المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرق بين لا النافية للوحدة والنافية للجنس



الدكتور ضياء الدين الجماس
11-01-2016, 07:15 AM
الفرق بين لا النافية للوحدة والنافية للجنس

لا النافية للوحدة ؛
هي لا التي تنفي نفياً جزئياً لما يراد نفيه أي تنفي وحدة من مجموعة وحدات أخرى. وهي تعمل عمل ليس إعرابياً فترفع المبتدأ الذي تدخل عليه وتنصب خبره.
مثال : لا قلمٌ في الحقيبة
معنى ذلك توجد أقلام في الحقيبة ولكن لا يوجد نوع منها كالأسود أو الأحمر...
في القرآن الكريم:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ )
لا هنا نافية لعمليات البيع والخلة والشفاعة عن الكافرين بينما هي ثابتة للمؤمنين في آيات أخرى كقوله تعالى (فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز الكبير) (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ) ( لايملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الله عهدا)

لا النافية للجنس
تفيد إطلاق النفي على مانريد نفيه دون استثناء وهي تعمل عمل إنَّ ، تنصب الاسم وترفع الخبر على عكس اللا النافية للوحدة.
مثال : لاقلمَ في الحقيبة
وهذا يعني لايوجد أي قلم في الحقيبة من أي نوع كان فهو نفي لجنس الأقلام.
في القرآن الكريم :
( اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) . وفيها نفي أي إله إلا الله الحي القيوم. ولا يجوز أن نقول لا إلهٌ إلا هو.

الدكتور ضياء الدين الجماس
11-01-2016, 07:30 AM
لا طبيبَ في العروض الرقمي إلّا ضياء ، ولا شاعرٌ به إلّا خشان
لا طبيبَ في العروض الرقمي غير ضياء ، ولا شاعرٌ به غير خشان
لا طبيبَ في العروض الرقمي سوى ضياء ، ولا شاعرٌ به سوى خشان

والرجاء من أستاذيّ لو تكرما إعراب كلمة

ضياء وكلمة خشان في الجمل السابقة مشكورين .


أهلاً وسهلاً بك وبطلبك شاعرنا الفاضل الحبيب المحبوب، وشكراً لمشاركتك الكريمة.
أنت تعلم -أخي الكريم- أنني وأستاذي خشان لسنا نحويين متخصصين، وسأجيبك بما أعرف لو صغت جملاً كما أوردتها كما يلي :
لا طبيبَ في العروض الرقمي إلّا ضياء ، (ضياء) بالرفع على البدل من (خبر لا) المرفوع وهو الأعلب الشائع ويجوز النصب على صفة اسم لا المنصوب.
ولا شاعرٌ به إلّا خشان (خشان) بالنصب على البدل من خبر لا المنصوب ويجوز فيها الرفع على الصفة لاسم لا المرفوع.
لا طبيبَ في العروض الرقمي غير ضياء ، ولا شاعرٌ به غير خشان. (ضياء وخشان) في كلا الجملتين محلها الجر لأنها مضاف إليه. (متفق عليه)
لا طبيبَ في العروض الرقمي سوى ضياء ، ولا شاعرٌ به سوى خشان فيهما الوجهان السابقان وغالب النحاة على الجر بالإضافة ، وذهب سيبويه والأخفش إلى أن (سوى) تقوم مقام إلا السابقة ( ليست حرف لكنها استثاء ظرفي) ولذلك يجوز فيهما الرفع والنصب كما بينت سابقاً
مع الانتباه إلى أن اسم خشان ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون. وأما ضياء فالغالب صرفها لأن ما قبل ألف التأنيث حرفان فقط ويمنعها البعض للعلمية وألف التأنيث.
أرجو أن يكون كلامي واضحاً.
وشكراً لكم


هذه المشاركة من حوار في العروض رقمياً:0014::0014:

الدكتور ضياء الدين الجماس
11-01-2016, 07:33 AM
كقاعدة عامة تسهل على الشاعر حركة الاسم بعد الاستثناء
ما بعد (غير) و ( سوى) الجر للإضافة.
ما بعد إلا منصوب للاستثناء وإذا كانت الجملة قبلها منفية فهي أداة حصر ويعامل الاسم بعدها حسب موقعه من الجملة ، وكأن إلا غير موجودة.

