غيداء الأيوبي
23-03-2016, 03:54 PM
مَرْثِيَّةُ الأُمِّ
أُمَّاهُ عُودِي لِلْحَيَاةِ فَإِنَّنِي=نَبَضَتْ عَلَى رُوحِي الْحَيَاةُ تَيَتُّمَا
كَيْفَ السَّبِيِلُ إِلَيْكِ رَبِّي دُلَّنِي=وَالْمَوْتُ حَقٌّ فِي الدُّنَى قَدْ سَلَّمَا
الْعَيْشُ مُرٌّ دُونَ نَبْضِ حَنَانِهَا=لِيُقَبِّلَ الصَّدْرَ الْحَزِينَ تَرَحُّمَا
قَدْ مَرَّ عُمْرِي وَالشَّبَابُ يَذِلُّنِي=وَبِرِحْلَةِ الأَيَّامِ شَيْبِي أَعْلَمَا
مَنْ قَدْ تَبَقَّى كَيْ أَرُدَّ بَشَاشَةً=بِمَلاَمِحٍ فِيِهَا الشُّحُوبُ تَجَهَّمَا
فَبَصِيصُ طِفْلِي مِلْءَ رُوحِي قَابِعٌ=لَازَالَ يَبْكِي مِنْ فِرَاقٍ أَظْلَمَا
وَالطِّفْلُ لَوْ تَدْرِينَ..أُمِّي..لِلْحَنِ يـِ=ـنِ يَتُوقُ دَوْماً فِي الظَّلامِ إِذَا اْنْعَمَى
وَأَنَا عُمِيِتُ..بُعَيْدَ فَقْدِكِ لَفَّنِي=شَبَحُ اللَّيَالِي وَاللِّحَافُ تَحَزَّمَا
وَتَجَعَّدَ الْفَرْشُ الْوَثِيِرُ بِنَوْمَتِي=مُذْ لَفَّ جِسْمِيَ طَيَّ حُلْمِي كَالدُّمَى
لَعِبَتْ بِهِ الآهَاتُ جَهْلاً وَالأَنِيِـ=ـنُ مُعَرْبِدٌ..صَوْلاً وَجَوْلاً نَغَّمَا
الآهُ يَا أُمِّي تُجَلْجِلُنِي بِهَا=وَأَنَا هُدُوئِي فِي انْزِعَاجِي حَطَّمَا
وَالْحُزْنُ يَا أُمِّي يُعَانِقُ رِقَّتِي=وَأَنَا عِنَاقِي لِلشَّقَاءِ تَصَنَّمَا
عُودِي لَعَلِّي فِي الإِيَابِ أَدُلُّنِي=إِنَّ الضَّيَاعَ بِرِفْقَتِي قَدْ لَمْلَمَا
أُمَّاهُ..دَمْعِي بَعْدَ مَوْتِكِ نَازِفٌ=فَلَقَدْ جَرَى فِي الْعَيْنِ حَتَّى وَرَّمَا
وَالرِّمْشُ سَيْفٌ فِي الْمَآقِي خَزَّنِي=لَمَّا تَغَلْغَلَ فِي الدُّمُوعِ مُعَلْقَمَا
الدَّرْبُ يَشْكُو مِنْ مَتَاهَةِ شَارِدٍ=أَيْنَ الَّتِي نَقَشَتْ بِدَرْبِي مَعْلَمَا
وَالأَيْكُ لَفَّ مُشَبَّكاً بِتَلَوِّنِي=وَكَأَنَّنِي الْجُورِيُّ مَحْبُوسُ الدِّمَا
وَلَكَمْ غَفَتْ فِي وَرْدَتِي بِرَبِيعِهَا=كلُّ الْمَعَانِي..فَاسْتَفَقْتُ لِأَفْهَمَا
إِنَّ الْوُرُودَ بِلاَ مِيَاهٍ تَنْثَنِي=وَتَمُوتُ فِي بِسْتَانِهَا لَو قُلِّمَا
وَالْجَذْرُ إِذْ يَجْفُو الْغُصُونَ سَنَجْتَنِي=مَا خَرَّ مِنْ وَرَقِ الْوُرُودِ مُخَرَّمَا
جَنَّاتُ عُمْرِي قَدْ ذَوَتْ أَغْصَانُهَا=مُذْ مَاتَ جَذْرٌ مِنْ دَمِي مُسْتَسْلِمَا
وَالطَّيْرُ غَابَتْ فِي الْحَيَاةِ تَيَتُّماً=مُذْ هُدَّ بَيْتٌ..وَالْفِرَاقُ تَجَسَّمَا
تِلْكَ الْمَوَاسِمُ لَمْ تَعُدْ بِغِيَابِهَا=فَالْعُشُّ مَا بَيْنَ الْغُصُونِ تَهَدَّمَا
أَيْنَ الَّتِي كَانَتْ تُلَمْلِمُ مِحْضَنِي ؟=أَحَمَامَتِي عُودِي لِحِضْنٍ قُسِّمَا
يَا رُبَّ عَوْدٍ بِالْحَنَانِ يَضُمُّنِي=وَيَضُمُّ أَشْتَاتَ الْعَوَائِلِ بَلْسَمَا
غيداء الأيوبي
أُمَّاهُ عُودِي لِلْحَيَاةِ فَإِنَّنِي=نَبَضَتْ عَلَى رُوحِي الْحَيَاةُ تَيَتُّمَا
كَيْفَ السَّبِيِلُ إِلَيْكِ رَبِّي دُلَّنِي=وَالْمَوْتُ حَقٌّ فِي الدُّنَى قَدْ سَلَّمَا
الْعَيْشُ مُرٌّ دُونَ نَبْضِ حَنَانِهَا=لِيُقَبِّلَ الصَّدْرَ الْحَزِينَ تَرَحُّمَا
قَدْ مَرَّ عُمْرِي وَالشَّبَابُ يَذِلُّنِي=وَبِرِحْلَةِ الأَيَّامِ شَيْبِي أَعْلَمَا
مَنْ قَدْ تَبَقَّى كَيْ أَرُدَّ بَشَاشَةً=بِمَلاَمِحٍ فِيِهَا الشُّحُوبُ تَجَهَّمَا
فَبَصِيصُ طِفْلِي مِلْءَ رُوحِي قَابِعٌ=لَازَالَ يَبْكِي مِنْ فِرَاقٍ أَظْلَمَا
وَالطِّفْلُ لَوْ تَدْرِينَ..أُمِّي..لِلْحَنِ يـِ=ـنِ يَتُوقُ دَوْماً فِي الظَّلامِ إِذَا اْنْعَمَى
وَأَنَا عُمِيِتُ..بُعَيْدَ فَقْدِكِ لَفَّنِي=شَبَحُ اللَّيَالِي وَاللِّحَافُ تَحَزَّمَا
وَتَجَعَّدَ الْفَرْشُ الْوَثِيِرُ بِنَوْمَتِي=مُذْ لَفَّ جِسْمِيَ طَيَّ حُلْمِي كَالدُّمَى
لَعِبَتْ بِهِ الآهَاتُ جَهْلاً وَالأَنِيِـ=ـنُ مُعَرْبِدٌ..صَوْلاً وَجَوْلاً نَغَّمَا
الآهُ يَا أُمِّي تُجَلْجِلُنِي بِهَا=وَأَنَا هُدُوئِي فِي انْزِعَاجِي حَطَّمَا
وَالْحُزْنُ يَا أُمِّي يُعَانِقُ رِقَّتِي=وَأَنَا عِنَاقِي لِلشَّقَاءِ تَصَنَّمَا
عُودِي لَعَلِّي فِي الإِيَابِ أَدُلُّنِي=إِنَّ الضَّيَاعَ بِرِفْقَتِي قَدْ لَمْلَمَا
أُمَّاهُ..دَمْعِي بَعْدَ مَوْتِكِ نَازِفٌ=فَلَقَدْ جَرَى فِي الْعَيْنِ حَتَّى وَرَّمَا
وَالرِّمْشُ سَيْفٌ فِي الْمَآقِي خَزَّنِي=لَمَّا تَغَلْغَلَ فِي الدُّمُوعِ مُعَلْقَمَا
الدَّرْبُ يَشْكُو مِنْ مَتَاهَةِ شَارِدٍ=أَيْنَ الَّتِي نَقَشَتْ بِدَرْبِي مَعْلَمَا
وَالأَيْكُ لَفَّ مُشَبَّكاً بِتَلَوِّنِي=وَكَأَنَّنِي الْجُورِيُّ مَحْبُوسُ الدِّمَا
وَلَكَمْ غَفَتْ فِي وَرْدَتِي بِرَبِيعِهَا=كلُّ الْمَعَانِي..فَاسْتَفَقْتُ لِأَفْهَمَا
إِنَّ الْوُرُودَ بِلاَ مِيَاهٍ تَنْثَنِي=وَتَمُوتُ فِي بِسْتَانِهَا لَو قُلِّمَا
وَالْجَذْرُ إِذْ يَجْفُو الْغُصُونَ سَنَجْتَنِي=مَا خَرَّ مِنْ وَرَقِ الْوُرُودِ مُخَرَّمَا
جَنَّاتُ عُمْرِي قَدْ ذَوَتْ أَغْصَانُهَا=مُذْ مَاتَ جَذْرٌ مِنْ دَمِي مُسْتَسْلِمَا
وَالطَّيْرُ غَابَتْ فِي الْحَيَاةِ تَيَتُّماً=مُذْ هُدَّ بَيْتٌ..وَالْفِرَاقُ تَجَسَّمَا
تِلْكَ الْمَوَاسِمُ لَمْ تَعُدْ بِغِيَابِهَا=فَالْعُشُّ مَا بَيْنَ الْغُصُونِ تَهَدَّمَا
أَيْنَ الَّتِي كَانَتْ تُلَمْلِمُ مِحْضَنِي ؟=أَحَمَامَتِي عُودِي لِحِضْنٍ قُسِّمَا
يَا رُبَّ عَوْدٍ بِالْحَنَانِ يَضُمُّنِي=وَيَضُمُّ أَشْتَاتَ الْعَوَائِلِ بَلْسَمَا
غيداء الأيوبي