المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضمة جعدة \ م. الصالح



مصطفى الصالح
06-01-2016, 11:25 AM
..

منذ أيام وهي تتلوى في البيت، مرة رأسها وأخرى معدتها، طيب يا حلوة خدي علاجا وريحينا من همك، ليش تتمغطي وتتأوهي على الرايحة والجاية، بحبك والله بحبك، لكن لا تخربي مزاجي، هل تريدني أن أنتحر ردت بعصبية، لماذا الانتحار كفانا الله الشر وأعوانه، أخذت كثيرا من الحبوب ولم أستفد، هل تريدني أن أصبح مدمنة؟
مدمنة! حبوب!.. مخدرات!! رحنا للسجن خلص.. إذا لم تفدك الصيدلية التي عندك فلماذا تحتفظين بها، بل وتضيفين إليها كل يوم مزيدا من الهبل؟
يا أميرتي.. دخلنا في البرد، والبرد غدار، لكنه ليس بقدر البشر، فهو يعطي إنذارا وإعلانا قبل أن يدخل الدار، يا بنت الناس وكيف حال الأولاد؟
يعني أنت مهتم بالأولاد وتاركني أتعذب! لا تهتم لشيء إلا لنفسك وأولادك، أنا عمري ما شفت معك يوما دافئا، كلها صقيع على برد
شو أخبار الزهورات والأعشاب يا وردتي؟ أذكر أني أحضرت الكثير منها، وين صارت
ها هي هناك ملقاة في الخزانة لا نشربها كلها مرار في مرار، لولاك لكنت رميتها للزبالة من زمان، أنت الوحيد الذي يتذكرها في البيت
نعم مرار لكنه ليس امر من هذه الحياة، كيف يعيش المشردون في الخيم وتحت المطر وفي أكناف الثلج؟ أخبريني
بدك تروح لشغلك ولا نعمل عرس؟
يا إلهي ماذا أجرمت الآن أنا، دعيني أخرج للعمل عشان أجيب لكم لقمة أكل، لا أريد منك فطورا ولا حتى سندوش فلافل، ولا كوب شاي بدون سكر، يكفيني سكرك في حياتي.. وخليني وحدي في العذاب...
مضيت وأنا أفكر..رحم الله آباءنا جميعا، رغم ضيق ذات اليد وقلة الحيلة والعلم فقد كانوا يعيشون بسعادة وقناعة أكثر منا
كانت أمراضهم أقل من أمراضنا، لأنهم كانوا أقرب للطبيعة من جيلنا
الطبيعة فيها الشفاء لكل داء، فيها الدفء والمحبة والنقاء، وفيها العذاب لمن غدر، كيف تعذب الحياة من غدر يا هذا؟ صه أنت لا تعرف شيئا، يقول الحاكم إذا أردت أن تتخلص من شخص معارض فسلمه منصبا خدماتيا وحاسبه عليه، .. كلام في الهواء، ألايكفي غدرهم بين البشر ومن ثم يتسللون للدوائر لينهبوا أكثر وأكثر..
هل تشكو من هم؟ اجلس بين السهول والأشجار واسمع تغاريد العصافير حتى ترتاح
أو اذهب إلى البراري وراقب وراقب الماء والهواء، ومخلوقات الله التي أودعها عظيم الأسرار
أو حلق ليلا بين النجوم، تعرف على دروبها ومخابئها على ضوء القمر، لن يزعجك أحد
لكنهم سبحان الله رغم أنهم عرفوا كافة الأعشاب الطبيعية، إلا أنهم لم يستخدموها بشكل فعال
قررت أنا العبد الفقير إلى الله استخدام ( الجعدة) في علاج بعض الأمراض الناتجة عن البرد
ستقولون هي أصلا تستخدم لهذا الغرض، سأرد نعم، كانت تستخدم للجسد، لكنها لم تستخدم يوما لأمراض هذا العصر
هي تمتص البرد من الجسد، ولكن هل تمتص البرد من المشاعر؟
هي تقضي على الالتهابات في الجسد، فهل تقضي على التهابات العقل؟
هي تعيد التوازن للجسد، فهل تعيده إلى تفكير طبقة المثقفين المزيفة؟
ربما لن نجد الإجابة حتى نجرب
وحتى ذلك الحين
أهديكم ضمة جعدة