الدكتور ضياء الدين الجماس
11-01-2016, 07:39 AM
جزاكم الله خيراً
المقرر في علم النحو إذا قلت :
لا كتابٌ في الحقيبة بإدخال لا على جملة إسمية في أصلها ورفع كلمة كتاب يكون معنى التركيب محتملاً أمرين :

أحدهما : نفي وجود كتاب واحد في الحقيبة مع جواز وجود كتابين أو أكثر فيها .
والآخر : نفي وجود كتاب واحد وما زاد على الواحد فليس بها شيء من الكتب مطلقاً فالتركيب محتمل للأمرين ولا دليل فيه يعين أحدهما ويمنع الاحتمال ( أنظر النحو الوافي )

وقال ابن هشام في مغني اللبيب : وغلط كثير من الناس فزعموا أن( لا) العاملة عمل ليس لا تكون إلا نافية للوحدة لا غير ويرد عليهم نحو قوله :
تعز فلا شيء على الأرض باقيا / ولا وزر مما قضى الله واقيا .أهـ
قال الدسوقي في حاشيته على المغني : فإن المراد انتفاء البقاء عن جنس الشيء وليس المراد أن فرداً من الشيء انتفى عنه البقاء في الأرض وغيره لم ينتف عنه وهو باطل وهذا وجه الرد . أهـ

فيفهم من هذا أنا إذا رفعنا ما بعد (لا ) قد يفهم من السياق أنه يدل على نفي الجنس ويرتفع الاحتمال.


صدقت أخي الكريم وهذا رأي بعض النحاة وليس أغلبهم ، والغالب على التفريق بينهما.
والشاعر عليه إزالة اللبس عن ذهن القارئ فإذا كان يريد النفي المطلق دون لبس فليستعمل لا النافية للجنس ( فمعناها متفق عليه عند جميع النحاة في النفي المطلق)، وإذا كان يريد فتح باب الاحتمال فله ذلك وعليه أن يحدد هدفه.
لأن الأخذ بمفهوم لا النافية للوحدة كالنافية للجنس يجعل القول بكلمة التوحيد لا إلهٌ إلا الله ، صحيحاً .وهذا لم ترد فيه أية قراءة بالرفع (حسب ظني) فالنفي المطلق الجازم يستوجب النصب بعد لا لرفع اللبس في المعنى,
شكراً لمداخلتك المفيدة. والعمل على رأي الجمهور في الأخذ بمفهوم لا النافية للوحدة ، فما الحكمة من تبديل الحركات دون تأثير على المعنى ؟ والأمر فيه كلام طويل ...
بوركت وجزاك الله خيراً

من مشاركات العروض رقمياً للفائدة:os::os:

الدكتور ضياء الدين الجماس
17-01-2016, 02:52 PM
في قول الله تعالى ( لا إكراهَ في الدين قد تبين الرشد من الغي) نجد أنَّ (لا) هنا نافية للجنس للنفي القاطع الذي لا احتمال فيه للإكراه . ولم ترد فيها أي قراءة بالرفع لأنها لو وردت لكان احتمال الإكراه وارداً . فسبحان الله تعالى على دقة الكتاب الحكيم.

الدكتور ضياء الدين الجماس
16-08-2016, 12:17 PM
ذكر الغلاييني في كتابه (جامع الدروس العربية) ملاحظة مهمة حول (لا) الاستغراقية لنفي الجنس مفادها:
يجب أن يكون اسم لا النافية للجنس نكرة بصيغة الواحد مبنياً على الفتجة ليدل على استغراق الجنس ، فإن كان اسمها بصيغة المثنى أو الجمع فقدت معنى استغراق النفي ويصبح نفيها لكامل الجنس احتمالياً مثل لا النافية للوحدة . وهذه أمثلة :
لا رجلَ في الدارِ بل رجلان ( لا يصح لأن معنى -لا رجلَ- يستغرق كامل الجنس فلا يصح متابعتها ، بل رجلان أو بل رجال لتناقض المعنى).
لا رجلين في الدار يل رجالٌ ( الجملة صحيحة لأن معنى -لا رجلين- لا يستغرق جنس الرجال). وبذلك تتماثل مع لا النافية للوحدة. (لا رجلٌ أو لا رجلان في الدار بل رجال ) صحيحة لأن عبارة لارجلٌ أو لا رجلان لا تفيد استغراق الجنس يقيناً.
:0014::0014:

الدكتور ضياء الدين الجماس
16-08-2016, 01:13 PM
أَقسامُ اسم لا النافية للجنس وأحكامُها


اسمُ "لا" النافيةِ للجنس على ثلاثة أقسامٍ: مفردٍ، ومضافٍ، ومشبَّه بالمضاف.
فالمفرد: (أي غيرَ مضافٍ ولا مشبّهٍ بالمضاف). وضابطهُ ان لا يكونَ عاملاً فيما بعدهُ، كقوله تعالى: {ذلك الكتابُ لا رَيبَ}.
وحُكمُ اسمها المفرد أن يُبنى على ما يُنصبُ به من فتحةٍ أو ياءٍ أو كسرةٍ، غيرَ مُنوَّنٍ نحو: "لا رجلَ في الدار، ولا رجالَ فيها، ولا رجلين عندَنا، ولا مذمومينَ في المدرسة، ولا مذموماتٍ محبوباتٌ" ويجوز في جمع المؤنّثِ السالم بناؤُه أيضاً على الفتح، نحو: "لا مجتهداتَ مذموماتٌ" وقد رُوِيَ بالوجهينِ قول الشاعر:
*لا سابِغات، ولا جَأْواءَ باسِلَةً * تَقِي المَنُونَ، لَدَى استِيفاءِ آجالِ*
وقولُ الآخر:
*أَوْدَى الشبابُ الذي مَجدٌ عواقبُهُ * فيهِ نَلَدُّ، ولا لَذَّاتِ لِلشيبِ*
وقد بُنيَ لِتركيبهِ مع "لا" كتركيبِ "خمسةَ عشرَ".

وحكمُ اسمها المضافِ (والشبيه بالمضاف) أن يكون مُعرباً منصوباً، نحو: "لا رجلَ سُوءٍ عندنا. ولا رَجلَيْ شرٍّ محبوبانِ. ولا مهمِلي واجباتهم محبوبون. ولا أخا جهلٍ مُكرَّمٌ. ولا تاركاتِ واجبٍ مُكرَّماتٌ".
والشبيهُ بالمضافِ: هو ما اتصلَ به شيءٌ من تمامِ معناه. وضابطُهُ أن يكون عاملاً فيما بعده بأن يكون ما بعده فاعلاً له، نحو: "لا قبيحاً خُلقُه خاضرٌ"، أو نائبَ فاعلٍ، نحو: "لا مذموماً فعلُه عندنا"، أو مفعولاً، نحو: "لا فاعلاً شراً ممدوحٌ"، أو ظرفاً يُتعلّقُ به، نحو: "لا مسافراً اليومَ حاضرٌ" أو جاراً ومجروراً يتعلقانِ به، نحو: "لا راغباً في الشر بيننا"، أو تمييزاً له، نحو: "لا عشرين دِرهماً لك". وحكمُهُ أنه مُعربٌ أيضاً، كما رأيتَ.

(عن جامع الدروس العربية)

رافت ابوطالب
16-08-2016, 01:55 PM
استاذنا الفاضل ضياء الدين
هناك اخطاء فى الايات القرأنية
كما ان لا النافية للوحدة تأتى فى اسلوب تخصيص
لا قلم الا قلم احمد

الدكتور ضياء الدين الجماس
16-08-2016, 04:39 PM
استاذنا الفاضل ضياء الدين
هناك اخطاء فى الايات القرأنية
كما ان لا النافية للوحدة تأتى فى اسلوب تخصيص
لا قلم الا قلم احمد

