مشاهدة النسخة كاملة : وليمة الثريد - سيد الوجبات
الدكتور ضياء الدين الجماس
21-04-2016, 08:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سيِّدُ الوَجَبَات
(وليمة الثريد)
د. ضياء الدين الجماس
:001::v1::001:
ملؤوا الدِّلالَ ليسكبوا الأشواقا = وعلى الموائد رتّبوا الأطباقا
سألَ الضيوفُ حفِيّهمْ عن حَفْلهِ = فأجابَ منْ أجل الوليدِ أراقا
فاحتْ رياحُ الزّعفرانِ شذيَّةً = مع قرفَةٍ لتؤجِّجَ الأذواقا
حَمَلَ الصحافَ ذوو القوى ناءت بهم = من ثقلها كي تبهرَ الأحداقا
وَرَسَا "الثريدُ" تفوحُ منه توابلٌ = والرزُّ يغمُرُه وكان طباقا
واللحْمُ الاحمرُ فوقَه متراقصٌ = أمّا الإدامُ فزادَهُ إغداقا
http://www.qqq4.com/u/dd17041614608906351.jpg (http://www.qqq4.com/)
لبَنٌ بفومٍ وُزِّعَتْ أكوابُه = ليَصُبَّه من يشتهيه دهاقا
فابدأ ببسملةٍ لتأكلَ هانئاً = واسكبْ شرابكَ ضاحكاً خفّاقا
غاصت أيادي القوم تمخَرُ بَحْرَهُ = لتعودَ قابضةً تشدُّ خناقا
وتفضَّ ثغراً يشرئبُّ لما جَنَتْ = فيلوكُهُ ويحركُ الأشداقا
يجري اللعابُ به كنهرٍ دافقٍ = عبْرَ اللّهاةِ يوسّعُ الأعناقا
بعدَ الثريدِ يُدارُ شايٌ مخْدَرٌ = معَ قَهْوَةٍ كي يَفتَحَ المسراقا
من بعدها شكَرَ الضيوفُ حفيهم = مستبشرين بما احتفى إشراقا
خرجوا جموعاً حامدين مضيفَهم = واستودعوه لدى الوداع عناقا
خيرُ النساءِ تُعِدّه بِنَدى الهوى = لنُحبَّ ربَّا مُنْعماً خَلّاقا
أفضالها مُزِجَتْ بحبِّ المصطفى = فابيضَّ وجهُ عَشيرها مشتاقا
هو سيّدُ الوجَباتِ يُنعِشُ ميِّتاً = وترى به خيرَ الطعامِ مذاقا
أفلا تراهُ مقدَّماً منْ مُنْعمٍ = نِعْمَ الكريمُ يقسِّمُ الأرزاقا
ذاكَ الطعامُ ستسألونَ نعيمَه = فإذا حمدتم ترتقون سباقا
فلتحمدوا اللهَ الحميدَ لجودِهِ = فَتَحَ البصائرَ نوَّرَ الآفاقا
:0014::0014::0014:
الدكتور ضياء الدين الجماس
21-04-2016, 09:10 AM
الثريد من أرقى وأكمل الوجبات العربية الأصلية ، يكرم بها الضيوف مهما كان عددهم.
مباركة مشبعة سهلة التحضير كاملة الغذاء.
تشتهر بها المناطق الشرقية من سوريا رمزاً للكرم والاحتفاء بالضيف. وأعتقد أنها منتشرة في أغلب مناطق الدول العربية خاصة في الأرياف. والله أعلم.
