المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غسّان



عدنان كنفاني
03-05-2005, 10:15 AM
ويومَ افترقنا.. التقينا

طريقٌ بعيدٌ.. بعيدْ
ودونَكَ دمعي.. ورجفُ القصيدْ

وألفُ ستارٍ حزينٍ.. وألفُ نشيدْ

وقلبي يواصِلُ شوقاً
ويركضُ عبرَ المسافةِ
ألقاكَ.!!؟

وهمٌ هو الوهم..!

أصافحُ وجهي
تقولُ المرايا: وهل أنتَ.؟
أقولُ..
وخلفَ الحواجزِ
خلفَ الوثيقةِ أجترُّ موتي
أصارعُ حظّي البليد..

أُجاري ظُنوني
أعلّق بؤسي على سفحِ قفْ..
تسدُّ أمامي وبيني الطريقْ..

ويبقى يثرثِرُ لحنُ النشيدْ

(بلاد العرب يا أمّاه تأباني
وتنساني

وتخجلُ من سوارِ الشوكِ
يُدميني)

ويعلو الوهمُ
تعلو الـ لا...
يماهي صداها عواء النشيد.!

ويوم افترقنا التقينا
على سدّةِ الغيمِ.. كنّأ
وتمّوزُ يأبى الرحيلَ
ويشرقُ بين ضبابِ الصباحِ
وبين جرارِ الصديدْ

تضيعُ المسافاتُ
ما عادَ أسرٌ يُفيدْ..

ويومَ افترقنا
وقالوا تطايرَ غَيْماً
وحلّقَ مثلَ الفراشاتِ عِطراً

تجاوزتُ دنيا الصخبْ
وأسوارُ قهرٍ تُقاطع حدَّ الغضبْ

وخلفَ الوثيقةِ ألقيتُ حزني
فأذكى أوارَ اللهبْ

يخافونَ منكَ.!؟
لماذا.؟
وأنتَ الضئيلُ المريضْ

وعيناك تبقىالصهيل
وتبقى البِدايةُ.. تبقى السببْ..

وقالوا
تناثرَ بين حفيفِ الزهورِ
ودفءِ السنابلِ
لحناً تعشّقَ دمعَ القصبْ

وبعد الخريفينِ حلَّ اللقاءُ
فآويتُ روحي إليكَ
وآثرتُ في رفّةِ الريحِ ألقاكَ
رغمَ جنونِ التعبْ

وقالت دموعُ العذارى.. افترقنا.!
فقلتُ التقينا

وأورقَ عودٌ يباسٌ
وأمطَرَ زهراً نديّاً
فقلتُ تعالي
أما آن عصرُ العنبْ...!؟

وفاضتْ بحارٌ على اليابسة
أنختارُ ركناً مكيناً لنأوي إليه.؟

وأي المصيرين يبكي علينا..
وأيُّ المصيرينِ نبكي عليه.؟

وقبل أوانُ الرحيلِ
يواريكَ رعبُ الشتاتِ
فتنأى عن الحزنِ
تستافُ مرَّ الجراحِ
ونبضَ القتيلْ

وأيُّ القتيل القتيل
أأنتَ.؟ أم الموج.؟

وقد كنتَ غُصناً تدلّى صُعوداً
وأرجفَ بوحُ البنفسجِ
ضاءَ الصباحُ
وشقَّ منَ الصمتِ صوتَ الصَليلْ

وربّي..!
سمعتُ العزاءَ نُواحاً
وصرّةُ ريفٍ
وخيمةُ فَقْرٍ تُربي المُهورَ طويلاً
وتُطْلِقُ للساحِ في كل صبحٍ
خيولاً بخفقٍ نبيل

تُعتّقُ طيناً حبيساً
فيشرقَ لونُ الترابِ

على أولِ الدربِ
أطلّت "أمينةُ"
جاءَ البشيرُ وفاحَ العبيرْ

تُزغردُ شوقاً إليهِ.؟
وكيفَ نودِعُ حُبّاً تناثرَ شَهداً وطارَ..
ليرسو قريباً من الروحِ
حدَّ البنادق تُشهرُ بين الحدود
وبيني بكلِّ اللغاتِ.!

