المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صفوان في الحظيرة



احمد المعطي
16-03-2016, 11:07 AM
يَجِدُ «صفوانٌ» متْعةً كبيرةً في مراقبةِ الدَّجاجِ في حظيرةِ المنزلِ الرّيفيِّ, وكان أكثر ما يلفتُ انتباهَهُ, تلكَ الصيصانُ الصفراءُ الصغيرةُ التي تتبعُ أمَّها الدَّجاجةُ حيثُما ذهبتْ ذاتَ يومٍ, دخلَ «صفوانُ» حظيرةَ الدَّجاجِ, فرأى صوصاً صغيراً وقد ابتعد عن أُمِّهِ وأشقّائِه الصيصانُ, فأسرعَ إليه وحمَلَهُ بحنانٍ وعطفٍ, وراحَ يقبِّلُهُ ويمسحُ بيديْهِ الصَّغيرَتيْن على «زغَبِهُ» النّاعمُ.
وما أن شاهَدت الدَّجاجةُ (أمُّ ذلكَ الصوصِ) صغيرَها في يدِ «صفوان», حتى نفَشَتْ ريشَها وأسرعتْ نحو «صفوان» ووَثبَتْ في وجهِهِ وهي تُقأقِيءْ ...قاق ..قاق ..قاق ق.
فوجيءَ «صفوانُ» بهجومِ الدَّجاجةِ, فتركَ الصوصَ, ثم التفتَ إلى الدَّجاجَةِ الغاضبة وقال:
- لا تغضَبي.. خُذي ها هوَ صوصُكِ!
هَدأت الدَّجاجةُ وعادت مع صغيرِها إلى «القنِّ» أما «صفوانُ» فغادَرَ الحظيرةَ وهو يتساءلُ بينَهَ وبين نفِسه:
-لماذا غضبت الدَّجاجَةُ؟ أنا لمْ أُضمِرْ للصوص شرّاً.
ولما وصَلَ إلى باب الحظيرة, التفتَ الى الدَّجاجةِ وصاح:
-أنا لنْ ألمسْ صيصانَكِ بعدَ الآن, ليس لأني خائفٌ منكِ, بل لأنَّني أحبُّها..
خرجَ «صفوانٌ» من الحظيرةِ ومضى إلى البيتِ وهو مستغربٌ من ردّةِ فِعْلِ الدجاجة, لدرجةِ أنه لم يلحظْ أمَّهُ التي كانت تراقبُهُ, وما أن أصبحَ بالقُرْبِ منها سألتْهُ: ماذا بك يا «صفوان»؟
انتبهَ «صفوانٌ» على صوْتِ أمِّهِ, فرفَعَ رأسَهُ نحوَها, فوجدَها واقِفةٌ تنظرُ إليه مبتسِمَةً:
_ ما لكَ يا «صفوان» شاردَ الذّهنِ؟
قالت الأمُّ فردَّ «صفوانٌ»:
_ كنتُ أحاولُ اللَّعبَ مع الصوص الصغير, فهاجمَتْني الدَّجاجةُ, لماذا هاجمتْني الدجاجَة يا أماه؟ ..مع أني لم أقصد الأذى.
انحنَتِ الأمُّ, واحتضنتْ «صفوانٌ» وقبَّلتْهُ بحنانٍ وقالت:
-إنّها غريزةُ الأمومَةِ يا بنَّي, فالأمّهاتُ يحرصْنَ على سلامَةِ أطفالِهنَّ وحمايَتِهم, لأنَّ الصغير لا يقدرُ على الدِّفاعِ عن نفسِه.
كان «صفوان» واقفا بالقرب من الجدار عندما سمعت أمه صوتاً حادا, فرفعت رأسها إلى مصدر الصوت, فإذا بعارضة خشبية تكاد تهوي على رأس ابنها فأسرعت وتلقتها بيدها قبل ان تصطدم به, فانغرز مسمار كان مثبتا في العارضة في يدها فسال الدم منها.
فوجىء «صفوان» بما حدث وأسرع إلى أمه ليسعفها, فقالت الأم:
_لا تخف با بني، إنه جرحٌ طفيف.. الحمد لله، المهم أنك أنت بخير.
عندئذ قال «صفوان» لأمه: الآن عرفت لماذا هاجمتني الدجاجة يا أمي.


الصوص: ابن الدجاجة
الزغب: الريش الناعم الذي يكتسي به الصوص والذي يصبح ريشا عندما يكبر
القن: بيت الدجاج

عدنان الشبول
16-03-2016, 11:30 AM
قصة جميلة ولطيفة ومشوّقة وفيها الحكمة التي تظهر غريزة الأم وحنانها


وأعدتني لأيام تربية الدجاج والحمام والأرانب



دم بخير أبدا

احمد المعطي
16-03-2016, 11:58 AM
قصة جميلة ولطيفة ومشوّقة وفيها الحكمة التي تظهر غريزة الأم وحنانها


وأعدتني لأيام تربية الدجاج والحمام والأرانب



دم بخير أبدا

أدامكم الله وحفظكم اخي الحبيب ا. عدنان... أنا سعيد بأن كنت اول من يَرد هذا الباب اليوم، واول من قرأ قصتي المتواضعة التي أنشرها اليوم بعد انقطاعي عن المتابعة طيلة الاسبوع الماضي.
إيه سقا الله على تلك الايام التي لن تعود بعد الانقلاب (الحضري) الذي غيب كل شيء جميل في حياتنا. .محبتي.
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير

سلوى سعد
16-03-2016, 02:02 PM
قصة جميلة ورائعة ، كلمات بسيطة لكنها تحمل الكثير من المعاني ، وتغرس في الأطفال أن الأم تحب أولادها وتخاف عليهم .
سلمت أناملك ودام قلمك مبدعاً

ناديه محمد الجابي
18-03-2016, 10:07 PM
قصة بديعة وصياغة رائعة تبين غريزة الأمومة
هى الأم الحنون رؤوم بأبنائها حانة عليهم
تحميهم بحياتها وتدافع عنهم بروحها
سلمت يداك. :001:

عبدالكريم شكوكاني
13-04-2016, 09:26 PM
حكاية رائعة وبديعة

احترامي وتقديري

أسيل أحمد
02-07-2021, 11:56 AM
-إنّها غريزةُ الأمومَةِ يا بنَّي, فالأمّهاتُ يحرصْنَ على سلامَةِ أطفالِهنَّ وحمايَتِهم, لأنَّ الصغير لا يقدرُ على الدِّفاعِ عن نفسِه.
قصة رائعة بمضمون هادف وسرد مشوق ـ ألق في الطرح وذكاء في طرح المعلومة.
بوركت ـ ولك تحياتي وتقديري.