كما تقام في المناسبات المباركة التي يقصد فيها فجر الدم تقرباً وشكراً لله تعالى كعقيقة الولدان وختان الذكور وبناء البيت الخاص أو الحصول على عمل مهم أو عند شراء سيارة أو النجاح في الشهادات... وكانت هذه العادة من مألوف أهالي مدينة دير الزور وقراها . أعاد إليها وإلى سورية الحبيبة الأمن والسلام.. آمين
الدكتور ضياء الدين الجماس
21-04-2016, 09:13 AM
حول قوله تعالى : ثم لتسألن يومئذ عن النعيم روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال : خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم أو ليلة ، فإذا هو بأبي بكر وعمر ; فقال : " ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة ) ؟ قالا : الجوع يا رسول الله . قال : " وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما قوما " فقاما معه ; فأتى رجلا من الأنصار ، فإذا هو ليس في بيته ، فلما رأته المرأة قالت : مرحبا وأهلا . فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أين فلان " ؟ قالت : يستعذب لنا من الماء ; إذ جاء الأنصاري ، فنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه ، ثم قال : الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني . قال : فانطلق ، فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب ، فقال : كلوا من هذه . وأخذ المدية فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إياك والحلوب " فذبح لهم ، فأكلوا من الشاة ، ومن ذلك العذق ، وشربوا ; فلما أن شبعوا ورووا ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر وعمر : " والذي نفسي بيده لتسألن عن نعيم هذا اليوم ، يوم القيامة ، أخرجكم من بيوتكم الجوع ، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم " . خرجه الترمذي ، وقال فيه : " هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة : ظل بارد ، ورطب طيب ، وماء بارد " وكنى الرجل الذي من الأنصار ، فقال : أبو الهيثم بن التيهان . وذكر قصته
الدكتور ضياء الدين الجماس
21-04-2016, 09:53 AM
يختلف الثريد عن الفتات في طبيعة الخبز. ففي الثريد يكون الخبز ليناً طازجاً فيثرد أي يمزق تمزيقاً ، وأما في الفتة فيكون الخبز يابساً أو محمصاً فيفتت تفتيتاً .
عادل العاني
21-04-2016, 02:14 PM
رائعة أخرى من روائعك دكتور ضياء الدين
وصفت وأجدت الوصف حتى تراءى لنا ( الثريد ) بين حروفها ..
وهو ألذَ ما يقدم للضيوف مع اللحم والرز واللبن الرائب.
أجدت وأحسنت , وبارك الله فيك
واستوقفني هذا البيت :
واللحْمُ الاحمرُ فوقَه متراقصٌ = أمّا الإدامُ فزادَهُ إغداقا
تحياتي وتقديري
عدنان الشبول
21-04-2016, 02:43 PM
قصيدة جميلة وتفتح الشهيّة
وكأنّك تصف أستاذي الأكلة الشعبية الأولى في الأردن. وهي " المنسف"
محبتي ومناسف أشواقي ( ههه)
حفظكم الله وأسعدكم
الدكتور ضياء الدين الجماس
21-04-2016, 03:54 PM
رائعة أخرى من روائعك دكتور ضياء الدين
وصفت وأجدت الوصف حتى تراءى لنا ( الثريد ) بين حروفها ..
وهو ألذَ ما يقدم للضيوف مع اللحم والرز واللبن الرائب.
أجدت وأحسنت , وبارك الله فيك
واستوقفني هذا البيت :
واللحْمُ الاحمرُ فوقَه متراقصٌ = أمّا الإدامُ فزادَهُ إغداقا
تحياتي وتقديري
تتحفني دائماً بكرم مرورك وعطر كلماتك، وتقييمك المرهف فشكراً جزيلاً أخي العزيز الشاعر العروضي عادل العاني.
كما أسعد بوقفاتك التأملية في ما يستحق التوقف والتأمل.
البيت الذي توقفت عنده واللحْمُ الاحمرُ فوقَه متراقصٌ = أمّا الإدامُ فزادَهُ إغداقا
كان أصله : واللحْمُ أحمرُ فوقَه متراقصٌ = أمّا الإدامُ فزادَهُ إغراقا
فرأيت أن جعل كلمة (أحمرُ) خبراً للحم سيركز انتباه القارئ على هذا الخبر من الناحية البلاغية ولن يزيد معلومة مهمة ، فآثرت استعمال التعريف لجعلها صفة للحم فينتقل انتباه القارئ إلى الخبر متراقص ليشير إلى صفتين إضافيتين للحم وهما الوفرة والطراوة. ولو أن التعريف بالـ سيجعل الهمزة وصلاً وهو جائز من الضرورات التي أكرهها، ولكن اضطرني إليها المعنى الأغزر والأعمق بدل استعمال همزة القطع بمعنى بسيط مبتذل . فالمسألة ضرورة بلاغية لا أكثر.
قأرجوك أن تقرأ البيتين بشكليهما وانظر أيهما أبلغ ؟ !