http://www.thomala.com/swr/wade2/k3.jpg

احمد المعطي
06-01-2016, 11:40 AM
ههههههه
يا لها من "جعدة" .. ويا لمرارها يا صديقي.. كم جُرعْتُ منها - وما زالت أحد الكنوز التي ورثتها من أمي رحمها الله - أتذكرها كلما نالني الإسهال -أجلكم الله - أو المغص، وكم يحدث هذا في هذه الايام الباردة ولا أكتمك انك فاجأتني باستعمالاتها الفكرية الجديدة، ولا أدري مدى علمية هذا الاكتشاف الذي ألهمك الله، ولكن رغم هذه "اللا أدري" إلا أنني قررت أن أغامر وأجربها مع كل حالة مغص فكري أو وعكة ثقافية تمر بي وأخشى أن تزداد حالتي سوءاً.
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير

مصطفى الصالح
06-01-2016, 12:20 PM
ههههههه
يا لها من "جعد" .. ويا لمرارها يا صديقي.. كم نهلتُ منها - وما زالت أحد الكنوز التي ورثتها من أمي رحمها الله - أتذكرها كلما نالني الإسهال -أجلكم الله - أو المغص، وكم يحدث هذا في هذه الايام الباردة ولا أكتمك انك فاجأتني باستعمالاتها الفكرية الجديدة، ولا أدري مدى علمية هذا الاكتشاف الذي ألهمك الله، ولكن رغم هذه "اللا أدري" إلا أنني قررت أن أغامر وأجربها مع كل حالة مغص فكري أو وعكة ثقافية تمر بي وأخشى أن تزداد حالتي سوءاً.
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير

هلا وحياك أخي الشاعر القدير أحمد المعطي
نعم الجعدة كنز لمن يعرف
والجو برد كما تعرف
هل تصدق أن عندي في البيت جعدة لا تستخدمها الحكومة، وتفضل الحبوب والتلوي من الألم عليها
نعم وأنا خطرت الفكرة ببالي قبل قليل فقلت أكتبها قبلما تهرب
أعد القراءة لو سمحت فقد أضفت للنص أمورا أخرى
كم يسرني تذوقك للأدب
ويسعدني مرورك وإعجابك
رغم شاعريتك الطاغية لكنك متنوع بإبداع

محبتي وكل التقدير

نوال البردويل
06-01-2016, 12:41 PM
يعجبني استخدامك للرمز
قد نحتاج للعديد من التجارب والكثير من الأعشاب لعلاج
سلبيات انتشرت في الآونة الأخيرة في مجتمعنا تحتاج للعلاج
بأنواع شتى من الأعشاب والعقاقير أو قد يكون
البتر هو العلاج الأكثر فعالية لها
الاستهلال كان جميلاً تمهيدي للآتي في النص
رصد ذكي معالج وناقد بأسلوب أدبي بديع
كل التقدير الفاضل مصطفى
ولك تحياتي

عدنان الشبول
06-01-2016, 03:53 PM
هههه من أروع ما قرأت ، فقد جمعت الإبتسامة مع الحكمة مع الإنتقاد مع الرمزية ومع المباشرة ومع الجعدة ، وتكلمت عن مواضيع كثيرة بحرفية وفن عالي ( عن الجعدة وعن الطبيعة وعن سرها في علاج البدن والروح ، وعن أمراض العصر الفكرية عوضا عن البدنية ، وعن المعارضة المنزلية واختلاف الأراء مع الحكومة ( أو وزارة الداخلية هههه) وغير هذا


رائع بكل صدق ..... ولغتها البسيطة الصادقة جعلتها قريبة من القلب



ألف تحية


( أذكر الجعدة أيام الطفولة في سهول الرمثا شمال الأردن والعكوب والخردلة والحويرة والزعتر .... ااااخ اااخ )

مصطفى الصالح
06-01-2016, 06:07 PM
يعجبني استخدامك للرمز
قد نحتاج للعديد من التجارب والكثير من الأعشاب لعلاج
سلبيات انتشرت في الآونة الأخيرة في مجتمعنا تحتاج للعلاج
بأنواع شتى من الأعشاب والعقاقير أو قد يكون
البتر هو العلاج الأكثر فعالية لها
الاستهلال كان جميلاً تمهيدي للآتي في النص
رصد ذكي معالج وناقد بأسلوب أدبي بديع
كل التقدير الفاضل مصطفى
ولك تحياتي