أشكرك أخي الكريم رافت ابوطالب على مشاركتك واهتمامك بالموضوع.
وأرجو الإشارة إلى مواضع الخطأ في الآيات الكريمة لتصويبها مشكوراً
وأما موضوع أساليب الاستعمال فليس مدار البحث ، وإنما الموضوع لفت النظر إلى فرق درجة النفي في المعنى بين لا النافية للجنس و لا النافية للوحدة التي تعمل عمل ليس. ألا ترى من فرق بين معنى الجملة التي أوردتها فيما لو كانت حركة (قلمَ) الأولى مبنية على الفتح أو (قلمٌ) المرفوعة ؟


(لا قلمَ إلا قلم أحمد) (لا قلمٌ إلا قلم أحمد) بالتأكيد سيدرك الفرق من استوعب البحث جيداً.:0014::0014:

رافت ابوطالب
16-08-2016, 04:53 PM
بعضهم لبعض عدو
وليس عدو لبعض

الدكتور ضياء الدين الجماس
16-08-2016, 05:25 PM
بعضهم لبعض عدو
وليس عدو لبعض
صدقت أخي الكريم
الآية الكريمة وردت في المشاركة الأولى ، وتصويبها على المشرف الفاضل.
صواب الآية (الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ 67 الزحرف)

شكراً لأخي رأفت أبو طالب وله الأجر والثواب.

الدكتور ضياء الدين الجماس
16-08-2016, 08:18 PM
(لا) المشبهة بليس
(النافية للوحدة –النافية للواحد)


(لا)، المشبهةُ بليس، مُهملة عندَ جميع العرب وقد يُعمِلُها الحجازيُّون إعمالَ (ليسَ)، على أن يكونَ اسمُها وخبرُها نكرتينِ. وندَرَ أن يكون اسمُها معرفةً، كقول الشاعر:
*وَحَلَّتْ سَوادَ الْقَلْبِ، لا أَنا باغياً * سِواها، ولا في حُبِّها مُتراخِيا*
وقد جاء مثل ذلك للمتنبي في قوله:
*إذا الجُودْ لم يُرْزَقْ خَلاصاً منَ الاذى * فلا الحَمْدُ مَكسُوباً، ولا المالُ باقِيا*
وقد أجازَ ذلك بعضُ علماء العربية الفُضلاءُ.
والغالبُ على خبرِ (لا) هذه أن يكون محذوفاً كقوله:
*مَنْ صَدَّ عَنْ نِيرانِها * فأنا ابنُ قَيْسٍ، لا بَراحُ*
أي: لا بَراحٌ لي. ويجوزُ ذكرهُ، كقول الآخر:
*تَعَزَّ، فلا شَيءٌ على الأرْضِ باقيا * ولا وَزَرٌ مِمَّا قَضى اللهُ واقِيا*

واعلم أنَّ (لا) المذكورةَ، يجوزُ أن يُرادَ بها نفيُ الواحدِ، وأن يرادَ بها نفيُ الجميع. فهي محتملةٌ لنفي الوَحدة ولنفي الجنس، والقرينةُ تُعَيّنُ أحدَهما:
(فان قلت: "لا رجلٌ حاضرٌ". صح أن يكون المراد: ليس أحد من جنس الرجال حاضراً، وأن يكون المراد: "ليس رجل واحد حاضراً". فيحتمل أن يكون هناك رجلان أو أكثر. ولذلك صح أن تقول: "لا رجلٌ حاضراً، بل رجلان"، أو رجال. أما "لا" العاملة عمل "إنَّ"، فلا معنى لها إلا نفي الجنس نفياً عاماً، فان قلت: "لا رجلَ حاضرٌ" كان المعنى: "ليس أحد من جنس الرجال حاضراً"، لذا لا يجوز أن تقول بعد ذلك "بل رجلان، أو رجال"، لأنها لنفي الجميع).
واعلم أن الأولى في (لا) هذه أن تُهمَلَ ويُجعلَ ما بعدَها مبتدأً وخبراً. واذا أُهملت، فالأحسنُ حينئذٍ أن تُكرَّرَ، كقوله تعالى: "لا خوفٌ عليهم، ولا هُم يَحزنونَ".