وقفاتك دائماً ذات فائدة للجميع:001::v1:
فجزاك الله خيراً
ليانا الرفاعي
21-04-2016, 04:38 PM
مجموعة من الفيتامينات فاتحة للشهية اندفعت من بين الحروف ليأخذها المتلقي
كانت صورة كاملة متكاملة من حيث الوليمة بثريدها وأهلها والضيوف
وأهم شئ (بعد الحمد )شكر النساء
خيرُ النساءِ تُعِدّه بِنَدى الهوى = لنُحبَّ ربَّا مُنْعماً خَلّاقا
أفضالها مُزِجَتْ بحبِّ المصطفى = فابيضَّ وجهُ عَشيرها مشتاقا
قصيدة رائعة
تحيتي وتقديري
الدكتور ضياء الدين الجماس
21-04-2016, 05:46 PM
قصيدة جميلة وتفتح الشهيّة
وكأنّك تصف أستاذي الأكلة الشعبية الأولى في الأردن. وهي " المنسف"
محبتي ومناسف أشواقي ( ههه)
حفظكم الله وأسعدكم
امتناني وتقديري لكلماتك الطيبات أخي الشاعر عدنان الشبول وقد قرأت قصيدتك قبل قليل ( شحم ولحم)
ولم أقرأها من قبل وهي قصيدة جميلة على الخبب لتناسب نصيحتك الصحية فبارك الله بك.
نعم الثريد هو الاسم العربي الذي ورد في الحديث الشريف ( وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) وكنت قد أشرت إلى الحديث الشريف من خلال قصيدتي عن فضل عائشة رضي الله عنها,
الأمُّ عائشةٌ ملاكٌ طاهرُ = ومقامها فوق الحرائر ظاهرُ
فضلُ الثريد على الطعام مثالها = من دونه كلُّ الطعام صغائر
المنسف أو القصعة أو الصحفة كلها عربية صحيحة تستعمل كوعاء يضم مكونات هذه الوجبة المباركة الكاملة، وهي تصنع عندنا من النحاس المبيض بالقصدير. ومنه أحجام تحتاج إلى عدد من الرجال لحملها.
أفكارنا وطبيعتنا متقاربة.
بورك حرفك ونبضك.:0014::0014:
وجزاك الله خيراً على التقييم الطيب.
الدكتور ضياء الدين الجماس
21-04-2016, 07:17 PM
مجموعة من الفيتامينات فاتحة للشهية اندفعت من بين الحروف ليأخذها المتلقي
كانت صورة كاملة متكاملة من حيث الوليمة بثريدها وأهلها والضيوف
وأهم شئ (بعد الحمد )شكر النساء
خيرُ النساءِ تُعِدّه بِنَدى الهوى = لنُحبَّ ربَّا مُنْعماً خَلّاقا
أفضالها مُزِجَتْ بحبِّ المصطفى = فابيضَّ وجهُ عَشيرها مشتاقا
قصيدة رائعة
تحيتي وتقديري
امتناني وتقديري لصاحبة الذوق الشعري المرهف الرفيع ليانا الرفاعي على إبرازك دور المرأة في إعداد هذه الوليمة القيمة.:0014::0014:
وهل يستطيع أحد إنكار دور النساء في حياة الأسرة ومكانتها في المجتمع ؟
وهل تستقيم الحياة بدونكنَّ؟
بارك الله بك وجزاك خيراً
الدكتور ضياء الدين الجماس
22-04-2016, 01:46 AM
في البيت
غاصت أيادي القوم تمخَرُ بَحْرَهُ = لتعودَ قابضةً تشدُّ خناقا
ينبه إلى أن أكل الثريد الجماعي يكون بالأيدي بعد غسلها وليس بالملاعق، ويتفنن بعضهم في طريقة جمع اللقمة في الكف ودفعها في الفم بوساطة الإبهام.
طريقة فيها متعة لا يعرفها إلا من عاشها على حقيقتها. فهنيئاً مريئاً...
عدنان الشبول
22-04-2016, 02:08 AM
[QUOTE=الدكتور ضياء الدين الجماس;1055375]
في البيت
غاصت أيادي القوم تمخَرُ بَحْرَهُ = لتعودَ قابضةً تشدُّ خناقا
ينبه إلى أن أكل الثريد الجماعي يكون بالأيدي بعد غسلها وليس بالملاعق، ويتفنن بعضهم في طريقة جمع اللقمة في الكف ودفعها في الفم بوساطة الإبهام.
طريقة فيها متعة لا يعرفها إلا من عاشها على حقيقتها. فهنيئاً مريئاً...[/QUOTE
نعمم صحيح أحسنتم أستاذي
بشار عبد الهادي العاني
22-04-2016, 04:31 AM
غاصت أيادي القوم تمخَرُ بَحْرَهُ = لتعودَ قابضةً تشدُّ خناقا
وتفضَّ ثغراً يشرئبُّ لما جَنَتْ = فيلوكُهُ ويحركُ الأشداقا
هنا تتجلى البلاغة الشعرية, والوصف الرائع.
