تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أقواس الدموع



مصطفى الغلبان
23-03-2016, 07:19 PM
سنابلُ الصّمتِ مدّت للكلامِ يدَا
وكبّلتْهُ، بقوسٍ كَهرَبَ الجسدا
.
وعلّمتْهُ فنونَ الحُزنِ ، مُوقِنةً
بأنّ يومَكَ يَدعو للبكاءِ غدَا ..
..
أأنتَ أنتَ؟ وهذي الوحدةُ اجترحت
وجيعةً بك حتى لم تجدْ أحدا ..
.
كأنّكَ الحُزنُ في يعقوبَ، ينسجُهُ
في الغيبِ حظُّكَ، والأحزانُ بعضُ رَدَى
.
يضيقُ صدرُكَ من أحزانِكَ انفجرَت
لتملأَ البحرَ دمعًا؛ والسّماءَ صَدى
.
لا شِبرَ في الأرض لم يغرقْ بحزنِكَ لم
يُعصَمْ مكانٌ تماهى النّصُّ فيك مَدَى
.
سألتُكَ الآن بالأفراحِ مِلْ شَرِهًا
إلى السّعادةِ أخشى تنتهي كمَدَا
.
وسكتةٌ، نظرةٌ، إبهامُهُ قلَقًا
حطّت على الجفنِ؛ مثلَ الشّيخِ إذ سجدا
.
يقولُ: كيف سروري والعراقُ مُمزّقُ
الضّلوعِ وأهلُ الضّادِ شِبهُ سُدَى
.
يقولُ: والشّامُ أنثى تشتهي هِبةً
من السّرورِ ليَلقَى القلبُ ما فقدا
.
أتُحرَمُ الشّامُ حبًّا طالما وَهَبَت
حبًّا إلى النّاسِ؛ حتى أحيتِ الأبَدا
.
وتعْزُ، بَلقيسُ منها عرشَها نَقلت
حزنًا، على هُدهدٍ ينسى الذي سرَدا
.
حتى سليمانُ والرّيحُ القريبةُ لم
ترجعْ، فضمَّ يدَ التّاريخِ وابتعدَا
.
والقدسُ مصلوبةٌ فيها اليسوعُ أسىً
يَبكي؛ ومريمُ ثَكلىً تندبُ الولدَا ..
.
ومسجدٌ كان معراجا، بَذلْنَ له
أقصى العطاءِ نساءٌ كُنَّ أهلَ فِدَا
.
ونبتةُ الصّبحِ، دمعٌ سوف يُنضِجُها
فأسرِجِ الآن ضَوءًا يغمُرُ الأمدَا ..
.
أنا العُروبِيُّ أفراحي مُؤجّلةٌ
لكنْ، بصدري أخوضُ الصّعبَ كي أجِدَا
.
فاعصِبْ جراحَ سماءٍ أَمطَرت قلقًا
على العروبةِ حزنًا مَا، كمِ احتشدا
.
واصنعْ من الدّمعِ شمعًا كي تُضيءَ بهِ
ما بينَ جُرحَينِ، كُن ضُمّادةً وندَى
.
واستنطِقِ الماءَ إنجيلاً تُرتّلُهُ
في ‫#‏سورة_الحبِّ‬ حتى تنقذَ البلدا
.
وقل سأعبُرُ قرآنًا كُلوا قمَرًا
ما شِئتُمُ منهُ يا كُلَّ الوَرَى رَغَدَا
.
وقل هوُ الله، والإنسانُ صُورتُهُ
نقيّةٌ، فاجعلوها مِثلَما اعتقدا ..
.
وقل: لنا مولِدُ البُشرَى وفرحتُنا
وعدٌ مِن اللهِ، كلُّ الصّدقِ ما وعَدَا

بشار عبد الهادي العاني
23-03-2016, 08:51 PM
سرني أن كنت أول الواصلين على هذه القصيد الجميلة والتي نزفت بحرقة وصورت مايعانيه شعبنا العربي من ويلات ومحن .
في مطلعها ذكرتني بما أدرسه لطلابي عن لحام القوس الكهربائي , فخطر ببالي أن هذا البيت لا يبدعه إلا مهندس خبر القوس والأيون.
أسجل إعجابي.
لكم تحيتي وتقديري..

د. سمير العمري
24-03-2016, 04:37 PM
يعود حرفك لألقه وإبداعه بقصيدة جميلة وأداء أدبي ملفت.

هي قصيدة ذات ديباجة جميلة وصور أدبية مميزة ومعان ترسم لوحة الألم والأمل فلا فض فوك!

للتثبيت

ودام ألقك الزاهر!

تقديري

أشرف حشيش
24-03-2016, 07:42 PM
بورك فيك وفي همّك وحزنك وإحساسك النبيل


أنا العُروبِيُّ أفراحي مُؤجّلةٌ
لكنْ، بصدري أخوضُ الصّعبَ كي أجِدَا
.
فاعصِبْ جراحَ سماءٍ أَمطَرت قلقًا
على العروبةِ حزنًا مَا، كمِ احتشدا

آه , ليتها أمطرت قلقا فحسب بل , أمطرت ما هو أكثر من القلق شاعرنا الفاضل ,,
فاعصب جراحك بالحروف وقاومِ
دافع عن الاطفال عن هذا الدمِ

فاتن دراوشة
24-03-2016, 08:39 PM
صور شعريّة مبهرة ومعانٍ موغلة في العمق

كعهدي بحرفك الذي ما خيّب أملي يوما بأن يحمل في جعبته كلّ جديد ومذهل

دام إبداعك أخي

عدنان الشبول
24-03-2016, 10:09 PM
لشعرك نكهة خاصة يا صديقي

حفظكم الله والأهل والوطن

ربيحة الرفاعي
26-03-2016, 05:51 PM
قوّة وإباء وحس وطني وقومي جارف تجلّى به القصيد
وأداء شعرية بديع بفنونه وديباجته وسلاسة جرسه

دمت بألق شاعرنا

تحيتي

غيداء الأيوبي
27-03-2016, 10:30 AM
.
فاعصِبْ جراحَ سماءٍ أَمطَرت قلقًا
على العروبةِ حزنًا مَا، كمِ احتشدا
.
واصنعْ من الدّمعِ شمعًا كي تُضيءَ بهِ
ما بينَ جُرحَينِ، كُن ضُمّادةً وندَى
.



الشاعر الفاضل مصطفى الغلبان
قصيدة رائعة صورت جراح الأمة
بصور رائعة
أعاننا الله وفرج عن كربة الأمة
سلم مدادك
بارك الله بك وحفظك المولى
تحيتي وكل الود

عبدالله الحضبي
28-03-2016, 12:28 PM
رائع يامصطفى
شكراً لابداعك

أحمد عبدالله هاشم
28-03-2016, 05:51 PM
(وتعْزُ، بَلقيسُ منها عرشَها نَقلت
حزنًا، على هُدهدٍ ينسى الذي سرَدا)

ما أجمل حرفك رغم الحزن يا شاعر
مودتي

محمد ابوحفص السماحي
06-04-2016, 05:00 PM
الشاعر القدير مصطفى الغلبان
شعر من العيار الثقيل...يعكس نفسا أبية أصيلة
مع خالص الود