تقولُ افترقنا..
أقولُ التقينا فمنْ بَعدنا يستجيرْ

ويومَ افترقنا التقينا.!

وتمّوزُ علّقَ فينا غصونَ البقاءِ

وكلُّ الشهورِ قوافل تترى
فصارتْ شموعاً تُضاءْ

وصرنا قريباً.. قريباً
سواء..

16/8/2003

جوري
03-05-2005, 12:14 PM
لغتك أستاذنا تقتادني من أطراف أصابعي إلى حيث نزهة على ضفاف نهر القصيدة .
قصيدتك تكتنز جماليات اللغة وأسرارها . كما تكتنز صوراً فاتنة وكأنها مرايا شفافة .

لا فض الله فوك .

د. سمير العمري
04-05-2005, 03:39 AM
رحمه الله تعالى وتقبله في الصالحين.

أخي عدنان:

قصيدة بالفعل سامقة البناء عميقة التأثير مبدعة التراكيب شجية الجرس طويلة النفس.

هو الخصب إذاً كما أملنا وهذه أرهاصة لا أعذب.


أهلاً بك في واحتك فتبوأ أيها العزيز مكانك.


دمت مبدعاً.


تحياتي وتقديري
:os::tree::os:

الضبابية
06-05-2005, 09:42 PM
سلام الله عليك و رحمته و بركاته

قرأت الاسم و سألت نفسي : أهو ذات القلم ؟ أم قلم ارتدى ملامحه و أتى ؟
فإذا به هو .. القلم الذي تفتقت معرفتي الأولى به بين صفحات ( الجرح المقيم )
أما هو رحمه الله فقصة برائحة الياسمين و الدم
و أما أنت فكتاب لن أخرج من بين صفحاته يوما

شكرا لأنك تكتب و لأنه كتب
و شكرا على كل حرف عابق بالبرتقال و الحبق

خالص تقدير و تحية
غموض

عدنان كنفاني
07-05-2005, 02:47 PM
مع أول قطرات ندى في صباح يوم قائظ
تحمل معها بياض روحي، وشفيف أمنياتي لكم بالنجاح والتألق
وأشكر حضوركم الجميل ومروركم الذي أنار حروفي
ولتسلموا

د.جمال مرسي
08-05-2005, 10:08 AM
وفاضـتْ بحـارٌ علـى اليابسـة
أنختارُ ركناً مكينـاً لنـأوي إليـه.؟

وأي المصيريـن يبكـي علينـا..
وأيُّ المصيريـنِ نبكـي علـيـه.؟

وقــبــل أوانُ الـرحــيــلِ
يـواريـكَ رعــبُ الـشـتـاتِ
فـتـنـأى عـــن الـحــزنِ
تـسـتـافُ مـــرَّ الـجــراحِ
ونــبـــضَ الـقـتــيــلْ

وأيُّ الـقـتـيـل الـقـتـيــل
أأنــــتَ.؟ أم الــمـــوج.؟

وقد كنتَ غُصنـاً تدلّـى صُعـوداً
وأرجــفَ بــوحُ البنـفـسـجِ
ضـــــاءَ الــصــبــاحُ
وشقَّ منَ الصمتِ صوتَ الصَليـلْ

و الله إنه للشعر بعينه
أتدري أستاذي ؟ لقد كنت أقرأ القصيدة و كأني في حقل برتقال مثمر تفوح منه رائحة زكية
و أنا من محبي البرتقال و لكني حجبت نفسي في حديقتك عن قطف أي ثمرة منه لأن ثمارك كانت غضة نقية .
سعادتي غامرة أستاذ عدنان لوجود اسمك اللامع هنا تشاطر أولادك و أخوتك حلمهم في الرقي بالكلمة
أهل بك أستاذي و سعدت بالقراءة لك
تقبل ود أخيك و محبك د. جمال مرسي