المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وهم



سعيد أبو حجر
14-04-2016, 12:10 AM
دخل حجرته في الفندق التي طلبها بالرقم، كل شيء مثلما تركه منذ أن كان هنا صحبة والده، بعض الغبار زاد من قتامة لوحة الوجه المعلقة أعلى الشرفة، أزاح بصره إلى أسفل، الزهرة مازالت في مكانها، لكنها زادت إشراقًا، تذكر كلمات أبيه عندما داعبها بأصابعه: احذر الصورة يا بني، صمتها لا يعني هدوءها، رسم على شفتيه ابتسامة ممزوجة بالحزن والغبطة، مد أصابعه يتحسسها، شعر كأن الوجه المعلق فوقها شخصت عيناه، ارتجفت يده، هز رأسه كأنه يطرد ما تسرب إلى عقله من وساوس أبيه، هي مجرد صورة ميتة، لم تستطع حتى إزالة الغبار عنها، خرج مسرعًا تاركًا مخاوفه في إحدى الزوايا، ابتلعه الزحام، عاد آخر النهار مثقلاً بهمومه وآثامه، في اليوم التالي قبل أن يغادر مد كفه إلى الزهرة، شد قبضته، سحبها بقوة، فجأة قفز الوجه من الصورة، انقض عليه بأنيابه، سالت دماؤه على الزهرة، فشربتها، حينها عرف سر نضارتها.

سحر أحمد سمير
14-04-2016, 09:01 AM
رأيت والده صاحب حكمة و رؤية عريضة ..ربما أخبره أن (الجمال هو النظام ) ..ليتبوأ مكانته بجدارة مثل تلك الصورة المعلقة التي لم تتغير على مر السنوات ..

وهم الكمال راوده فاِنْقَضَّ عليه وحش الحقيقة ..

رمزية عالية و قص هادف ، نبيل الفكر ..

أسجل إعجابي ..بوركت و كل التقدير

آمال المصري
20-04-2016, 01:22 PM
وجود الأب قدوة وإن كان مجرد صورة تلزم الأبناء الالتزام
وهنا غياب القدوة كان داعيا لانطلاق ماكان يُمنع من عبث فيما مضى
ولكن يظل طيفٌ يطارده حتى يخال أنه ينقض عليه بأنيابه ليرده إلى الصواب
جميلة معبرة برمزية عالية وبيان أنيق تحمل الحكمة والعبرة
تقديري الكبير

كاملة بدارنه
21-04-2016, 07:03 PM
وهم لحقيقة كانت قائمة يوما ما!
حضور الأب كان حاجة تسدّ حيرته لأمور الدّنيا
قصّ هادف جميل
بوركت
تقديري وتحيّتي

خلود محمد جمعة
27-04-2016, 09:35 AM
يتغذى الوهم فينا على أفكارنا السلبية التي نزرعها ونعجز عن اقتلاعها
رمزية وعمق وصور متقنة المعنى والوصف
كل التقدير

ربيحة الرفاعي
23-05-2016, 02:01 AM
فكرة هادفة وقص إيجابي بغائية بارزة وأداء جميل

دمت بخير أديبنا
تحيتي

عبدالإله الزّاكي
30-05-2016, 08:17 PM
دخل حجرته في الفندق التي طلبها بالرقم، كل شيء مثلما تركه منذ أن كان هنا صحبة والده، بعض الغبار زاد من قتامة لوحة الوجه المعلقة أعلى الشرفة، أزاح بصره إلى أسفل، الزهرة مازالت في مكانها، لكنها زادت إشراقًا، تذكر كلمات أبيه عندما داعبها بأصابعه: احذر الصورة يا بني، صمتها لا يعني هدوءها، رسم على شفتيه ابتسامة ممزوجة بالحزن والغبطة، مد أصابعه يتحسسها، شعر كأن الوجه المعلق فوقها شخصت عيناه، ارتجفت يده، هز رأسه كأنه يطرد ما تسرب إلى عقله من وساوس أبيه، هي مجرد صورة ميتة، لم تستطع حتى إزالة الغبار عنها، خرج مسرعًا تاركًا مخاوفه في إحدى الزوايا، ابتلعه الزحام، عاد آخر النهار مثقلاً بهمومه وآثامه، في اليوم التالي قبل أن يغادر مد كفه إلى الزهرة، شد قبضته، سحبها بقوة، فجأة قفز الوجه من الصورة، انقض عليه بأنيابه، سالت دماؤه على الزهرة، فشربتها، حينها عرف سر نضارتها.

مادام حجز حجرة في الفندق فهو راشد ومادام كذلك فعليه أن يجرب وقد فعل وكان عليه أن يخرج من تحت عباءة أبيه،فإن كان عليه أن يعمل بوصية أبيه ففي أمور أخرى وليس في الحياة، فكثير من الأمور تتغير ولا تبقى كما كانت. وأن يعرف سر نضارة الزهرة خير له من أن يبقى جاهلا خائفا لا يلوي على شيء.

قال الشاعر، تمرّستُ بالآفات حتي تركتُـها تقولُ: أفات َالموتُ أم ذُعر الذعرُ

تقديري الكبير أديبنا الكبير سعيد أبو حجر.

فاتن دراوشة
01-06-2016, 05:50 AM
قصّة رمزيّة عميقة وهادفة

تلك الزّهرة التي تمتصّ نضرة قاصدها

وأشبح الوالد التي تطارده

والرّذيلة التي يهرب من الأشباح ليعود محمّلا بها

ما أروعها من عناصر اجتمعت لتبرز آثر الرّذيلة والمعاصي على نفس وروح مرتكبها

دام يراعك يصهل بالرّوعة

ناديه محمد الجابي
27-04-2022, 11:38 AM
غاب الأب كقدوة وإن بقيت كلماته محفورة في العقل
فعندما عاد محملا بهموم وآثام قفز الوهم ليعيد له حضور أبيه
في هيئة أنياب تنقض عليه لتعيده إلى الصواب.
رمزية وعمق في قص هادف وأداء جميل.
تحياتي
.:002::003::002: