تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المُشط (قصة قصيرة)



محمد النعمة بيروك
18-04-2016, 08:17 PM
المُشط
قصة قصيرة
محمد النعمة بيروك

في غمرة جلَبة الكراسي، لم يلحظ ذلك المعلّم الأنيق، عندما كان يسحب حزمة الكلينيكس من جيبه، سقوطَ مشط زهري اللون، أنثويّ الطراز..
استند المشط على حافة الحائط أسفل السبورة، واستقرّ هناك، فيما اتجه هو إلى المكتب يمسح الغبار عن حيّز يضع عليه أوراقه..
حينها كفّ الفصل عن الضجيج، إلا من همهمة التلاميذ الذين يتناقلون خبر المُشط، وبعضُ القهقهات ترشح على استحياء من هنا وهناك..
-سقط مشط المعلّم..
يقول أحدهم..
-يتساءل آخر:
-معلّمنا يمشط شعره بمشط بنات..
يتدخل تلميذ وقح:
-هل معلّمنا من الناس "إيّاهمْ"؟
يقول آخر ضاحكا:
-لا تظلم الرجل.. ربما هو مشط زوجته..
تقول تلميذة:
-لا.. يبدو صغيرا..
تقول أخرى:
-ربما هو مشط عشيقته اليافعة..
يهمس آخر:
-معلّمنا مراهق..
يشعر المعلّم بهمهماتهم، فيضرب بالعصا على الطاولة..
-شششششووووووتْ..
ثمّ يتجه نحو السبورة، وقبل أن يمسك الطبشور، ينتبه أخيرا إلى أنّ المشط قد سقط من جيبه، فينحني لالتقاطه، ودمعة حرّى تسيل على خدّه، وهو يتذكّر ابنته الصغيرة التي ماتت قبل أسبوع.

سحر أحمد سمير
18-04-2016, 08:29 PM
لله درك ..برعت في تطويع الحرف ، سرد متناغم و نهاية تراجيدية مباغتة .

أسجل إعجابي ..

دمت مبدعا أستاذي الفاضل محمد النعمة بيروك ..

تحيتي

ناديه محمد الجابي
18-04-2016, 10:43 PM
أبدعت بقوة التصوير وسلاسة اللغة بنقل صورة من معاناة المدرس في الفصل
بلقطة إنسانية هزت المشاعر حد الجذور.
براعة في النسج ومهارة في الرسم
ووصف رائع ونص عميق
دام إبداعك. :0014:

سلوى سعد
19-04-2016, 11:06 AM
هكذا حال المعلم د وما كل الأعين تراقبه من أسفل قدميه إلى أعلى رأسه وكل حركة محسوبة عليه ، والتعليقات عليه لا تنتهي ، يعرفون عنه فقط الظاهر ومن خلاله يحكمون عليه ويستعجلون في حكمهم .
أبدعت في تصوير الموقف وفي نقل الفكرة
سلمت أناملك ودمت مبدعا

عبد السلام دغمش
19-04-2016, 12:22 PM
جميلة كانت صادمة بقفلتها ..

لو ان الكثير منا يُعملون إحسان الظن لتخلصنا من كثير من الأدواء ..

دمت اديبنا العزيز .

محمد النعمة بيروك
19-04-2016, 03:58 PM
لله درك ..برعت في تطويع الحرف ، سرد متناغم و نهاية تراجيدية مباغتة .

أسجل إعجابي ..

دمت مبدعا أستاذي الفاضل محمد النعمة بيروك ..

تحيتي

أسعدني رأيك أديبتنا الرّاقية سحر، أشكرك على قاموسك النقدي الجميل..

فائق التقدير.

علاء سعد حسن
19-04-2016, 07:08 PM
ما اروع ان يمسك القاص بتلك التفاصيل الدقيقة حد المنمنمات الدافئة.. لنر المشهد

والاجمل ان يأخذنا إلى همسات واقعية جدا في عالم الطفولة

مفارقة النهاية في ذاتها درس أخلاقي راقي

دمت مبدعا أستاذي الكريم

كاملة بدارنه
21-04-2016, 07:11 PM
قفلة رائعة بعد التّصوير الدّقيق لسلوك الطلّاب عند رؤية المشط
بوركت
تقديري وتحيّتي

خلود محمد جمعة
27-04-2016, 09:18 AM
ربما نحتاج ذلك المشط لتمشيط أفكارنا
تفاصيل صغيرة تغوص في العمق مع تصوير شريحة تمثل اكثرية المجتمع وحجر البناء له، وكيف نتعامل مع حريات الآخرين فنقيدها ونحكم على مشاعرهم بعقوبة لجريمة نحن اقترفناها
توصيل للفكرة بعمق وحرف متمكن هو الابداع الي يستحق :hat::nj:
بوركت وتقديري

محمد النعمة بيروك
27-04-2016, 09:07 PM
أبدعت بقوة التصوير وسلاسة اللغة بنقل صورة من معاناة المدرس في الفصل
بلقطة إنسانية هزت المشاعر حد الجذور.
براعة في النسج ومهارة في الرسم
ووصف رائع ونص عميق
دام إبداعك. :0014:

شرّفني رأيكِ، وسعدتُ بمروركِ أختي الأديبة نادية..

شكرا جزيلا لكِ.

