تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صدمة



حسين العلي
25-03-2016, 10:49 AM
مة )

– بُني
– نعم يا أمي
– إنها جميلة وعاقلة
– نعم يا أمي
– غداً سنذهب بزيارة أيضاً
– حاضر يا أمي
لم أعرف بماذا كانت تفكر أمي إلا أني كنت كالعادة لا أهتم بشىء
كل ما في الأمر أنهُ لم يكن هنالك شيء
يُغريني في هذه الحياة ويثير أهتمامي
فيما كانت أمي تسرد لأبي تلك الحكاية
وأحداث ذلك اليوم
كنتُ أسرد لنفسي حكايتي اليومية
ولا أعلم كيف يجتاحُني الحنين وينثرني دائماً فوق سريري
وتلك الحرب التي كانت تدرو بين تلك الذكريات العالقة
وبين نوم كان قد هجرني منذ سنتين
حين خرجنا أنا وعائلتي من تحت أنقاض الحروب الدائرة في ذلك البلد الذي أثقلتهُ الجراح
خرجتُ ولم أذق طعم العناق والوداع
أذكر أني بحثتُ عنكِ
ولكن الوقت كان أسرع مني .
في ذلك الوقت من كل ليلة
أحاول أن أغلب كل تلك الذكريات
وأنام بعيونٍ ترتجف
– بُني
– نعم أبي
– ماذا بكَ هي بسرعة تأخرنا
– حاضر أنا جاهز
– هي بنا أذاً
دخلت ذلك البيت ولكن كنت أتسآل عن روحي دائماً
أين هي ؟ وأين ذهبت منذ سنتين ؟
كان الأخ الأكبر يتحدث معي
وهو سعيد مثل كل الحاضريين باستثنائي
– كيف عملك
– الحمد لله
– هل أشتقت إلى سوريا
هنا توقف القلب
وأصبحت في صراع مع الذكريات والحنين وقبل أن يتكلم لساني ويقول
( ومن منا لم يشتاق )
أحرقني سؤال في داخلي
لمن أشتقت أكثر ؟
فلم يكن ألم وطني أكبر من ألمي عليكِ
فمنذ عامين وهما يتصارعان بداخلي
– وكم لكَ هنا
– أنا هنا منذُ سنتين خرجنا أنا وعائلتي
هنا يقطع حديثنا الأب متكلماً
– أنا أحبتتكَ جداً وأبوك صديقي منذُ زمن
وإن شاء الله سنكون عائلة واحدة
– هذا يشرفني يا عمي
– الأخ : أبي أحبَّك جداً وأنا أيضاً
– شكراً
– أنتَ الأن ستصبح واحداً منَّا
– إن شاء الله
– أنا سبقتُكَ منذُ ثلاثة أشهر
– إذا أنتَ عريس جديد
– نعم
كنتُ أشعر برعشة في تلك اللحظة
كانت تهز عرش قلبي
والفتاة جالسة أمامي
هل عادة قلبي لينبض؟ لا أعلم
كانت رائحة الهواء تعطي المزيد من الأوكسجين لرئتي
تسألتُ كثيراً عن السبب
ولكني أكتفيتُ بالبسمة
لم أشاهد من فتح الباب ودخل
ربما خجلاً وربما كنتُ ما أزال عالق في التفكير بتلك السعادة التي غمرتني دون أن تستئذنة قلبي
– الأخ : هذه زوجتي
كانت لحظة وأنا ألتفتُ ولم أعرف بها من أكون .
تلاشىء القلبُ رويداً رويداً
ومات اللسان وأرتجفت الرموش
وأنا أنظر إليها
هل يموت الأنسان وهو على قيد الحياة؟
هل للموت أن يجتاح أرواحنا للحظات؟
فلا نميز بين الخيال والواقع
بين الحقيقة والحلم
وكيف للقدر أن يتلاعب بنا هكذا
في تلك اللحظة ذهبتُ مسرعاً
وأنا أسآل القدر
كيف جمعتني بها هنا
هكذا !!!!
لماذا ؟؟؟؟

حسين العلي

سمر أحمد محمد
25-03-2016, 08:54 PM
هل يموت الأنسان وهو على قيد الحياة؟

نعم سيدي هناك شعوب يقال انها على قيد الحياة ولكن الحقيقة غير ذلك

قصة رائعة ولكني شعرت بالنهاية

قبل ان اوصل لها

سلمت يمنيك دمت بخير ووطن

كاملة بدارنه
28-03-2016, 05:48 PM
كلام مؤثّر واصف لحالات المعاناة التي يعيشها كثيرون
بوركت
تقديري وتحيّتي

ناديه محمد الجابي
28-03-2016, 08:24 PM
الأخ : هذه زوجتي
كانت لحظة وأنا ألتفتُ ولم أعرف بها من أكون .
تلاشىء القلبُ رويداً رويداً
ومات اللسان وأرتجفت الرموش
وأنا أنظر إليها
هل يموت الأنسان وهو على قيد الحياة؟
هل للموت أن يجتاح أرواحنا للحظات؟
فلا نميز بين الخيال والواقع
بين الحقيقة والحلم
وكيف للقدر أن يتلاعب بنا هكذا
في تلك اللحظة ذهبتُ مسرعاً
وأنا أسآل القدر
كيف جمعتني بها هنا
هكذا !!!!
لماذا ؟؟؟؟

قصة مؤثرة وصدمة مؤلمة..
الحرب ليست دمار وخراب وهلاك فقط ـ الحرب لا تترك أي شيء سليما
فظاعتها تعيد تقسيم الحياة بين أسود وأبيض ليطغى سوادها الفاحم.
نص معبر جميل ـ ولكن كان سيكون أجمل لو كتبته مسترسلا مستخدما
علامات الترقيم فكتابته بهذه الطريقة تشتت مقدرة المتلقي على الأستيعاب
ودمت بكل خير. :001:

حسين العلي
03-04-2016, 04:17 PM
كل الشكر والتقدير لجميل القراءة والحضورك
تحياتي اخت سمر

حسين العلي
03-04-2016, 04:19 PM
لحضورك رونق خاص استاذتنا تحياتي لمرورك العطر
تحياتي والياسمين استاذة كاملة

حسين العلي
03-04-2016, 04:20 PM
شكرا من القلب لجميل التعبير والحضورك الانيق اخت نادية
مساؤك ألق يليق بحضورك
تحياتي

خلود محمد جمعة
05-04-2016, 09:06 AM
تنوعت المعاناة والشعب واحد
الوطن رئة الحياة والحرب سرطانها
قصة مؤثرة وحرف متألق
اسلوب الفقرة واستعمال علامات الترقيم يثري النص
بوركت وكل التقدير

سحر أحمد سمير
07-04-2016, 03:50 PM
الحرب التهمت جميع موارد البلدان و أثقلت كاهل الأحياء بالويلات و المتاعب ..

قص هادف ، دمت بروعتك أديبنا ..

تحاياي

آمال المصري
20-04-2016, 02:01 PM
للحرب توابعها التي تترك آيثارها المدمرة ليست فقط على التراب ولكن على النفوس والقلوب أيضا
وهنا واحدة من الصور الصادمة أتقنت نقلها وكأنها تتحرك وتنبض
العناية بالشكل العام لكتابة القصة يجعلها أجمل والتريث قبل النشر لتجنب الهنات
تدور - هيَّا - أتساءل - الحاضرين - تلاشى
ويبقى أن النص جميل فكرة وحبكة
تقديري الكبير

حسين العلي
04-05-2016, 06:34 PM
كل الشكر لجمال حضورك استاذةخلود مساؤك ياسمين

حسين العلي
04-05-2016, 06:35 PM
كل الشكر لحضور حرفك النقي استاذة سحرة تحياتي والياسمين

حسين العلي
04-05-2016, 06:39 PM
صدقتي استاذة امال نعم انا نشرتها حتى بدون ان ارجعها كان هنالك بعض الهفوت ان شاء الله ساعتني اكثر بالنصوص قبل النشر كل الشكر والتقدير والاحترام للفت انظاري تحياتي والياسمين

نغم عبد الرحمن
03-08-2016, 09:43 PM
وكم من صدمات خلفتها تلك الحروب الدائرة..!
حتى إنا لم نعد نفرق بين الصدمة ، وبين المشهد المتوقع..!!

-ماقصصت هنا لامسني بشدة.. :009:

خالص تقديري..

حسين العلي
04-08-2016, 12:47 AM
كل الشكر والتقدير لروعة كلماتك أخت نغم
تحياتي والياسمين