(عن جامع الدروس العربية)
:0014::0014:

الدكتور ضياء الدين الجماس
17-08-2016, 01:06 AM
أحوالُ اسمِ لا النافية للجنس وخَبرِها


قد يُحذَفُ اسمُ "لا" النافية للجنس، نحو: "لا عليكَ"، أي: لا بأسَ، أو لا جناحَ عليك. وذلك نادرٌ. والخبرُ إِن جُهِلَ وجبَ ذكرُهُ، كحديث: "لا أحدَ أغيرُ من الله". وإذا عُلمَ فحذفُه كثيرٌ، نحو: "لا بأسَ"، أي لا بأس عليك، ومنه قوله تعالى: (قالوا لا ضَيرَ، إنّا إلى ربنا مُنقلبون}، أي: لا ضَيرَ علينا، وقوله: (ولو تَرى إِذْ فَزِعوا، فلا فَوْتَ}، أي: فلا فَوتَ لهمْ.
وبَنو تَميمٍ والطائِيونَ من العربِ يَلتزمون حذفَهُ إذا عُلم. والحجازيُّون يُجيزون إثباتَهُ. وحذفُه عندهم أكثرُ. ومن حذفه قوله تعالى: {لا إلهَ إلاّ اللهُ} أي: لا إلهَ موجود.
ويكونُ خبرُ "لا" مُفرداً (أي: ليس جملةً ولا شِبهَها)، كحديث: "لا فقرَ أشدُّ من الجهلِ، ولا مال أعزُّ من العقل، ولا وَحشةَ أشدُّ من العُجبِ" وجملةً فعليةً، نحو: "لا رجلَ سوءٍ يُعاشرُ"، وجملةً اسميةً نحو: "لا وَضيعَ نَفسٍ خُلقهُ محمودٌ"، وشبهَ جملة (بأن يكون محذوفاً مدلولاً عليه بظرفٍ أو مجرورٍ بحرف جرٍّ يَتعلقانِ به، فيُغنيانِ عنه) كحديث: "لا عقلَ كالتدبير، ولا ورَعَ كالكَفّ، ولا حَسَبَ كحُسنِ الخلُق" وحديث: "لا إيمانَ لِمنْ لا أمانةَ لهُ، ولا دينَ لِمن لا عَهدَ له".
واعلم أنَّ النحاة اعتبروا أنَّ "لا" النافيةَ للجنس واسمَها في محلّ رفع بالابتداءِ، فأجازوا رفعَ التابعِ لاسمِها، نحو: "لا رجلَ في الدار وامرأةٌ" و "لا رجلَ سفيهٌ عندنا".
(فالمعطوف والنعت رفعا على أنهما تابعان لمحل "لا واسمها"، لأن محلهما الرفع بالابتداء. وقد اضطرهم الى هذا التكلف أنه سمع من العرب رفع التابع بعد اسمها فتأولوا رفعه على ما ذكرنا).
(جامع الدروس العربية)

الدكتور ضياء الدين الجماس
17-08-2016, 10:23 AM
أحكامُ "لا" إذا تَكَرَّرَت


إذا تكرَّرت "لا" في الكلام، جاز لك أن تُعمِلَ الأولى والثانية معاً كإنَّ، وأن تُعمِلَهما، كليسَ، وأن تُهمِلهما، وأن تُعملَ الأولى كإن أو كليْس وتُهمِلَ الأخرى، وأن تُعمِلَ الثانية كإنَّ أو كليس وتُهملَ الأولى.
ولذا يجو ز في نحو: "لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ" خمسةُ أوجهٍ:
(1) بناءُ الاسمين، على أنها عاملةٌ عملَ "إنَّ" نحو: "لا حول ولا قوةَ إلاّ باللهِ".
(2) رفعُهُما، على أنها عاملةَ عملَ "ليس"، أو على أنها مُهملةٌ، فما بعدها مبتدأٌ وخبر، "لا حولٌ ولا قوَّةٌ إلاّ بالله" ومنه قول الشاعر:
*وما هَجرْتُكِ، حَتَّى قُلتِ مُعْلِنَةً * لا ناقةٌ لي في هذا ولا جَملُ*
((3) بناءُ الأوَّلِ على الفتح ورفعُ الثاني، نحو: "لا حولَ ولا قوَّةٌ إلاّ باللهِ"، ومنهُ قولُ الشاعر:
*هذا، لَعَمْرُكُم، الصَّغارُ بِعَيْنِهِ * لا أُمَّ لي، إنْ كانَ ذاكَ، ولا أبُ*
(4) رفعُ الأولِ وبناءُ الثاني على الفتح، نحو: "لا حولٌ ولا قوةَ إلا باللهِ"، ومنه قول الشاعر:
*فلا لَغْوٌ ولا تَأْثيمَ فيها * وما فاهُوا بهِ أَبداً مُقتمٌ*
(5) بناءُ الأولِ على الفتح ونصبُ الثاني، بالعطف على محلّ اسم (لا)، نحو: "لا حولَ ولا قوةً إلاّ باللهِ" ومنه قولُ الشاعر:
*لا نَسَبَ اليَومَ ولا خُلةً * اتسَعَ الخرْقُ على الرَّاقع*
وهذا الوجهُ هو أضعفُها، وأقواها بناءُ الإسمينِ، ثم رفعُهما.
وحيثُما رفعتَ الأولَ امتنعَ إعرابُ الثاني منصوباً مُنوَّناً، فلا يقالُ: "لا حولٌ ولا قوةً إلاّ باللهِ"، إذْ لا وجهَ لِنَصْبهِ.(لانك إن أردت عطفه على (حول) وجب رفعه. وكذا إن جعلت (لا) الثانية عاملة عمل (ليس)، كما لا يخفى. وإن جعلتها عاملة عمل (ان) وجب بناؤه على الفتح من غير تنوين، لأنه ليس مضافاً ولا مشبهاً به).
وإذا عطفتَ على اسم "لا" ولم تكرّرها، امتنعَ إلغاؤُها، ووجبَ إعمالُها عملَ "إنّ" وجاز في المعطوفِ وجهانِ: النصب والرفعُ نحو "لا رجلَ وامرأةً أو امرأةٌ، في الدار". والنصب أولى: ومن نصبه قول الشاعر:
*فلا أبَ وابْناً مِثْلُ مَرْوانَ وابنهِ * إذا هُو بالْمَجدِ ارْتَدى وتَأزَّرا*

(جامع الدروس العربية)

الدكتور ضياء الدين الجماس
18-08-2016, 12:29 PM
أحكامُ نَعْتِ اسمِ "لا"


إذا نُعتَ اسمُ "لا" النافيةِ للجنس، فإمَّا أن يكون مُعرَباً، وإمّا أن يكون مبنياً.
فإن كان مُعرباً، جاز في نعتهِ وجهانِ: النصب والرفعُ، نحو: "لا طالبَ علمٍ كسولاً، أو كسولٌ، ولا طالباً علماً كسولاً، أو كسولٌ، عندنا". والنصبُ أولى، والرفعُ على أنه نعتٌ لمحلّ "لا واسمها". لأنّ محلها الرفعُ بالإبتداءِ، كما سبقَ.
وإن كان مبنياً فله ثلاثُ أحوالٍ:
(1) أن يُنعتَ بمفردٍ مُتَّصلٌ به، فيجوز في النعتِ ثلاثةُ اوجه: النَّصب والبناءُ كمنعوتهِ، والرفعُ، نحو: "لا رجلَ قبيحاً، أو قبيحَ، أو قبيحٌ، عندنا". والنصبُ أولى. وبناؤُهُ لمجاورته منعوتَهُ المبنيَّ.
(2) أن يُنعتَ بمفردٍ مفصولٍ بينه وبينهُ بفاصلٍ، فيمتنعُ بناءُ النعت، لِفَقدِ المجاورةِ التي أباحت بناءَه وهو مُتصِل بمنعوتهِ. ويجوز فيه النصبُ والرفع، نحو: "لا تلميذَ في المدرسةِ كسولاً، أو كسولٌ".
(3) أن يُنعتَ بمضافٍ أو مُشبَّهٍ به، فيجوزُ في النَّعت النصب والرفع، ويمتنعُ النباءُ، لأن المضافَ والشبيهَ به لا يُبنيانِ مع "لا". فالنعتُ المضاف نحو: "لا رجلَ ذا شرّ، او ذو شرّ، في المدرسة"، والنعتُ المشبَّهُ به نحو: "لا رجلَ راغباً في الشر، أو راغبٌ فيه، عندنا".

(جامع الدروس العربية)

رافت ابوطالب
18-08-2016, 12:57 PM
زادك الله علما وتبيانا
وماذا لو جعلنا النعت فعلا
لا ضياء فى العلم يبخل

الدكتور ضياء الدين الجماس
18-08-2016, 06:03 PM
زادك الله علما وتبيانا
وماذا لو جعلنا النعت فعلا
لا ضياء فى العلم يبخل

أخي الفاضل رأفت أبو طالب حفظه الله تعالى
في الحوار فائدة وإثراء للموضوع فشكراً جزيلاً على مشاركتك الجميلة، ولك الأجر من الله تعالى
تعرب الأفعال بإعرابها الطبيعي ثم يُقدر محل جملها من الإعراب. وسأضرب مثلاً مفيداً في موضوعنا وفيه فعل في محل نعت (صفة) .
في الآية الكريمة من سورة البقرة (قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ ..)
وفي قراءة لا متواترة ( لا ذلولَ تثيرُ الأرض...)

إعراب الفعل تثير : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره والفاعل ضمير مستتر تقديره هي تعود على البقرة وجملة تثيرمحلها الرفع كنعت (صفة) لـ (ذلولٌ) في القراءة المتواترة .
أو الرفع على محل لا واسمها (لا ذلولَ) . ويجوز محلها النصب كنعت لـ (ذلولَ) في القراءة غير المتواترة.
أكرر شكري واحترامي للتفاعل الكريم منكم.

الدكتور ضياء الدين الجماس
19-08-2016, 08:25 AM
في قول الله تعالى:
(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ - البقرة 197 )
قرأ أبو جعفر: (فَلاَ رَفَثٌ وَلاَ فُسُوقٌ وَلاَ جِدَالٌ فِي الْحَجِّ)
المكي والبصريان : (فَلاَ رَفَثٌ وَلاَ فُسُوقٌ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ)
الباقون على نصب الثلاثة بالفتحة.
وقرأ يعقوب : واتقوني ( وصلاً ووقفاً).
أبو عمرو وجعفر : واتقوني (وصلاً) وحذف الياء (وقفاً)
الباقون على حذف الياء في الحالين.
ولم يعد خافياً الفرق في المعنى بين النفي بلا النافية للجنس والنافية للوحدة فالنفي في الأولى عام تام وأما النفي في الثانية فهو احتمالي بالنسبة لعموم النفي. وليس في ذلك تناقض في معنى القراءات بل فيها تكامل في المعنى لأنها تدل على اختلاف الناس في التزامهم بنواهي الشرع فبعضهم يلتزم تماماً بعدم ارتكاب الرفث والفسوق والجدال نهائياً وبعضهم تقع منهم مخالفات مختلفة سهواً أو غير ذلك حسب درجات ورعهم ، ولكل مخالفة حلّ في الشرع. ويكون إعراب :
فلا رفثَ : الفاء رابطة لجواب الشرط. (لا) نافية للجنس . (رفثَ) اسم لا مبني على الفتح في محل نصب.
وأما في قراءة الرفع فتكون لا نافية لا عمل لها أو نافية للوحدة تعمل عمل ليس ، ويكون (رفثٌ) مبتدأ مرفوع في حال اعتبار(لا) نافية فقط أو اسم لا إذا اعتبرها المعرب تعمل عمل ليس . والخبر محذوف في كل الأحوال يتعلق به الجار والمجرور ( في الحج).

محمد حمود الحميري
26-01-2018, 08:48 PM
زادك الله علما ، ونفع بك الأجيال ..
تقديري

عبدالحكم مندور
24-06-2020, 12:41 PM
موضوع حمل معه مواضيع كثيرة وآتى ثمارا جديرة بالمتابعة والقطف فألف شكر دكتور ضياء ,,جزاك الله خيرا ’’خالص الشكر والتقدير