آمال المصري
03-05-2016, 01:56 AM
بلغة سلسة .. سرد ماتع ... تصوير متقن والتقاطة بارعة لمأساة معلم يجهل معالمها تلاميذه الذين تناوبوا الظنون السيئة ونسجوها حول هيبته
حتى جاءت الخاتمة المباغتة التي تركت وجعا ودمعة تعاطفٍ لأجله
رائعة قرأتها لك أديبنا الفاضل
تحاياي

محمد النعمة بيروك
13-05-2016, 02:49 AM
هكذا حال المعلم د وما كل الأعين تراقبه من أسفل قدميه إلى أعلى رأسه وكل حركة محسوبة عليه ، والتعليقات عليه لا تنتهي ، يعرفون عنه فقط الظاهر ومن خلاله يحكمون عليه ويستعجلون في حكمهم .
أبدعت في تصوير الموقف وفي نقل الفكرة
سلمت أناملك ودمت مبدعا

وسلم مروركِ الجميل أختي سلوى..

بالفعل، نحن جميعا في فوهات الأعين، فمابالنا بمن يقف أمام جمع كل يوم، يعرفون حتى عدد قمصانه وألوان بناطيله وشكل نظارته..

جزيل الشكر.

سامية الحربي
13-05-2016, 04:07 AM
تصوير سلس بلغة مباشرة لشيء من معاناة المعلمين فعيون الطلبة ترقبهم بحذر و تفحص و بخبث احيانا للإستهزاء كما صورت هذه الحادثة . بوركت وكل التقدير .

محمد النعمة بيروك
20-05-2016, 02:24 PM
جميلة كانت صادمة بقفلتها ..

لو ان الكثير منا يُعملون إحسان الظن لتخلصنا من كثير من الأدواء ..

دمت اديبنا العزيز .

صدقت أخي الشاعر دغمش.. ليتنا نلتمس العذر لبعضنا، ولا نتسرّع في الحكم على المنظاهر..
ودام حضورك الجميل.

عبدالإله الزّاكي
22-05-2016, 11:06 AM
المُشط
قصة قصيرة
محمد النعمة بيروك

-شششششووووووتْ..
ثمّ يتجه نحو السبورة، وقبل أن يمسك الطبشور، ينتبه أخيرا إلى أنّ المشط قد سقط من جيبه، فينحني لالتقاطه، ودمعة حرّى تسيل على خدّه، وهو يتذكّر ابنته الصغيرة التي ماتت قبل أسبوع.

المعلم أو الأستاذ هو المثل الأعلى بالنسبة للتلاميذ والطلاب، لذلك فهو محط أنظارهم ومركز اهتمامهم، فهوم يرصدون كل حركاته ويتتبعون كل أخباره، أما الصورة التي رسمتها أخي محمد فهي توحي بأن الأطفال الصغار لم يعودوا أبرياء كما كان في القبل، فهم يطرحون كل السيناريوهات الممكنة والغير ممكنة ولا يفوتهم شيء. ولم يعد بالإمكان للمعلم أن يقول أو يفعل ما يشاء في حجرته. طبعا يكمن أن نقرأ القصة من زاوية ثانية كما وضّح ذلك السادة الأدباء والنقاد قبلي، لكن أفضل أن أشير هنا إلى النضج الاجتماعي الذي أصبح عند الأطفال الصغار في مدراسنا - لعوامل متعددة - بحيث تلزم الأستاذ أن يحسب كل حركاته.

تقديري الكبير

محمد النعمة بيروك
25-05-2016, 11:19 PM
ما اروع ان يمسك القاص بتلك التفاصيل الدقيقة حد المنمنمات الدافئة.. لنر المشهد

والاجمل ان يأخذنا إلى همسات واقعية جدا في عالم الطفولة

مفارقة النهاية في ذاتها درس أخلاقي راقي

دمت مبدعا أستاذي الكريم

شرّفني رأيك أخي الأديب علاء.. لا تحرمنا من مرورك الجميل..

شكرا جزيلا لك.

محمد ذيب سليمان
26-05-2016, 12:06 PM
سمعتها بصوتك
وهنا اهدت القراءة
وفي الحالتين سقطت من عيني دمعة
شكرا لك

محمد النعمة بيروك
30-05-2016, 10:11 PM
قفلة رائعة بعد التّصوير الدّقيق لسلوك الطلّاب عند رؤية المشط
بوركت
تقديري وتحيّتي

شرّفنا رأيكِ أديبتنا الرّاقية..

محمد النعمة بيروك
03-06-2016, 02:42 PM
ربما نحتاج ذلك المشط لتمشيط أفكارنا
تفاصيل صغيرة تغوص في العمق مع تصوير شريحة تمثل اكثرية المجتمع وحجر البناء له، وكيف نتعامل مع حريات الآخرين فنقيدها ونحكم على مشاعرهم بعقوبة لجريمة نحن اقترفناها
توصيل للفكرة بعمق وحرف متمكن هو الابداع الي يستحق :hat::nj:
بوركت وتقديري

شرّفني رأيكِ الأديبة خلود.. شكرا جزيلا لكِ.

فاتن دراوشة
04-06-2016, 06:27 AM
تصوير رائع لتزييف الوقائع نتيجة تناقل الأقاويل من شخص لآخر في مجتمعاتنا التي لا تكفّ عن القيل والقال
وما من أحد يهمّه جوهر الأمر فقط يهتمّون بالمظاهر الخارجيّة وبدسّ سمومهم في الخبر ليروّجوه بالصّورة التي ترضي قبح نفوسهم.

دمت مبدعا