هلا وحياك أديبتنا القديرة نوال
برأيك هل تنفع الجعدة لشفائنا من أمراض العصر؟
صار السليم حالة اسثنائية في زماننا
فالله المستعان
سرني حضورك العطر
استحسانك للنص يبهجني ويدفعني للأمام

شكرا للبهاء
كل التقدير

عوض بديوي
06-01-2016, 09:45 PM
سلام الله ،
...لأول مرة يتملكني إحساس بأن الجعدة ذات طعم حلو ؛ ربما لأنها هدية أديبنا الخلوق الصالح...
سردية ساخرة لاذعة كشفت زيفهم وادعائهم..
لن تفلح الجعدة ولا المضاد الحيوي مع هذه الفئة الضالة..
نص ذكي راصد بذكاء وخطير أنت يا صديقي في الساخر وتلاعبك باللغة بتمكن رائع..
جاء النص بروح القص ومن درر الحكي ...
رائع أنت
شكرا لك
مودتي

خالد يوسف أبو طماعه
06-01-2016, 11:39 PM
ساخر جميل

أعرفها تلك العشبة جيدا وشربتها عندما كنت صغيرا

لا حيلة للأهل في تلك الأيام غيرها فتجرعنا مرارتها

وفيها فائدة عظيمة .. لكنها أبدا لن تزيل شيئا من تلك

التي تطرقت لها

محبتي أخي مصطفى

مصطفى الصالح
07-01-2016, 08:44 AM
هههه من أروع ما قرأت ، فقد جمعت الإبتسامة مع الحكمة مع الإنتقاد مع الرمزية ومع المباشرة ومع الجعدة ، وتكلمت عن مواضيع كثيرة بحرفية وفن عالي ( عن الجعدة وعن الطبيعة وعن سرها في علاج البدن والروح ، وعن أمراض العصر الفكرية عوضا عن البدنية ، وعن المعارضة المنزلية واختلاف الأراء مع الحكومة ( أو وزارة الداخلية هههه) وغير هذا


رائع بكل صدق ..... ولغتها البسيطة الصادقة جعلتها قريبة من القلب



ألف تحية


( أذكر الجعدة أيام الطفولة في سهول الرمثا شمال الأردن والعكوب والخردلة والحويرة والزعتر .... ااااخ اااخ )

آآخ يالعكوب
ههههه
رائع جدا بصدق
أعجبني مرورك البهي
وإضافتك الثرية
سرني أن النص نال استحسانك وجعلك تتذكر وتتكلم
ربما لي زيارة للرمثا قريبا إن شاء الله

بارك الله فيكم

أعطر التحايا

مصطفى الصالح
10-01-2016, 02:01 PM
سلام الله ،
...لأول مرة يتملكني إحساس بأن الجعدة ذات طعم حلو ؛ ربما لأنها هدية أديبنا الخلوق الصالح...
سردية ساخرة لاذعة كشفت زيفهم وادعائهم..
لن تفلح الجعدة ولا المضاد الحيوي مع هذه الفئة الضالة..
نص ذكي راصد بذكاء وخطير أنت يا صديقي في الساخر وتلاعبك باللغة بتمكن رائع..
جاء النص بروح القص ومن درر الحكي ...
رائع أنت
شكرا لك
مودتي

نعم الجعدة حلوة جدا قياسا بما نعيشه هذه الأيام أديبنا القدير عوض
ليتنا نجد علاجا فاعلا لأمراض هذا العصر النفسية والعصبية والعقلية
المرضى في كل مكان وأينما وليت وجهك فثم وجه مريض
سرني إعجابك بالنص وثناؤك عليه
منكم نتعلم ونفيد
شكرا للضياء

كل التقدير:0014:

مصطفى الصالح
23-01-2016, 02:32 PM
ساخر جميل

أعرفها تلك العشبة جيدا وشربتها عندما كنت صغيرا

لا حيلة للأهل في تلك الأيام غيرها فتجرعنا مرارتها

وفيها فائدة عظيمة .. لكنها أبدا لن تزيل شيئا من تلك

التي تطرقت لها

محبتي أخي مصطفى


قالوا كل مر دواء
فما رأيك أخي القدير خالد
هل ما نعيشه من مرارات يشفي قليلا من عذاباتنا
لا أظن لسبب بسيط
لأننا تعودنا على المر والمرار
فأصابتنا البلادة بعد الهوان
لا أدري أيهما أسبق لكنهما متلازمان
فالله المستعان

سرني حضورك النقي وإذافتك الثرية
محبتي والتقدير