أحسنت دكتورنا الحبيب.
ولو أنك نكأت الجرح بدون قصد , فقد ذكرتنا , بمجالس الأهل والخلان وقدور الكرم النحاسية الكبيرة , وسطول اللبن الخاثر , وبعدها بالشاي الثقيل المصبوب بالكاسات العراقية نحيلة الخصر.
الله يا ديرة هلي , هل سترجع تلك الأيام , نسأل الله الكريم.
محبتي وتقديري...
الدكتور ضياء الدين الجماس
22-04-2016, 06:50 PM
[QUOTE=الدكتور ضياء الدين الجماس;1055375]
في البيت
غاصت أيادي القوم تمخَرُ بَحْرَهُ = لتعودَ قابضةً تشدُّ خناقا
ينبه إلى أن أكل الثريد الجماعي يكون بالأيدي بعد غسلها وليس بالملاعق، ويتفنن بعضهم في طريقة جمع اللقمة في الكف ودفعها في الفم بوساطة الإبهام.
طريقة فيها متعة لا يعرفها إلا من عاشها على حقيقتها. فهنيئاً مريئاً...[/QUOTE
نعم صحيح أحسنتم أستاذي
أكرمك الله شاعرنا المحبوب عدنان على مرورك المتكرر:0014:
دليل اهتمامك ومحبتك
بارك الله بك
الدكتور ضياء الدين الجماس
23-04-2016, 12:16 AM
غاصت أيادي القوم تمخَرُ بَحْرَهُ = لتعودَ قابضةً تشدُّ خناقا
وتفضَّ ثغراً يشرئبُّ لما جَنَتْ = فيلوكُهُ ويحركُ الأشداقا
هنا تتجلى البلاغة الشعرية, والوصف الرائع.
أحسنت دكتورنا الحبيب.
ولو أنك نكأت الجرح بدون قصد , فقد ذكرتنا , بمجالس الأهل والخلان وقدور الكرم النحاسية الكبيرة , وسطول اللبن الخاثر , وبعدها بالشاي الثقيل المصبوب بالكاسات العراقية نحيلة الخصر.
الله يا ديرة هلي , هل سترجع تلك الأيام , نسأل الله الكريم.
محبتي وتقديري...
شكري وامتناني لمرورك ودعمك الطيب أخي المهندس بشار العاني
ونسأل الله السلامة لنا ولكم ولسائر الأحباب ، وأن تعود أيام الفرح إلى سائر ربوع الوطن الحبيب.
جزاكم الله خيرا
ناديه محمد الجابي
30-04-2020, 01:34 PM
أسلت اللعاب أيها الشاعر خاصة ونحن صيام بوصف رائع وبليغ للثريد المحبب
والمعروف في كل الدول العربية ـ ثم زدته بمائدة من المعلومات
المفيدة كعادتك ليكتمل البهاء والروعة.
دام ألق حرفك ، وسحربيانك
ودمت بشاعريتك الفذة.
:0014::0014:
عبد القادر حفصاوي
05-05-2020, 12:50 AM
https://www.rabitat-alwaha.net/mwaextraedit6/extra/03.gif
لوحة فنية جميلة بكل تفاصيلها ..
وشهيّة ..
تخلد أكلة شعبية ..
أحسنت شاعرنا .. وشوقتنا لأكل هذا الطبق الفاخر ..
أما نحن في المغرب العربي عامة والجزائر خاصة.. فسيّد الطعام هو ' الكُسْكُسْ'
وإذا أطلقت لفظة 'طعام' لوحدها فالمقصود هو 'الكسكس'
...
احمد المعطي
05-05-2020, 04:33 AM
من يكرم الضيفان والطُّراقا
.................غير الثَّريدِ ويملأ الأشداقا؟
فهُوَ الطَّعامُ أبو الوَلائم يُشتَهى
...........فاللحمُ يَحضنه الـ"جَميد" عِناقا
بثلاثَةٍ في الكفِّ تجمعُ لقمَةً
..................مِمّا يَليكَ وَباليَمينِ وفاقا
أحسنْتَ تُحْيي للتُّراثِ ثقافةً
...............وتثيرُ في إحيائه الأشواقا
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir