تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أعطيني سببا معقولا!



محمد حمدي
28-03-2016, 04:56 PM
أعطيني سببا معقولا!

أحتاجُ على الحبِّ دليلا
كي أقتلَ شكّيَ تقتيلا
وأُرَوِّيَ وَردَكِ تقبيلا
وأزيدَكِ في الحبِّ فصولا

يا مَن أجّجتِ الأوجاعا
أعلنتُكِ حبي مُلتاعًا
وجعلتُ من الشِّعرِ رسولا
فَهنِئْتِ بذلكِ واثقةً من حبّي أمرًا مفصولا
وأنا مِن عشْرةِ أعوامٍ محرومٌ ظمآنُ فضولا
(مَشّيها عشرةَ أعوامٍ إن كنتِ من السنِّ خجولا! :) )

ألححتُ وأفصحتُ عَجولا
وذبحتُ من الصبرِ عُجولا!
لكن فؤادَكِ فاتنتي ما زالَ عَصِّيا مقفولا
ضيعنا العمرَ وما زِلْنا تَسرقُنا الأيامُ أُفولا
لم نَذهبْ للنيلِ سويًّا ونُقزقزْ لبًّا أو فولا!
لمْ نَضحكْ بعدَ تفاهاتٍ قُلناها مَرحًا مكفولا
لم نُحْيِ ربيعَ طفولتِنا
فتُحلّقْ فَرْطَ براءتِنا
أعينُنا مثلَ فراشاتٍ تَتراقصُ شَغَفا مذهولا
وأُلملمْ شَعرَكِ في صدري وأَراهُ بزهري مجدولا
ويداكِ على شَفَتِي عطرٌ وتُطوِّقُ جيدي إكليلا
لم نَنعمْ بالحبِّ قليلا!
مع أنّي سافرتُ طويلا
في ليلِ دروبك قنديلا!

فأجيبي الآن معذِّبتي
أعطيني سببا معقولا
أحتاجُ لِصدِّكِ تعليلا
ولهجري في الشوقِ عليلا
قولي لي سرًّا أَجهلُهُ
أو قولا عذبًا أَنهلُهُ
أو أُعلنَ قلبَكِ مسئولا
عن جرحي وتبعثرِ حُلمي بدروبِ الآهِ مواويلا

يا شغَفي أحتاجُ دليلا
أنْ ليسَ غرامُكِ تمثيلا
هو شكٌّ ظلَّ يُمزّقُني ولوصْلِكِ أنتظرُ غليلا
إن كنتِ لقلبي مُصغيةً
بُوحي بالحبِّ مُدوِّيةً
أو قولي همسًا في أُذني لي وحدي قولا معسولا
ماذا ما زالَ يُباعدُنا ما دُمنا نملِكُ محمولا؟!
بلْ حتّى سوفَ أُسهّلُها
ب(كتابِ وجوهٍ) تُرسلُها
ضغطةُ أُنْمُلَةٍ مشتاقةْ
تَرجوني طلبَا لصداقةْ
سيكونُ جوابًا مقبولا!

أنا فعلا أحتاجُ دليلا
حتّى أتيقّنَ وأقولا:
"جهزّتُ لغزوِكِ أسطولا
في غايةِ أَسْركِ مقتولا"
فحذارِ تظنينَ بأني
مجنونٌ لأعيدَ الكرّةْ
من دونِ طريقٍ مُخضرّةْ
قد جئتُ بلهفتيَ كثيرًا وجَرحْتِ فؤادي كمْ مرّةْ؟

فَلِأُشفَى أحتاجُ دليلا
إن شئتِ لغدِنا تبديلا
قولي "أحببتُكَ يا عمري" قولا لا يَحملُ تأويلا
لأضمَّ مُحيّاكِ جميلا
وأزيدَ جمالَكِ تجميلا
بُوحي بغرامي فاتنتي، لقطارِكِ أنتظرُ وصولا
كي نبدأَ آخرَ رحلتِنا.. أناْ مِلْكُكِ عمرًا موصولا

كي أُشبعَ ثَغْرَكِ تقبيلا
وأُدلِّلَ حُسنَكِ تدليلا
أحتاجُ على الحبِّ دليلا!

محمد حمدي غانم
29/9/2015

محمد ذيب سليمان
28-03-2016, 05:29 PM
نص جميل معبر تحكمه الموسيقى
التي تتراقص بين حروفه
شكرا على الجمال والمتعة

غيداء الأيوبي
28-03-2016, 07:10 PM
غزلية جميلة
وكأن الموسيقى جعلتني أقرأها بسرعة من جمالها وانسيابيتها
سلمت يدك
ولك الود والتقدير

عادل العاني
28-03-2016, 10:15 PM
نبض غزلي متدفق كأنه نهر عذب ..

انسابت موسيقاه الرقيقة بجمالية وشاعرية دافئة.

والحب لا يحتاج لدليل .. إلا إذا كان قلب المحب غير واثق من أحاسيس ومشاعر من أحب !!!

ويبقى لكل منا رأيه ...

وبعض ما استوقفني هنا :


ولهجري في الشوقِ عليلا

لم أر مبررا لنصب ( عليل ) فحكمها الرفع خيرا للمبتدأ ( هجري ) لأنها جملة تعليلية لما قبلها ,و لا ينتقل عمل ما قبلها من فعل لها ( أحتاجُ لِصدِّكِ تعليلا ) على افتراض اللام مفتوحة , أما إذا كانت اللام في الهجر حرف جر فالمعنى مرتبك , فكيف أحتاج ( عليلا ) ؟؟؟

أما هنا :

حتّى أتيقّنَ وأقولا:

لقطارِكِ أنتظرُ وصولا

صحيح هو الخبب والحر جاز فيه كثير من الأمور .. لكن توالي حروف خمسة متحركة تخالف قواعد الشعر العربي وما جاء به الفراهيدي,
حيث لا يوجد أكثر من أربعة حروف متحركة ... وفي الخبب يفترض تحاشي ( فاعلُ فعِلن ) لأنها تسقط النص من الشعر .
وهنا جاءت متتالية تخالف حتى التقطيع التفعيلي لها :

حت تى , أت يقْ , قَ نّ وَ أّ , قُولا

لقطا , رك أنْ , ت ظِ رُ وُ , صُولا

ويبقى هذا رأيا ليس إلا ...

أجدت وأحسنت

تحياتي وتقديري

ربيحة الرفاعي
03-04-2016, 01:42 AM
غزلة عذبة بجرسها السلسل رقّت حسّا وضجّت شوقا
أطربتني معنى ولحنا
واستوقفني فيها بعض أمر أشار لجله الشاعر الرائع عادل العاني

دمت بخير شاعرنا
تحيتي

محمد حمدي
03-04-2016, 05:10 AM
شكرا لتقديرك أيها الإخوة الشعراء
بخصوص ولهجري في الشوق عليلا:
الهجر مصدر عامل عمل فعله لأنه مضاف إلى ياء المتكلم.. والمعنى: ولأنك هجرتني في الشوق عليلا.. فعليلا هنا حال للمصدر العامل عمل فعله.. مع ملاحظة أن الحال أيضا يأتي في الجملة الاسمية بدون الحاجة لمصدر عامل.. فرجاء فهم المعنى على إعرابي، لا الإعراب على ما يتبادر لكم من معنى، لأن الإعراب فرع المعنى، والشاعر جذر المعنى، والمعنى هو:
أحتاج تعليلا لصدك ولهجري عليلا في الشوق
فلا توجد أي جملة اسمية أصلا لتقدير مبتدأ وخبر.
تحياتي