تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة المحرقة .. لـِ أحمد هاشم



أحمد عبدالله هاشم
21-03-2016, 07:25 PM
"المحرقة"
شِعر/ أحمد عبدالله هاشم

تتلعثمُ الكلمات فوق دفاتري
والحرف يأتي كالعروس إذا بطرحتها تعود مطلَّقةْ

والحبر كالكحلِ المذاب بمقلةٍ مغرورقةْ
بسوادهِ.. يطفو فيطفئ إذ يسيل الضوءَ في وجهِ القمرْ
نهران من ظلمٍ وقهرٍ يجريان على الخدودِ
ويطعمان الوردَ أصناف الأسى


شبـَّاك سجنٍ خلـْـفهُ شمس من الأحزان كانت منذ ساعات بنورٍ مشرقةْ

هل يا ترى.. تتحرر الكلمات مِن "فوبْيا" الشررْ؟!!
مِن هولِ جرمِ المحرقةْ؟

الآن أشعرُ.. كيف أن الأبجدية ضيقةْ!

وأنا الذي.. شكلتُ بالحرفِ القوالبَ
والخيال طليتهُ من كل ألوان الفِكَرْ

كل الحروف تبوسُ كفي، والأناملَ،.. والأظافرَ.. كي أصيِّرها دُرَرْ

تلتمُّ بين أصابعي مثل العصافير التي فوق الشجرْ

والآن أبدو.. مثل طفلٍ محرجٍ عند التهجي لو حجبنا الرسمَ في درس القراءةِ والصورْ!

كل الحروف تخافُ هولَ المحرقةْ

الآن.. أذكرها الشظايا...

في الليلِ تأكلُ كلّ شيءٍ لم تذرْ منـّا بقايا...

الآن.. أسمع صوتَ طفلٍ صاح خوفاً
ثم نامَ مع الضحايا...

النار لم ترحمْ صغيراً.. أو عجوزاً..
أو مريضاً ذنبهُ أن كان عجز عَوَّقهْ

إن الفظاعةَ كلها كانت بيومِ المحرقةْ

وكفى هنا.

،،،وكفى هنا.. ولتعذروني إنني ما عدتُ أقـْدِر أن ألُمَّ بلوحتي عبق الورودِ ورِمة "البيادةِ"
فإرادة الشِعر التي تمشي على سطري
وليس إرادتي

يا سادتي..
ألله لا يرضى الفسوق مع الصيامْ
وتصيح بالألم الرعودُ إذ اْلتقت أضداد شحنات الغمامْ
وقصيدتي.. تأبى الحريق على الخيامْ

فلتعذروا..
شعري يموت إذا تكمَّم باللجامْ
فلتعذروا ..
لو مات شعري.. بعدهُ قولوا على الشعر السلامْ .

محمد ذيب سليمان
21-03-2016, 08:35 PM
يا الله ..
نقلتنا معك من خلال حرفك الى ميادين القهر والموت
والبداية بتصويرها كانت قاسية جدا وخاصة في مجتمعاتنا
والتشابه بليغ وكبير
شاعر واي شاعر يوجه حروفه أنى اراد وكيف اراد
ويسخرؤها
لإلقاء الضوء على وجعه الاكبر
شكرا لك ايها الحبيب الكبير
مودتي

عادل العاني
22-03-2016, 02:47 PM
أجدت وأحسنت

تفعيلية ناطقة بالمعاني ... ومحمّله بالصور الواقعية

بارك الله فيك

تحياتي وتقديري

أحمد بن محمد عطية
22-03-2016, 03:10 PM
رائعة وكفى...احسنت واجدت

احمد المعطي
22-03-2016, 03:45 PM
وَهِيَ الفظاعة نفسها كانت بحزْنٍ مُطرِقةْ
تنثالُ في العين الحروفُ لتستحيلَ مُفارَقة
فانظرْ إلى وجه الحقيقة هل ترى
وجْها ليوسُفَ؟ أم ترى
عبثاً تَبعثرَ كالغيوم مُشكّلاً
ظلّ الحقائق كالجزائر في العيون المُطبَقةْ
لا تبتسْ
فمن الفضيلة أن ترى وجه القناع وتحته
الأسرارُ تقبغُ والحقيقة مطلَقةْ
ما كلُّ ما تحت القناع جريمة
أمُّ الجرائم ما تراه المنطقةْ
أم الجرائم آن تسودَ المحرقة
في يوم ينقشع السرابُ ستختفي
بومُ الوَجيعة والربيعُ على النوافذ يرتدي
ريحانه
ووروده
وزنابقٌ في الماء تضحكُ والدوالي مورقةْ

غيداء الأيوبي
23-03-2016, 04:26 PM
من المحرقة إلى السلام
كنت هناك أتجول في آهات القهر باحثة عن منفذ يوقفني
كي لا أعود مجددا لحرائقها الموجعة ولكني عدت وعدت حتى امتلأت قهرا
قصيدة أكثر من رائعة أيها الشاعر المحلق
فكرة صوت وصورة ورسالة وحرف آسر
أعاد الله السلام للأمة كافة
سلمت يدك ولك أسمى التحايا

ليانا الرفاعي
26-03-2016, 03:05 PM
وكفى هنا.

،،،وكفى هنا.. ولتعذروني إنني ما عدتُ أقـْدِر أن ألُمَّ بلوحتي عبق الورودِ ورِمة "البيادةِ"
فإرادة الشِعر التي تمشي على سطري
وليس إرادتي

يا سادتي..
ألله لا يرضى الفسوق مع الصيامْ
وتصيح بالألم الرعودُ إذ اْلتقت أضداد شحنات الغمامْ
وقصيدتي.. تأبى الحريق على الخيامْ

فلتعذروا..
شعري يموت إذا تكمَّم باللجامْ
فلتعذروا ..

ونحن نقول كفى هنا
فقصيدتك تأبى الحريق على الخيام وهي تحرق مشاعر القارئ دون رحمة
فأي ألم في تلك الصور التي رسمتها أيها المبدع وأي محرقة تلك التي أقحمتنا لهيب حروفها
تحيتي وتقديري

فاتن دراوشة
14-04-2016, 05:34 PM
لوحة تُبكي القلب والوجدان

أبدعت رسم تفاصيلها رغم ما حوته تلك التّفاصيل من الوجع والألم

دام قلمك يعبق بالحقّ وينير به السّطور أخي

أحمد الجمل
14-04-2016, 08:33 PM
الله الله الله
راااائع أنت أخي أحمد ورااائع جداااا هذه اللوحة التي رسمت بريشة فنان قدير
سلمت وسلم قلبك ولسانك
تحيتي وخالص مودتي

أحمد عبدالله هاشم
29-05-2016, 07:24 PM
اليوم هو الذكرى الخامسة لهولوكوست مدينة تعز والمحرقة
،،، شكراً لكل من شرفني بالحضور هنا ، ولي عودة للرد بما يليق لكل باسمه

تحاياي والحب أيها الأنقياء

محمد ذيب سليمان
29-05-2016, 10:19 PM
وما تزال الحروف تنزف من يومها
وما زالت الكلمات تئن من هول ما اصابها
شكرا لك ايها الشاعر
أحببت ان اعيدها للواجهة
مودتي