طقس عبثي

[عبدالكريم الساعدي]

طقس عبثي


ذات زمنٍ شاحب، تراني أستيقظ من نوم طويل، أفرك عينيَّ، لا أثرَ لطيف، أتطلّع إلى السماء، غيوم داكنة، أحدّق عبر النافذة، لا أرجوحة، لا قطعة حلوى. الصباح معتلّ بعزلة خانقة، أصحو على سعال أمّي التي هرستها الأيام، تربض قرب الباب، ترتجف من شدة البرد، أنزوي في ركن الغرفة، خيبة وغربة عن المكان والزمان؛ هكذا أنا، طفولة تتأرجح في غياهب المجهول رغم أنفي، أحاول أن أتسلّق ذاكرتي هرباً من فزع اللحظة، أبتسم هازئاً، لا شيء غير أب مسجّى دون ملامح. في تلك اللحظة، وقبل ذهابي إلى المدرسة، سقطتْ دمعة من عين أمّي، لم تكن دمعة، كانت طوفاناً من الوجع والانكسار, تحدّجني بنظرة محاطة بالغموض، تتلو أزمنة الفجيعة، تعتذر:
- لا وقودَ لدينا.
يخذلني الحياء، يلفّني الجزع والحرمان، كلّ شيء فقد ملامحه. أتساءل،
" هل خرجت من معطف الحماقة أم هي أقدارنا؟ ".
أشمّ عبق معلمي الأول، أعتذر لمدرستي الطينية، أحرق كتبي؛ لعلّ أمّي تحظى ببعض الدفء، أرقص فزعاً، أستنفر دموعي، أتشكّل طقساً عبثياً؛ فأهرب صوب اللاأين، علّني أجد ظلّي.

[سحر أحمد سمير]

مشهد تراجيدي و مأساة ألهبت بسوطها ظهر الحقيقة ..العوز و الفقر يقتلان الروح قبل الجسد ..

قص بارع و هادف..

دمت مبدعا أستاذي الفاضل ..

تحيتي

[عبدالكريم الساعدي]

الأجب الفاضلة الأديبة سحر أحمد سمير
خالص المحبة والتقدير لحضورك وجميل قراءتك

[علاء سعد حسن]

بين التيه والتيه لا تجد الا طقوسا عبثية

في حياة هي اصلا عبثية في سراديب فقر مضجع ومرض وهرم وشيخوخة.. الامل الباقي فيها ولد ميت الروح موؤود الطموح..

نص موجع التكثيف سيدي الاديب

[عبدالكريم الساعدي]

الأديب الفاضل علاء سعدحافظ
أسعدني حضورك وجميل تفاعلك مع النص... خالص المحبة والتقدير

[ناديه محمد الجابي]

عندما تذبح الطفولة بسكين الفقر والعوذ والجوع والحرمان
وعندما يكون الوجع والإنكسار والمرض هو كل ما يمكن أن تقدمه الأم لطفلها
يكون الهرب طقسا عبثيا من القدر إلى اللا أين..
حروف تنزف بالأسى والشجن والعذاب
وصفت فأجزلت الوصف ـ وبين يديك يورق الحرف حتى في حالك الظروف
فتنسج قطعة أدبية تتسامى روعة.
سيديـ أبدعت حرفا وأرهقتنا حسا وشعورا.
سلمت يداك. :001:
ا

[كاملة بدارنه]

أصبحت المأساة ثوب الأجساد التي شرّدها الهوان!
حرف مؤثّر
بوركت
تقديري وتحيّتي

[عبدالكريم الساعدي]

الأديبة كاملة بدارنه
أسعدني حضورك... تحياتي

[خلود محمد جمعة]

حين تعبث الظروف بطقوس حياتنا فلا بد ان تتغير مواسم الفرح وتتبدل معالم الطفولة لتعبث في جغرافية الذاكرة الى الأبد
أبدعت وصفا وحسا وحرفا
تقديري

[عبدالكريم الساعدي]

الأخت الأديبة خلود محمد جمعة
ممتن لعطر حضورك... خالص التقدير

[آمال المصري]

كان خذلان الفقر والمرض أقوى وقود لوأد كل الطموحات
( لا وقودَ لدينا. ) الممزوجة بدموع الأم السخينة كانت كافية ليفقد بها كل ملامح المستقبل
هنا كانت رائعة الألم بلغة أنيقة ناطقة
تحاياي

[ربيحة الرفاعي]

مدهشة لغتك
جميل وقويّ أسلوبك
وعميق وموجع هذا النص القصّي المائز

دمت بروعتك أديبنا
تحيتي

[عبدالإله الزّاكي]

طقس عبثي


ذات زمنٍ شاحب، تراني أستيقظ من نوم طويل، أفرك عينيَّ، لا أثرَ لطيف، أتطلّع إلى السماء، غيوم داكنة، أحدّق عبر النافذة، لا أرجوحة، لا قطعة حلوى. الصباح معتلّ بعزلة خانقة، أصحو على سعال أمّي التي هرستها الأيام، تربض قرب الباب، ترتجف من شدة البرد، أنزوي في ركن الغرفة، خيبة وغربة عن المكان والزمان؛ هكذا أنا، طفولة تتأرجح في غياهب المجهول رغم أنفي، أحاول أن أتسلّق ذاكرتي هرباً من فزع اللحظة، أبتسم هازئاً، لا شيء غير أب مسجّى دون ملامح. في تلك اللحظة، وقبل ذهابي إلى المدرسة، سقطتْ دمعة من عين أمّي، لم تكن دمعة، كانت طوفاناً من الوجع والانكسار, تحدّجني بنظرة محاطة بالغموض، تتلو أزمنة الفجيعة، تعتذر:
- لا وقودَ لدينا.
يخذلني الحياء، يلفّني الجزع والحرمان، كلّ شيء فقد ملامحه. أتساءل،
" هل خرجت من معطف الحماقة أم هي أقدارنا؟ ".
أشمّ عبق معلمي الأول، أعتذر لمدرستي الطينية، أحرق كتبي؛ لعلّ أمّي تحظى ببعض الدفء، أرقص فزعاً، أستنفر دموعي، أتشكّل طقساً عبثياً؛ فأهرب صوب اللاأين، علّني أجد ظلّي.

كذلك حياة كثيرين في أوطانا أشباح أو بقايا آدميين لاكتهم طواحين الزمان وتركتهم على قارعة الطريق، كذلك الوطن عندما يتنكر لأبناءه.

موجعة ومفزعة لكنها تنطق بلسان الحال.
أحسنت السرد والوصف أديبنا الكبير عبد الكريم الساعدي.

تحاياي وتقديري

[تيسير الغصين]

نصٌ قصّي في منتهى الروعة سرداً ولغة وفكرة
تحياتي للروائي الكبير عبد الكريم الساعدي

[فاتن دراوشة]

ما أقسى عبثيّة الحياة حين يغتال الفقر ملامح الجمال في وجهها العابس

تصوير رائع للبؤس والشّقاء وصراع الإنسان للعيش تحت وطأتهما

دام إبداعك