تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة ة قصيرة ( نافذة الاحلام )



زينب المالكي
22-04-2016, 05:11 PM
قصة قصيرة


نافذة الاحلام ... :0014:
افترق جفناها متعانقان .. وهي تسمع ترنيمة دعاء يعانق الشمس ..في صباح مشرق يناديها بخيوطه الذهبية .. وهو ينساب بهدوء وسكينة عبر النافذة القريبة من سريرها ذي الافرشة البيضاء المزدان بالزهور المتناثرة ، انتفضت من سريرها كحمامة تنتفض من وكرها .. وهي تسابق قدميها الى النافذة ذات الزجاج الشفاف ، تحسست الزجاج بيديها الناعمتين .. وهي .. وهي تحدق في الفضاء وكأنها تنتظر شيئا ما خلف الافق .. حيث السكينة وهي تعانق شعاع الشمس .. ودقات الساعة .. وترنيمة اوراق الشجر وهي تراقص نسمات الهواء بصوت خفي لتعزف سيمفونية الصباح .
منحت روحها لهذه الترنيمة .. وهي لاتزال امام النافذة ذات الزجاج الشفاف بضفائرها الذهبية المسدلة على كتفيها .. معقودة بشرائط بيضاء ، وذؤابة ناعمة على جبينها المضيء .. وعينان تتوهجان ببريق بريء .. الا ان هذه اللوحة المرسومة كانت ضبابية نوعا ما بفعل الغبار المتناثر على زجاج النافذة .. أخذت تجول بناظريها بحثا عن شيء ما .. تلقف بصرها منديلاً ابيضاً على الاريكة القريبة من السرير .. مسحت الزجاج .. تذكرت ادوات الرسم في درجها الصغير ، اخذت تقفز مهرولة كعصفورة ، وهي تلوح بذراعيها كجناحي حمامة تحاول ان تطير .. انه يومها .. فتحت الدرج الصغير حملت ادواة الرسم ، وبنفس خطوات العصفورة رجعت الى النافذة .. امام النافذة في يومها الاول من عامها الثامن .. اغتنمت هذه الفرصة لترسم حديقة الزهور .. زهور بيضاء تتوسد مهدها الصغير وتعانقها الشمس ، بشعاعها ، بلمسات سحرية ناعمة ..مضيئة ..لوحة تعجز عن رسمها ريشة رسام .. تلمست فرشاة الرسم باناملها الناعمة ..لازال الضباب يهاجم اللوحة .. مسحت النافذة ثانية ..
بدأت ترسم ازهارها الاثيرة .. رسمت زهرة بيضاء رصدتها وهي قابعة تحت ظل زهرة زهرية اللون وكأنها طوق نجاة .. رسمت الاوراق .. ورقة إثر اخرى ..وهي تتحسس ملمسها المخملي .. فاح عبيرها لينتشي الفضاء مأخوذا بأسرها .. انسابت روحها .. فارتعشت اناملها الناعمة .. فتناثرت الاوراق المخملية على ارضية الغرفة فهرعت تلملم الاوراق .. ورقة إثر اخرى ، وهي جاثية على ركبتيها لئلا تدمى الاوراق ..
اخيرا رسمت التويج ليحضن اوراقها المخملية .. كانت تتوق لرؤية ازهارها بوضوح .. حاولت فتح النافذة .. اشتدت الريح .. ارتعشت قليلا .. الاوراق تتموج خاشعة لتراتيل الريح .. هدير الرعد بين جوانحها .. اتسعت عيناها ..
- ماهذا ..؟ اللوحة غارقة في الضباب ...!!
- يا الهي ، انني لا ارى الازهار بوضوح ، لا استطيع الرؤية هكذا .. لا استطيع ..
اغلقت النافذة بسرعة .. أخذت تحدق بازهارها عبر النافذة ذات الزجاج الشفاف ، مسحت النافذة بمنديلها الابيض مرة ثالثة ..
اعتلت شفتيها ابتسامة صافية كنبع عذب وهي تطلق تنهيدة بصوت خفي .. نعم الان .. ازهاري بلا ضباب .. ابتعدت عن النافذة ..
افترشت الارضية وهي ترسم ازهارها الاثيرة ، وتنثر بأوراقها المخملية هنا وهناك حتى امتلأت الارضية بازهارها البيضاء ...

سحر أحمد سمير
24-04-2016, 08:06 AM
بعض النوافذ تكسوها الضباب ؛ و الشمس يغيب حينا ضوؤها حتى إذا سقطت قلاع الليل و انكسر الدجى جاء الضياء مغردا ..

أجدت رسم المشهد و الحالة الشعورية للبطلة التي لن نراها بعد هذا اليوم عقلا جامدا أو روحا مهمومة ..

قص مترع بالتفاؤل و الأمل ..

سلمت يمناك أستاذة زينب المالكي ..

تحياتي

خلود محمد جمعة
27-04-2016, 08:52 AM
ومابين شروق وغروب وتبادل للفصول قد تتوارى الاحلام خلف سحابة حزن وقد تختبيء في جدار الليل منتظرة تحريرها الى أن تشرق شمس الأمل لتنير للآحلام طريقها الى أرواحنا
حرف حالم بجمال
بوركت

عبد السلام دغمش
29-04-2016, 03:21 PM
ربما يؤدي الانفتاح على العالم المجتمعي مدعاةً لتغيير الصورة المثالية التي تنطبع عليها النفوس البريئة حين يصيبها شيءٌ من الغبار الذي يغطي المرآة الصافية ..
لكن إغلاق النافذة لن يكون هو الأمثل على الدوام ..بل محو الزجاج من حينٍ لآخر لتبقى الصورة ناصعة..

الأديبة الكريمة زينب : مشهد جميل رسمتيه يدعو للتأمل .

تحياتي .

آمال المصري
04-05-2016, 12:31 AM
على أرض الواقع اكتمل حلمها لتحطم به كل الحواجز لينجلي الضوء من رحم العتمة
قص جميل في طياته الأمل يفرض نفسه كان التصوير فيه متقنا واللوحة زاهية
شكرا لك أيتها الجميلة هذا البهاء
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

محمد محمود محمد شعبان
05-05-2016, 11:59 AM
رااااائع
تحيتي لقلمك
وتحية تليق بحضور الكبار هنا

كاملة بدارنه
08-05-2016, 09:13 PM
يحتاج العالم للأزهار البيضاء في كلّ مكان بعدما صبغت الأرض بحمرة الدّم
قصّ جميل تمنّيت مراجعته لغويّا قبل النّشر لوجود بعض الأخطاء فيه
بوركت
تقديري وتحيّتي

ناديه محمد الجابي
21-06-2022, 08:53 PM
لوحة من أمل وتفاؤل رسمتها البراءة بعد أن حررتها من الغبار أو الضباب
الذي يعكر نقاء الصورة.
مشهد جميل وحالم في لوحة زاهية الألوان.
بوركت ـ ولك تحياتي.
:0014::0014: