحياتي وودي :0014:
تفالي عبدالحي
13-01-2016, 08:34 PM
نص جميل و رائع .
لقد أعجبني كثيرا لأسلوبه العذب و السلس .
تحياتي لك أديبتنا القديرة و دام لك الشعر و الابداع و كل شيء جميل بهذا الوجود.
نوال البردويل
14-01-2016, 05:58 PM
سلام الله ،
نص توافر فيه كل أدوات القص في درر الحكي وأشيائه...
أرى فيه إنموذجا في قصة الواقعية التسجلية الراصدة ، مع جوانب تقنية حديثة ، يبدو للوهلة الأولى نصا كلاسيكيا في فن القصة القصيرة ، ذلك أنه اعتمد المباشرة في بعض المواطن ، والحرص على تنامي الحدث ليصل لذروته في ( الحبكة ) غير أن الناصة بمعالجة شخصية البطل الإيجابي ( البطلة ) عن طريق التقنية الحديثة بلسان الأنا ، وفعلت الفعل نفسه مع البطل السلبي الرجل المتسلق ؛ كانت تهرب من الترميز الشائك الذي يتعب المتلقي حرصا على رصد الظاهرة ومعالجتعا ، وجعلها عبرة من خلال الشغل على الرسالة ، هذا غالبا ما يأتي على حساب البناء ، وهو ليس بعيب ، لا سيما وأن الناصة لجأت لجمال التصوير خلافا لأسس الواقعية التسجيلية التي تركز على رصد الحدث / الظاهرة دون التفات للبيان ، هذا يحسب من وجهة نظري للناصة بوصفه تجديدا وتطويرا ...من أجمل الصور التي قرأت مؤخرا - وأرجو من النوال الالتفات لما لون بالأحمر فهو شارح للصورة مفسدا لها وأرى حذفه- ما جاء على لسان البطلة :
خلعت راحتها ووضعتها تحت قدميه بحب كالجبال، دعمته بكل قوة متناسية من حولها، هذا التصوير المبتكر النادر لا نجده إلا في الشعر ويندر في النثر...
راقني العنوان الذي انسجم مع رسالة النص والقفلة الصادمة المدهشة ...
كنت مع نص واع مشتغل عليه يستحق القراءة والتقدير..
وثمة ما يقال..
رائعة أنت
شكرا لك
مودتي
إنه لمن الفخر الكبير لنصي أن يتناوله بالتفكيك والنقد البناء أديباً وناقداً
مشهود له مثل الفاضل د.عوض
وكم سرني وأبهجني هذا الحضور المتفاني في خدمة الأدب
وإظهار ما في نصي من جماليات والإشارة إلى ما به من عيوب
كل الشكر والتقدير لا يكفي لهذه الزيارة القيمة
امتناني الكبير وتحياتي
كاملة بدارنه
22-01-2016, 08:13 AM
وتدور دائرة الزّمان وتلقي بأهله على أبواب مختلفة عمّا كان
سرد جاذب بلغة قويّة مفعمة بالحيويّة، وقفلة ملفتة
قصّة اجتماعيّة هادفة
بوركت
تقديري وتحيّتي
نوال البردويل
29-01-2016, 03:42 AM
نص سردي تتكلم فيه الأنثى التي وثقت ولكنها حين انتقمت لم ترحم فكانت الدائرة..
نص جميل ..لعل العنوان يحتاج لمراجعة فالعتبة الاولى للنص تكشف المحتوى فتخفت درجة السيسبانس عند المتلقي..
شكرا جزيلا الراقية نوال قد كنت سعيدا بالقراءة لك..
كل التقدير الفاضل قوادري على همستك الراقية
وأسعدني هذا الحضور الذي الغني
تحياتي وامتناني
آمال المصري
14-02-2016, 10:47 PM
جمالية النص في اكتمال أدوات القص وواقعية الأحداث ومهارة التصوير ورقي البيان
قرأت المداخلات وراق لي تفنيد وتفكيك وتحليل أدبائنا الكرام فشكرا لهم
وشكرا لك أيتها الرائعة هذا الجمال
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي
ربيحة الرفاعي
01-03-2016, 08:26 PM
قصّ بمعالجة ذكية وحبكة استرجاعية مشوقة
العنوان دال، والسرد لافت، واللغة جميلة وقفلة مباغتة
أهلا بك أديبتنا المبدعة في واحة الخير حيث الصحبة الصالحة المتناصحة بوفاء وصفاء وصادق إخاء
دمت بخير
تحيتي
سحر أحمد سمير
02-03-2016, 05:56 PM
على الباغي تدور الدوائر ..
قص متشح بجمال السرد و رسم الشخصيات بمهارة ..
دمت بروعتك ..
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir