الدكتور ضياء الدين الجماس
21-01-2016, 12:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أنزل القرآن على سبعة أحرف
د. ضياء الدين الجماس
في الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَىَ غَيْرِ مَا أَقْرَؤهَا. وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْرَأَنِيهَا. فَكِدْتُ أَنْ أَعْجَلَ عَلَيْهِ. ثُمّ أَمْهَلْتُهُ حَتّى انْصَرَفَ. ثُمّ لَبّبْتُهُ بِرِدَائِهِ. فَجِئْتُ بِهِ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَىَ غَيْرِ مَا أَقْرَأْتَنِيهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَرْسِلْهُ. اقْرَأْ" فَقَرَأَ الْقِرَاءَةَ الّتِي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "هَكَذَا أُنْزِلَتْ". ثُمّ قَالَ لِيَ: "اقْرَأْ" فَقَرَأْتُ. فَقَالَ: "هَكَذَا أُنْزِلَتْ. إِنّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ. فَاقْرَأُوا مَا تَيَسّرَ مِنْهُ".ـ وفي رواية- على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ فَرَاجَعْتُهُ فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ وَيَزِيدُنِي حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ".
وقد قال العلماء في الأحرف السبعة أقوالا كثيرة اجتهادية تجاوزت خمسة وثلاثين قولاً ، وظن البعض أنها لهجات العرب كلغة قريش ومضر واليمن.. كما ظن بعضهم أنها القراءات السبع المتواترة ، ولذلك عمد علماء القراءات إلى إظهار أن القراءات المتواترة عشرة أو أكثر ربما بلغت أربع عشرة قراءة . وكل قراءة متواترة هي قرآن كامل يتضمن الحروف السبعة ولا يختلف عن مضمون القراءات المتواترة الأخرى بل يتكامل معها في المعاني ويثري المضمون علماً شمولياً لا حدود له.. . وكما بنى الله تعالى السموات على سبع سموات طباقاً ومن الأرض مثلهن سبع أرضين فقد أنزل كتابه الكريم على سبعة أركان يمكن لكل متدبر أن يتحراها بتحليل مضمون القرآن الكريم.
ولعل الأحرف السبعة من حيث القراءات النطقية تتعلق بتنوع نطق القراءات فيما ورد من متواتر النطق كما يلي:
1- سلامة نطق الحروف ومنها تنوع القراءات في نطق الهمزة وتسهيلها وتفخيم أو ترقيق بعض الحروف كاللام والراء ومواضع الإخفاء والإظهار....
2- معرفة حسن الابتداء والوقوف، ويدخل فيها اختلافهم في معرفة أماكن الوقوف الحسن والجائز والقبيح..
3- جواز استخدام هاء السكت في بعض مواضع الوقوف أو الوقوف على ساكن أو مرسوم الخط ( التاء المبسوطة والمربوطة ، وياءات الإضافة والزوائد..)
4- اختلاف الحركات الإعرابية في بعض القراءات التي تضيف معان جديدة.
5- تنوع القراءات في أنواع المدود ( المد اللازم المتصل والجائز المنفصل والعارض للوقوف..)
6- تنوع القراءات في أحكام الإدغام الصغير والكبير. وما يترتب عليها من أحكام المدود.
7- تنوع أحكام الإمالة في الألف أو تاء التأنيث المربوطة
ولعل الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن الكريم من حيث المضمون هي الأركان الأساسية التي تقوم عليها الدعوة القرآنية وتتجلى من خلال تحليل مضمون الآيات الكريمة ونراها تحليلاً كما يلي:
1- النطق العربي الفصيح بكافة صوره من سلامة نطق الحروف وبناء الجملة الفصيحة المعبرة ( أحكام التجويد من أصول نطق الحروف ومعرفة الوقوف)
2- الاهتمام بسلامة النفس الإنسانية وتطهيرها مما يعكر صفوها. لتحافظ على صفائها .
3- الاهتمام بالجانب المادي الجسدي ( سلامة الجسد)
4- بناء العقيدة السليمة الضابطة للسلوك . ( توسيع العقل الظاهر والباطن وفتح البصيرة)
5- تنظيم العلاقة بين الإنسان ومحيطه سواء بينه وبين الناس أو مع خالقه ( بناء السلوك والأخلاق القويمة)
6- تنزيل الأحكام الشرعية الضابطة لبناء المجتمع الإنساني السليم.
7- الحث على الارتقاء الروحي بجميع مقوماته من علم غيبي ومشهود والعروج الروحي استعداداً لمراحل ما بعد الموت ومراحل البعث الآخر
المهم أن لا نعتقد بأن الحروف السبعة التي أنزل عليها القرآن هي القراءات السبع ، بل الراجح أنها الأركان الأساسية التي أنزل عليها القرآن ، وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم الباب مفتوحاً لكل متدبر للقرآن كي يتقصاها ويعمل فكره فيها.
والحمد لله رب العالمين
أنزل القرآن على سبعة أحرف
د. ضياء الدين الجماس
في الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَىَ غَيْرِ مَا أَقْرَؤهَا. وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْرَأَنِيهَا. فَكِدْتُ أَنْ أَعْجَلَ عَلَيْهِ. ثُمّ أَمْهَلْتُهُ حَتّى انْصَرَفَ. ثُمّ لَبّبْتُهُ بِرِدَائِهِ. فَجِئْتُ بِهِ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَىَ غَيْرِ مَا أَقْرَأْتَنِيهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَرْسِلْهُ. اقْرَأْ" فَقَرَأَ الْقِرَاءَةَ الّتِي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "هَكَذَا أُنْزِلَتْ". ثُمّ قَالَ لِيَ: "اقْرَأْ" فَقَرَأْتُ. فَقَالَ: "هَكَذَا أُنْزِلَتْ. إِنّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ. فَاقْرَأُوا مَا تَيَسّرَ مِنْهُ".ـ وفي رواية- على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ فَرَاجَعْتُهُ فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ وَيَزِيدُنِي حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ".
وقد قال العلماء في الأحرف السبعة أقوالا كثيرة اجتهادية تجاوزت خمسة وثلاثين قولاً ، وظن البعض أنها لهجات العرب كلغة قريش ومضر واليمن.. كما ظن بعضهم أنها القراءات السبع المتواترة ، ولذلك عمد علماء القراءات إلى إظهار أن القراءات المتواترة عشرة أو أكثر ربما بلغت أربع عشرة قراءة . وكل قراءة متواترة هي قرآن كامل يتضمن الحروف السبعة ولا يختلف عن مضمون القراءات المتواترة الأخرى بل يتكامل معها في المعاني ويثري المضمون علماً شمولياً لا حدود له.. . وكما بنى الله تعالى السموات على سبع سموات طباقاً ومن الأرض مثلهن سبع أرضين فقد أنزل كتابه الكريم على سبعة أركان يمكن لكل متدبر أن يتحراها بتحليل مضمون القرآن الكريم.
ولعل الأحرف السبعة من حيث القراءات النطقية تتعلق بتنوع نطق القراءات فيما ورد من متواتر النطق كما يلي:
1- سلامة نطق الحروف ومنها تنوع القراءات في نطق الهمزة وتسهيلها وتفخيم أو ترقيق بعض الحروف كاللام والراء ومواضع الإخفاء والإظهار....
2- معرفة حسن الابتداء والوقوف، ويدخل فيها اختلافهم في معرفة أماكن الوقوف الحسن والجائز والقبيح..
3- جواز استخدام هاء السكت في بعض مواضع الوقوف أو الوقوف على ساكن أو مرسوم الخط ( التاء المبسوطة والمربوطة ، وياءات الإضافة والزوائد..)
4- اختلاف الحركات الإعرابية في بعض القراءات التي تضيف معان جديدة.
5- تنوع القراءات في أنواع المدود ( المد اللازم المتصل والجائز المنفصل والعارض للوقوف..)
6- تنوع القراءات في أحكام الإدغام الصغير والكبير. وما يترتب عليها من أحكام المدود.
7- تنوع أحكام الإمالة في الألف أو تاء التأنيث المربوطة
ولعل الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن الكريم من حيث المضمون هي الأركان الأساسية التي تقوم عليها الدعوة القرآنية وتتجلى من خلال تحليل مضمون الآيات الكريمة ونراها تحليلاً كما يلي:
1- النطق العربي الفصيح بكافة صوره من سلامة نطق الحروف وبناء الجملة الفصيحة المعبرة ( أحكام التجويد من أصول نطق الحروف ومعرفة الوقوف)
2- الاهتمام بسلامة النفس الإنسانية وتطهيرها مما يعكر صفوها. لتحافظ على صفائها .
3- الاهتمام بالجانب المادي الجسدي ( سلامة الجسد)
4- بناء العقيدة السليمة الضابطة للسلوك . ( توسيع العقل الظاهر والباطن وفتح البصيرة)
5- تنظيم العلاقة بين الإنسان ومحيطه سواء بينه وبين الناس أو مع خالقه ( بناء السلوك والأخلاق القويمة)
6- تنزيل الأحكام الشرعية الضابطة لبناء المجتمع الإنساني السليم.
7- الحث على الارتقاء الروحي بجميع مقوماته من علم غيبي ومشهود والعروج الروحي استعداداً لمراحل ما بعد الموت ومراحل البعث الآخر
المهم أن لا نعتقد بأن الحروف السبعة التي أنزل عليها القرآن هي القراءات السبع ، بل الراجح أنها الأركان الأساسية التي أنزل عليها القرآن ، وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم الباب مفتوحاً لكل متدبر للقرآن كي يتقصاها ويعمل فكره فيها.
والحمد لله رب العالمين